نقدم لك فيما يلي سبعة أنواع من المشاعر العاطفية المرتبطة بالماضي، وما الذي يمكنك فعله للتخلص منها حتى لا تعوقك مرةً أخرى:
1. مشاعر الخوف المرتبطة بالطفولة:
قد يدفعك الشعور بالخوف إلى التفكير ببعض الأمور بصورة مطلقة مثل: “أنا لا أستطيع فعل هذا الأمر”. قد تؤثر مشاعر الخوف المرتبطة بالماضي فيك الآن، وتعتقد بأنَّ كل فشل يحدث معك له علاقة بالماضي، ولا تفكر في تجاوز ذلك.
لا تظهر مشاعر الخوف دائماً، ولا تتجلى بوضوح، وغالباً ما نستخدم الخوف كذريعة إلى عدم شعورنا بالثقة والتمسك بالأفعال التي تخفي الأمور الحقيقية. والتحدي هو أنَّ مشاعر الخوف تلك ترتبط بمعتقدات قديمة بشأن ما هو ممكن.
فكِّر في الأوقات التي شعرت فيها بأنَّك شخص محبوب حقاً، وتذكَّر كيف وجدت أشخاصاً يقفون إلى جانبك؛ فتخيل مثلاً أنَّك تبلغ من العمر أربع سنوات وترغب في تعلم ركوب الدراجة. البعض سيكون محظوظاً بما يكفي للقفز أثناء ركوبها، والتمايل قليلاً، في حين سوف يتأرجح آخرون ويسقطون، إلا أنَّ النوع الثاني سينهض ويتابع المحاولة في التعلم بسبب محبة الناس الذين يهمهم أمره من حوله وتلقيه الكلمات المناسبة.
وكلما همس صوت في داخلك يخبرك بأنَّك لا تستطيع فعل هذا الأمر، يأتي شخص يحبك ويخبرك بأنَّك تستطيع، وحتى لو لم تنجح فيما تقوم به، فإنَّ ذلك يمنحك الثقة بالنفس إلى المحاولة مرة أخرى. ابحث عن الأشخاص الذين يهتمون بك ويحبونك ويدعمونك.
ملاحظة: لا تنتظر من أحد مساعدتك في التغلب على مشاعر الخوف المرتبطة بالماضي؛ حيث يوجد الكثير من الأمور التي قمت فيها بنفسك دون مساعدة أحد، ولديك الكثير من الأدلة التي تؤكد بأنَّك لست مرتبطاً بالماضي لأنَّك حققت الكثير بالفعل، فابحث عن أحدها.
2. مشاعر الخوف النابعة من والد أو معلم متسلط:
غالباً ما يتحدث الأهل أو المعلمون مع الأطفال بطريقة غير مناسبة، كأن يقولوا لهم: “لن تحققوا أي شيء في حياتكم” أو “لماذا لا تطبقون ذلك بأنفسكم؟”
يمكن أن يؤثر وجود أشخاص سلبيين حولنا، فينا إلى فترة طويلة. ربما كانوا يقصدون بذلك حسن النية، وكانوا يأملون أنَّ كلماتهم القاسية تلك ستلهمك، ولكنَّهم لا يفهمون بأنَّهم جرحوك وجعلوك تشعر بالفشل، وأنَّ هذه الكلمات لا تدل على القوة ولا تؤثر إيجاباً فيك.
ما الفكرة التي تؤمن بأنَّها صحيحة والتي يجب أن تتحداها فيما يخص قدراتك؟ قد تصادف بعض الأشخاص الذين يخبرونك بأنَّهم ليسوا مبدعين أو لا يستطيعون التفكير بطريقة تحليلية ومنهجية، وبالتالي من المستحيل عليهم أن يجيدوا القيام بمهام معينة.
لا يزال الناس يحبون الاختبارات الشخصية التي تساعدهم على إثبات السبب في أنَّهم يجيدون القيام ببعض الأمور ولا يجيدون البعض الآخر، على الرغم من التأكد من عدم دقتها علمياً؛ بحيث يبقى الناس متمسكين بالعلوم الزائفة ما لم تُدعَم الأمور التي يريدون تصديقها.
