5 دروس هامة عن العمل الحر تعلمتها خلال 5 سنوات

إن كنت تفكر في العمل لحسابك الخاص (عمل حر)، فاطَّلِع على بعض أعظم الدروس التي تعلمتُها على مدار السنوات الخمس الماضية. هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة سيسيليا ميس (Cecilia Meis)؛ والذي تحدثنا فيه عن العمل الحر وتقدم لنا نصائح للنجاح من خلال تجربتها بوصفها كاتبة مستقلة.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة سيسيليا ميس (Cecilia Meis)؛ والذي تحدثنا فيه عن العمل الحر وتقدم لنا نصائح للنجاح من خلال تجربتها بوصفها كاتبة مستقلة.

فإن كنت تفكر في العمل لحسابك الخاص، فاطَّلِع على بعض أعظم الدروس التي تعلمتُها على مدار السنوات الخمس الماضية:

1. تحديد ساعات العمل التي تناسبك:

التنظيم أمر بالغ الأهمية، وكذلك المرونة، فعندما تبدأ العمل الحر لأول مرة، فمن المغري أن تختبر حدود يوم العمل المرن: استيقظ متأخراً، قابل صديقاً لتناول غداء في الحديقة؛ قِلْ بعد الغداء؛ فهذه هي كل الأشياء الرائعة التي تصبح متاحة عندما تعمل من المنزل وتمتلك القدرة على تحديد جدولك الزمني؛ ولكن بالنسبة للبعض، العكس هو الصحيح، فقد تخشى من الرضا غير المحمود، أو تتحمس لعملك الجديد وتلتصق بجهاز الكمبيوتر حتى وقت متأخر من الليل.

ليس بالضرورة أن يكون أي من هذه الأشياء خياراً خاطئاً؛ ولكن من الهام ألا تنزلق إلى أي من الطرفين، فعليك ألَّا تعمل كثيراً إلى الحد الذي لا يكون لديك فيه وقت لتناول طعام الغداء مع صديق أو لقيلولة بعد الظهر؛ ولكن يجب أيضاً أن تكون حذراً بشأن الجدول الزمني الذي يفتقر إلى التنظيم. ولأنَّ للعادات فوائد عديدة، فقد جربتُ مجموعة متنوعة من جداول العمل، وهذا هو الوصف العام لما يناسبني:

  • أستيقظ مبكراً لأنَّ عقلي يكون أكثر يقظة في الصباح، وهذا عندما يوقظني جسدي بشكل طبيعي.
  • أُنجز العمل الإبداعي الشاق أولاً، هذه هي الأشياء التي تتطلب المزيد من تركيزي وقوتي الذهنية.
  • أتناول وجبات منتظَمة وأستخدم ذلك الوقت بوصفه استراحةً؛ إذ أكون فيه بعيدةً عن الشاشة.
  • أضيف جلسةَ تمدُّد وتريِّض سريعة أو نزهةً على الأقدام في الهواء الطلق، أو كليهما إذا كان بإمكاني ذلك.
  • أعمل بقية اليوم على دفعات.
  • أُحدِّد موعداً نهائياً، وبعد ذلك لا أتحقق من البريد الإلكتروني أو لا أجيب عن الإشعارات.

2. التعديل حسب الحاجة:

أنا امرأة منتظِمة بطبعي؛ لذلك لم يكن العمل بانتظام هو التحدي الأكبر بالنسبة لي؛ إذ كنت سابقاً أعمل في أبكر وقت ممكن حتى أكثر وقت متأخر، فعلمت أنَّني أستمتع حقاً في الصباح الباكر؛ إذ يوقظني جسدي بشكل طبيعي في حوالي الساعة 6 صباحاً، كما تعلمت أنَّه في حوالي الساعة 3 مساءً يتوقف عقلي عن العمل؛ ولكن عندما أعمل من الساعة 6 صباحاً حتى 3 مساءً بشكل متواصل، أعاني من إجهاد في العين وصداع وأُصبح سريعة الانفعال، ناهيك عن أنَّني أفوت أفضل فترات اليوم.

خلاصة القول: التنظيم هام؛ لكن لا تنظم عملك من المنزل إلى درجة أن تنسى الاستماع إلى جسدك والتأقلم وفقاً لذلك؛ فأنا أعمل جدولاً يومياً الآن بتقسيم الوقت بالطريقة التي تناسبني؛ إذ يتضمن ذلك القيلولة بعد الغداء حتى لا أشعر بالنعاس بقية فترة ما بعد الظهر، ويشمل أيضاً العمل على دفعات قصيرة ومنتجة مع فترات استراحة هادفة وذات معنى بينهما.

قد تبدو طريقتي سخيفة بالنسبة إليك، ولا بأس بذلك، ابدأ بتنظيم وقتك؛ ولكن تذكر أن تراجع نفسك وتُعدِّل حسب الحاجة.

3. عدم نسيان أن تعيش حياتك عند تتبُّع الأمور المالية:

أُحِبُّ إعداد الأهداف، وأُحِبُّ عمل جدول بيانات كبير في بداية العام لتتبع أهدافي، فأحد أهدافي الكبيرة؛ مثل سداد ديون القرض الطلابي خلال ثلاث سنوات، وقد وضعت خطة جريئة لذلك؛ ولكن إضافةً إلى هذا الهدف هناك أهداف حسابَي الادخار والتقاعد، وأضف ذلك إلى فواتيري الشهرية وضرائب العمل الحر، ما يعني التحدث عن جزء كبير من تبعثر أموالي قبل أن تصل إلى حسابي.

