المحتوى:
1- ما هي اضطرابات القلق
2- أنواع اضطرابات القلق
3- أعراض القلق والتوتر
4- العلاج والتعامل مع القلق
عندما تعيش كل دقيقة في يومك وأنت محاصر بمشاعر القلق، يحتلك الخوف المستمر وفقدان بوصلة الاستقرار والهدوء والسلام الداخلي، دون وجود سبب حقيقي، ولكن فقط آلام جسدية وأفكار مشوشة، فهذا يعني أنك قد تعاني من أحد اضطرابات القلق الذي يعد من بين الاضطرابات العقلية والنفسية الأكثر شيوعا حول العالم.
غالبا، ما يمكن تمييز الاضطرابات النفسية من قدرتها على التحكم في مسار يومك، والتأثير عليه بصورة سلبية، ويعد القلق هو أكثر هذه الاضطرابات التي تهاجمك في أوقات غير متوقعة وبطرق يصعب التعامل معها في البداية، ففي احد ايام العمل او الدراسة العادية، وبينما يبدو كل شيء على ما يرام تأتيك نوبة فزع Panic Attack مفاجئة ويصيبك ضيق التنفس، بينما تتساءل “ما الذي حدث؟”.
ما هي اضطرابات القلق
الأمر ليس كما يبدو، أو كما تصوره لنا الأعمال الدرامية وفيديوهات تيك توك وكانه مزحة، فنرى السخرية من الشخص الذي يعاني من الفوبيا من الأماكن المرتفعة أو الضيقة، أو الذي يخشى التواصل الاجتماعي باعتباره امر هيّن، ولكنه أعمق من ذلك كثيرا ويمكنه إيذاء الشخص المصاب به بضرر كبير.
في مرحلة ما أو خلال فترة معينة من حياة أكثر من 30% من البالغين على مستوى العالم، كانوا يعانون مع أي من اضطرابات القلق، واختبروا تاثيرها على حياتهم، والمقصود هنا ليس القلق العادي الذي ينتابك قبل مقابلة عمل مهمة أو امتحان أو خلال مواجهة مشكلة ومحاولة اتخاذ قرار مهم، وهو طبيعي ليشجعنا على أن نكون أفضل وننتبه للمخاطر التي قد تصيبنا.
اضطرابات القلق تتم ملاحظتها بالتأثير الذي تُحدثه على طبيعتك ومسار روتينك اليومي، فيوقف قدرتك على الذهاب إلى عملك ويقيدك عن القيام حتى من السرير، ويجعل كل المشاعر التي تمر بها مضاعفة، وغالبا ما تبالغ في رد فعلك، وتكون في حالة غضب وانفعال زائد في بعض الأحيان، وقد تجد أنك غير متحكم في مشاعرك وتصيبك آلام جسدية وأفكار سلبية متسارعة ومشوشة، ويصعب عليك القيام بأبسط المهام ويصبح مرور اليوم نفسه ثقيلا.
أنواع اضطرابات القلق
الشعور بالقلق المرضي لا يعبر عن حالة عقلية واحدة، ولكنه يشير إلى أكثر من اضطراب متعلق بالقلق، والإصابة بأي منها يحتاج إلى طريقة تعمل وعلاج مختلفة، وأنواع اضطرابات القلق عبارة عن:
اضطراب القلق العام Generalized Anxiety Disorder
من بين اضطرابات القلق الأكثر انتشارا، والذي يجعل الشخص في حالة قلق عامة دون وجود سبب واضح، فتارة يفرط التفكير في المستقبل ووضع الخطط، والقلق من تخاذ قرارات غير سليمة، أو فقدان القدرة على التركيز وسيطرة المخاوف والهواجس غير العقلانية على أفكارك والمتعلقة بكل شيء، بداية من المال والعمل وختى الصحة والفقد، فتفقد توازنك وقدرتك على الشعور بالاسترخاء الراحة، وتعيش في توتر شديد وعصبية على مدار اليوم، وينعكس ذلك على أدائك لأي من المهام والأنشطة اليومية.
اضطراب القلق الاجتماعي Social Anxiety Disorder
يشعر المصابون به بقلق وخوف شديد من اللقاءات الاجتماعية والتعاملات اليومية العادية، ويشعرون بالحرج من التواجد مع الآخرين خوفا من الحكم عليهم أو عدم تفضيل المحيطين بهم لتواجدهم، وهي دوما أفكار غير منطقية أو عقلانية تؤدي بهم إلى الانعزال ورفض الخروج أو التواجد في أي تجمعات، حتى لا يؤدي بهم ذلك إلى الإهانة أو الإحراج، ويظهر ذلك في ارتجاف صوتهم ورعشة أياديهم والتعرق عند التحدث لأي غريب.
الرهاب المحدد (أو الفوبيا) Specific Phobias
وهو المعروف بالفوبيا أو الخوف الشديد غير المنطقي أو المبرر عند التواجد في مواقف معينة أو تجربة أشياء بعينها، كالخوف من الطيران أو المرتفعات وكذلك الأماكن الضيقة، أو الخوف من الأماكن التي يصعب الهروب منها (المعروف برهاب الخلاء)، الذي قد يمنع الشخص من ركوب المواصلات أو التواجد وسط حشد كبير من الناس، وغالبا ما تكون الفوبيا نتيجة المرور بتجربة مزعجة أو حادث شخصي مؤلم وتأثيره كبير.
اضطراب قلق الانفصال Separation Anxiety Disorder
ينتشر هذا النوع من القلق عند الأطفال في سنوات النمو، نتيجة ارتباطهم الشديد بالوالدين أو من يحبونهم، وقد يتغلب عليه الطفل مع التقدم فيالعمر وبلوغ مرحلة المراهقة، ومن الممكن ان يستمر لفترة أطول وبصورة تجعله عاجزا عن ممارسة روتينه اليومي وأنشطته المختلفة بشكل عادي، فيصبح خائفا من ترك والديه أو من يحبهم، ويشعر بالقلق والاضطراب الدائم إذا كان بعيدا عنهم، وتنتابه أفكار عن إمكانية تعرضهم للأذى أو أن يفقدهما، أو يتعرض هو للاختطاف وينفصل عنهما، مما يؤثر على شهيته وقدرته على النوم، بخلاف الكوابيس التي تزعجه.
الصمت أو الخرس الانتقائي Selective Mutism
يكون التعبير عن القلق في هذه الحالة، من خلال اختيار الصمت وعدم التحدث للآخرين في مواقف معينة، وهي المواقف التي يشعرون معها بعدم الأمان أو أنهم غير مرتاحين، ويحدث عند الأطفال عندما يختارون الصمت ويفقدون القدرة على التحدث والتعبير عن أنفسهم خارح المنزل أو أمام زملائهم في الفصل، أو عند التواجد في تجمعات عائلية ومناسبات كبيرة، ويتم التعامل معه بحذر حتى لا يستمر مرحلة البلوغ.
اضطراب القلق بسبب المخدرات أو الأدوية Substance/ Medication- Induced disorder
وهو اضطراب يحدث نتيجة تناول أدوية أو عقاقير معينة بهدف الشعور بالرضا أو الراحة والشعور بالاسترخاء، ولكن يعود تأثيرها مضاعفا على الجسم بمزيد من القلق ونوبات الهلع، وقياسا على ذلك المخدرات والكحول، وتظهر أعراض هذا القلق في حالات الانسحاب منها أيضا.
اضطراب قلق المرض Illness Anxiety Disorder
وهو القلق الذي يأتي من الخوف والهلع من الإصابة بحالة مرضية خطيرة، ويبدأ الشخص في ترجمة أي أعراض تظهر عليه بأنها إشارة أو علامة على إصابته بمرض يصعب التعامل معه، فإذا زادت ضربات قلبه توهم أنه على وشك الموت أو أن أصوات معدته هي دليل على انفجار القولون، مما يعوقه عن العيش بصورة عادية وينشغل بالأعراض التي يشعر بها ويبحث ويسأل بإلحاح ويخضع للفحوصات ويكررها إن كانت سلبية، ثم يتجنب التواجد في أي تجمعات حتى لا يتعرض لأي عدوى.
أعراض القلق والتوتر
عند الإصبة بأي نوع من أنواع اضطرابات القلق، تظهر مجموعة من الأعراض المحددة، ولكن هناك أعراض عامة لاضطرابات القلق يمكن ملاحظتها، وهي:
- زيادة معدل ضربات القلب.
- الخوف والقلق المفاجيء والشديد.
- شعور عام بالوهن والضعف والإرهاق.
- فقدان القدرة على التركيز.
- الارتجاف.
- التعرق.
- برودة الأطراف.
- الشد العضلي.
- كوابيس في أثناء النوم.
- الغثيان والرغبة في القيء.
- تنميل في اليدين أو القدمين.
- جفاف الفم.
- الانفعال الزائد.
- الشعور بالخطر من أي شيء، وكأن الموت وشيك الحدوث.
- مواجهة صعوبات في النوم.
- التنفس بشكل متسارع وغير ثابت.
- فقدان القدرة على السيطرة على القلق.
- تشوش الأفكار.
- حدوث مشكلات في المعدة والجهاز الهضمي.
- ظهور آلام جسدية، خاصة في منطقتي الكتف والرقبة.
العلاج والتعامل مع القلق
[wpcc-iframe allow=”accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen=”” frameborder=”0″ height=”315″ src=”https://www.youtube.com/embed/vtUdHOx494E” title=”YouTube video player” width=”560″]
من الممكن أن يبدو صعبا التعرف على السبب وراء الإصابة باي من اضطرابات القلق، لان السبب في ظهور الاضطرابات النفسية والقلية غالبا ما يكون ير معلوم، ولكن هناك حالات تكون معرضة بشكل أكبر، بسبب تعرضهم لصدمات في الطفولة أو التأثر بنمط تربية غير سليم، أو وجود أقارب من الدرجة الأولى لديهم تاريخ مع أمراض القلق أو الاضطرابات الأخرى، ومن الممكن أن يكون القلق ناتج عن أمراض جسدية، إما الغدة الدرقية أو أمراض القلب.
للتعامل مع القلق وعلاجه، هناك أمور يجب القيام بها:
- الفحص البدني حيدا، للعرف على وجود أية مشكلات صحية حسدية من عدمه.
- اللجوء إلى طبيب نفسي مختص يرشد الشخص نحو العلاج المناسب.
- العلاج من الممكن أن يكون علاج معرفي سلوكي يركز على الكلام مع الشخص وتفكيك أفكاره ومساعدته على تحليلها، والتعامل المتوازن مع مشاعر الخوف والقلق.
- وقد يختار الطبيب العلاج الدوائي أو يجمع بينهما، ويركز الدواء على مثبطات السيروتونين والأدوية المضادة للقلق ومضادات الاكتئاب.
- بشكل عام، يُفضل أن يقوم مريض أي من اضطرابات القلق باتباع روتين يومي مريح، وتناول وجبات صحية، والاهتمام بممارسة اليوجا أو أي من النشاطات البدنية التي يمكنها أن تخفف التوتر والقلق.
لا تستهينوا عند ظهور أي من أعراض اضطرابات القلق وغيره من الاضطرابات الأخرى، واطلبوا المساعدة المتخصصة.