6 استراتيجيات للمتعلمين السمعيين للتعلم بفاعلية

يتعلَّم المتعلِّمون السمعيون تعلُّماً أفضل عندما يتلقُّون المعلومات من خلال الصوت، وبدلاً من قراءة الكتب، يفضلون الاستماع إلى حديث الآخرين، لكنَّهم يتعلَّمون جيداً أيضاً عندما يشرحون بأنفسهم ويشاركون في الدردشات والحوارات الجماعية. لنتعمق مباشرة في استراتيجيات التعلُّم الست للمتعلِّمين السمعيين.

Share your love

في هذه الأيام، يوجد العديد من الفرص العظيمة للمتعلِّمين السمعيين للتعلُّم بفاعلية، سنذكر في هذه المقالة 6 استراتيجيات تجعل المتعلِّمين السمعيين يتعلَّمون بسرعة وتُمكِّنُهم من الحصول على فهم جيد للمواد المُقدَّمة لهم، ولكن قبل البدء باستراتيجيات التعلُّم تلك، دعونا نلقي نظرة على أساليب التعلُّم الأكثر شيوعاً.

في دراسة أُجرِيت في عام 1992 بواسطة نيل فلمنج (Neil D. Fleming) وكولين إي ميلز (Coleen E. Mills)، استُخدِمَ نموذج فارك (VARK) – وهو مجموعة من أساليب التعلُّم؛ حيث يُشير الاسم المختصر لأساليب التعلُّم الأربعة الأكثر شيوعاً، وهي التعلُّم المرئي والسمعي والقراءة/الكتابة والتعلُّم الحسي الحركي – لوصف أساليب التعلُّم الرئيسة الأربعة التي يمتلكها الناس عادةً:

  • التعلُّم المرئي (Visual): يتعلَّم المتعلِّمون المرئيون تعلُّماً أفضل من خلال الرسوم البيانية والصور والملاحظات المكتوبة.
  • التعلُّم السمعي (Auditory): يتعلَّم المتعلِّمون السمعيون تعلُّماً أفضل من خلال الصوت.
  • التعلُّم بالاعتماد على القراءة/الكتابة (Reading/Writing): يتعلَّم هذا النوع من المتعلِّمين تعلُّماً أفضل من خلال قراءة الكتب وإجراء البحوث.
  • التعلُّم الحسي الحركي (Kinesthetic): يتعلَّم هذا النوع تعلُّماً أفضل من خلال الفعل.

ليس بالضرورة أن يندرج الأشخاص دائماً ضمن إحدى هذه الفئات بدقة، ولكن غالباً ما يُفضِّل الأشخاص أسلوباً تعليمياً واحداً على البقية؛ ويبدو أنَّ نموذج فارك (VARK) يرتبط بالتفضيلات الشخصية أكثر من أساليب التعلُّم المرتبطة ارتباطاً جوهرياً بجينات شخص ما، فإذا كنت شخصاً يستوعب المعلومات استوعاباً أفضل من خلال الصوت أكثر من الصور، فلا يزال بإمكانك التعلُّم جيداً من خلال الصور أو الأنشطة، ولكن إذا كنت تريد أن تتعلَّم بفاعلية وشمول قدر الإمكان، فيجب عليك استخدام تقنيات التعلُّم التي تُلبِّي تفضيلاتك عندما يتعلق الأمر بتلقِّي المعلومات.

يُفضِّل بعض الناس القراءة، بينما يفضل بعضهم الآخر الاستماع إلى الكتب الصوتية، وليس بالضرورة أن يكون هناك تفسير علمي للإجابة عن سبب ذلك؛ بل علينا فقط تقبُّل تفضيلاتنا الفريدة واستخدام التقنيات المناسبة لنا، والآن بعد الاطلاع على بعض المعلومات الأساسية، لنتعمق مباشرة في استراتيجيات التعلُّم الست للمتعلِّمين السمعيين:

1. الاعتماد على التسجيلات الصوتية بدلاً من تدوين الملاحظات:

بغض النظر عن أسلوب تعلُّمنا، نحن جميعاً نحتاج إلى تخزين المعلومات في مكان ما حتى نتمكن من الوصول إليها لاحقاً، وعندما يتعلق الأمر بتدوين الملاحظات، فقد يستفيد المتعلِّمون السمعيون أكثر من التسجيلات الصوتية بدلاً من تدوين الملاحظات المكتوبة.

