وفي الصور التي تناقلتها وكالات أنباء، تظهر مبان وقد تحولت إلى أكوام من الرماد، وحفر في الأرض من جراء سقوط القذائف، بل إن الأشجار والأراضي الزراعية لم تسلم من الدمار.
وتحاول القوات الروسية منذ الصيف السيطرة على باخموت من دون جدوى، حتى أصبحت موقعا لخسائر فادحة لطرفي الحرب.
وتقع باخموت على خط إمداد أستراتيجي بين دونيتسك ولوغانسك، ومن شأن السيطرة على المدينة، التي كان يسكنها قبل الحرب ما بين 70 و80 ألف نسمة وتضاءل عدد سكانها إلى ما يقرب من 10 آلاف حاليا، أن تعطي روسيا نقطة انطلاق للتقدم صوب مدينتين كبيرتين هما كراماتورسك وسلوفانسك.
وتكمن أهمية باخموت، التي صار أغلبها حطاما بسبب القصف الروسي المستمر منذ أشهر، في أن القيادة الروسية تريد أن تحقق نصرا تعلنه للشعب بعد سلسلة من الانتكاسات التي منيت بها في الحرب.
ويتسم القتال هناك بالشراسة بشكل خاص مؤخرا، إذ يصفه قادة من الجانبين بأنه “مفرمة لحم”.
والخميس أعلن الجيش الأوكراني أن الروس يشنون هجمات جديدة في باخموت، لكنها باءت بالفشل.
وقال الجيش إن هجمات جوية وصاروخية روسية على باخموت ومدينتين أخريين في دونيتسك هما كوستيانتينيفكا وكوراخوف، تسببت في مقتل وإصابة عدد غير معروف من المدنيين، وفي المقابل تنفي موسكو استهداف المدنيين في أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قوات بلاده خارج باخموت تلحق خسائر فادحة بالروس، وإن موسكو تحشد قواتها في المنطقة.
والأربعاء توقع مسؤول بارز في الإدارة الأميركية “طريقا طويلا مقبلا” في الحرب المستمرة الآن منذ 11 شهرا، وذكر باخموت بالتحديد.
وقال المسؤول لـ”رويترز”: “القتال لا يزال محتدما في دونيتسك. أعتقد أننا يجب أن نتوقع رؤية ما نشهده في باخموت في أماكن أخرى على الجبهة، إذ سيكون هناك قتال مستمر في الأشهر المقبلة”.