المحتوى:
كيف نتعلم أن نقول لا؟
ما هي أهمية قول لا.. وعواقب إهمالها؟
تمتلك كلمة نعم صورة ذهنية إيجابية لدى معظم البشر، فهي التي تفتح الطرق وتمنحك الفرص وتدخلك المغامرات، وعلى العكس لا تحظى كلمة لا بنفس الشيء بلا على العكس، ولذلك سنركز اليوم على أهمية قول لا ولماذا يجب استخدامها وما مدى أهميتنا وتأثيرها على صحتنا النفسية.
فعلى الرغم من أن تقديم يد المساعدة والكرم مع الآخرين هو أمر جيد، ويوفر لك العديد من الفوائد والفرص، لكنه من المهم أيضًا أن تتذكر أنك يجب أن تصبح على رأس أولوياتك. نعم لا بأس في أن تكون مرنًا، ولكن ليس لدرجة القيام بكل شيء لإرضاء الآخرين ووضع احتياجاتهم قبل احتياجاتك طوال الوقت.
ما هي أهمية قول لا.. وعواقب إهمالها؟
تخيل حياتك بدون قول لا، هل سيكون الأمر ممتعًا؟ هل سيحبك الناس كثيرًا؟ الإجابة لا، لأنه إذا لم تضع حدودًا، فإننا لا نحترم أنفسنا ولا الآخرين، ويبدو الأمر كما لو أننا غير مرئيين بالنسبة لنا، ونمنح من حولنا الحق في اتخاذ القرار نيابة عنا. في الواقع، إذا لم تتعلم قول لا، فغالبًا معرفتك بنفسك وتقديرك لها سيصيبه الكثير من الضرر.
يتضرر تقديرنا لذاتنا إلى الحد الذي نشعر فيه بالوحدة ومصيرنا الفشل.. وهذه هي العواقب بالتفصيل..
1-احترام متدني للذات
إرضاء الآخرين بدلاً من فعل ما نريده حقًا يمكن أن يجعلك تشعر بالبؤس، في الواقع، ويمكن أن يصل الأمر إلى نقطة تشعر فيها بأنك لا قيمة لك حقًا، وكأنك لا تصلح من أجل أي شيء، وشيئًا فشيئًا، يصبح تقديرنا لذاتنا أكثر هشاشة بسبب هذا الفعل البسيط.
2-الشعور بالوحدة
قول نعم قد يحيطك بالكثير من الأشخاص، لكنه لن يحميك من الشعور بالوحدة. فعندما نفعل دائمًا كل شيء للآخرين، فإننا نميل إلى تجاهل رغباتنا الحقيقية، مما يؤدي إلى شعور عميق بالوحدة الداخلية. والقلق من أنه لا أحد يحبنا على ما نحن عليه، ولكن من أجل ما يمكننا القيام به من أجلهم، والحقيقة أن تصرفاتك هي ما تغذي تلك الأفكار لدى الآخرين. فكيف سيتعرف الآخرون على من تكون حقًا عندما تحاول فقط تلبية احتياجاتهم؟.
3-الفشل
وضع رغباتنا وتطلعاتنا جانبًا له ثمن آخر قاسي للغاية وهو الشعور بالفشل، بسبب كل ما كان يمكن أن تكونه ولم تصحه، وتظل حبيس مشاعرك ورهينة الشعور بالذنب لنفسك، بدون الخروج من هذا المأزق.
كيف نتعلم أن نقول لا؟
عندما نتعلم قول لا، نبدأ في وضع الحدود، والاهتمام بأنفسنا أكثر، وإعطاءها القيمة التي تستحقها. على الرغم من أن الأمر قد يكون صعبًا في البداية، فلا تضيع أي فرصة لديك للتعبير عن مشاعرك الحقيقية. قد تساعدك المفاتيح التالية في تحقيق ذلك:
1-توقف عن الخوف من النقد
لن يوافق أحد على كل ما تقوله أو تفعله، هذه حقيقة حياتية، وبمجرد أن تضع هذا في الاعتبار، ستتوقف عن الاهتمام بقبول الجميع من حولك لك، وستبدأ في الشعور بحرية أكبر. واجه الخوف من النقد وكن على طبيعتك. للناس آرائهم الخاصة ويجب ألا تؤثر على حياتك.
2-لا تبرر طوال الوقت
لا يتعين عليك تبرير نفسك عندما تقول لا. عندما تتعلم أن تقول لا، تبدأ في إدراك أن أهم شيء هو الصدق والإنصاف والاحترام تجاه الآخرين، وإن عبارة بسيطة “أنا لا أشعر بذلك” أكثر من كافية.
ومن الطبيعي أيضًا الشعور بالإرهاق من أفكارنا من وقت لآخر.. على سبيل المثال: “ماذا سأقول؟”، “ماذا يجب أن يكون عذري؟” ، أو “لا أستطيع أن أقول لا فقط”. يبدأ رأسنا بالدوران ونبدأ في التفكير في ما سيحدث، مما يجعلنا نشعر بالحزن.
ومع ذلك، لا تحتاج إلى التفكير مليًا في هذا الأمر، صحيح أنك قد تحتاج أحيانًا إلى توضيح سبب رفضك. ومع ذلك، فإن الشيء المهم هو أنك لا تشعر بالسوء حيال ذلك. الشيء الوحيد الذي تكسبه من خلال الإفراط في التفكير هو أن تصبح قلقًا.
3-ابدأ في حب نفسك
عندما يكون الشيء الوحيد الذي نفعله هو إرضاء الناس، فإننا نعتاد على القيام بأشياء لم نكن لنفعلها لأنفسنا في المقام الأول. تعلم أن تحب نفسك وستتعلم أن تقول لا.
ابدأ بفعل الأشياء التي تستمتع بها بدلًا من بذل مجهود كبير لإسعاد الآخرين طوال الوقت، لماذا تعتني جيدًا بالآخرين عندما لا تشعر بالرضا عن نفسك؟ فذلك حتى لو أنه يجلب لك شعورًا بالراحة، لكنه مؤقت ومضر، توقف عنه.
4-لا تُظهر أنك متاح في كل وقت
إذا جعلت الأمر يبدو كما لو كنت متاحًا دائمًا، فقد يستغلك البعض، لذلك لا تخف من رفض المقترحات التي لا تعجبك أو مجرد القول إنك مشغول في الوقت الحالي.
وتذكر دائمًا أن كلمة لا لها وجهين مثل كل شيء في الحياة، فيمكنها أن تدمرنا وتضيع فرصنا، ويمكنها أيضًا أن تضع حدود في التعامل مع الآخرين والاهتمام بمعرفة ما نريده حقًا، وذلك دون أن نكون فظًا أو غير محترمًا مع الآخرين.