7 نماذج تعليمية مختلفة: أي منها يناسبك أكثر؟

تؤكد الأبحاث على أنَّ عملية التعلُّم أكبر بكثير مما نعتقد؛ ولقد أُجريَت دراسات جديدة قد تساعد على جعل عملية التعلُّم أكثر متعة وفاعلية، وتعدُّ نماذج التعلُّم إحدى جوانب هذه الدراسات، ويمكن لأي شخص استخدامها لتعزيز عملية التعلُّم. يُحدَّد التعلُّم من خلال 7 نماذج مختلفة، ويشرح كل نموذج العملية وأساليب التعلُّم المرتبطة به.

تؤكد الأبحاث على أنَّ عملية التعلُّم أكبر بكثير مما نعتقد؛ ولقد أُجريَت دراسات جديدة قد تساعد على جعل عملية التعلُّم أكثر متعة وفاعلية، وتعدُّ نماذج التعلُّم إحدى جوانب هذه الدراسات، ويمكن لأي شخص استخدامها لتعزيز عملية التعلُّم.

ما هي نماذج التعلُّم؟

نماذج التعلُّم هي الإطار الذي يحدِّد آلية التعلُّم، أو أي طريقة من طرائق تعلُّم مهارات أو معلومات جديدة، وتحتوي هذه النماذج على فئات فرعية تنقسم إلى أساليب تعلُّم مختلفة.

نماذج أسلوب التعلُّم:

لفهم نماذج التعلُّم، دعنا نلقي نظرة على مثال: يُعدُّ الإنترنت مليئاً بالعديد من طرائق التعلُّم، وقد تنجح هذه الطرائق مع بعض الأشخاص وتفشل مع غيرهم، ولكنَّ المشكلة ليست في هذه الطرائق؛ بل في اختلاف أسلوب التعلُّم من شخص لآخر؛ لذا تُعدُّ أفضل طريقة لاستخدام كل هذه الطرائق والنصائح هي فَهم العملية نفسها.

يُحدَّد التعلُّم من خلال 7 نماذج مختلفة، ويشرح كل نموذج العملية وأساليب التعلُّم المرتبطة به، وهذه النماذج هي:

1. نموذج أسلوب “كولب” للتعلُّم:

يُعرَف أسلوب التعلُّم هذا أيضاً باسم نظرية التعلُّم التجريبي، ولقد أشار “ديفيد كولب” (David A. Kolb) في هذا النموذج إلى أنَّ دورة التعلُّم تتألف من أربع مراحل:

  • التجربة المادية.
  • الملاحظة.
  • المفاهيم المجردة.
  • التجريب العملي.

في المرحلة الأولى (التجربة المادية)، إمَّا أن يختبر المتعلِّم شيئاً جديداً، أو ينشئ تجربة جديدة من تجربة قديمة؛ ممَّا يؤدي إلى المرحلة التالية التي يفكر فيها المتعلِّم في التجربة المذكورة (الملاحظة).

ويعتمد فهم هذه التجربة على التفسير الشخصي للمتعلِّم، وبناءً على هذا الفهم، يكتشف المتعلِّم مفهوماً تجريدياً يشكِّل أفكاراً جديدة أو يعدِّل الأفكار القديمة، ثم يطبِّق كل ما فهمه في المراحل الثلاث السابقة من خلال تجارب واقعية، والتي تؤدي نتائجها بعد ذلك إلى دورة جديدة تتضمَّن أربعة أنواع من المتعلِّمين:

  • المتقاربون: يركِّز هؤلاء المتعلِّمون عادةً على المرحلتين الثالثة والرابعة من الدورة؛ وذلك لأنَّهم يحبون التجربة، ومن الهام بالنسبةِ إليهم تطبيق معرفتهم بصورة عملية؛ لذا يحبون المهام التقنية.
  • المتباعدون: يميل الأشخاص الذين يفضِّلون أسلوب التعلُّم هذا إلى الجانب الإبداعي؛ إذ يحبون تخيُّل امتدادات كبيرة تساعدهم على ابتكار أفكار فريدة، وغالباً ما يركِّزون على المرحلتين الأولى والثانية.
  • الاستيعابيون: يتعلَّم هؤلاء أي شيء، وتدعمهم في ذلك المعلومات التي يعرفونها، كما يميلون إلى التصور والتفكير في استيعاب المعلومات على نحو أكثر فاعلية.
  • المتعاونون: يتعامل هؤلاء الأشخاص مع المهام الجديدة بترحاب، ويكون أسلوبهم عملياً؛ ومن ثم يشمل تعلُّمهم غالباً المرحلة الأخيرة في الدورة.

