ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة جايمي فريدلاندر (Jamie Friedlander)، والتي تُحدثنا فيه عن تجربتها الشخصية في العمل من المنزل.
وكوني شخصاً انطوائياً، لا أمانع في قضاء الوقت بمفردي، ولهذا السبب أصبحت كاتبة مستقلة، ولكن بعد أن بدأ زوجي -وهو طبيب مقيم- العمل لمدة 70 ساعة في الأسبوع بالإضافة إلى المناوبات الليلية، بدأت أشعر بالوحدة؛ لذا بدأت أشعر بالعزلة كما لو لم يكن هناك من أتحدث معه، كنت أمضي أحياناً ست أو سبع ساعات دون التحدث إلى أي شخص، باستثناء الرسائل النصية مع الأصدقاء.
يعمل أكثر من 5٪ من الأمريكيين من المنزل بدوام كامل، ناهيك عن عدد لا يحصى ممَّن يعملون من المنزل بدوام جزئي أو يكون لديهم ساعات عمل مرنة. لقد تحدثت مع أشخاص آخرين يعملون من المنزل، وكانت آراؤهم واضحة؛ حيث وجدوا أنَّ الحرية رائعة، ولكنَّ الوحدة يمكن أن تكون ساحقة أحياناً.
شاهد بالفيديو: 10 نصائح للحفاظ على الحماسة أثناء العمل من المنزل
[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/BtvkKQTnnQc?rel=0&hd=0″]
ستجد فيما يلي دليلاً لتجنب الشعور بالوحدة عند العمل من المنزل، بالإضافة إلى نصائح من الكُتَّاب وغيرهم من المهنيين الذين تعلموا أفضل الطرائق ليكونوا اجتماعيين دون مكتب يزورنه أو زملاء عمل يتجاذبون أطراف الحديث معهم:
1. تناوُل طعام الغداء مع صديق:
كانت هذه واحدة من أفضل الطرائق بالنسبة إليَّ لمكافحة الوحدة؛ حيث أحاول تحديد موعد لتناول الغداء أو شرب القهوة مع صديق مرة واحدة في الأسبوع لأحظى ببعض العلاقات الاجتماعية، وكنت أختار يوماً في نهاية الأسبوع، عندما تتضاءل رغبتي في العمل.
تصف المتحدثة والمستضيفة لبرنامج إذاعي هيلاري بيلينجز (Hilary Billings) هذه التفاعلات بالتفاعلات المعزِّزة؛ فتقول: “يجعلك وضع روتين أسبوعي يتضمن التواجد مع أشخاص آخرين شخصاً نشيطاً”، كما تقول: ” تدفعك لحظات التواصل إلى تحريرك من أنماط التفكير بالوحدة؛ سواءٌ كان هذا الروتين يتضمن تحديد موعد لتناول الغداء دائماً مع صديق مقرب، أم ممارسة التمرينات بعد ساعات العمل، أم التواصل عبر سكايب (Skype) مع شخص ما يومياً لمدة 15 دقيقة”.
2. التطوَّع للقيام بشيء ما مرة في الأسبوع:
أعرف العديد من الكُتَّاب المستقلين الذين يخرجون من المنزل للعمل بدوام جزئي، وعلى الرغم من أنَّ هذه يمكن أن تكون طريقة رائعة للتواصل الاجتماعي مرة واحدة في الأسبوع، إلا أنَّني لم أفضل فكرة أن أكون مدينة لرب عمل، ولهذا السبب أصبحت كاتبة مستقلة في المقام الأول؛ وبدلاً من الحصول على وظيفة، بدأت التطوع في حضانة هيد ستارت المحلية (Head Start) مرة واحدة في الأسبوع لمدة ساعتين، فاللعب مع مجموعة من الأطفال بعمر 5 سنوات بعد ظهر كل يوم أربعاء يمنحني المزيد من الطاقة .
تتطوع جودي ووماك (Jodi Womack) -وهي مؤلفة ومتحدثة- حيث تقول: “أنا أعمل عملاص طوعياً مع منظمة غير ربحية في لوس أنجلوس (Los Angeles) تربط الكاتبات المحترفات بالفتيات المعرضات للخطر، كما كنت متطوعة لمنظمة رايت غيرل (Write Girl) لمدة 7 سنين، فهو برنامج رائع للأطفال، وكانت فرصة رائعة بالنسبة إليَّ للتواصل مع الكُتَّاب الآخرين”.
3. الذهاب إلى المكتبة:
يتجنب الكثير من الناس المقاهي؛ ذلك لأنَّها يمكن أن تكون صاخبة ومليئة بالمشتتات، لذا فكر في التوجه إلى المكتبة بدلاً من ذلك، وبهذه الحالة ستخرج من المنزل قليلاً، وسيكون لديك مكان هادئ للقيام ببعض الأعمال؛ فذلك مكسب لك في كلتا الحالتين.
4. الاحتفاظ بصور هامة على مكتبك:
تقول لوسي هاريس (Lucy Harris)، الرئيسة التنفيذية لشركة هيلو بيبي بامب (Hello Baby Bump) إنَّ إحدى الطرائق التي تحارب بها كآبة العمل من المنزل هي الاحتفاظ بصور للأشخاص الذين تحبهم بالقرب من مكان عملها، وتقول: “على الرغم من أنَّني قد أكون وحيدة، إلا أنَّني أنظر إلى الصور لأستعيد الذكريات أو الأشخاص الموجودين فيها، وفجأة لا أشعر بالوحدة لكوني أعرف أنَّ هناك أشخاصاً موجودين من حولي وفي حياتي”.
5. تعزيز علاقاتك العابرة:
في الحياة، لدينا روابط عابرة ومتينة على حد سواء؛ حيث تربطك علاقات قوية مع الأشخاص مثل والديك وزوجتك وأصدقائك، في حين تربطك علاقات عابرة مع أشخاص ليسوا غرباء، لكنَّهم ليسوا أصدقاء، مثل موظف مكتب الاستقبال في صالة الألعاب الرياضية، أو رجل في متجر البقالة، أو النادل في مقهاك المفضل؛ اتضح أنَّ هذه العلاقات العابرة يمكن أن يكون لها تأثير هائل على صحتنا النفسية؛ حيث تشير بعض الأبحاث إلى أنَّها لا تقل أهمية عن العلاقات القوية.
تقول ستايسي كابريو (Stacy Caprio)، كوتش الأعمال التجارية بأنَّها تحرص دائماً على الخروج من المنزل مرة واحدة يومياً: “ابتسم وقل مرحباً لكل من تراه، بما في ذلك البواب أو أي جار يمشي في الخارج أو الشخص الذي يأخذ طلبك في المطعم أو أي شخص تصادفه؛ حيث تسهم هذه العلاقات والحوارات الاجتماعية الصغيرة مساهمة كبيرة في جعلك تشعر بالارتباط مع الآخرين، وبأنَّك أقل وحدة دون أن تقضي وقتاً طويلاً في التخطيط المسبق”.
6. الاستماع إلى المدونات الصوتية:
تأتي هذه النصيحة من شارون روزنبلات (Sharon Rosenblatt)، مديرة الاتصالات في شركة أكسيسبيلتي بارتنرز (Accessibility Partners)؛ حيث تقول: “أنا أستمع إلى المدونات الصوتية في أثناء العمل، وعلى الرغم من أنَّها لا تمثل أناساً واقعيين أمامنا، إلا أنَّها توفر خلفية لطيفة تُضفي طابعاً إنسانياً”.
7. الانضمام إلى مساحات عمل مشتركة:
تمتلئ المدن الكبيرة في جميع أنحاء البلاد الآن بمساحات العمل المشترك؛ حيث يدفع الآلاف من الأشخاص رسوماً شهريةً لاستئجار مكتب في مساحة عمل مشتركة، وعلى الرغم من أنَّ هذه المساحات يمكن أن توفر إحساساً بالانتماء للمجتمع لحشود العاملين عن بعد، إلا أنَّها غالباً ما تكون باهظة الثمن، وذلك اعتماداً على المساحة والمدينة التي تعيش فيها.
8. ممارسة التمرينات:
لن تكتمل قائمة طرائق تجنب الشعور بالوحدة عند العمل من المنزل دون ذكر التمرينات، حيث لها فوائد عديدة نحن جميعاً على دراية جيدة بها، وأحدها تحسين الصحة العقلية والتركيز؛ إذا كنت لا تفعل ذلك بالفعل، فتوجه إلى صالة الألعاب الرياضية أو انضم إلى دوري رياضي جماعي للحصول على بعض الطاقة العقلية المطلوبة بشدة.
9. امتلاك حيوان أليف:
لقد تحدثت مع العديد من الأشخاص الذين يعملون من المنزل من أجل هذا المقال، وذكر معظمهم فوائد وجود حيوان أليف في مكان قريب؛ فنصيحتهم ذكية، حيث أظهرت الأبحاث أنَّ امتلاك حيوانات أليفة يمكن أن يقاوم الشعور بالوحدة.
تؤكد عالمة النفس والأعصاب سابينا برينان (Sabina Brennan) على فوائد امتلاك الكلاب الأليفة، حيث تقول: “لدي أربعة كلاب، وهم يساعدونني في التعامل مع الشعور بالوحدة بعدة طرائق؛ حيث يجب أن يمشوا كل يوم، فيجبرونني على الخروج من المنزل، والكلاب وسيلة رائعة للتحدث مع الناس، فغالباً ما يتوقف الناس لإلقاء التحية عليك وعلى كلبك”.
كما تقول برينان أيضاً أنَّ مجرد الابتسام لحيواناتها الأليفة يحسن مزاجها: “الابتسامة أمر بالغ الأهمية لصحتنا، فهي تعزز وظائف المناعة لدينا، وتخفِّض ضغط الدم، وتطلق الهرمونات التي تجعلنا نشعر بالرضا، فهي وسيلة طبيعية للتخلص من التوتر، حيث يرى الكثير منا أنَّ الابتسامة هي ردة فعل لشيء مُضحك أو استجابة لابتسامة شخص آخر، لذلك إذا عملنا من المنزل، فيمكننا أن ننساها، مما يزيد من الشعور بالوحدة؛ ودائماً ما تمنحني كلابي سبباً أبتسم لأجله”.
المصدر