أُحِبُّ إدارة الأموال بهذه الطريقة لأنَّها تجعلني أشعر بقدر أكبر من السيطرة على مستقبلي؛ ولكن قد يكون ذلك صعباً؛ ففي مرحلة ما، كنت أتتبع كل مصاريفي اليومية لمعرفة أين أنفق أكثر، فلم أجد أي مجال لفرصة جميلة غير متوقعة.

تعلمت هذه التقنيات المالية من المدرِّبين الماليين الشخصيين الذين قرأت وكتبت عنهم؛ ولكن لا تدع الأمور المالية تنسيك نفسك، بل تتبع إنفاقك؛ واحرص على تخصيص بعض المال للمرح؛ قد تُكوِّن مبلغاً صغيراً في نهاية الشهر، وذلك حسب وضعك المالي.

خلاصة القول هي أن تفسح المجال للمتعة العفوية واللطيفة.

4. لا يأتي المال دون تكلفة:

السلاح ذو الحدين في العمل الحر هو أنَّ هناك دائماً عملية بيع أخرى يتوجَّب القيام بها، أنا كاتبة؛ لذلك هناك دائماً المزيد من الأفكار لإرسالها والمزيد من المنشورات لعرضها؛ ولكوني شخصاً يتعامل مع جداول البيانات، فأنا أعرف كم تستحق كل ساعة من وقتي في هذه المرحلة من حياتي المهنية، وبعبارة أخرى، أنا أعلم كم من المال يمكن أن أجني إذا كنت أعمل بدلاً من أَقيل أو بدلاً من لعب الكرة الطائرة على الشاطئ مع الأصدقاء.

من أعظم الدروس التي تعلمتها أنَّ المال يأتي بثمن، ففي عام 2019، حققت هدفاً مالياً ضخماً، فقد كان أفضل عام لي حتى الآن؛ إذ شعرت أنَّ كل حلم لي قد تحقق؛ ولكنَّني كنت أيضاً في واحدة من أسوأ حالاتي العقلية والعاطفية خلال الصيف، وهو الموسم المفضل لدي؛ إذ كنت أعمل غالباً من الساعة 4 صباحاً حتى 6 مساءً وكانت المواعيد النهائية تلوح في الأفق، وغالباً ما حلمت بعملي، فقد جلَبَت كلُّ هوايةٍ ونشاطٍ ممتعٍ الشعورَ بالذنب؛ لأنَّه كان هناك دائماً المزيد للقيام به.

لقد تعلمت بصعوبة أنَّ كل زبون جديد وكل عمل إضافي جديد يعني المزيد من المال؛ ولكن بتكلفة باهظة: تكلفة وقت فراغي وصحتي العقلية والعاطفية، وتكلفة صحتي الجسدية في بعض الأحيان؛ بالنسبة لي، لم يكن تحقيق هذا الهدف المالي يستحق كل هذه الآثار الجانبية؛ ففي عام 2020، وضعت هدفاً جديداً: كسب ما يكفي من المال ليمنحني الراحة، ثم تخصيص الوقت لفعل أي شيء أو لا شيء.

وبذلك اضطررت إلى إجراء بعض التعديلات على عاداتي في الإنفاق؛ لكنَّني سافرت أكثر، وضحكت أكثر وأنشأتُ ذكريات ذات مغزى أكبر؛ وبالنسبة لي، هذه الأشياء لا تقدر بثمن.

5. ممارسة هوايات جديدة ليس لها أي قيمة ملموسة:

لا يمكنني التأكيد على أهمية هذا بدرجة كافية، لقد كنت أكتب عن بعض أشكال التنمية الشخصية وأمارسها منذ ما يقرب من خمس سنوات، فأنا أؤمن بتحديد الأهداف، والمساءلة، والتنظيم، والنشاط، والرعاية الذاتية، ونصائح الإنتاجية.

لقد تعلمت أيضاً أنَّه يصبح من السهل دمج النَّماء الشخصي مع خطوة ملموسة إلى الأمام، بعبارة أخرى؛ كل إجراء تقوم به في اليوم يجب أن يحركك نحو هدف ما؛ وإلا فإنَّه عديم الفائدة.

بالنسبة لي، تطلَّب الأمر بعض الإنهاك لأدرك أنَّ تحسين نفسك يتعلق أيضاً بفعل الأشياء التي تستمتع بها، لمحض الاستمتاع بها.

لذا، اقرأ بعض الروايات الرومانسية دون الشعور بالذنب، أو اكتب قصة قصيرة دون القلق بشأن ما إذا كانت جيدة أو قابلة للتسويق. في الواقع، لا تدع أي شخص يقرأها حتى لا تشعر بضغطٍ خارجي، أو ابنِ عشاً لطائرٍ حتى تتمكن من النظر إليه من النافذة والاستمتاع بفن الإتقان البسيط، دون التساؤل عمَّا إذا كان يمكن أن يتحول إلى عمل إضافي مربح.

إنَّ هذه الهوايات تُنمِّي مهاراتنا، فهي تسمح لنا بتمديد بعض العضلات الإبداعية والتنافسية دون الشعور بالخوف أو القلق، قد تقول لي: وإذا أخفقت؟ أقول لك: مدهش، جرب شيئاً آخر، استمر وتعلم أن تضحك على كل المشاعر من النوع “يجب أن أكون أفضل في هذا”.

 

المصدر

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *