لما بشوف أي بنت متحمسة تدخل علاقة مع شخص هي عارفة أنه هتكون الحياة ما بينهم مرهقة وهتحتاج منها دايما مجهود كبير وتضحيات ومحاولات مش مضمونة أبدا، بفتكر “مي” وهي بتحاول تصلح حياة “أحمد” في فيلم “أوقات فراغ”، تدور له على شغل وتجيب له أكل لما يسيب بيت أهله وتساعده يبطل يشرب سجاير، متوقعة أنه يتغير فعلا، وتكتشف أن كل محاولاتها دي هو بيعاملها باستهتار وعدم تقدير.
الفكرة مش أنه صعب تساهمي في تغيير حياة أي حد بتحبيه للأحسن أو للوضع اللي يخليه راضي ومبسوط، لكن ده بيحصل لما يكون هو عاوز يعمل كده فعلا ومحتاج مساعدة. إنما تخيلاتك عن أنك تقدري تقتلعي شخص من حياة بائسة واختيارات غلط وتقنعي نفسك أنه هيكون زي الطفل الصغير المطيع وهينفذ تخيلاتك عن “الإصلاح” هنا بتكون المشكلة اللي بنقعد نندم عليها.
وارد يكون فاهم أنه حياته ملخبطة، لكن مش عاوز يغيرها أو مش قادر ولا فارق معاه، فنبدأ نلوم اللي حواليه ونقول للأسف “القدر وقعه في أصحاب مش كويسين”، أو “أهله مش بيسمعوه أو يدوه فرصة”، وممكن نعتقد أنه “كل شغل بيروحه زمايله بيضايقوه وبيضطهدوه”، أو أن كل علاقة دخلها قبلنا مفيش بنت عرفت تفهمه كفاية، ونشوف أنه مظلوم ومحتاج مساعدة، ونأخد دور الأبطال، ووسعوا كده يا جماعة سيبوا لي أنا الطلعة دي “I can fix him”.
حاجات تقولك “بلاش”
وإحنا بقى جايين ننصحك “افتكر أني قولت لك بلاش”.. لو نويتي تدخلي علاقة مع شخص انسي أنك تغيريه، ولو حياته ملخبطة ومش مستقرة أو عنده مشاكل كتير وهو مش بيصلحها، متتوقعيش أنك هتنقذيه عشان هو بالغ كفاية أنه يتعامل مع حياته بنفسه ولوحده.
وعشان حاجات تانية كتير، هنقولك ليه لازم تتراجعي أنك تصلحي حياة الطرف التاني، وتتأكدي أنها مهمته هو لوحده:
1. مش وظيفتك
[wpcc-iframe allowfullscreen=”” class=”giphy-embed” frameborder=”0″ height=”270″ src=”https://giphy.com/embed/3o7WTFByEmRmhCQpB6″ width=”480″]
via GIPHY
من البداية لو كان واضح أنكم مش مناسبين وأنك مش متقبلة أوضاع كتير بيعيشها وتصرفات بيعملها أو حتى اختياراته في الحياة، فده معناه أنك لازم “تمشي” عشان عمركم ما هتكونوا مناسبين ولو بعد 20 سنة، من غير ما تعتقدي أنك تقدري تغيريه وتحسني وضعه عشان يتناسب معاكي أو عشان ده اللي أنت شايفاه صح وأفضل، لأنه دي مهمته ووظيفته هو، ولأنه أي رغبة في أنه يكون أفضل لازم تكون باقتناع شخصي منه وأنه يشتغل على ده بنفسه.
2. إرهاق بلا هدف
كأنك بتبحثي عن المعاناة وبتعشقي ضيق التنفس، محاولاتك عشان تصلحي وتغيري حياة أي حد مرهقة لأبعد الحدود، وبتستنزف طاقتك ووقتك وحياتك كلها، لأنه في الغالب هيقابل المحاولات دي بتصرفات طفولية، مرة يكدب عليكي، ومرة يقولك معلش مش هعمل كده تاني، ومرة تانية “أنا زهفت بقى”.. وأنتي كل يوم بتعيشي طاحونة من القلق والتفكير اللانهائي إزاي تساعديه، رغم أنه الموضوع واضح ببساطة “علافتكم فاشلة”.
3. أنتي مش موجودة
علافتكم بالشكل ده هتكون بتدور حواليه هو بس، دايما بتتابعي معاه مشاكله وتحليها، وفي الغالب هيكون هو دايما بيشتكي وحانق وغاضب من كل حاجة، وأنتي بتحاولي تهديه وتسعديه.. السؤال بقى “أنتي فين؟” هتلاحظي أنه دايما همومك ومشاكل وحتى رغبتك في مشاركة أي حاجة تخصك مهمشة ومش متشافة ومفيش مكان ليها، لأنه مستحوذ على كل الاهتمام، وهتكتشفي أنك غرقتي جوه دوامة حياته ونسيتي نفسك.
4. الحب مش بيعمل معجزات
بصراحة، دي حقيقة مؤلمة شوية، لكن الأحلام الوردية اللي بتخلينا نتخيل أنه الحب يقدر يعمل المعجزات بتخلينا نظلم نفسنا للأسف، الحب أكيد بيدينا طاقة وامل دايما نتغير ونكمل ونعافر مع الدنيا كل يوم، لكن حبك لأي حد مش هيبقى عامل زي العصاية السحرية اللي هتبدل شخص من حال للتاني، لو في شخص بالغ عاقل وعنده مشكلات أو عيوب أو ظروف معينة ومش بيتعامل معاها ومتجاهلها، فحبه ليكي أو حبك له مش هيجبره يعمل كده ويتغير ويصلح من نفسه، مهما كان مقدار الحب ده.
5. الدعم مش الإصلاح
حاجة أي شخص لدعم اللي بيحبوه أمر طبيعي ومطلوب، لكن لازم تعرفي تفرقي بين دعمك لشخص بيشتغل على نفسه وبيحاول يكون أحسن، ومحتاجة مساندة عاطفية ووجدانية، وبين شخص تاني مستسلم وبيرمي عليكي ظروفه ويطلب منك الحل كأنك طوق نجاة.
6. هو مبسوط
ببساطة، ممكن تكون رغبتك في أنك تصلحي حياته وتنقذيه هي لتحقيق حاجة تخصك أنتي، يعني لو عنده تصرفات بتزعجك أو بيشتغل في مجال أنتي مش شايفاه مناسب، فده مش معناه أنه محتاج للإصلاح أصلا، ممكن يكون مبسوط وراضي ومرتاح لكن عدم تقبلك ليه بشكل كامل بيخليكي تعتقدي أنه لازم يغير الحاجات دي عشان يناسبك، في حين ممكن يكون مناسب لغيرك.. عشان كده لازم تكوني متأكدة من من هدفك وسعيك للإصلاح ده من الأول، وانكم فعلا متوافقين ومتقبلين لبعض.
استمتعي بحياتك ودوري على اللي يناسبك واختاري اللي يخليكي تعيشي مرتاحة ومبسوطة وراضية، مفيش داعي تظلمي نفسك وتستهلكي وقتك وطاقتك بدون معنى، لأنه للأسف You cannot fix him.