ربما كنت مراهقاً فوضوياً أو طالباً كسولاً، ولكنَّ هذا لا يحدد هويتك في المستقبل. في المقابل، يوجد أشخاص من الماضي أخبروك أنَّه يمكنك فعل أي شيء، ممَّا أثر فيك إيجاباً.
إذا كنت لا تحقق النتائج التي تريدها في الحياة، فربما ذلك بسبب تراكمات الماضي، ولهذا السبب أنت بحاجة إلى إعادة صياغة أفكارك لتكون قادراً على تحسين مهاراتك وإعادة التدريب. يتطلب الأمر شجاعةً للنظر إلى الأمور التي تؤمن بها وأن تسأل نفسك: “هل هذا صحيح فعلاً؟”
يجب عليك أن تعرف بأنَّك تقوم بعمل جيد، لذلك إذا كنت تعرف ذلك أم لم تكن تعرف، فإنَّ الحصول على تغذية راجعة مناسبة يمكن أن يحسن النمو أو يعوقه. وفقاً لدراسة: “يعتقد 78٪ من الجيل إكس (وهو الجيل بين أوائل الستينات إلى أوائل الثمانينات) أنَّ مراجعات الأداء هي إجراءات شكلية لا توفر فرصاً بنَّاءة للنمو”. لذلك، ضع في الحسبان أنَّك تسعى إلى الحصول على تغذية راجعة جيدة، وليست تغذية تؤكد على الأمور التي تؤمن بها فعلاً.
شاهد بالفديو: 7 نصائح للتخلص من التفكير في إخفاقات الماضي
[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/3O8OM4r1qPE?rel=0&hd=0″]
3. التعرض للتنمر في الماضي:
لقد عانى الكثيرون بسبب المتنمرين في المدرسة وفي حياتهم المهنية، وقد يكون من الصعب نسيان هذا الأمر. مع التنمر، لا يتعلق الأمر بما يقوله الآخرون لك؛ وإنَّما يتعلق أكثر بما تتمنى لو قلته لهم.
للأسف، ارتفع عدد الأشخاص الذين تعرضوا إلى التنمر عبر الإنترنت بنسبة 37٪ بين عامي 2007 و2019، ومع تزايد الشعور بالقلق والاكتئاب ومشكلات الصحة النفسية في جميع أنحاء العالم، يُعد التنمر أمراً لا يمكننا تجاوزه بسهولة.
إذا كانت لديك مشاعر تجاه الأمور التي كنت ترغب في قولها، فمن المحتمل أنَّها حدثت معك منذ فترة قصيرة، قد يكون أمراً سيئاً أو كلاماً غير لطيف قاله أحدهم لك مؤخراً، وكنت تتمنى لو أنَّك تحدثت عنه.
يتمسك الناس بمشاعر الإحباط القديمة حين خذلهم شخص ما، ويتمنون لو أخبرهم بما يفكر به عنهم. والنقطة الهامة هنا، هي أنَّ المتنمرين في الماضي يمكن أن يؤثروا في علاقاتك ونتائجك المستقبلية، لا سيما إذا افترضت أنَّ الشخص الذي أمامك اليوم يتحدث إليك بنفس الطريقة، ويريد الوصول إلى نفس النتيجة مثل المتنمر الذي ضايقك من قبل.
قبل التَّحدُّث في أي أمر، تحقق من أنَّك لا تضيف تفسيراتك الخاصة إلى العبارات أو المناقشات أو الرسائل الإلكترونية أو المواقف التي تواجهك؛ حيث إنَّ الكلمات التي تكون هامة بالنسبة إليك، قد لا تعني شيئاً مميزاً إلى الشخص الذي تتحدث إليه. في بعض الأحيان، قد يكون من الجيد كتابة مشاعرك وما ترغب في قوله، ثم حرقه أو حذفه حتى لا ترسله عن طريق الخطأ في يوم تشعر فيه بمشاعر سيئة.
هل الشخص الذي يقف أمامك يتنمر عليك فعلاً؟ أم أنَّك تضيف تفسيراً يرتبط بما حدث معك مسبقاً إلى تلك المناقشة؟
إذا كنت تعمل مع فريق من الأشخاص يعتقد أحدهم أنَّه يعاني من التنمر حالياً، حاول إجراء مناقشة هادئة معه تساعده في التعبير عن مشاعره وكيف أثَّر ذلك الأمر فيه وفي أدائه وحتى مستويات التوتر لديه. سوف تلاحظ أنَّه لا يوجد أي حالة تنمر تواجهه؛ وإنَّما تكمن المشكلة في أنَّ شخصاً ما في الماضي تنمَّر عليه، ممَّا دفعه إلى التمسك بالأفكار القديمة حول ما يعنيه كلام ذلك الشخص.
من المخيف إجراء مناقشات صعبة، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّه لا يجب عليك القيام بها، إذا كنت تعاني يمكنك محاولة تعلُّم طريقة إجرائها والحصول على النتائج التي تريدها؛ وتذكر بأنَّ الحصول على النتيجة التي تحتاجها لا يعني أنَّ الطرف الآخر لن يحصل على النتيجة التي يحتاجها أيضاً.
4. مشاعر الكره الداخلية:
لا توجد حدود لما يمكن أن تفعله بك مشاعر الكره الداخلية، فهي ستبقى ثابتة في ذهنك، وسوف تؤثر في أفعالك ونتائجك إلى فترة طويلة لدرجة أنَّك سوف تشعر بأنَّها جزء منك. إذا وجدت أنَّك تحكم على نفسك بقسوة مقارنةً بما يفعله الآخرون معك، فابحث عن سبب تلك المشاعر. سوف تذكرك تلك المشاعر بكل مناسبة ارتكبت فيها خطأً، أو أنَّك لم تتصرف بالسرعة الكافية بشأن أمر ما، أو خذلت شخصاً ما، أو فشلت.
كلنا نفشل ونخطئ ونتصرف بطريقة سيئة مع أحدهم، لكنَّ من الهام أن نتذكر بأنَّ هذا الأمر لا يجب أن يؤثر في مستقبلنا. إذا وجدت أنَّك لا تحصل على إطراء بشأن أمر تقوم به أو تنجزه ببراعة، فيجب التَّأكُّد من أنَّ مشاعر الكره الداخلية لا تلعب دوراً في ذلك.
وأسرع طريقة للقيام بذلك هي العمل باستراتيجية “لماذا أنا رائع؟” التي يتضمنها كتاب “السيطرة على عقلك: اكتشاف أسرار الحياة المتعلقة بالمرونة والثقة والنجاح” (Taking Control of Your Mind: Life Hacks to Resilience, Confidence, and Success). ثم اكتب قائمةً كبيرةً عن سبب كونك شخصاً رائعاً. قد يبدو الأمر سهلاً وعديم الفائدة، ومع ذلك، غالباً ما نحتفظ بالمشاعر العاطفية المرتبطة بالماضي عندما نرفض الحقائق بسبب معتقداتنا.
لذلك، إذا كنت تريد التخلص من مشاعر الكره تلك، والحصول على ما تريده في الحياة، فاكتب تلك القائمة؛ وتأكد من وضعها في مكان يساعد على تذكيرك بمدى روعتك حقاً.
5. مشاعر الغضب:
يمكن أن يكون الشعور بالغضب من المشاعر العاطفية التي يصعب التخلص منها. ويمكن أن يحدث الغضب بسبب:
- أفعال الناس.
- أفعالك.
- ما لم تفعله.
- ما لم يفعلوه.
- كيف يبدو العالم من حولك.
- وقد تغضب من أمور تحدث معك فجأةً بحيث تفسد يومك.
حدِّد الأمور التي تجعلك تشعر بالغضب في حياتك، وقد لا يظهر عليك الغضب بصورة مباشرة، ولكنَّ التمسك به يُعد أمراً صعباً ويستنزف طاقتك.
ليس بالضرورة أن يتواجد أمر مهم يدفعك إلى الشعور بالغضب، ربما تواجه عميلاً صعباً في عملك، أو ربما يكون سبباً يتعلق بالعمل، أو أنَّك لا تفضل العمل الدائم في المكتب، بسبب كرهك للمدرسة والقيود التي تقيدت بها مع بداية مرحلتك الدراسية.
سوف يؤثر التمسك بمشاعر الغضب فيك، فقد يدفعك إلى التسويف في الرد على رسائل البريد الإلكتروني، وتأجيل المكالمات الهاتفية، وتأخير دفع الفواتير حتى تشعر بالذنب تجاه ما فعلته في نفسك.
يمكن أن يمنعك الغضب من التصدي إلى ماضيك والمضي قدماً لتكون في حالة أكثر إيجابية؛ حيث إنَّ السماح للماضي بالتأثير في حياتنا اليومية يمكن أن يكون له عواقب وخيمة. وقد يكون تحديد السبب الذي يجعلك تشعر بالغضب كافياً لدفعك إلى أن تكون أكثر إيجابيةً في التفكير والتفاعل والتصرف مع نفسك والآخرين.
6. الشعور بأنَّك غير محبوب:
إذا كنت تشعر بأنَّ الجميع تخلى عنك، وبأنَّك لست جيداً بما فيه الكفاية، أو لا يمكنك الحصول على الأمور التي تريدها في الحياة، فهل تتمسك بالمعتقدات بشأن ما يفكر به الناس تجاهك، وكيف تبدو في نظرهم؟ يمكن أن يضر الشعور بأنَّك لست جيداً بما فيه الكفاية وغير محبوب بكل أمر في حياتك، لدرجة أنَّه يمنعك من العثور على الحب.
عندما تساعد شخصاً على تجاوز مثل هذه المشاعر؛ فإنَّك ستلاحظ بأنَّه خلال مدة قصيرة سيتجاوز ذلك، وذلك لأنَّه كان متمسكاً بأفكار قديمة بشأن ما هو ممكن وما الذي يفكر فيه الناس.
من بين كل المخاوف التي تؤثر في السعادة والنجاح، فإنَّ مشاعر الخوف المتعلقة بطريقة تفكير الناس فينا يمكنها التَّغلُّب على أي مشاعر أخرى، ويمكنك منع حدوث ذلك من خلال تحديد نظرتك إلى العالم من حولك.
تذكر أنَّ الأفكار التي تدور في ذهنك خاصة بك، ولا يستطيع أحد امتلاكها أو المشاركة فيها من دون إذنك. ابدأ من هذه الخطوة وبعد ذلك انظر حولك لتكتشف كيف يظهر ذلك في حياتك.
7. الشعور بأنَّك غير محظوظ:
سوف يخبرك الأشخاص غير المحظوظين كيف فشلوا في أمر ما، أو كيف لم يصلوا إلى مراتب عالية في حياتهم. حسناً، ربما فشلت في مباراة لكرة السلة عندما كنت طالباً، أو فشلت في دراستك وحصلت على درجات سيئة، لكنَّ هذا لا يعني بأنَّك ستحافظ على هذا المستوى من الحظ لبقية حياتك.
تذكَّر أنَّ التمسك في المعتقدات القديمة بشأن حظك سوف يؤثر في حياتك، وعندها لن تتمكن من فعل شيء حيال ذلك.
وكذلك الأمر، إذا كنت تعمل في القطاع العام أو تعاني من مرض طويل الأمد أو التوتر أو الإرهاق أو أي أمر آخر؛ فهذا لا يرتبط بحظك أبداً.
عند محاولة التخلص من هذه المشاعر سوف تتمكن من إيجاد طرائق أفضل للعمل بحيث تشعر بتوتر أقل وتستمتع بالعمل أكثر.
إذا كنت تريد الاحتفاظ بهذه المشاعر، فلن يتبقى مساحة للمشاعر الجيدة. سواءً أكنت والداً أم مراهقاً، سوف تشعر وكأنَّك تتعرض إلى الهجوم باستمرار بسبب تلك المشاعر، وبأنَّك لست أهلاً للثقة ولا يمكن الاعتماد عليك وبأنَّك غير محبوب.
حدِّد أي من المشاعر السابقة تدفعك إلى الشعور بالذنب والإحباط والندم وقلة التقدير وحاول التخلص منها.
في الختام:
حدِّد الأمور الأخرى التي تؤثر فيك واسأل نفسك:
- ما المشاعر التي أريد الشعور بها من الآن فصاعداً؟
- ما التغييرات التي أريد رؤيتها في حياتي وأفكاري؟
يحتاج التغيير إلى أمر إيجابي للعمل عليه، ويكون تحقيق ذلك أسهل بكثير عندما تعرف كيف تؤثر تلك المشاعر فيك. وكما قال الطبيب والعالم النفسي فيلهلم رايش (Wilhelm Reich): “كلَّما قل فهم أمر ما، زاد الإيمان به”.
المصدر