قد تكون هذه التسجيلات لك وأنت تشرح فيها مفهوماً تتعلَّمه، أو تقرأ مقطعاً من كتاب بصوت عالٍ، أو تسجيلاً لشخص آخر يشرح شيئاً ما، أو ربما من محاضرة أو عرض تقديمي.

بدلاً من ملء دفتر الملاحظات أو قضاء ساعات في الكتابة على لوحة مفاتيح الكمبيوتر، يمكنك تخصيص ملف لمقاطع الصوت، ولجعل هذا العمل شبيهاً بالخريطة الذهنية (Mind Map) – وهي عبارة عن مخطط يُستخدَم لتنظيم المعلومات تنظيماً مرئياً – يجب أن يكون من السهل عليك العودة إلى ملاحظاتك الصوتية في المستقبل عندما تحتاج إلى الوصول إلى المعلومات ومراجعتها، ومن الضروري أن تُبقي ملاحظاتك الصوتية مُنظمَّة.

يعد تطبيق إيفر نوت (Evernote) أداة رائعة لتدوين الملاحظات؛ فباستخدام هذا التطبيق يسهُلُ عليك إنشاء قاعدة بيانات للتسجيلات التي سجلتها والاحتفاظ بها مُنظمة، وهناك ميزة أخرى رائعة في هذا التطبيق وهي أنَّه يحتوي على مسجل صوت مُدمج، بحيث يُوفِّر عليك مشكلة الاضطرار إلى استيراد التسجيلات الصوتية يدوياً.

احرص على تسمية كل تسجيل بوصف لما يحتويه، فإذا لم تقم بذلك، فسيكون من الصعب جداً العودة إليه فيما بعد، وعلى الرغم من أنَّك قد تتعلَّم تعلُّماً أفضل من خلال الملاحظات الصوتية، إلا أنَّها طريقة سيئة لتنظيم المعلومات، فلا يزال من السهل عليك البحث في الملاحظات المكتوبة للعثور على شيء تريده، بحيث يمكنك قراءة النص وتصفُّحه بسرعة، ولكن لا يمكنك الاستماع بسرعة إلى المقاطع الصوتية أو تصفُّحها.

لهذا السبب لا يزال بإمكان المتعلِّمين السمعيين أن يستفيدوا كثيراً من تدوين الملاحظات المكتوبة القصيرة وحتى الخرائط الذهنية المرئية للحصول على نظرة عامة عن الموضوع الذي يتعلَّمونه ورؤية الصورة الكاملة.

ولتلخيص هذه الاستراتيجية: دوِّن بعض الملاحظات المكتوبة لتنظيم المعلومات والحصول على نظرة عامة عن الموضوع بأكمله، واستخدم التسجيلات الصوتية عندما تتعمق في كل موضوع لفهم المواد جيداً.

2. استخدام برامج تحويل الكلام إلى نصوص:

غالباً ما يجيد المتعلِّمون السمعيون التحدث والشرح، ويكونون أقل جودة في التعبير عن أفكارهم على الورق؛ لهذا السبب، قد يستمتعون بعملية تدوين الملاحظات المكتوبة من خلال هذه الميزة.

يوجد اليوم عدد لا بأس به من التطبيقات التي تتيح لك التحدث إلى هاتفك وتحويل الكلمات إلى نصوص في أثناء التحدُّث، وقد يستغرق الأمر قليلاً من الممارسة حتى تعتاد استخدام طريقة تدوين الملاحظات هذه؛ ولكن يمكنك كتابة النص بسرعة كبيرة باستخدام هذه الطريقة دون بذل الكثير من الجهد.

فمثلاً، عند تدوين الملاحظات يمكنك كتابة المسودة الأولى من خلال التحدث إلى هاتفك، فهذه الطريقة أسرع بكثير من الكتابة، وتوفر بعض الوقت، كما يمكنك استخدام تطبيق يسمَّى “سبيش تيكستر” (SpeechTexter) لهذا الغرض؛ حيث يمكنك تحميله مجاناً، والسبب الرئيس الذي سيجعلك تحب هذا التطبيق هو أنَّه يمكنك برمجته لإدراج رموز محددة بأوامر صوتية مخصصة.

بهذه الطريقة، يمكنك بسهولة تنسيق النص بالكامل بصوتك وإدراج أشياء مثل الفقرات الجديدة والفواصل والنقطتين، وما إلى ذلك؛ فأنت مَن يعطي الأوامر، ويمكنك أيضاً نسخ النص أو تصديره بسهولة ولصقه في تطبيق تدوين الملاحظات المفضل لديك؛ والفائدة الرئيسة من هذه الطريقة أنَّها مثالية للمتعلِّمين السمعيين، بحيث يمكنك التعبير عن أفكارك مباشرة بتسجيلها صوتياً بدلاً من الاضطرار لكتابتها.

