‘);
}
سبب فتح بلاد السند
لطالما كانت رغبة المسلمين في فتح بلاد السند حاضرة، وذلك منذ عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إلا أن السبب المباشر الذي دفع إلى فتح بلاد السند يعود إلى الاستيلاء على سفن المسلمين من قِبَل قراصنة بلاد السند في زمن الملك “داهر“ المتمرّد، فاستولوا ونهبوا كل ما فيها من ذهب وهدايا، كما قاموا بأسر العديد من النساء المُسلمات، فناشدت إحدى السيدات ونادت قائلة “يا حجاج”، قاصدةً أمير العراق والمشرق، الحجاج بن يوسف الثقفي، وحين علم الحجاج بهذا الخبر، استجاب لهذا النداء وأمر باسترداد ما سُلِب من المسلمين بالطرق السلمية، وأرسل إلى الملك “داهر” يطلب منه ردّ ما أخذه القراصنة، لكنه اعتذر للحجاج؛ معللاً ذلك بأنه لا يملك سلطةً على القراصنة، مما أشعل غضب الحجاج، فأقسم على فتح بلاد السند.[١]
‘);
}
معلومات عن فتح بلاد السند
متى فتحت بلاد السند؟
اتّخذ الحجاج من ابن أخيه وصهره “محمد بن القاسم الثقفي” قائدًا لجيش الفتوحات المتّجهة إلى بلاد السند، فقدّم إليه كل ما يحتاجه من معونات على ذلك، إذ جهّز الحجاج جيشًا كبيرًا في عام 89 هـ، وقدّم له أموالًا هائلة، كما دعمه بالاستعداد الحربي التام، مثل تجهيزه بالأسلحة الثقيلة كالمنجنيقات، فتمكّن محمد بن القاسم من إدارة الجيش بكل كفاءة ومهارة، وصار يُعد أصغر فاتح في الإسلام، كما تمكّن من حكم بلاد السند بعد انتصاره على نحو ممتاز.
بداية فتح بلاد السند وموقعها
كانت بلاد السند هي البلاد المحيطة بنهر السند، والذي كان يُعرف سابقًا باسم “نهر مهران”، والذي ينبع من مرتفعات السند، وتصبّ نهايته في المحيط الهندي، ويشمل موقعها في يومنا هذا معظم دولة باكستان، والشمال الغربي من شبه القارة الهندية، وغرب إيران كذلك، فبدأ محمد بن القاسم الثقفي مسيرة فتوحاته برفقة جيشه من “شيراز“ ثم إلى “مكران” في جنوب شرق إيران، والتي اتخذ منها نقطة انطلاق لفتوحاته، وقام بفتح المدن الواقعة في بداية بلاد السند، مثل “قَنزيور” و”أرمابيل”.
نتائج فتح بلاد السند
تمكّن الثقفي لاحقًا من فتح مدينة “الديبل” الواقعة في جنوب باكستان على ساحل الهند، وكان لهذا الفتح وقع كبير على أهل بلاد السند، مما دفع سكان القرى المجاورة لها لعرض الصّلح على المسلمين، والذي تم قبوله من قِبَل الثقفي، وانتقل فيما بعد إلى “البيرون” التي صالح أهلها كذلك، واستمرت فتوحاته في التقدّم في بلاد السند إلى أن وصل بها إلى نهر مهران أو نهر السند، والذي تقع بعده أراضي الملك “داهر”، فقامت المعركة الفاصلة في هذه النقطة، والتي نتجت عنها خسارة الملك ومقتله، فصارت بلاد السند من بلاد الإسلام، واستمرّت فتوحات الثقفي حتى بلغ إقليم الكيرج الواقع على الحدود السندية الهندية.[٢]
المراجع
- ↑عبد العزيز بن عبد الله الحميدي، فتوح بلاد السند في عهد الأمويين، صفحة 20-21-22-23. بتصرّف.
- ↑“فتح بلاد السند”، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022. بتصرّف.