2. نموذج أسلوب “فارك” للتعلُّم:

إنَّ كلمة فارك” (VARK) هي اختصار لوسائل التعلُّم المختلفة؛ إذ تتشكل الكلمة من الأحرف الأُوَلى من الكلمات الإنجليزية الآتية: مرئية (Visual)، وسمعية (Auditory)، والقراءة والكتابة (Reading/writing)، وحركي (Kinesthetic)، وينص هذا النموذج على أنَّ كل متعلِّم يتعامل مع التعلُّم من خلال أي من هذه العمليات.

سيتمكن المتعلِّمون الذين يفضِّلون الأسلوب المرئي من تذكر الأشياء التي يرونها أفضل من الأشياء التي يسمعونها، وكذلك يستوعب المتعلِّمون الذين يفضِّلون الأسلوب السمعي المعلومات بصورة أفضل من خلال المصادر الصوتية، ويحب القُرَّاء والكُتَّاب التعلُّم من خلال القراءة والكتابة، ويكتسب المتعلِّمون الذين يفضِّلون الأسلوب الحركي المعرفة من خلال تجربتها.

ووفقاً لهذا النموذج، ينقسم المتعلمين إلى نوعين، نوع يمكنه التبديل بين أساليب التعلُّم الأربعة حسب حاجة الموقف، ونوع يفضِّل أسلوباً واحداً؛ ولذا يُشار إلى متعلمي النوع الثاني على أنَّهم متعلِّمون بطيئون.

3. نموذج “جريجورس” التعليمي:

ينظر نموذج “جريجورس” (Gregorc) التعليمي بعمق في الطريقة التي يعمل بها العقل، ووفقاً لهذا النموذج، هناك ربع مسيطر من العقل؛ ونظراً لأنَّ هذا الربع يهيمن على النشاط العقلي، فإنَّه يحدد أسلوب التعلُّم لكل فرد، وأول أساليب التعلُّم هذه هو التعلُّم المتعاقب الملموس، ويتعلَّم الأفراد في هذا الأسلوب من خلال الخبرة العملية، ويُلاحَظ استخدام جميع الحواس في مثل هذا التعلُّم.

والأسلوب التالي هو العشوائية الملموسة، ويمكن للأشخاص في هذا الأسلوب حفظ المعرفة بسرعة، ولكن يعتمد التفسير بعد ذلك على معرفتهم السابقة، على سبيل المثال: سيتعين على الشخص الذي يتعلَّم العزف على القيثارة أن يربط نمط العزف بأداة مألوفة بالنسبةِ إليه ليتعلَّمها بسرعة كافية.

وهناك متعلِّمون يتَّبعون أسلوب التعاقب المجرَّد، ويحتاج هؤلاء الأشخاص إلى بيئة تعليمية منظَّمة مع الكثير من أدوات التعلُّم – وخاصةً الأدوات المرئية – من أجل عملية تعلُّم ناجحة، وأخيراً؛ يعمل المتعلِّمون الذين يتَّبعون أسلوب العشوائية المجرَّدة بطريقة غير منظَّمة، ولكنَّهم ينظِّمون المعلومات في أذهانهم بطريقتهم الخاصَّة وفقاً لتفسيرهم الشخصي.

4. أسلوب الهيمنة الدماغية لـ “هيرمان”:

يُعدُّ مقياس هيرمان (HBDI) للهيمنة الدماغية نموذجاً قدَّم آلية لتحديد تفضيلات التعلُّم للأفراد، ويشير هذا النموذج إلى أنَّ المتعلِّمين قد يكونون نظريين أو منظمين أو إنسانيين أو مبتكرين، ويفضِّل النظريون التعلُّم المتعاقب؛ لذا فهم يُجيدون حفظ المعلومات.

ولا يمكن للمنظِّمين استيعاب المعرفة الجديدة إلَّا بعد ترتيب جميع المعلومات بصورة منهجية، ويركِّز الإنسانيون على التعامل مع الآخرين؛ ومن ثم يتضمَّن تعلُّمهم العواطف والمشاعر والتعبير عن الأفكار، كما تُعدُّ التفاعلات الجماعية شائعة جداً بالنسبةِ إليهم، وأخيراً؛ يستخدم المبتكرون المعارف الحالية للاستفادة منها في إبداعاتهم، ويعدُّ حل المشكلات والتفكير النقدي من السمات البارزة لهؤلاء المتعلِّمين.

