7 خطوات فعالة لتحقيق النجاح المهني

أسْمَع الناس دائماً يقولون: "أريد أن أكون ناجحاً لكنَّني لا أعرف من أين أبدأ" أو "لقد حققت النجاح المهني لكنَّني لست سعيداً" فأسألهم: "ماذا يعني النجاح المهني بالنسبة إليكم؟".

لكن احذر! قد يحتاج التعرف إلى معالم طريق النجاح المهني والوصول إلى نهايته بعض الوقت، فأنت في حاجةٍ إلى القيام بخطواتٍ توصلك إلى النجاح المهني وأن تكون عازماً على ذلك. في رأيي يجب عليك جعل هذه الخطوات المفصلة جزءً من فلسفة الحياة التي تؤمن بها:

1- حدّد شكل النجاح المهني الذي تسعى إلى تحقيقه:

توقف قليلاً وامنح نفسك مجالاً للتأمُّل. ماذا يعني النجاح المهني بالنسبة إليك؟ ستساعدك هذه النقاط في تحديد شكل النجاح المهني الذي تسعى إلى تحقيقه:

  • النجاح المهني ليس له علاقة بالأمور التي تعتقد بأنَّه يجب عليك أن تفعلها.
  • النجاح المهني ليس له علاقة برأي الناس بك.
  • النجاح المهني لا يعني أن تأخذ في الحسبان الأحكام التي يُصدِرها أفراد العائلة والأصدقاء بحقك.
  • النجاح المهني لا يعني أن تراعي تصرفاتُك الأعراف السائدة في المجتمع.

حينما تتجاهل جميع العوامل الخارجية وتنصت إلى الصوت القادم من أعماق نفسك ما الذي ستسمعه؟ يجب عليك أن تحدد شكل النجاح المهني الذي يناسب وضعك.

ليس ثمَّة إجابة محددة، إذ لكل شخصٍ جوابٌ مختلف يتعلق بالأحداث التي تشهدها حياته ويدور في فلكها. إليك بضعة أمثلة عن النجاحات المهنية التي يمكن أن يحققها أي شخص:

  • تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية وحياة العمل.
  • الحصول على فرصٍ للنمو والتطور.
  • الشعور بالتقدير لأنَّ الإسهامات التي قدمْتَها تركَتْ أثراً إيجابياً.

ستجد الآن وأنت تفكر في الأمثلة الثلاثة التي ذكرناها في الأعلى أنَّها لا تتضمن تفاصيل كافية وأنَّه يجب عليها أن تغوص في تفاصيل أعمق:

  • ما الذي تعنيه بالتوازن بين الحياة الشخصية وحياة العمل؟
  • ما الأشياء التي تُعَدُّ فرصاً للنمو والتطور بالنسبة إليك؟
  • ما شكل التقدير الذي تود أن تحظى به في العمل؟ وكيف تعرف أنَّ إسهاماتك تركَتْ أثراً إيجابياً؟

فلنلقي نظرةً على بعض الإجابات المحتملة التي يمكن الرد بها على هذه الأسئلة:

  • أريد قضاء مزيدٍ من الوقت مع أفراد عائلتي وأن أتخلص من ضغط العمل.
  • أريد تحمُّل مزيدٍ من المسؤوليات، وأن أقود فريقاً، وأزيد دخلي، وأحظى بالاحترام الذي يفرضه العمل في مستوى معين ضمن الشركة.
  • أريد أن يرسل لي القائد المباشر رسالة شكرٍ أو أن يدعوني لاحتساء القهوة ليعبِّر لي بصدقٍ عن امتنانه. وسأعرف أنَّني تركْتُ أثراً إيجابياً إذا كانت التغذية الراجعة التي يقدمها لي الزملاء، والقادة، وأصحاب المصلحة تقول ذلك.

وهذه أسئلة إضافية يساعدك البحث عن إجاباتها في تركيز مزيد من الاهتمام على الإجابات المذكورة في الأعلى:

  • ما الفرص التي يمكن أن تساعدك في قضاء مزيدٍ من الوقت مع أفراد عائلتك وتخفيف الضغط عنك في العمل؟
  • ما أهم شيء بالنسبة إليك خلال الـ 12 شهراً القادم؟
  • ما مدى أهمية تلقي التغذية الراجعة من الآخرين؟

أنا لم أتطرق الآن من خلال هذه الأمثلة إلَّا إلى جزءٍ صغيرٍ من هذه المسألة لأنَّ التعمق فيها والإحاطة بجميع جوانبها يحتاج إلى وقتٍ طويل.

ابدأ هذا التمرين بالبحث عن معنى النجاح المهني بالنسبة إليك ثمَّ اطرح على نفسك أسئلةً مفصلة تساعدك في التعمق في المسألة بشكلٍ أكبر.

