كيف تنسى شخص بطريقه سريعة ، كانت تلك واحدة من الكلمات الأكثر بحثاً في الآونة الأخيرة، فهل وصل بنا التفكير إلى هذا الحد؟، هل أصبحنا نبحث عن وسائل نتمكن من خلالها أن نتوقف عن التفكير في شخص ما؟، هل ضعُفت إرادتنا إلى هذه الدرجة، أم أن الأمر يفوق قدرات الإنسان؟، إن كنت لا تستطيع الإجابة عن تلك التساؤلات فهذا المقال على موسوعة أُعد خصيصاً لك، فتابعنا.
لماذا يرغب الإنسان في نسيان شخص ما
- “إن غاب عنى فالروح مسكنه…من يسكن الروح كيف القلب ينساه”، لا تسير الأمور في كل وقت وفق إرادتنا وتخطيطنا، فأحياناً يكون القدر والنصيب أقوى من قدرة الإنسان.
- ومن هنا قد يفقد عدد من الأشخاص الأعزاء على القلب، بسبب موقف معين، أو خذلان ما، لكنهم كما ذكرنا أعزاء على القلب، فتجمعنا بهم العديد من المواقف الصعب محوها من الذاكرة واعتبراها كأنها شيء لم يكن.
- وعلى الرغم من ذلك يشعر الإنسان بالضيق عندما يرد على ذهنه موقف ما جمعه بذلك الشخص، أو يمر على مكان سبق زيارته معه، فيتمنى أن تزول كل تلك الذكريات، وتتحول هباءً منثوراً حتى لا يشعر بالضيق، ولا يحن إلى تلك الأيام التي كانت تجمعهما سوياً.
هل من السهل أن ينسى الإنسان شخص ما
- بالطبع لا، فالنسيان أمر سهل بالنسبة للمواقف العادية اليومية، إلا أنه يُصبح شاق للغاية إن أردنا نسيان شخص لا تزال محبته بالقلب، وذلك لأن العاطفة والحنين كثيراً ما يقودنا إلى التفكير به وتذكره.
- فالأمر ليس بهين على الإطلاق، لكنه ليس درب من الخيال والمستحيلات، بل يحتاج إلى عزيمة وإرادة قوية حتى يتغلب الإنسان على هواه.
- صدق من قال “خالف هواك ترشد” فالتفكير في شخص ما يقودنا إلى الاستمرار في الماضي، ويعيقنا عن المستقبل وعن مواصلة الإنجازات، فلابد من مجاهدة النفس لنتمكن من نسيان هذا الشخص.
كيف تنسى شخص
لعلك تتساءل الآن إن كان النسيان أمر صعب للغاية، فكيف نتمكن من تجاوز التفكير في شخص ما، ومواصلة الحياة دون التفكير به، أو تذكره، ونُقدم لك الآن مجموعة من الأساليب التي من خلالها تستطيع نسيان شخص ما، وهي:
أولاً: الحزن على الماضي
- من الضروري أن تعلم أن لنفسك عليك حق، وأن الحزن هو شعور طبيعي، وليس دليل على الضعف أو الانهزام.
- لذا امنح نفسك فترة لتحزن وتتألم، وتبكي حتى إن وصل بك الأمر إلى الصراخ والعويل، لأن تلك الأمور تعمل على التخلص من الطاقة السلبية التي تحملها.
- إن تظاهرت بالقوة والثبات فهذا الأمر لن يعود عليك بالنفع، فسرعان ما ستنهار داخلياً، ولن يستمر صمودك طويلاً.
ثانياً: البوح بالمشاعر
- عليك أن تبوح لمن حولك بالمشاعر التي تحملها، وهذا ما نُسميه “فضفضة” والتي تُساعدك على الشعور بالراحة والهدوء والسلام النفسي.
- كما أنك بذلك تُصرح عما بداخلك مما يُخلصك من الكبت، الذي قد ينتج عنه العديد من الأمراض النفسية.
- مشاركة صديقك المقرب بكل ما تشعر به يساعدك على التخلص من تلك التشتت، كما تتعرف من خلاله على آراء الآخرين ووجهات النظر الأخرى التي تمنحك القرار السليم.
ثالثاً: تجنب متابعة أخباره
- إذا أردت أن تنسى شخص حقاً، عليك أن لا تحرص على متابعة كل ما ينشره على مواقع التواصل الاجتماعي.
- وكذلك عدم محاولة الوصول إلى أي أخبار جديدة عنه سواء من الأهل أو من الأصدقاء.
- لا تحاول الاتصال به على اعتبار أن تلك المكالمة ستطمئن بها على أحواله، ولن تتطرق فيها إلى أي حديث آخر، فهذا أمر فاشل في جميع الأحوال، ولن يقود إلى لمشكلات أكبر، حيث قد تُحيي هذه المكالمة مشاعرك مرة أخرى.
- لذا عليك التخلص من كل الطرق التي توصلك به، سواء كانت صداقة على مواقع التواصل، أو رقم الهاتف الخاص به، أو صوره أو بعض المعلومات التي لا تزال تحتفظ بها عنه.
رابعاً: لا تختلق الحجج والأعذار
- لا تُبرر كل الأفعال السيئة التي ارتكبها هذا الشخص في حقك، وتخلق له الحجج كأن تقول أنها كانت رد فعل لعصبية أو خلاف، وأن الأمر بسيط، ويمكن أن يُحل.
- فمن يحبك حقاً لن يتركك مهما بدر منك، فقد يُعاتبك أو يغضب منك، لكنه لن يستطيع التخلي عنك، لذا لا تُبرر ما فعله من أجل أن يعود الود بينكما مرة أخرى.
خامساً: التسامح
- يُعد التسامح من أفضل الوسائل التي ستمنحك الشعور بالراحة، فطالما تحمل مشاعر سلبية تجاه الآخر لن تتمكن من نسيانه.
- فالمسامحة تُساعدك على التغاضي على الكثير من الضرر الذي ألحقه بك هذا الشخص، وبالتالي يُصبح بالنسبة لك مثله مثل الغريب لا تحمل له مشاعر حب أو كره.
سادساً: الفراغ مفسدة
- عليك أن تتخلص من أوقات فراغك، لأن الفراغ سيجعلك تتذكر العديد من المواقف والذكريات التي كانت تجمعك بهذا الشخص.
- ويتم ذلك من خلال ممارسة التمارين الرياضية، أو الاشتراك في النوادي الاجتماعية، أو تكوين صداقات وعلاقات جديدة.
- كذلك عليك أن تصنع ذكريات أخرى أفضل من القديمة حتى تتمكن من النسيان بشكل سريع.
سابعاً: امنح نفسك الوقت
- النسيان أمر يحتاج إلى وقت طويل، فلا يتم بضغطة زر، لذا عليك أن تمنح نفسك وقت حتى تستطيع النسيان، ولا تحمل نفسك فوق طاقتها وترغب في التخلص من التفكير بشكل سريع، لأن هذا سيعود على حالتك النفسية بالسلب تماماً.
وفي ختام مقالنا نُذكرك بأن لا حزن يدوم، ولا فرح يدوم، وما الحياة إلا تقلبات بين عسر ويسر، والزمن كفيل بمداواة جراحك، فكن صبوراً.



