
إنَّ عادات نوم الوليد قد تُحيّر الآباء والأمهات الجُدد، إذ من الممكن أن يواجه الطفل صعوبة في التأقلم مع روتينٍ يوميٍّ، أثناء اعتياده على الحياة خارج الرَّحم.
قد يتسائل الوالدين عما إذا كان طفلهم ينام أكثر أو أقل من اللازم. إليكم نظرة على ما يمكن توقعه من أنماط نوم الوليد الجديد في الأسابيع القليلة الأولى من حياته.
كم عدد ساعات النوم التي يحتاجها المولود الجديد؟
في الرَّحم، يقضي الجنين الكثير من وقته في النوم، حيث كان محاطاً بالدفئ والهدوء، وحين يولد، يمكن أن ينام لمعظم اليوم.
إنَّ معدة المواليد الجُدد صغيرة، لذا فهم يشعرون بالشبع بسرعة، وسواء كان الطفل يتغذى على الحليب الطبيعي أو الصناعي، فإنه سيشعر بنعاسٍ أكبر حين يرتاح في حضن أمه أثناء الرضاعة، مما قد يجعله يستسلم للنوم قبل شعوره بالشبع، وكنيجة لذلك من الممكن أن يستيقظ عدة مراتٍ ليأكل.
ولكن إذا كانت فترات نومه الطويلة على حساب وقت الاستيقاظ للرضاعة، فما العمل حينها؟
نمو المولود الجديد: ما يمكن توقعه

بعد انخفاض الوزن المبدئي التالي للولادة، توقعي أن يعتاد وليدك على روتينٍ غذائيٍّ ثابت. يسترد معظم الأطفال وزنهم مجدداً، ومن ثمَّ يصبح نموهم منتظماً.
يمكنك مراقبة عملية نمو طفلك من خلال تتبع عاداته الغذائية، وعدد المرات التي تغيرين فيها الحفاض، وسوف يقوم طبيب الأطفال أيضاً بوزنه عند كلِّ كشفٍ طبيّ.
يحتاج معظم الأطفال على مدى أربع وعشرين ساعة، إلى ما يقارب 25 أونصة من حليب الثدي، وستبقى هذه الكمية ثابتة إلى حدِّ ما طيلة الأشهر الست الأولى من الحياة، باستثناء فترات النمو السريع. يجب أن تلاحظي ازدياد وزن طفلك، مع انخفاض عدد الرضعات في اليوم، إذ سيصبح أكثر قوة وسيزداد حجم معدته.
الأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي يكون معدل المرات التي يتغذون فيها أبطأ من أطفال الرضاعة الطبيعية، وذلك لأنهم يشبعون لمدة أطول، لذا فهم يتغذون لمراتٍ أقل.
هل ينام طفلي كثيراً؟
بعض الأطفال ينامون أفضل من غيرهم، فقد يفضلون النوم على الاستيقاظ من أجل الرضاعة. يجب أن تكوني في غاية الحرص خلال الأسابيع القليلة الأولى، وأن تقيّمي حالته.
راقبي حفاضات طفلك. يجب ألا يظهر البول بلونٍ أصفر غامق ( فالأصفر الغامق دليلٌ على أنَّ طفلك لا يشرب بما فيه الكفاية )، ويجب أن يكون هنالك عددٌ كافٍ من البراز باللون الصحيح، ونشير إلى أنَّ اللون الخردلي والقوام البذري هما صفتان طبيعيتان.
الطفل الذي لا ينام كفاية سيكون نزقاً ومتذمراً، أو كثير الحركة ومن الصَّعب تهدئته. أمَّا الطفل الذي يشعر بالنعاس فلن يشكو من تلك المشاكل، بل من الممكن أن يُقلق والديه بسبب نومه العميق.
يحتاج الطفل 6 أشهر على الأقل ليعتاد على وتيرة يومية، ولكن إذا لاحظت أنَّه ينسى الفروقات بين الليل والنهار، فقد يحتاج للقليل فقط من المساعدة ليعتاد على أوقاتٍ منتظمة للغذاء و النوم.
ما العمل إذا كان طفلك ينام كثيراً؟

في حال التعامل مع طفلٍ ينام كثيراً، يجب التأكُّد أولاً من عدم وجود مشاكل مرضية تجعله ينام طيلة الوقت، فاليرقان، وأنواع العدوى أو أي إجراء طبي كالختان، هي حالات يمكنها أن تجعل طفلك ينام أكثر من المعتاد.
سيزن الطبيب طفلك ليتأكَّد من أنَّه يكتسب وزناً كافياً، وإذا لم يكن يكتسب الوزن، فقد يتوجب عليك إيقاظه لإطعامه كل ثلاث ساعات ( أو أكثر ) بحسب توجيهات الطبيب.
تنظيم نوم الطفل
إليك بعض الأمور التي يمكنك تجربتها لتنظيم مواعيد نوم الطفل (ومواعيد الأكل):
- اصطحاب الطفل في نزهة مشياً على الأقدام خلال النهار ليتعرَّض للضوء الطبيعي.
- اعتماد روتين مسائي مُهدّئ يشمل الحمام والتدليك والإرضاع.
- تخفيف ملابس الطفل لكي لا يشعر بحرٍّ شديد، وليتمكن من الاستيقاظ عند حلول موعد الرَّضعة.
- لمس وجه الطفل بمنشفة مبللة، أو رفعه للأعلى ليتجشأ قبل نقله إلى الثدي الثاني.
- إنَّ تحفيز الطفل على الحركة الزائدة خلال اليوم يمكن أن يتعب الطفل جداً، وبالتالي قد ينام حتى لو كان جائعاً.
حاولي أيضاً مراقبة مرحلة النوم الخفيف، التي تُعرف بنوم حركة العين السريعة، فخلال هذه المرحلة يمكنك إيقاظ طفلك بسهولة أكبر مما لو انتقل إلى مرحلة النوم العميق، مع الأخذ في الحسبان أنَّ مرحلتي النوم الخفيف والعميق تتناوبان بوتيرة أكبر لدى الأطفال مقارنة بالبالغين.
الخلاصة
إذا كان طفلك يكتسب الوزن بانتظامٍ بعد أسابيع قليلة، ولكنه ظلَّ ينام كثيراً، حاولي أن تسترخي، وتتقبلي حقيقة أنك ببساطة تتعاملين مع طفلٍ كثير النوم، لذا استمتعي بهذه المرحلة قبل انتهائها، واستغليها لتحظي أنت أيضاً بساعات نوم كافية.
بالنسبة للأسبوعين أو الثلاث أسابيع الأولى بعد الولادة، معظم الأطفال لا يفعلون شيئاً سوى الأكل والنوم، ولكن يجب أن يستيقظوا ليرضعوا على الأقل من 8 إلى 12 رضعة خلال ال24 ساعة. بعد ثلاث أسابيع تصبح وتيرة نومهم أكثر تبايناً، إذ سينام بعض الأطفال لفترات أطول من غيرهم.