ما نوع المواضيع الموجودة في إجاباتك؟ وما الكلمات المفتاحية أو العبارات التي ترددها باستمرار؟

2- حدّد قيمك:

القيم هي المبادئ والمعتقدات التي تُوجّه قراراتك، وسلوكاتك، وتصرّفاتك، وحينما لا تكون وفياً لقيمك وتتصرّف بطريقةٍ تتعارض مع معتقداتك ستشعر أنَّك تعاني في حياتك.

ثمَّة بعض التمارين البسيطة التي يمكن أن تساعدك في تحديد قيمك الأساسية بسرعةٍ. حدّد باستخدام هذه التمارين أبرز خمس قيم تؤمن بها ودع تلك القيم تكون دائماً أمام عينيك، فالعقل يحتاج إلى تذكُّر أبرز القيم التي تؤمن بها. إليك بعض الطرائق لغرس هذه القيم في عقلك:

  • اكتبها على بطاقاتٍ وأوراق وعلِّقها في مكتبك.
  • التقط صوراً للبطاقات أو الأوراق التي كتبت قيمك عليها وضعها شاشة توقفٍ في هاتفك.
  • علق البطاقات والأوراق على البراد.
  • اكتب قيمك على لوح الأحلام الذي تحتفظ فيه برسائل تذكرك بأحلامك وأفكارك.

أين ستضع الكلمات التي تُعبِّر عن قيمك حتى تتذكرها بشكلٍ دائم؟

3- حدّد أهداف حياتك على المَدَيَيْن البعيد والقريب:

حينما تحدد أهدافك تأكَّد من أن تكون أهدافاً “ذكية”، أي محددة، وقابلة للقياس، وقابلة للتحقيق، وذات صلة، ومقيّدة بإطار زمني. اجلس وفكر في أهدافٍ تنطبق عليها هذه المعايير وتذكر أنَّ إمكاناتك وقدراتك لا حدود لها.

إنَّ أمر تحديد معنى المدى البعيد ومعنى المدى القريب متروكٌ لك تماماً، فقد يكون المدى القصير إمَّا 30 يوماً، وإمَّا 90 يوماً، وإمَّا 6 شهور وقد يكون المدى البعيد إمَّا 4 شهور، وإمَّا سنة، وإمَّا 10 سنوات.

إليك بضعة أسئلة يساعدك التفكير في إجاباتها في تحديد الأهداف:

  • ما الذي تود أن تفعله اليوم إذا كنت تمتلك القدرة على التصرف مثلما يحلو لك؟
  • ماذا تريد أن تحقق إذا لم يكن ثمَّة أيَّة عقبات تواجهك؟
  • إذا كنت تمتلك حرية القيام بما تشاء ماذا ستفعل؟
  • ما نوع التأثير الذي تود أن تتمتع به؟
  • من أكثر الناس الذين تُكِنُّ لهم الاحترام؟ وما الصفات التي يتمتعون بها وتتمنى لو أنَّك تتمتع بها في حياتك أو عملك؟
  • ما الأنشطة التي تجعلك مفعماً بالطاقة؟ وما أكثر نشاطٍ تحبه؟

تذكَّر أن تأخذ قيمك الأساسية في الحسبان حينما تحدد أهدافك:

  • أتتماشى أهدافك مع قيمك الأساسية أم لا؟
  • ما التعديلات التي تحتاج إلى إجراءها على الأهداف؟ ربما يمكنك إلغاء بعض الأهداف لأنَّها لم تَعُدْ تتماشى مع قيمك.
  • ما مدى إمكانية تحقيق أهدافك؟ قسِّم أهدافك إلى أجزاءٍ يَسْهُل التعامل معها.
  • أيقودك تحقيق الأهداف قريبة المدى إلى تحقيق الأهداف بعيدة المدى؟

كن واضحاً ودقيقاً جداً عند تحديد الأهداف وركز على هدفك مثلما يركز الرامي – الشخص الذي يستخدم القوس والنشاب – بشكلٍ دقيقٍ على هدفه.

من خلال تركيز الاهتمام على هدفٍ واحد واستحضاره أمام عينيك تستطيع اتباع طرائق تزيدك قُرباً من تحقيقه.

