5 التزامات لتصبح مُرشداً عظيماً

أينما وصلت في مسيرتك القيادية، هناك من لم يصل بعد إلى ما وصلت إليه ويمكنه الاستفادة من الإرشاد الذي تقدمه، إنَّ اختيارك لمن ستشارك وقتك وخبرتك معه أمر في غاية الأهمية، ذلك لأنَّ هذا سيضمن أنَّ جهودك ستقدم قيمة. وفيما يلي بعض الإرشادات لاختيار الأشخاص المناسبين للإرشاد والتحسين.

يجب أن يكون القادة بارعين في الحكم على إمكانات الآخرين، وإيجاد المزيد من القادة وتطويرهم؛ فهم قادرون على معرفة أين يجدونهم، واختيار المكان المناسب لهم، وتوفير احتياجاتهم.

فالأمر الهام في أي عمل أو منظمة ناجحة؛ هو أنَّه لا يمكن لفرد واحد أن يحقق النجاح بمفرده؛ فإن كنت تريد حقاً أن تكون قائداً رائعاً، فيجب عليك تأسيس فريق رائع؛ إذ يظن الكثير من القادة أنَّ مفتاح قيادتهم يتلخص في اكتساب المزيد من الأتباع، بينما يحيط القادة العظماء أنفسهم بقادة آخرين، مما يخفف العبء عنهم ويوسع مداركهم.

وهنا يكمن السر بقوة الإرشاد، فالمرشد: هو الشخص الذي يعلِّم ويوجِّه ويسخِّر خبرتَه وعلمَه لخدمة الآخرين.

أينما وصلت في مسيرتك القيادية، هناك من لم يصل بعد إلى ما وصلت إليه ويمكنه الاستفادة من الإرشاد الذي تقدمه، فأنت مدين لهم ولذاتك بتقديم النصح، وإلا فما الغاية من النجاح إن لم نتمكن من مشاركته مع الآخرين؟

إنَّ اختيارك لمن ستشارك وقتك وخبرتك معه أمر في غاية الأهمية، ذلك لأنَّ هذا سيضمن أنَّ جهودك ستقدم قيمة.

 وفيما يلي بعض الإرشادات لاختيار الأشخاص المناسبين للإرشاد والتحسين:

1. اختر أشخاصاً لديهم فلسفة تشبه فلسفتك:

سيكون من الصعب تحسين شخص لديه قيم مختلفة كلياً عن قيمك.

2. اختر الأشخاص الذين تؤمن بإمكاناتهم:

إن كنت لا تؤمن بهم، فلن تمنحهم الوقت الذي يحتاجون إليه؛ وحينئذ سيلحظون خلال فترة قصيرة عدم ثقتك بهم؛ وعلى النقيض من ذلك، إنَّ إيمانك بإمكاناتهم سيمكِّنهم ويمنحهم القوة، بدليل أنَّ بعض أعظم الرياضيين المحترفين؛ تخرجوا من كليات صغيرة غير معروفة؛ فكل ما احتاجه هؤلاء هو مدرب محترف يكتشف الإمكانات التي تحتاج -فقط- إلى الفرصة المناسبة لإظهارها، حيث يكمن سر الإرشاد في أي مجال في مساعدة الفرد على الوصول إلى المكان الذي يرغب في الذهاب إليه.

3. حدِّد ما يحتاجون إليه:

يتضمن تحديد ما يحتاجه القادة المحتملون دراسة نقاط قوتهم وضعفهم بموضوعية؛ إذ تشير نقاط قوتهم إلى المسار الذي يحتاجون إلى السير فيه، وما قد يصبحون عليه في المستقبل، وتظهر لنا نقاط ضعفهم ما نحتاج معرفته؛ ولمساعدتهم على التحسن، فإنَّ تشجيعهم في نقاط قوتهم ومساعدتهم في التغلب على نقاط ضعفهم؛ سيقربهم من الوصول إلى إمكاناتهم.

4. قيِّم تقدمهم باستمرار:

يحتاج الناس إلى التغذية الراجعة، خاصةً في وقت مبكر من تحسُّنهم إذ يقول “بين فرانكلين” (Ben Franklin): “عين المحترف تعمل أكثر من كلتا يديه”، لقد كان يعلم أنَّ قدرة القادة على التقييم أعظم نقاط قوتهم؛ فالمُرشد الصادق لا يتحيز لأحد -وإن لزم الأمر- سيشجع المتدربَ على متابعة التدريب، أو البحث عن مسار آخر، أو حتى إيجاد مُرشد آخر.

5. كن ملتزماً وجاداً ومتاحاً للأشخاص الذين ترشدهم:

إنَّ تطوير القادة المحتملين من حولك هو انعكاس لالتزامك تجاههم، فالالتزام السيء يعني تطوراً سيئاً، والالتزام العظيم يعني تطوراً عظيماً؛ فعندما تحدِّد مسار كل شخص من خلال الإرشاد المتفاني الذي تقدمه، فأنت تساعدهم على تعظيم إمكاناتهم، وتمنحهم فرصة لاكتشاف توجههم الحقيقي، وتزيد من مساهمتهم لك ولمؤسستك إن كانوا جزءاً من فريقك.

يتفق معظم الناس على أنَّ الرعاية مهمة لنمو الأطفال؛ ومع ذلك، غالباً ما يخفقون في رؤية أهميتها في مكان العمل، إذ يفترضون أنَّ القادة المحتملين سوف يرعون أنفسهم بأنفسهم؛ فإذا كنَّا قادة لا نرعى القادة المحتملين من حولنا، فلن يتحولوا إلى نوع القائد الذي نرغب به، وكما قال “رالف والدو إيمرسون” (Ralph Waldo Emerson): “من أجمل تعويضات الحياة؛ أنَّه لا يمكن لأي شخص أن يحاول مساعدة الآخرين بصدق؛ دون مساعدة نفسه”.

فعندما ترعى الآخرين من خلال الإرشاد الذي تقدمه، يفوز الجميع.

 

المصدر

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *