
الصحابي الجليل دحية الكلبي هو موضوع مقالنا التالي والذي نقدمه من خلال موسوعة وهو واحداً من الأنصار الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما هاجر من مكة المكرمة إلى يثرب المعروفة حالياً بالمدينة، وقد قال تعالى فيهم في الآية 9 من سورة الحشر (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ).
ورد في الروايات أنه قد تزوج من ابنة أبي لهب عم النبي الكريم، كما كان هو مرسال الحبيب المصطفى إلى القيصر، حيث ورد عن عبد الله بن عباس أنه قال أن رسول الله كتب إلى قيصر من أجل دعوته إلى الإسلام بواسطة الكلبي، عاش إلى بداية الخلافة الأموية في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان، نعرض في الفقرات الآتية نبذة مختصرة عن حياته.
دحية الكلبي
هو دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن أمرئ القيس بن الخزرج بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف الكلبي، وقد كان واحداً من الصحابة الذين شاركوا مع نبي الله في غزوة بدر، عرف عنه رجاحة العقل والحكمة، بهاء الطلة وحسن المظهر، حيث قيل أن ملك الوحي جبريل كان يتصور لرسول الله صلى الله عليه وسلم في صورته.
وقد ورد بالأحاديث النبوية الشريفة وما قاله أبي هريرة وأبي ذر الغفاري أن ملك الوحي جبريل كان ينزل في صورته إلى المسلمين، وفي الحديث الشريف عن نبي الله الكريم أنه قال (لا والذي بعث محمد بالحق هدى وبشيراً ما كنت بأعلم به من رجل منكم، وإنه لجبريل عليه السلام نزل في صورة دحية الكلبي).
دحية الكلبي والرسول
- عرف بحبه الشديد للرسول الكريم حتى من قبل دخوله إلى الإسلام وكان يتردد عليه بالزيارة كثيراً ويقد له الهدايا، وكان دخوله إلى الإسلام قبل غزوة بدر مباشرةً، وهناك تضارب في الأقاويل حول مشاركته بها أم أن أول غزوة له كانت غزوة الخندق.
- كما ورد أن غزوته الأولى كانت أحد، لكن المؤكد أنه بالعام الخامس عشر من الهجرة كان واحداً من الذين شاركوا بمعركة اليرموك، بل إنه كان أحد قائديها.
قصة دحية الكلبي مع هرقل
- قام رسول الله صلى الله عليه بإرساله مع سرية هو قائدها إلى القيصر بالعام السادس من الهدنة يدعوه إلى الإسلام، ثم قام ببعثه إلى ملك الروم هرقل بكتاب عقب صلح الحديبية وقد بلغ هرقل القدس من أجل شكر الله على الدخول بالقسطنطينية أثناء وصول دحية إليه برسالة رسول الله.
- قال هرقل إن هذا هو رسول الله الذي قرأنا عنه بالكتاب المقدس وإنني لو كنت عنده لما تأخرت عن غسل قدميه ولكني سوف أسأل من هو أعلم مني وهو كبير الأساقفة وله كلمة نافذة عني لدى الروم.
- وحين قرأ الأسقف رسالة رسول الله بكى وقال إن هذا هو أحمد، فذهب إلى غرفته للاغتسال وبدل الثوب الأسود بآخر أبيض، وحينما رآه شعبه سجدوا وأخبرهم بمدى انتظاره لهذا الخطاب وأعلن دخوله إلى الإسلام ومات على فوره.
دحية الكلبي وعائشة
- عن عائشة رضي الله عنها قالت( وثب رسول الله صلّ الله عليه وسلم وثبة شديدة فنظرت فإذا معه رجل واقف على برذون وعليه عمامة بيضاء قد سدل طرفها بين كتفيه ورسول الله صلّ الله عليه وسلم واضع يده على معرفة برذونة فقلت يا رسول الله فقد راعتني وثبتك من هذا ، فقال صلّ الله عليه وسلم ورأيته قلت نعم قال ومن رأيت قلت رأيت دحية الكلبي فقال ذاك جبريل عليه السلام).
عاش دحية الكلبي حتى عاصر عهد الخلافة الأموية بعدما قد اتخذ قرار الاستقرار بقرية المزة بدمشق، وقد قال بعض العلماء أنه وفاته على الأرجح كانت بفلسطين بقرية تسمى الشجرة، إلى أن هناك البعض الآخر يقول أن وفاته وقبره كان بقرية المزة بدمشق.