4- حدّد أبرز مواهبك:

ماذا كنت تحب أن تفعل حينما كنت طفلاً؟ وما الذي كان يجعل لحظاتك تلك مسلية؟ وبماذا كنت بارعاً؟ وما أكثر شيءٍ كنت تحبه في تلك الأوقات؟ وما العامل المشترك بين جميع تلك الأشياء؟

ما العمل الذي تشعر أنَّك تؤديه دون جهد؟ وما العمل الذي تؤديه دون أن تشعر أنَّك تعمل؟ تذكَّر عملاً تنسى الوقت وأنت تقوم به ولا تشعر بالتعب أبداً؟

ما هي رغباتك؟ عبِّر عنها، وجرب تحقيقها، وبادر، وابدأ بالتحرك. كيف يمكنك القيام بمزيدٍ من هذه الأعمال في حياتك اليومية؟

ما أبرز النقاط التي كانت موجودةً في إجاباتك؟ كيف توازن بين إجاباتك هنا وبين إجاباتك في تمرين القيم وبين أهدافك؟ ما الذي لاحظته؟

5- اعتمد على حدسك:

أتميل إلى استخدام العقل أم إلى استخدام القلب عند اتّخاذ القرارات؟

أنا أميل بشكلٍ كبير إلى استخدام عقلي في اتخاذ قرارات عقلانية، وعملية، ومبنية على الحقائق ومن النادر جداً أن أتخذ قراراتٍ عاطفية. وقد اضطررت إلى تعلم كيفية استخدام الحدس بشكلٍ أكبر في اتخاذ القرارات من خلال الإنصات إليه حينما أواجه صعوبةً في اتخاذ القرارات المصيرية المرتبطة بالحياة، وقد كنت مضطراً إلى الإنصات إلى الصوت الذي يخاطبني من الداخل واتخاذ أكثر القرارات التي أشعر أنَّها قريبةٌ مني. لقد كان ذلك غريباً جداً بالنسبة إلي لكنَّه جعل الآفاق أمامي أكثر اتساعاً.

6- استعد للجلوس في أجواء يسودها عدم الارتياح:

دع قراراتك في العمل تكون متماشيةً مع قيمك، وأهدافك، ومواهبك، ومشاعرك، لكنَّ ضِعاف القلوب لا يمكنهم أن يفعلوا ذلك إذ إنَّ ذلك يحتاج إلى عملٍ فعلي، وشجاعة ورغبةٍ حقيقيتين لإسكات أصوات المنتقدين حولك. يجب عليك أن تكون مستعداً للجلوس قليلاً في أجواءٍ يسودها عدم الارتياح حتى تكتسب القوة لتحقيق الأهداف التي تريدها.

أحِط نفسك بأشخاصٍ داعمين يساعدوك في مثل هذه الأوقات.

7- تحكّم بالعمل:

لا أريد أن أكون متشائماً لكن لا أحد يستطيع إسعادك إلَّا أنت فإذا لم تسيطر على عملك وتتحكم به كما لو كان عملك الخاص لا أحد سيفعل ذلك.

افصل الأشياء التي تستطيع التحكم بها عن الأشياء التي لا تستطيع التحكم بها، فقد لا تكون قادراً على تحديد الأشخاص الذين سيُرقَّون على سبيل المثال بيد أنَّك تستطيع ضبط طريقة تعاملك مع الترقية وضبط ما تعرفه عن نفسك في تلك الحالة.

باختصار:

بالنسبة إلى العديد من الأشخاص الذين شهدوا تغيراتٍ في حياتهم المهنية أو تأثروا بأحداثٍ شهدتها حياتهم قد تبدو هذه الخطوات بسيطةً جداً، بيد أنَّنا في بعض الأحيان ننسى حتى الأمور الأساسية البسيطة، والأشياء واللحظات البسيطة هي التي يمكنها أن تقربنا بشكلٍ أكبر من أحلامنا.

يستطيع الحفاظ على الحضور الذهني والنظر بعين التقدير إلى الأشياء التي نملكها اليوم أن يساعدنا في بعض الأحيان في تحقيق الأهداف بعيدة المدى، فإذا كنت تتحدث دوماً عن عدم وجود ما يكفي من الوقت والرغبة في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية وحياة العمل على سبيل المثال فكر في الأمور الجيدة التي حصلَتْ لك خلال اليوم، فربما خرجت في نزهةٍ سيراً على الأقدام مع زملائك وهذا قد يشكل خطوةً صغيرةً تساعدك في التعامل مع طريقة تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية وحياة العمل بأسلوبٍ جديد.

تذكر أن تخصص وقتاً لنفسك، فتوقف قليلاً، وانتبه، وراقب، وتأمَّل لتحقق النجاح المهني من خلال التصرف بشكلٍ مُتَرَوٍّ ومدروس:

  1. حدد شكل النجاح المهني الذي تسعى إلى تحقيقه.
  2. حدد قيمك.
  3. حدد أهداف حياتك على المَدَيَيْن البعيد والقريب.
  4. حدد أبرز مواهبك.
  5. الاعتماد على الحدس.
  6. الاستعداد للجلوس في أجواء يسودها عدم الارتياح.
  7. التحكم بالعمل.

 

المصدر

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *