ومع ظهور المزيد من المشكلات التي تؤثر تأثيراً كبيراً في نمط حياتنا، واجه أغلبنا الفشل أكثر مما كان متوقعاً؛ فنحن نرتكب باستمرارٍ أخطاءً أكثر بكثيرٍ من التي نعترف بأنَّنا ارتكبناها، وتزداد هذه الحالات سوءاً عندما يسترعي الأشخاص الذين نعمل معهم الانتباه إلى إخفاقاتنا في العمل، وقد يكون من الصعب للغاية التصدي لهذه الأخطاء والإخفاقات، ولكنَّ القيام بذلك يُشكِّل جزءاً هاماً من تطورنا، وهاكم بعض الطرائق التي تستطيعون من خلالها تلافي حالات الإخفاق في العمل:
1. الفشل في العمل أمر شائع:
إنَّ أول ما ينبغي فهمه هو أنَّ الفشل في العمل ليس أمراً مُستغرباً أبداً، فالجميع يرتكبون الأخطاء مثلك تماماً، فببساطة تسير حياتنا العملية بوتيرةٍ شديدة التسارع، وتتراكم فيها المهام واحدةً تلو الأخرى، ويبدو أنَّنا لن نستطيع إنجازها ناهيك عن الانتقال إلى غيرها، وهذه الظروف مجتمعةً تجعل ارتكاب الأخطاء والإخفاقات أمراً لا مفرَّ منه.
يستطيع التوتر وحده جعل أي شخص ينهار؛ لذلك لا تُضع وقتك بالشعور بالخزي عند ارتكابك خطأ في مكان عملك؛ حيث يجعلك التعامل مع الإخفاق – بصفته جزءاً أساسيَّاً من العمل – مهيَّئاً للبدء في تجاوز المشاعر السلبية الناجمة عن هذه المواقف وتبعاتها.
وإذا كنت تواجه صعوبةً مع الأخطاء الشخصية أو الإخفاقات، تذكر فقط أنَّ الأخطاء أو الإخفاقات يمكن أن تكون دروساً لنا نتعلمها لنصبح أفضل.
شاهد بالفيديو: أهم أسباب الفشل في العمل
[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/H39BH5LfHXY?rel=0&hd=0″]
2. التغلب على السلبية المصاحبة للفشل في العمل:
إذا كنت قد فشلت سابقاً في العمل، فمن المُحتمَل أن يكون غرورك سبباً في ذلك وهذه حقيقة معروفة، ولكن كما ذكرت تواً، في إمكان تعلُّم التعامل مع الانتكاسات والمشاعر السلبية التي ترافق الإخفاق في العمل أن يساعدك في التعافي بسرعة والعودة إلى امتطاء صهوة النجاح مرَّةً أخرى بحيث تستطيع تجاوز كل ذلك لاحقاً.
ستساعدك هذه العملية على التعامل مع خيبة الأمل والخزي المرتبطَين بالفشل في العمل وضمان ألَّا تُحبِطك هذه المشاعر السلبية فترةً طويلة جداً، ولكي تتعلَّم التعامل معهما، يتعين عليك أن تستكشف ما حدث.
ما يعنيه هذا هو أنَّه عليك التفكير في الوضع الذي حدث؛ أي تحديد الأشياء التي سارت على ما يرام وكذلك الأشياء التي لم تسر جيداً والأسباب التي جعلتهما كذلك.
ستفتح الإجابة عن هذه الأسئلة بصيرتك وترفع وعيك الذاتي، وبالتالي سيكون لديك حصيلة من الدروس التي ستفيدك في التقدم فضلاً عن التصرف بطريقةٍ أفضل في المرة القادمة التي تتولى فيها مهمة مماثلة.
3. الاستعداد للإحساس بالمشاعر السلبية:
بالإضافة إلى دراسة الحالة، هناك بعض المشاعر التي تُرافق الإخفاقات في العمل، ذُكِر عددٌ قليلٌ منها سابقاً في هذه المقالة.
إنَّ تعلُّم كيفية البحث عن هذه الأنواع من الأفكار والمشاعر بعد ارتكاب خطأ في العمل أو في أي جزء آخر من حياتك، من شأنه أن يساعدك على التعامل معها على نحو أفضل كلما حاولوا النَّيل من صحتك العقلية.
يمكن أن تكون هذه المشاعر كثيرة – مثل الإحراج، وخيبة الأمل، وصراع الهوية، والشعور بانعدام القيمة أو الفائدة، وأنَّه ليس لديك ما تقدِّمه، أو أنَّ كل من حولك أفضل منك، والقائمة تطول – وذلك لأنَّنا بطبيعتنا البشرية نجد لسببٍ ما، لذة في جلد ذواتنا وخاصة عندما نرى أخطاءنا وإخفاقاتنا السابقة.
وأنت إذا تَركتَ هذا يَحْدثُ، ستعيث هذه الأفكار والمشاعر فساداً في دماغِكَ وتضر صحتِكَ العقليةِ؛ لذا تطور استراتيجية لمكافحة هذه المشاعر قبل أن تظهر حتى، كما لو كنت تستعد لتُعارِك شخصاً آخر.
سيجعلك القيام بذلك مستعدَّاً للتغلب على هذه المشاعر، وإيَّاك أن تستخفَّ بأهمية الاستعداد، فهذه من من أهم الخطوات التي تساعد في الحفاظ على المرونة بعد الإخفاق في العمل، وإذا جرَّبت وضع خطَّةٍ أو استراتيجية تلائمك وتلائم حياتك وعملك ستكسب مهارات عالية القيمة.
4. التفكير والاعتراف والتطبيق ثمَّ التكرار:
بمجرد أن تضع استراتيجيتك الجديدة سيحين وقت التأمل في سلوكياتك الحالية في التكيف معها، كتلك التي تمارسها حينما ترتكب خطأً فتبكي ثم تبرر خطأك وتأخذ وضعية الدفاع ثم تذهب لتناول المثلجات في محاولة لمواساة نفسك.
لا يمكنك الاستمرار في هذه الاستراتيجية؛ وذلك لأنَّها وبوضوح غير فعالة؛ لذا خذ بعض الوقت للتفكير في كيفية التكيف حالياً والأسباب وراء هذه التصرفات، أهي محاولتك للتستر على الإحساس الداخلي بانعدام الأمان أم هناك سبب آخر؟
وبمجرد أن تكتشف السبب، اعترف به وتقبَّل أنَّ هذه هي الكيفية التي كنت تتصرف بها في الماضي وأنَّ التغيير يجب أن يحدث.
من هنا، يمكنك البدء في إعادة تدريب نفسك والانتقال من آليات الدفاع والتبرير وتناول المثلجات، إلى اكتساب الوعي الذاتي والتعلُّم من الخطأ الذي ارتكبته في حياتك، وهذه خطوة أساسية لاستعادة التوازن؛ وذلك لأنَّك بمجرد أن تفعل هذا وتكتسبه يمكنك عندها الشروع في تطبيق الاستراتيجيات الجديدة التي صنعتها لنفسك للتو وتأسيس أنماط جديدة من السلوك والعادات الأكثر فائدة لتطورك الشخصي وتقدمك.
والخطوة الأخيرة هي تكرار العملية، وأود أن أوصيك بإعادة التفكير والتقييم كلما فشلت في العمل أو ارتكبت خطأ ما في مجال آخر من حياتك؛ وذلك لأنَّ تكرار هذه العملية يساعدك على تعديل وتحديث استراتيجياتك، ويمكن أن يساعدك على النمو والتطور كشخص.
5. تحمُّل المسؤولية:
كلنا نعرف أولئك الذين يعتقدون أنَّهم معصومون عن الوقوع في الأخطاء، بصرف النظر عن دورهم أو مدى مشاركتهم في النتيجة، ونطلق على هؤلاء اسم “مُوزِّعي الاتهامات”؛ وهم من يلقون باللوم على الجميع قبل أن يفكروا في مدى تورطهم بالنتيجة.
يثير هؤلاء الناس حقيقةً مشاعر الأسى في النفس، ليس لأنَّهم منبوذون من قِبل أقرانهم بسبب هذا السلوك فحسب، ولكن لأنَّ التقدم الذي سيحرزونه سيكون بطيئاً في نهاية المطاف مقارنة مع أولئك المستعدين للاعتراف بأخطائهم وتحمُّل مسؤوليتها.
حاول ألَّا تكون منهم كلما ارتكبت خطأً، وخاصة عندما يكون فشلاً متعلقاً بالعمل، وذلك لعدم رغبة أي أحد في العمل مع شخص لا يريد تحمُّل مسؤولية قراراته وأفعاله.
من المعروف أنَّ قبول اللوم والاعتراف بالأخطاء ليس سهلاً دائماً، خاصة عندما تكون هناك عواقب على أفعالك، ولكنَّ تحمُّل المسؤولية إلى هذا الحد هامٌّ جداً لتطوركم الشخصي.
التعافي بعد الفشل في العمل:
إن كان ثمَّة درسٌ وحيد يمكن تعلمه من هذه المقالة فهو أنَّ بإمكانك أن تتعلم الكثير عن نفسك من خلال تجارب الفشل في العمل والأخطاء التي ترتكبها في الحياة ولكنَّ القيام بذلك يحتاج إلى تعلُّم كيفية التغلب على السلبيات المرتبطة بهذه الأخطاء وابتكار طرائق أكثر فاعلية للتكيف.
تعلَّم أن تنظر إلى هذه الأخطاء على أنَّها فرص لتطورك الشخصي وتنميتك، ولو استطعت فعل ذلك ستصل إلى مبتغاك في رحلة نجاحك الشخصية.
المصدر