إذا كنت من النوع البطيء في الكتابة، فإنَّ طريقة تحويل الكلام إلى نصوص ستجعل عملية التعبير عن الأفكار أكثر سلاسة، كما أنَّها تُسهِّل عليك الحفاظ على سلسلة أفكارك، وبعد التسجيل مباشرة، يمكنك الرجوع وتصحيح الكلمات وعلامات الترقيم والتنسيقات التي كتبها البرنامج تلقائياً.

شاهد بالفديو: 7 مواصفات للمتعلم السمعي

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/oshQi2Th9fo?rel=0&hd=0″]

3. استخدام المدونات والكتب الصوتية:

انتشر استخدام المدونات والكتب الصوتية عالية الجودة في السنوات الأخيرة، وهذا أمر رائع للمتعلِّمين السمعيين؛ إذ لا تعد المدونات والكتب الصوتية استراتيجيات جيدة دائماً إذا كنت ترغب في تعلُّم شيء محدد في دورة تدريبية معينة، ولكنَّها تعد مصادر رائعة للمعلومات العامة والتعلُّم.

يجب عليك التحقق من استخدام بعض الخدمات مثل بلينكست (Blinkist) -وهي خدمة اشتراك تلخيص الكتب- وأوديبل (Audible) -وهي خدمة الكتب الصوتية والبودكاست عبر الإنترنت-؛ فإذا كنت متعلِّماً سمعياً، فأنت تسيء لنفسك إذا كنت لا تستفيد منها.

تعد المدونات والكتب الصوتية أيضاً طريقة رائعة لتوفير الوقت، بحيث يمكنك الاستماع إليها في أثناء الطهي أو تعليق الملابس أو تنظيف منزلك أو في أثناء القيام بأي مهام أخرى لا تتطلب انتباهك كاملاً.

4. الاستماع أولاً ثم تدوين الملاحظات:

إذا كنت تستمع إلى حديث أو تتلقى درساً أو محاضرةً أو عرضاً تقديمياً، فيجب أن تركز كل انتباهك على الاستماع إلى المحاضر؛ وبما أنَّ تدوين الملاحظات يتطلب الكثير من الاهتمام، فإذا ركزت على ذلك، فقد تنشغل عن الأفكار التي يطرحها المُحاضر.

ستكتسب الكثير من المعلومات إذا بذلت كل طاقتك في محاولة فهم ما يقوله المتحدِّث بصفتك متعلِّماً سمعياً، ومن المرجَّح أن يتذكر المتعلِّمون السمعيون الكثير من التفاصيل التي ذُكِرَت في المحاضرة؛ لذلك تعد هذه الاستراتيجية جيدة بالنسبة إليك، فكلَّما استمعت باهتمام وتركيز أكثر في أثناء المحاضرة، زادت احتمالية تذكُّر معلوماتها، وإذا حاولت أيضاً إنشاء صور مرئية في ذهنك في أثناء الاستماع، فستتذكر المعلومات تذكُّراً أفضل.

وبعد المحاضرة مباشرة، استعرِض الأفكار التي حفظتها، وتذكَّر جميع النقاط الرئيسة، واكتب ما تتذكره قدر المستطاع، أو الأفضل من ذلك، سجِّل وخزِّن معلوماتك في تطبيق تدوين الملاحظات.

لا تفيدك هذه الطريقة من ناحية التعلُّم فحسب؛ وإنَّما تفرض عليك تدريب قدرتك على تذكر المعلومات؛ حيث يجب عليك استخدامها بعد كتابتها؛ لذا فكِّر في الأمر بانتظام، واربطه بالمعلومات التي أصبحت بالفعل جزءاً منك.

هذه هي نفس الاستراتيجية التي تسمح لعالِم النفس الشهير جوردان بيترسون (Jordan Peterson). بتذكر الكثير مما يقرأه؛ حيث يقول: “يسألني الناس كيف يمكنني تذكر كل الأمور التي أتحدث عنها ارتجالياً عندما ألقي محاضرة ما، والسبب في ذلك هو أنَّني أفكر فيها خلال المحاضرة، وأربط هذه الأمور بذكريات محددة بخمس طرائق مختلفة. بعد ذلك فهمت أنَّ هذا أصبح جزءاً مني”.