5. نموذج “مكارثي” للتعلُّم:

يُعدُّ نموذج مكارثي أو “الفور مات” (4MAT) امتداداً لنموذج “كولب”، ولكنَّه يقدِّم 4 أنماط تعلُّم مختلفة تشمل التخيل والتحليل والحيوية والمنطق السليم، ويشير هذا النموذج إلى أنَّ الأفراد الذين يعتمدون في تعلُّمهم على الخبرات، هم المتعلِّمون الذين يندرجون في فئة المنطق السليم، ويتصوَّر المتعلِّمون الذين يتَّبعون نمط التخيل هذه التجارب، بينما يطبِّق المتعلِّمون التحليليون الأفكار ويصقلونها أيضاً، ويستفيد المتعلِّمون الحيويون من جميع الخطوات ولكنَّهم يعتمدون على تفسيرهم الشخصي في عملية التعلُّم.

6. نموذج أسلوب “فيلدر سيلفرمان” للتعلُّم:

يركِّز نموذج “فيلدر سيلفرمان” (Felder-Silverman) على حقيقة أنَّ لكل فرد أساليبه المفضَّلة فيما يتعلَّق باستيعاب المعلومات الجديدة؛ إذ قد يكون لبعض الأفراد تفضيلات متعددة، وقد ينتقل بعضهم من تفضيلات إلى أخرى، وقد يفضِّل آخرون أسلوباً واحداً فحسب.

ويعدُّ المتعلِّمون النشطون والمتأمِّلون – كما يوحي الاسم – عمليين للغاية، ومن ثم يكون التجريب العملي هو أسلوبهم المفضَّل للتعلُّم، بينما يركِّز المتعلِّمون المستشعرون والبديهيون على الحقائق والمفاهيم المكتوبة، ويمكن أن تُعرَض عليهم أفكار مطروحة مسبقاً ولن يواجهوا أي مشكلات في حفظها.

على سبيل المثال: إذا تمكَّن خبير استراتيجي في مجال العلاقات العامة من العمل بصورة أفضل بناءً على بحوث سابقة بدلاً من التجريب في مواقف الحياة الواقعية بأفكار جديدة، فسيكون من متَّبعي هذا الأسلوب.

يفضِّل المتعلِّمون الذين يتَّبعون أسلوباً متسلسلاً التعلُّم المنظم والمنهجي، بينما يفضِّل المتعلِّمون الذين يتَّبعون أسلوباً مرئياً ولفظياً استخدام أدوات داعمة مثل الكلمات والرسومات.

7. نموذج “هوني وممفورد”:

يشبه نموذج “هني ومومفورد” (Honey Mumford) نموذج “كولب” إلى حدٍّ كبير، ويقدِّم أساليب التعلُّم لأنواع المتعلِّمين الآتين:

  • النشطون: يطبِّق المتعلِّمون النشطون المعلومات بصورة عملية لاكتساب المعرفة منها.
  • النظريون: يندرج في هذه الفئة الأشخاص الذين يحبون التعلُّم من الحقائق والأرقام.
  • الواقعيون: يضع هؤلاء الأفراد المفاهيم ويجرِّبونها قبل أن يتعلَّموا منها.
  • المتأمِّلون: يفكِّر هؤلاء المتعلِّمون فيما يرونه ويتعلَّمون منه.

كيف تحسِّن قدرتك على التعلُّم مع نماذج التعلُّم هذه؟

من السهل للغاية أن تعرف أسلوب التعلُّم الذي يناسبك؛ إذ يمكنك إجراء اختبار عبر الإنترنت أو الانتباه ببساطة إلى طريقة التعلُّم التي تفضِّلها، وإذا كنت على دراية بأساليب التعلُّم المختلفة؛ فلن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لمعرفة ذلك؛ فانظر إلى كل نموذج تعليمي واكتشف أي نموذج تفضِّل؛ إذ سيساعدك معرفة هذا في جعل عملك أسهل.

يحتوي كل نموذج تعليمي على آلية محددة تشرح عملية استيعاب المعلومات، وإذا طبَّقت ذلك عند تعلُّم مهارات وتقنيات جديدة في الحياة، فسيصبح التعلُّم فعَّالاً وسهلاً؛ على سبيل المثال: إذا اكتشفت أنَّك تفضِّل الأسلوب المرئي في التعلُّم، فيمكنك تخصيص المزيد من الوقت لاكتشاف آلية نموذج “فارك” (VARK)، والبحث عن تقنيات التعلُّم لأي أسلوب من شأنه تعزيز قدراتك في التعلُّم.

في النهاية، من الواضح أنَّ التعلُّم عملية معقدة، ولكن يمكنك إجراؤها، والآن بعد أن عرفت كل المعلومات المتعلقة بنماذج التعلُّم، لن يصبح التعلُّم مشكلة بعد الآن.

 

المصدر

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *