وقد يكون جرّب ذلك ولم يحالفه الحظ بالحصول على صور عالية الجودة. من هنا رأينا أن نبحر
في هذا المجال مطالعةً وتمحيصا، لنقف على أسراره ونقدم للقارئ خلاصة التجارب.
سنحاول ببعض التفصيل شرح ما يمكن تصويره تحت الماء وبأية طريقة. لذا فإن الموضوع ينقسم إلى جزئين:
أولاً: ما هي المعدات التي يمكن استخدامها تحت الماء.
وثانياً– ما هي الخصائص والجوانب التي يجب معرفتها قبل الغوص تحت الماء في حال
كانت المعدات متوفرة. ولنبدأ بالجزء الأول.
– معدات التصوير تحت الماء.
المعدات المخصصة للتصوير تحت الماء أو الكاميرات المرآتية (SLR) المتوضعة في صناديق خاصة (معدنية أو بلاستيكية) هي أفضل المعدات وأكثرها ملائمة للتصوير تحت الماء، وبالطبع أغلاها ثمناً.
كاميرا Nikonos RS AF
الخيار الأول- عبارة عن هيكل شديد المتانة، قادر على تحمل ضغط الماء لعمق عشرات الأمتار ومزود بوضعية مثالية للأزرار وأدوات التحكم. بالإضافة إلى عدسات مصممة خصيصاً للعمل تحت الماء والعديد من الاكسسوارات الضرورية أهمها أجهزة الإنارة.
خير مثال على المعدات المتخصصة بالتصوير تحت الماء- عائلة Nikonos من شركة نيكون، وعلى الأخص نموذج Nikonos RS AF . هذا النموذج يتمتع بضبط بؤري ذاتي مع محدد نظر واسع وشديد الوضوح، وطقم كامل من العدسات والإكسسوارات. سعر المجموعة كاملة يزيد عن 3000 دولار. المتعة وجودة الصور التي يوفرها هذا الطقم تبرر سعره المرتفع. مؤخراً طرحت نيكون نموذجاً معدلاً لهذه الكاميرا يحمل تسمية Nikonos-V .
تتوفر أيضاً معدات أقل كلفة وبساطة مثل Hanimex Amhibian , Motormarine , Canon AS6 ، Sealife Reefmaster وكذلك أيضاً منتجات شركة Sea&Sea التي تحتل موقع مميز، ذلك أن معظم المنتجات التي أتينا على ذكرها لا تتوفر بسهولة في الأسواق العربية، في حين أن كاميرات Sea&Sea متوفرة وبتشكيلة واسعة. وأخص بالذكر الكاميرا MX-10 والفلاش المتكامل معها. كما يمكن الحصول على طقم كامل على قاعدة الكاميرا MX-10 .
صندوق CX-603 من إنتاج Sea&Sea خاص بكاميرا Canon EOS 300
الخيار الثاني- الصناديق المعدة خصيصاً لإستيعاب الكاميرات والعمل تحت الماء. وكل صندوق مخصص لكاميرا محددة لتوفير وضعية مثالية للأزرار وأدوات التحكم. هذه الصناديق مرتفعة الثمن وعلى سبيل المثال، فإن الصندوق المخصص لكاميرا Canon EOS 300 يساوي عشرة أضعاف سعر الكاميرا ذاتها.
وهناك الكثير من الشركات المتخصصة بصناعة صناديق التصوير تحت الماء، نذكر منها: Ikelite التي تصنع صناديق من مادة الاكريليك قادرة على تحمل عمق يصل إلى سبعين متراً، ولكن عيب الصناديق البلاستيكية (الاكريليكية) يكمن في سوء أداءها في المناخ البارد. وشركات Tussey و Subal و Seacam المتخصصة في صناعة صناديق معدنية أغلى سعراً، ولكنها أكثر تحملاً وأطول عمراً. وبالإضافة إلى الصناديق، فإن هذه الشركات تنتج إكسسوارات مكملة وملائمة للعمل تحت الماء. راجع الروابط التالية لمعرفة المزيد حول الصندقة ومختلف الاكسسوارات:
Under Water Housing * Housing for NIKON Cameras
مينولتا وكانون وأليمبوس تنتج في الوقت الراهن صناديق خاصة بكاميراتها الرقمية وبأسعار معقولة جداً (حوالي 150 دولار). ومما يجدر ذكره أن الإنتقال من الكاميرات الميكانيكية إلى الالكترونية ومن ثم الرقمية قد ساهم بشكل كبير في جعل الصناديق بسيطة التكوين، وبالتالي في خفض سعرها وزيادة انتشارها وجعلها في متناول الجميع. ومن النماذج الناجحة للتصوير الرقمي تحت الماء نذكر الأمثلة التالية:
المثال الأول : توفر شركة light&motion صندوق Tetra S400 المعدني لإستخدام الكاميرا الرقمية Canon Digital IXUS 400 تحت الماء وكذلك مجموعة من الاكسسوارات مثل الواقيات الجانبية للعدسة والمرشحات.يبلغ سعر الصندوق حوالي 1000 دولار، وسعر الطقم كاملاً – 1800 دولار.
الصندوق البلاستيكي PT-020
المثال الثاني : تقدم أوليمبوس الكاميرا الرقمية Olympus Camedia C-5060 مع الصندوق البلاستيكي) PT-020 قادر على تحمل عمق 40 متراً)، ووحدة الفلاش FL-20 مع الصندوق الخاص بها)- PFL-01 الفلاش يعمل بنظام TTL تحت الماء أيضاً) وكذلك منفذ لتركيب محول الزاوية الواسعة PPO-02. سعر الصندوق- 250 دولار. سعر المجموعة كاملة (بدون الكاميرا) – 800 دولار تقريباً.
المعدات التي تناولناها حتى الآن تبدو مرتفعة الثمن وليست في متناول الجميع. فما العمل لمن يرغب بممارسة التصوير تحت الماء، ولا يستطيع إنفاق مبالغ طائلة ؟
يتوفر عدد من الخيارات الأقل كلفة… والأكثر تواضعاً من حيث النتائج التي نحصل عليها وفيما بلي سرد كامل لهذه البدائل:
– الخيار الأول : تتوفر كاميرات للتصوير تحت الماء متعددة الإستعمال ورخيصة الثمن (100-200 دولار). تأتي هذه الكاميرات بضبط بؤري ثابت (Fixed Focus) وأدوات تحكم في حدودها الدنيا (في الغالب تكون مزودة بزر عتق الغالق وزر تشغيل الفلاش الضمني فقط). بعضها يأتي مع عدسة إضافية تساعد في تعويض إنكسار الحزمة الضوئية ونقصان زاوية الرؤية تحت الماء. كما تأتي بمحدد نظر قياسي وآخر إضافي هو عبارة عن إطار بلاستيكي يسهل من عملية تحديد أو تشكيل الكادر.
– الخيار الثاني : أي كاميرا تقليدية متوفرة لديك، تضعها في كيس بلاستيكي خاص للتصوير تحت الماء (مقاوم لنفاذ الماء حتى عمق معين). هذه الأكياس تتمتع بآلية غلق جيدة تمنع تسرب الماء، وفيها مواضع خاصة للعدسة ومحدد النظر.
وفي جميع الأحوال يحبذ أن تكون الكاميرا مع فلاش ضمني يعمل أوتوماتيكياً. وحيث أن مستوى الإضاءة يكون متدنياً ويقل كلما زاد العمق، فأنصح بتركيب أفلام الحساسية العالية (400-800 آيزو) وأفضل أن تكون الكاميرا من نوع الضبط البؤري الثابت، ذلك أن الضبط البؤري الذاتي يمكن أن يعيق عملية الالتقاط. وفي نفس الوقت يتعذر إجراء ضبط بؤري صحيح تحت الماء بشكل يدوي.
لا أنصح باستعمال الأكياس البلاستيكية مع الكاميرات الثمينة، إذ من الممكن إنفجار الكيس تحت ضغط الماء وهو ما سيقود على الأرجح إلى تلف الكاميرا. يجب أن يكون الكيس من النوع المخصص للتصوير تحت الماء، وأن يكون هذا موضحاً عاى الغلاف الخارجي للكيس. (سعر الكيس يتراوح ما بين 10-20 دولار(
تحذير هام : لا يجوز استعمال الصناديق الصلبة أو الأكياس البلاستيكية في أعماق أكثر مما تؤشر عليه الشركة الصانعة. وهذا لا يعني أن الصندوق سوف ينكسر أو يتمزق الكيس، ولكن حتى الصندوق المعدني يمكن أن يسمح بتسريب الماء من خلال الأطراف أو الحشوات عند اعماق أكثر مما ينبغي. وهذا الأمر يشكل خطراً كبيراً على أداء الكاميرا وصلاحيتها فيما بعد.
– الخيار الثالث : كاميرات احادية الاستعمال مخصصة للتصوير تحت الماء. (سعرها يتراوح مابين 10 و 20 دولار). هذه الكاميرات -من حيث مبدأ عملها- أشبه ما تكون بالكاميرات الصندوقية التي ظهرت في بدايات عصر التصوير. فبدلاً عن العدسة تملك هذه الكاميرات فتحة بسيطة، وآلية يدوية لتقديم الفيلم وزر إطلاق الغالق. في الغالب تكون مزودة بفيلم 24-27 لقطة وحساسية 400 آيزو. وعلى الرغم من البساطة الشديدة للكاميرا، إلا أنها تعمل بصورة مقبولة. وتكون المواضيع حادة البروز من مسافة نصف متر وحتى ما لا نهاية. وحيث أن الكاميرات أحادية الاستعمال تأتي في العادة بدون وحدة فلاش، يكون استعمالها قريباً من السطح فقط وفي يوم مشمس.
بعد استخراج الفيلم تلقى الكاميرا إلى سلة المهملات. في الدول الغربية يتم تجميع هذه الكاميرات وإرسالها إلى المصنع لإعادة تجميعها وتلقيمها بفيلم جديد ومن ثم طرحها في الأسواق مرة أخرى.
– الخيار الرابع : يتمثل في بعض الكاميرات “شبه المائية”. بمعنى أنها تصلح للتصوير على أعماق محدودة جداً أو بالقرب من سطح الماء. ومن الأمثلة على هذه الفئة نستعرض الكاميرا الرقمية Caplio 440G Wide من ريكو والكاميرا التقليدية (Espio 95(105 من بنتاكس.
Ricoh Caplio 440G Wide تعتبر البديل المطور للكاميرا Ricoh Caplio 300G وتتميز بهيكل مقاوم للرطوبة والغبار. وحسب المواصفة اليابانية (JIS) فإن الكاميرا تلبي متطلبات الدرجة السابعة من حيث مقاومة الرطوبة، ومتطلبات الدرجة السادسة من حيث مقاومة الغبار. هذه الكاميرا ملائمة للعمل تحت الماء ولكن لعمق لا يزيد عن واحد متر فقط ولفترة لا تزيد عن 30 دقيقة. والمسألة لا تعتمد على صلابة الهيكل فقط، بل لأن السوائل ومن ضمنها الماء قادرة على النفاذ من أدق الشقوق أو الفتحات. كذلك فإن الكاميرا تحتمل الصدمات ومنها السقوط من إرتفاع 90 سم. باقي المواصفات لكاميرا لا يزيد سعرها عن 100 دولار هي كالآتي: كثافة نقطية (Resolution) – ثلاث ملايين بيكسل، عدسة زووم 28-85 مم (توفر الوايد أنجل يعتبر مكسباً عند التصوير تحت الماء)، العدسة ليست قوية لدرجة كافية (الفتحة القصوى f/2.6-4.3) ، نطاق الحساسية الضوئية- 125-800 آيزو. الحساسية العالية ملائمة للتصوير تحت الماء، ولكنها -في العادة- تترافق بزيادة نسبة الضوضاء في الصورة (Noise) .
كاميرا Pentax Espio (95)105 WR تلبي متطلبات الدرجة الخامسة في المواصفة اليابانية (JIS) من حيث مقاومة الرطوبة والغبار، الرموز WR تعني “مقاومة للماء Water Resestance” وتتوفر في خيلرين: الأول بعدسة زووم 28-95مم والثاني- بعدسة زووم 28-105مم. بقي القول أن الكاميرا غير مهيأة للعمل تحت الماء بالمعنى الكامل، ولكنها قادرة على تحمل الرذاذ والرمال الناعمة. وإذا ما سقطت في البحر، يمكن غسلها بسرعة في الماء العادي وستعود للعمل بشكل كامل.
على العموم، فإن قائمة الكاميرات “شبه المائية” تطول ولن نأتي على ذكرها جميعها، ولكن يمكننا التأكيد على أن هذه الكاميرات غير مخصصة للعمل على أعماق سحيقة، وإنما فقط بالقرب من السطح ولفترات زمنية قصيرة. يأتي معظمها مع آلية ذاتية لتقديم الفيلم ووحدة فلاش ضمنية. نظام الضبط البؤري الذاتي جيد للعمل فوق الماء، وينبغي التحول إلى نظام الضبط البؤري الثابت عند العمل تحت الماء.. وأخيراً فإن هذه الكاميرات مثالية لتصوير الرياضات المائية التي تجري على السطح مثل رياضة التزلج والقفز على الماء.
أخيراً وقبل أن أنهي الجزء الخاص بمعدات التصوير تحت الماء، أود توضيح المزايا التي توفرها الكاميرات الرقمية وتجعلها تتفوق على نظيرتها التقليدية في هذا المجال :
امكانية التقاط مئات الصور عند كل غوص أو غطس دون حاجة لتلقيم فيلم جديد كل مرة.
تتوفر فيها أنظمة تعريض متطورة تزيد من فرص الحصول على لقطات ناجحة.
امكانية تغيير الحساسية الضوئية بسهولة وسرعة (لا حاجة لتبديل الأفلام كما هو الحال في الكاميرات التقليدية(
امكانية مشاهدة الصور فور التقاطها، ومعاودة الالتقاط في حال كانت غير موفقة.
امكانيات أوسع في مجال التصوير القريب والمقرب جداً Macro & Close-up .
امكانية تصحيح التوازن اللوني دون حاجة لاستخدام المرشحات اللونية.
سهولة المعالجة اللاحقة بالفوتوشوب وتصحيح أخطاء التصوير. وللعلم فإن اللقطات المائية تتطلب -في معظم الأحيان- معالجة الألوان وتصحيحها. وهو الأمر الذي يبدو صعباً في حال التصوير بالكاميرات التقليدية والطباعة في المختبرات التجارية
المصدر: موقع شبكة الغواصون العرب
Source: Annajah.net