وشكلت الملفات الثلاثة أبرز محاور العلاقة بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، وتسبب ملفا سد النهضة والأزمة الحدودية في حالة من التوتر بين الجانبين، لكن منذ آخر لقاء بين آبي أحمد ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في مدينة بحر دار الإثيوبية في منتصف أكتوبر 2022؛ سادت علاقة البلدان حالة من التهدئة.
وفي العام الماضي شهدت الحدود الشرقية للسودان مع إثيوبيا توترا متصاعدا على إثر هجمات نفذتها مجموعات إثيوبية مسلحة تقول أديس أبابا إنها عصابات خارج سيطرتها. ونتيجة لتلك التوترات وقعت عدة اشتباكات راح ضحيتها عدد من المدنيين والعسكريين السودانيين.
ويقول مراقبون لموقع “سكاي نيوز عربية” إن التوتر الحدودي بين السودان وإثيوبيا تصاعد بشكل كبير خلال الفترة الماصية بسبب معطيات تاريخية قديمة أججتها أوضاع داخلية صعبة ومعقدة يعيشها البلدان في الوقت الحالي.
ويرى وزير الخارجية السوداني الأسبق إبراهيم طه أيوب أنه لا يمكن التوصل إلى حل لهذه الأزمة سوى بالطرق السلمية، ويقول لموقع “سكاي نيوز عربية” إن الطريقة المثلى لتجاوز هذا الصراع هو إقناع إثيوبيا بالرجوع إلى الاتفاقيات الدولية.
تأتي زيارة آبي أحمد للخرطوم في وقت يعيش فيه البلدان أوضاعا اقتصادية وسياسية وأمنية داخلية معقدة، ففي حين يواجه آبي أحمد تداعيات حرب إقليم التيغراي التي ألقت بتبعات أمنية وسياسية واقتصادية كبيرة على إثيوبيا بالرغم من الهدوء النسبي الذي ساد الإقليم في أعقاب توقيع اتفاق سلام بين الحكومة الإثيوبية ومقاتلي جبهة التيغراي في أكتوبر 2022.
وفي الجانب الآخر يعيش السودان أزمة سياسية في ظل الاحتجاجات المستمرة المناوئة للإجراءات التي اتخذها البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر والتي ألغت الشراكة التي كانت قائمة بين المدنيين والعسكريين منذ توقيع اتفاق الوثيقة الدستورية في أغسطس 2019، والذي كان آبي أحمد أحد الوسطاء الرئيسيين له.
كما يبرز ملف سد النهضة ضمن الملفات المهمة التي تحدد مسار العلاقة بين البلدين.
وآثار السد الذي تبنيه أثيوبيا بتكلفة 4.9 مليار دولار على بعد 150 كيلومترا من الحدود السودانية، انقساما كبيرا في السودان بين مؤيد للفوائد التي يمكن أن يجنيها السودان منه ومخاوف من آثار سالبة.