ضعف في العلاقات الأسرية.. فأنا لا استطيع التعامل مع زوجتي وأبنائي ، فمشاكلي معهم كثيرة ، ولا استطيع السيطرة عليها تقتلني الغيرة والحسرة.. وذلك عندما أرى أناساً ناجحين ومتميزين في جميع المجالات ، وأنا لا أستطيع أن أكون مثلهم.
ضعف الثقة بالنفس.. فأنا لا أملك الشجاعة لمواجهة الناس ، والتعبير عن آرائي ومعتقداتي ، وقد يقف قلبي عند مواجهة الجمهور.فقدت الحب في حياتي ولا استطيع أن أمنحه لأبنائي أو لغيري .. وارتكزت على مقولة فاقد الشيء لا يعطيه …..
مشاكلي أكثر بكثير مما ذكرت ، فحياتي روتينية ، وكلها ملل ورتابة ويأس ، وأبحث عن حل ينتشلني من قاع الضياع ، ويخرجني مما أنا فيه.
فــهل لـي مــن عـلاج؟!..
الــدواء :
لست أول أو آخر شخص في العالم يمر بهذه المشاكل والإحباطات..وأول خطوه يخطوها الإنسان للتخلص من هذه المشاكل هي :
تحمل المسؤولية ، وعدم إلقاء اللوم على الظروف أو الآخرين.. فإذا قلت لنفسك : أنك مسؤول عن حياتك، ولم تلم أو تنتقد أحداً ، أوتقارن أحدا ًبنفسك ، وقررت أن تصبح أفضل ما استطعت ؛ هكذا سوف تمتلئ بالطاقة الإيجابية ، وتسعى إلى إيجاد الحلول المناسبة لأي تحدي يقابلك..ويجب أن تقابل أي مشكلة أو عقبة أمامك على أنها التحدي الأكبر لكي تتغلب عليها..وإذا كنت جادا ًفي حل مشاكلك ، فيجب عليك تغيير أحوالك ، وتغيير ظروفك ، وإمكاناتك ، وتغيير من حولك ، والأهم تغير ذاتك وطباعك وتصرفاتك..وإذا لم تكن تستطيع تغيير من حولك ،
فكن كما قال غاندي : (كن أنت التغيير الذي تريده في العالم)
ونصيحتي إلى من يريد التغيير هي :
(افعل شيئا مختلفاً…)
فكما قال اينشتاين : (من غير المنطقي أن تفعل نفس الشيء ، وبنفس الطريقة ، وتتوقع نتيجة مختلفة..)
وكما تقول الحكمة الصينية الشهيرة : (إذا أردت أن تحصل على نتائج مختلفة ، فعليك أن تغير من أفعالك)
وهنا يقول علماء التنمية البشرية : أن التغيير ليس عملية عشوائية ، ولكن يحتاج إلى تنظيم وخطط واضحة..بعض المراحل التي تمر بها عملية التغيير السليمة
المرحلة الأولى : الملاحظة وتقييم الحال :
إن الخطوة الأولى على طريق التغيير, هي : أن تدرك الشيء الخاطئ ، أو الشيء الذي تفعله.. فتقييمك لحالتك المالية ، وما ستؤول إليه بعد سنوات ، هي أول خطوة لعملية التغيير..ووعيك بأخطار السمنة وأمراضها ، سوف يكون أول خطوة للقضاء عليها.
المرحلة الثانية : القرار الحاسم :
عندما يلاحظ الإنسان أوضاعه ، ويعرف أنه بحاجة للتغيير، فلابد له من القرار الحاسم والجازم بالتغيير الفعلي.. ويجب أن يصاحب هذا القرار : إرادة قوية، وطاقة عالية، وإيمان قوي ؛ بضرورة التغيير.
المرحلة الثالثة : التعلم :
لابد لمن يرغب بالتغيير من اتخاذ القرار الحاسم ، ولكن هذا لا يكفي..فمن يريد أن يتعلم السباحة لا يكفيه القرار أن يكون سباحا ً، بل لابد أن يتعلم كيف يكون كذلك ، من خلال تعلم مهارات السباحة والتدرب عليها .
إذن، يجب على من يريد التغيير : وضع الخطط، وتعلم المهارات , التي تساعده في عملية التغيير.
المرحلة الرابعة : الاستيعاب والتدرج :
يتفادى بعض الناس المعالجة على خطوات ، ويحاولون إحداث التغيير في مرة واحدة ، إلا أن هذه الطريقة أصعب، وقد تؤدي فيما بعد إلى تجنب التغيير وتفاديه نهائياً..فلو أتينا بسلم طوله عشرون طابقاً ، ويحتوي على خمس درجات فقط ، فهل يستطيع أحد صعوده؟!..كذلك التغيير يجب أن يكون بخطوات صغيرة وسهلة ومرحلية ، لكي يكون تلقائيا ً، ويستطيع الإنسان استيعابه والتعود عليه.
المرحلة الخامسة : لممارسة والعادات الجديدة :
قم بممارسة عملية التغيير حتى تصبح عادة ، وتحل محل العادات القديمة والسلبية ، فمثلا الأشخاص الذين توقفوا عن التدخين حديثاً ، سوف يجدون من الصعب مقاومة الدخان ، لأنه مرتبط بأوقات وعادات معينة ، مثل : التدخين بعد وجبات الطعام ، أو مع الشاي ، أو خلال الأزمات والحالات العصبية.إذن، يجب على كل من يريد التغيير : إبدال العادات القديمة بعادات جديدة ، تساعده على التغيير.
المرحلةالسادسة : المواظبة والاستمرار :
يجب أن يكون التغيير دائما وغير مؤقت ، بحيث يصبح جزءا ًمن حياتك..فكثير من الناس استطاع أن يزيل الوزن الزائد من جسمه ، خلال ثلاث أو أربع شهور..ولكنه سرعان ما عاد إلى عادته القديمة ، واكتسب وزنا أكثر من الذي فقده!..ولكي تكون عملية التغيير مثمرة وناجحة ، فلابد أن تكون دائمة ومستمر
الشـفــاء
يجب عليك الالتزام بالوصفة الخاصة بعملية التغيير ومراحله , وتطبيقها حسب أصولها..ويجب على الإنسان أن يتفاءل ، ولا ينظر للعالم من خلال نظارة سوداء …….لأن العالم ثابت ، ونظرتنا هي المتغيرة..
والحكمة تقول أنت الذي تلون حياتك بنظرتك إليها ، فحياتك من صنع أفكارك.. فلا تضع نظارة سوداء على عينيك!..
لذلك يجب أن نسعى للتغيير، ولا نركن لليأس والكسل ، ونتذكر قول الشاعر :
ومن يتهيب صعود الجبال — يعش أبد الدهر بين الحفر.
المصدر : مجلة قصيمي نت
Source: Annajah.net