استخدام واقي لأشعة الشمس ومدى أهميته و أضراره

استخدام واقي لأشعة الشمس ومدى أهميته و أضراره

إقترب فصل الصيف وبدأ معه الحديث المعتاد عن استخدام واقي لأشعة الشمس ومدى أهميته و أضراره ، الأمر الذي سنتناوله سوياً في هذا الموضوع .

محور الضرر هنا يأتينا من الأشعة فوق البنفسجية ، والتي تنقسم لعدة أنواع ، نتعرض لنوعين أساسيين : أشعة فوق بنفسجية طويلة (UVA) ، أشعة فوق بنفسجية متوسطة (UVB) ؛ الأشعة الطويلة هي المسئولة عن ظهور التجاعيد وبقع الجلد والشيخوخة المبكرة للبشرة ويمكنها النفاذ من زجاج النوافذ ، أما الأشعة المتوسطة فهي السبب الأول لحروق الشمس ولا يمكنها النفاذ من الزجاج .

ومع كثرة التعرض المستمر لكليهما ؛ يزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد ؛ ولذلك صُنفت الأشعة فوق البنفسجية كأحد مسببات السرطان وذلك حسب منظمات عدة ، حيث وُجد أن واحداً من كل خمسة أشخاص في أمريكا معرض للإصابة بسرطان الجلد .

لذلك ينصح كثير من أطباء الجلدية باستخدام واقي للشمس بصورة يومية وبانتظام ، وعدم التعامل مع هذا الأمر كونه رفاهية ، بل هو وقائي أكثر منه تجميلي ، حتى أن إدارة الغذاء والدواء العالمية سمحت باستخدام واقيات الشمس دون تذكرة طبية .

اذاً ، ما مواصفات واقي الشمس التي ينبغي توافرها فيه للحصول على أفضل حماية من تلك الأشعة الضارة ؟

مواصفات واقي الشمس

أوصت الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية باستخدام واقي الشمس المتوفر فيه المواصفات الآتية :

1-   واسع المدى : أي أنه يحجب كلاً من الأشعة البنفسجية الطويلة والمتوسطة .

2-   لا يقل معامل حمايته عن 30  : هذه النسبة تحجب معظم الأشعة المتوسطة ، بينما النسب الأكبر تحجب مقداراً أكبر بقليل ، ولا يوجد واقي للشمس يحجب الأشعة فوق البنفسجية بنسبة 100{6ee6858939fc04f0d7818a6c5ca23238bc74d207ad7a4397e37044d55a309658} . أيضاً كِبر تلك النسبة لا يعني أن تأثيره يستمر لفترة أطول أو أنك ستضعينه بوتيرة أقل أو ما شابه ؛ فواقي الشمس يوضع كل ساعتين- في حالة التعرض المستمر للشمس- أو كما هو مكتوب على المنتج ، وبعدالسباحة أو التعرق بغض النظرعن معامل حمايته. جدير بالذكر أن هذه الأرقام هي نتاج تجارب معملية حيث تتوفر شروط ومواصفات وطرق استخدام خاصة ربما لا تتوفر في واقعنا ؛ لذلك قد تقل تلك النسبة عن ما هو مذكورعلى المنتج .

3-   مقاوم للماء “water resistant” : وهنا يُذكر مدة فعاليته ، فهناك من يستمر تأثيره لمدة 40 دقيقة في الماء ، وآخر يستمر لمدة أطول تصل إلى 80 دقيقة . أما وصف المنتج بأنه لا يتأثر بالماء نهائياً “water proof”  فقد صرحت إدارة الغذاء والدواء أن استخدام هذا الوصف مجرد إغواء لشراء المنتج ؛ لأنه حتى لو كان المنتج موصوف بذلك فلا يمنع هذا من إعادة وضعه بعد السباحة أو التعرق الشديد؛ على إثر ذلك ، مُنعت الشركات المُصنعة لواقيات الشمس مؤخراً من استخدام هذا الوصف .

اذاً المنتج الأمثل لكِ هو المنتج الذي ستستخدمينه مراراً وتكراراً ما توفرت فيه تلك المواصفات الثلاث ، فهذا يرجع إلى اختيارك الشخصي و إلى المنطقة المراد حمايتها ، فهناك عدة صور من واقيات الشمس فقد يكون في صورة كريم أو مرهم أو لوسيون أو بخاخ ، فالكريم مثلاً قد يناسب البشرة الجافة ، والجيل قد يناسب أماكن تواجد الشعر مثل منطقة الصدر عند الرجال ، والبخاخ قد يناسب الأطفال – لم تثبت بعد فعاليته وأمانه – لسهولة وضعه ، وهكذا…

متى ما وجدت ما يناسب بشرتك فاحرصي على وضعه بانتظام حتى في الأيام المغيمة ، حيث وعلى الرغم من السحب ، تصل حوالي 80{6ee6858939fc04f0d7818a6c5ca23238bc74d207ad7a4397e37044d55a309658} من الأشعة الضارة وتؤذي بشرتك . وتذكري أن تضعيه قبل خروجك بربع ساعة على الأقل ، وأعطي شفتيكِ حقهما فهما يتأثران بتلك الأشعة الضارة ، فيمكنك استخدام مرطب شفاه بمعامل حماية 15 على الأقل .

أيضا احرصي على وضع كمية كافية من واقي الشمس ؛ حيث وُجد أن معظم الناس يضعون 25-50{6ee6858939fc04f0d7818a6c5ca23238bc74d207ad7a4397e37044d55a309658} من الكمية اللازمة لتوفيرالحماية للبشرة ، وكرري وضعه كل ساعتين أو حسب الإرشادات الملصقة على المنتج ، وبعد السباحة و التعرق الشديد .

وهنا يأتي السؤال ، هل لواقيات الشمس آثار جانبية ؟

هل لواقيات الشمس آثار جانبية

هنالك بعض الإدعاءات غير المثبتة عن سمية بعض مكونات واقيات الشمس وضررها على صحة الإنسان ، ونحن هنا نتحدث أن استخدامها يساهم في منع الإصابة بسرطان الجلد و حروق الشمس ، وبالمقارنة بين هذا وذاك نرجح كفة استخدامها مع تناول المكملات الغذائية المحتوية على فيتامين د ، لأن استخدام واقي الشمس يساهم في نقص مستوى هذا الفيتامين .

وأخيراً ، أريدك أن تعلمي أن استخدام واقي للشمس قد يحجب الأشعة المتوسطة ، لكنه أيضاً يحجب قليلا فقط من الأشعة الطويلة ، فالاعتماد عليه فقط قد لا يحقق المطلوب ؛ لذلك يوصي الأطباء بأن تأخذي بالنصائح التالية :

  • النصيحة الأمثل للحماية من أشعة الشمس هو تجنبها قدر الإمكان والبقاء في المنزل ، فإن كان لا بد من الخروج ، فليكن نشاطك في الخارج قبل العاشرة صباحاً أو بعد الرابعة عصراً ، مع اللجوء للظل دائماً متى يُتاح لكِ ذلك .
  • احذري من المياه والرمل والثلج فهم يعكسون أشعة الشمس ويزيدون من فرصة إصابتك بحروق الشمس .
  • احرصي عى ارتداء الملابس الساترة فهي ثاني أهم نصيحة للحماية من أشعة الشمس ، وتوفير الحماية يقع بشكل رئيسي على تراص النسيج بإحكام ، أما اللون أو السمك فتأثيرهما ضعيف، وتقل تلك الحماية كثيرامع ابتلال الملابس .
  • استخدام القبعات حيث تحمي الوجه والرقبة ، والنظارات الشمسية لأن أشعة الشمس تؤثر سلباً على العينين .

وكما ترين ، استخدام واقي الشمس هو نقطة واحدة فقط من برنامج ذي عدة نقاط ، يُنصح به للحماية من أشعة الشمس .

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *