من الجدير ملاحظة أن أكثر من 80 % من الطاقة في العالم تذهب إلى أوروبا الغربية تحديدا و الولايات المتحدة (هذا البلد لديه 6% من سكان الأرض ولكنه يستهلك أكثر من 31 % من طاقة العالم(
عند اختيار أفضل وقود لأداء معين ، تؤخذ عدة نقاط بعين الاعتبار مثل : نوع الوقود ، ثمن الوقود ، القيمة الحرارية للوقود ، الأداة التي سيتم تسييرها ، التعاطي مع الوقود (بمعنى أن المائع –غازات أو سوائل- أسهل للتغذية المستمرة من المواد الصلبة) ، و الآثار البيئية لحرق الوقود .
تقارن أنواع الوقود بقيمها الحرارية أو كميات حرارة الاحتراق أو القيم الكالورية (السعرات). يكون الوقود أفضل كلما ازدادت قيمته الحرارية (هذه تزداد بازدياد النسب المئوية للكربون و الهيدروجين في الوقود). يحتوي الجدول أدناه القيم لبعض أنواع الوقود :
الوقود القيمة الوقودية(كيلوجول /غرام(
خشب الصنوبر 18 – 22
الفحم الحجري 28 – 34
البترول الخام 36 – 48
الغاز الطبيعي 49 – 49.5
غاز الميثان 56
ميثانول 23
نفايات البلديات 13
الكربوهيدرات 16
الدهون 36
غاز الهيدروجين 142
في عام 1996، كانت مصادر الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية مستمدة من البترول (39.9 %) ، الغاز الطبيعي (25%) ، الفحم الحجري (22.7 %) ، أشياء أخرى (12.4 %). الاستعمالات النهائية للوقود الاحفوري في أمريكا توزعت تقريبا كما يلي : المواصلات (25 %) ، المساكن (19 %) ، القطاع التجاري (15 %) ، الصناعات (41 %) . من ضمن الصناعات ، الصناعة الكيميائية وقد استهلكت ما يزيد عن نصف الرقم المذكور.
في الولايات المتحدة (أكبر مستهلك للطاقة في العالم) ، معدل استهلاك الفرد للطاقة يوميا هو حوالي مليون كيلوجول ! هذه الكمية الضخمة هي جزء من الطاقة الكلية القادمة من الوقود الاحفوري . التقديرات العلمية تقول بأن أكثر من 60 % من طاقة الوقود تضيع (أكثر إهدار الطاقة هو في المواصلات ، إرسال الكهرباء ، و الصناعات(
صحيح أن بعض فقدان الطاقة يعزى إلى تحكم قوانين الثيرموديناميكا بالإنسان ولكن هذه القوانين ليست المسئولة الوحيدة . أرقى السيارات الحديثة فعاليتها حوالي 20 % (أي أنك لو أعطيتها 100 وحدة طاقة من وقود فستضيع 80 وحدة ). الطائرات غير فعالة بشكل هائل (تنهب الوقود نهبا حتى عند قطعها مسافات قصيرة). أقل من 5 % من طاقة الوقود يحولها مصباح أديسون الكهربائي إلى ضوء مرئي [هنالك سلسلة من الخسائر أثناء التحولات من طاقة كيميائية (كامنة في الوقود) إلى طاقة حرارية ثم إلى طاقة ميكانيكية (دوران التوربينات) ثم إلى طاقة كهربائية في المولد وصولا إلى المصباح في البيت[
إن أكبر هدر الطاقة هو بسبب سلوكيات الغرب [أمريكا و أوروبا] حيث لديهم الكثير من الممارسات الحمقاء ، التخطيط السفيه ، و التصميم السيئ للأجهزة التي تستخدم الوقود و هذه أمثلة للدلالة على ذلك :1) توجد في أمريكا حوالي 150 مليون سيارة [لا يستطيع أحد الادعاء بأنها كلها ضرورية . أكثرها يقتنى من باب اللهو و المباهاة و العبث] . 2) مع أن القطارات أكثر فعالية من الطائرات _في عدم إضاعة الطاقة – إلا أن الحكومة الأمريكية تنفق بلايين الدولارات سنويا على الطيران و تتجاهل أوضاع سكك الحديد المتهرئة إلى حد بعيد . 3) أفضل منشأة صناعية- يتباهون بها- لتوليد القدرة البخارية لها فعالية تحويل طاقة 38 % و لكن أغلب أجهزتهم تضيع ثلثي الطاقة المودعة فيها.
لا يغرنك كذب و دجل الإعلام ، فالحقيقة أن بلدان الغرب متخلفة سلوكيا و صناعيا (نعم صناعيا). قدر الله للأرض أقواتها – غذاء ، هواء ، طاقة …الخ _ و حين سيطروا على العالم في القرن الماضي و حتى الآن نهبوا مصادر الطاقة إلى درجة أن البترول و الغاز الطبيعي _ اللذان تكونا خلال ملايين السنين _ في طريقهما إلى النفاذ بحلول عام 2075 م . في الوقت ذاته ، لم يبذلوا الجهود المطلوبة لإيجاد مصادر بديلة معقولة للطاقة. لذلك يمكن القول أنهم قد أجرموا في حق البشرية و على الأخص الأجيال القادمة .
بقلم د. رائد خير
المصدر: مجلة المياه
Source: Annajah.net