ويقول الدكتور أنطونيو أنزوتو أستاذ ورئيس قسم الرعاية الرئوية الحرجة بجامعة تكساس إنه عندما يبدأ تفاقم الالتهاب المزمن للشعب الهوائية, تقوم الغدد الموجودة فيها بزيادة إفراز المخاط, مما يؤدي لزيادة السعال كرد فعل من الشعب الهوائية لطرد هذا المخاط وتنظيف الرئتين, ويتعرض المرضي بجانب السعال لضيق في التنفس يؤدي لاضطراب النوم بسبب السعال المستمر, وتسهم هذه التداعيات بوضوح في إسراع أطوار المرض, لذلك يعد التشخيص المبكر والعلاج الفعال مفتاح الشفاء, وتوضح بيانات الدراسة ـ التي تم إعلانها في مؤتمر بدبي ـ أن العلاج بالمضادات الحيوية واسعة المجال يؤدي لتحسن سريع لمختلف الأعراض كالحمي والبلغم الصديدي والإرهاق واضطراب النوم بنسبة تصل إلي70% في اليوم الثالث و95% في اليوم الخامس.
ويقول الدكتور مارك ميرافيتلي أستاذ الأمراض الصدرية بمستشفي معهد ديل تورو الطبي ببرشلونة إن الدراسة تسمح بمقارنة بيانات المناطق المختلفة من العالم, حيث تثبت علي سبيل المثال أن الشكل المثالي للمريض يختلف قليلا من منطقة لأخري. فبينما كان متوسط عمر المريض بالشرق الأوسط48.5 سنة, وصل في آسيا إلي57 سنة وأوروبا إلي60.5 سنة, وأمريكا اللاتينية61 سنة. ويفسر هذا السبب في معاناة مريض الشرق الأوسط من أعراض المرض لفترة أقل, حوالي4 أيام فقط مقارنة بـ7.6 يوم في أوروبا, كما يعاني اضطراب النوم لحوالي3.2 ليلة في مقابل4.7 في أوروبا. وبالرغم من هذه الاختلافات, فمن الواضح أن تفاقم حالة الالتهاب المزمن بالشعب الهوائية يؤدي لضعف عام ويحتاج للعلاج بشكل عاجل.
ونظرا لتزايد أعداد المدخنين الصغار, وهو العامل الأساسي وراء مرض السدة الرئوية المزمنة, فمن المرجح تزايد انتشار المرض بمنطقة الشرق الأوسط بسبب زيادة معدلات تدخين التبغ ومنتجاته الأخري كالشيشة, وإذا لم تتم محاربة هذا الاتجاه, فسيزداد احتمال إصابة المرضي بالتهاب الشعب المزمن, كما سترتفع تكلفة الرعاية الصحية التي تصل بمستشفيات أوروبا لحوالي3 مليارات يورو.
وتقول الدكتورة مايسة شرف الدين إن مشاكل الجهاز التنفسي, خاصة المتعلقة بالعدوي من أحد المخالطين للمريض سواء بالمنزل أو العمل أو الأماكن العامة تنتشر بصورة أكبر خلال الصيف وفترات تغير الفصول, خاصة من الخريف للشتاء, كما لوحظ أخيرا زيادة مقاومة بعض الميكروبات لمعظم العقاقير والمضادات الحيوية المتاحة, ولذلك ظهرت أجيال أحدث منها تؤخذ مرة واحدة يوميا وتتميز بفاعلية أكبر في قتل الميكروبات. وقد أكدت هذه الحقيقة دراسة واسعة شملت مراحل عمرية مختلفة من18 إلي75 سنة, وأثبتت فاعلية هذه المضادات في مواجهة الميكروبات, كما أثبتت الدراسة أن سرعة التدخل الطبي والعلاج الحاسم دون انتظار لفحوصات أو مزارع للبكتريا يقلل من عدد الوفيات والمضاعفات الناتجة, خاصة بين المصابين بأمراض أخري تقلل مناعتهم مثل السكر والفشل الكلوي والكبدي ومن يعالجون بالكورتيزون
المصدر: بستان الوردة