5. شرح المعلومة بصوت عالٍ لنفسك:

هذه واحدة من أفضل الطرائق وأسهلها ليتعلَّم المتعلِّمون السمعيون بفاعلية؛ حيث تعد صياغة شيء ما بكلماتك الخاصة طريقة رائعة لترسيخ فهمك له، فإذا قمت بذلك، فإنَّك تستفيد أيضاً من تقنية فاينمان (Feynman) (تعتمد تقنية فاينمان على وجود استراحات من القراءة ومحاولة شرح ما تعلَّمته، الأمر الذي يعكس مستوى فهمك للموضوع الذي تقرأه) التي تعد واحدة من أفضل تقنيات التعلُّم الموجودة، وهي تقنية تَعلُّم طوَّرها الفيزيائي الحائز على جائزة نوبل ريتشارد فاينمان (Richard Feynman). واستخدمها بنفسه، وتتلخص طريقة عملها بما يلي:

افترض أنَّك تشرح لطفل مفهوماً تتعلَّمه؛ حدد أجزاء الشرح التي تعاني لإيصالها بوضوح، ولاحظ الثغرات في فهمك للمفهوم، ثم اقرأ عن المفهوم مرة أخرى وحاول تبسيط الشرح مرة أخرى، وكرِّر هذه العملية حتى تتمكن من شرح المفهوم بثقة بعبارات بسيطة جداً بحيث يمكن لطفل يبلغ من العمر 6 سنوات فهمه.

لكي تشرح شيئاً ما بعبارات بسيطة، يجب عليك أن تفهمه جيداً، فعندما تحاول شرح شيء لا تفهمه تماماً، فمن المحتمل أن يكون تفسيرك غامضاً، وبالتالي لن يكون الطفل قادراً على فهم ذلك.

كي تشرح شيئاً ما بأسلوبك الخاص، فأنت مُجبر على التفكير فيه بالفعل، وهذا هو السبب في أنَّ تقنية فاينمان فعالة للغاية، فهي تجبرك على فهم كل التفاصيل الصغيرة لأنَّ هذا هو المطلوب لشرحها بعبارات بسيطة للغاية.

“إذا لم تستطع شرح فكرتك لطفل عمره 6 أعوام، فأنت نفسك لم تفهمها بعد” – ألبرت أينشتاين (Albert Einstein).

6. المشاركة في حوارات مع الآخرين:

غالباً ما يكون المتعلِّمون السمعيون أكثر راحة في المشاركة في الحوارات الجماعية من الأشخاص الذين يفضِّلون أساليب تعلُّم أخرى؛ فالحديث عن الموضوع الذي تتعلَّمه مع الآخرين في مجموعة سيعزز فهمك له أيضاً.

هذه الاستراتيجية لها تأثيرات مشابهة جداً للاستراتيجية السابقة؛ حيث يعد شرح ما تتعلَّمه سواءٌ لنفسك أم للآخرين أحد أفضل الطرائق لترسيخ المعرفة لديك، وغالباً ما يكون التحدث إلى أناس حقيقيين أفضل مما لو كنت تتدرب على شرح شيء ما لنفسك؛ فعندما تشارك في حوار جماعي، فإنَّك مضطر لصياغة أفكارك والتعبير عن نفسك جيداً، وهذا يضع فهمك للموضوع على المحك.

كما يوجد سبب آخر يجعل المشاركة في حوار مع الآخرين مفيداً، وهو أنَّ سماع الآخرين وهم يشرحون شيئاً ما بطريقتهم الخاصة يساعدك على فهم الموضوع فهماً أفضل، لا سيما إذا وجدت صعوبة في القراءة عنه.

الخلاصة:

كما ترى، هناك الكثير من الأساليب والتقنيات التي تسمح للمتعلِّمين السمعيين بالتعلُّم بفاعلية، فمع كل الأدوات التقنية التي نمتلكها اليوم، يمكننا القول بأنَّنا نعيش في العصر الذهبي للمتعلِّمين السمعيين؛ ومع ذلك أكَّد العلم بأنَّ النظر إلى شيء ما من زوايا ووجهات نظر مختلفة ومتعددة هو طريقة ممتازة لفهم أي موضوع بصورة شاملة.

لذلك، على الرغم من أنَّك متعلِّم سمعي، ستحصل على أفضل تجربة تعلِيمية إذا كنت تستخدم مجموعة من التقنيات المختلفة، بما في ذلك تلك التقنيات التي لا تستهدف المتعلِّمين السمعيين استهدافاً مباشراً.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!