تعذيب الكفار للرسول فقد عانى أشد المعاناة لكي يوصل رسالات ربه الكريم، وواجهة الأذى الذي تعرض له من قِبل المشركين فقد قاموا بالتنكيل به بكافة الصور، فهو نبي الله محمد الصادق الذي فضله وكرمه عن سائر العالمين، وهو الصادق الأمين الذي تحمل ما لا يطيق أحد على تحمله، وأستطاع أن يوصل رسالته بأمانه ولم ييأس أو ينقم من القوم الكافرين، حيث ذاق ألوان عديدة من العذاب هو ومن أتبعه من المؤمنين، تعرض لكم موسوعة من خلال هذه المقال التعذيب الذي تعرض له النبي، تابعونا.
تعذيب الكفار للرسول
قام أشراف قريش بمحاولة استماله الرسول أو جذبه لطاولة الحوار والتي تنادي بأن يتقاسموا الدين ، فيؤمن النبي بدينهم ويؤمنوا بدينه ورسالته، ورد الله تعالى في آياته في سورة القلم ” وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ” عندما اقترح سفية أحد زعماء قريش قائلاً ” يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيرًا مما نعبد كنا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيرًا مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه!!، أي أهم يقوموا بعبادة العديد من الإله لعل يكون من بينهم اله صحيح، ويُعتبر هذا من عدم إدراكهم لمفهوم الألوهية والتوحيد، فالله هو واحد أحد، ونُعدد فيما يلي طرق التي تعرض بها الكفار للتعذيب وهي :
تعذيب بدني
قام كفار قريش بالتعذيب بدني للنبي عليه أفضل الصلاة والسلام وحاولوا قتله ولكن منعهم أبي بكر الصديق رضي الله عنه قائلاً ما جاء في سورة غافر آيه 28 ” أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ” ، وأثناء صلاة النبي علية السلام قام أحد السفهاء من كفار قريش بخنق النبي من خلفه، وعن عمرو بن العاص ضي الله عنه قال” بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي حِجْرِ الْكَعْبَةِ إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ , فَوَضَعَ ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ , فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا , فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى أَخَذَ بِمَنْكِبِهِ وَدَفَعَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”.
إلقاء القاذورات على النبي
جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى النبي فوجت القاذورات ملقاه على ظهره فأزاحتها، وجاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد وحوله ناس من قريش، إذ جاء عقبة بن أبي معيط بسلا جزور، فقذفه على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يرفع رأسه، فجاءت فاطمة فأخذته عن ظهره، ودعت على مَن صنع ذلك، فقال: «اللهُمَّ، عَلَيْكَ الْمَلَأَ مِنْ قُرَيْشٍ: أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ، وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ …» قال: “فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر …” رواه مسلم.
الشوك على درب النبي
كانت امرأة أبي لهب تلقي بالاشواك في طريق النبي وأمام دربه يومياً، وقد نزلت بها آيات سورة المسد آيه 4،5 ” وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ، فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ” .
الإساءة اللفظية
تطاول لسان الكفار على النبي عليه السلام باستمرار وقد حاولوا النيل منه، وأطلقوا علية انه شاعر أو ساحر أو المجنون أو الكاهن بعدما كانوا يدعونه بالصادق الأمين، كما تطاولت عليه امرأة أبي لهب ، وكانت تثير فتيل الفتنة بين الرسول والمسلمين.
مساومة النبي
حاولوا الكفار مساومة النبي وإعطاءه المال أو الجاه أو النساء لكي يتنح عن التمسك بقضيته وهي توصيل رسالته التي أنزلها الله عليه، فهي الرسالة المحمدية التي جاءت تحمل إليه الخير بآيات من نور الرحمن تُبشر بدين الرحمة والعدل والتسامح والرفق هو دين الإسلام، ولكنه رفض كافه المُغريات التي حاولوا التلويح بها إليه .
تعرض النبي للقتل
حاول الكفار قتل النبي وأرسلوا من يقتله، كما أطلقوا الجوائز والمال والنساء لمن يأتي برأس محمد عليه السلام، ولكن كان الله معه يحفظه ويُنير دربه.
مقاطعه النبي وحصاره
قاطع الكفار النبي وحاصروه هو وقبيلته، ودام هذا الحصار والمنع 3 سنوات،كما اشتد الجوع وصرخات النساء والأطفال من العطش و نقص الغذاء، وجاء كل ذلك من أجل توقف النبي عن الدعوة إلى الإسلام، وقد تعرض النبي للكثير من الأحزان أثناء هذه المقاطعة وتوفت السيدة خديجة رضي الله عنها التي كانت حبيبته وزوجته وسنده، وتبلاها عمه أبي طالب الذي كان درعه الحامي من قبيلة قريش .
السخرية من صلاه النبي
نزلت الآيات التي ترد على سخرية الكفار للنبي أثناء الصلاة في سورة المائدة آية 58″ وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ” ، وقد أخذوا يهزؤون من صلاه النبي ويحاولون إيذاءه قولاً وفعلاً أثناء الصلاة .
عرضنا لكم من خلال هذا المقال أشكال العذاب التي ذاقها النبي الكريم، وكيف أنه حارب من أجل رسالته و التي أتمها برعاية الله وفضله .



