تتعدد الحيوانات وتتنوع إلى أنواع عديدة ولعل أشهر تصنيف يعرفه الطفل منذ نعومة أظافره هو تقسيم الحيوانات إلى حيوانات متوحشة وأخرى أليفة، وهنا نقدم تلخيصاً يضم أعنف الحيوانات على وجه الأرض.
تعرف على أعنف الحيوانات في الطبيعة
غرير العسل
من المعروف عن حيوان غرير العسل أنه ليس واحداً من أعنف الحيوانات في العالم وحسب بل ومن أشدها غباء كذلك، فمن الوارد جداً أن يعرض حيوان غرير العسل نفسه لخطر هجوم الأسود الشرسة عليه والتهامه كوجبة طعام أو للسعات مئات النحل فقط من أجل الحصول على بعض من العسل الذي يعتبر غذائه المفضل؛ ولذلك من المألوف كثيراً لعلماء الحيوان أن يعثروا على جثث حيوان غرير العسل ميتاً بحوار خلية نحل من جراء لسعاتهم الشديدة دفاعاً عن العسل الذي يأتي هو باحثاً عنه ولذلك أيضاً لا يمكن وضع غرير العسل في حديقة الحيوان مثله مثل أي حيوان آخر؛ وذلك بسبب أنه سيكون على أتم الاستعداد لفعل أي شيء- حرفياً- لإخراج نفسه من القفص، فبالرغم من حجم أجسادهم الصغيرة إلا أنها تتميز بالمرونة الشديدة نتيجة لملايين من السنين حدث فيها تطور كبير لتلك الحيوانات جعلها تتكيف مع كثير من ظروف البيئة ربما أشدها هو لدغات الثعابين السامة التي نادراً ما تلحق به ضرراً يذكر. فلا عجب أن تظن تلك الحيوانات بنفسها أنها لا تقهر.
فرس النهر
قد يخدعك مظهرهم اللطيف والمحبوب وقد تظن بأن أجسادهم السمينة قد تمنعهم من إلحاق أي ضرر بك. ولكن على العكس تعتبر أفراس النهر من أعنف الحيوانات على وجه الأرض وما يساعدها على ذلك هو سرعتها الكبيرة والتي لا تتناسب إطلاقاً مع وزنها الثقيل؛ حيث تصل سرعة حيوان فرس النهر إلى 30 ميلاً في الساعة مما يمكنها من مطاردة أي كائن يقترب منها، كما تشير الإحصائيات إلى أن حيوان فرس النهر مسئول عن أكثر من 3 آلاف حالة وفاة بشرية كل عام تقريباً مما يعتبر أمراً مذهلاً للغاية مقارنة بانحدار أماكن تواجد تلك السلالة فلم تعد موجودة سوى في صحاري أفريقيا وعدد محدود من المحميات الطبيعية حول العالم. لا تستطيع أنثى فرس النهر ولادة حيوان واحد إلا كل سنتين فقط ولذلك ستجد أن الأم على استعداد لفعل أي شيء لدفع الأذى عن أطفالها وحمايتهم ولكن على الصعيد المقابل فهي تعتبر حيوانات مسالمة إلى حد ما طالما لم يقترب أحد من أماكن تجمعها على الإطلاق.
قرش الثور
تعتبر حيوانات قرش الثور من أشرس وأعنف الحيوانات البحرية التي قد تجدها في المحيط أو في أي مسطح مائي آخر؛ حيث تمتلك أقوى عضة ممكنة من بين أنواع القروش الأخرى. تعتبر أسماك قرش الثور السبب الأول في حالات فقدان البشر تحت سطح الماء وذلك على الرغم من أن لحم الإنسان ليس النوع المفضل عند تلك الأسماك إلا أنها قد تهاجم بشرياً بدافع الفضول أو عن طريق الخطأ. أما أنواع لحومها المفضلة فتشمل الأسماك الصغيرة والدلافين وأحياناً أنواعاً أخرى من القروش، ولكن كل ذلك قد لا يبدو خطيراً بما فيه الكفاية إذا أنه من الممكن أن يتجنب الإنسان السباحة في أعماق المحيطات أما ما قد يبعث القلق والفزع حقاً هو قدرة قروش الثور تلك على التكيف مع الحياة داخل المياه العذبة مما يمكنها من الظهور في مياه الأنهار أو حتى الوصول إلى الشوارع عبر مياه الصرف الصحي وهو ما حدث في مدن حقيقية قبل ذلك.
التماسيح البحرية
تصل طول التماسيح البحرية إلى أكثر من 17 قدماً وهي بذلك تعتبر من أعنف الحيوانات وأيضاً من أطول الزواحف وأكبرها حجماً ولكن على الرغم من ذلك الحجم إلا أن لها قدرة عالية جداً على التخفي وذلك بسبب لون قشرتها الخارجي المشابه للون الأشجار والصخور المغطاة بالطحالب وبالتالي تستطيع الاختباء بينها بدون أن يلحظها أحد، فمعظم ضحايا وفرائس تلك التماسيح لا تدرك أنها في خطر إلا بعد فوات الأوان. كما تساعد العضة القوية للتماسيح البحرية على تمكنها من إطباق فمها على الضحية وذلك لتقييد حركتها ومنعها من الهرب ثم تقوم بسحبها إلى الماء حتى تغرق الفريسة وتموت بين فكي التماسيح، ولذلك فلا غرابة أن تكون حيوانات التماسيح البحرية من أعنف الحيوانات المعروفة على وجه الأرض.
ثعبان المامبا السوداء
تعتبر المامبا السوداء واحدة من أعنف الحيوانات وكذلك تعد أسرع ثعباناً على وجه الأرض وواحدة من أكثر الثعابين سمية على الإطلاق؛ فقطرتين فقط من سم المامبا السوداء سريع المفعول يمكنها أن تدمر الجهاز العصبي للفريسة على الفور وبالتالي تسبب وفاتها في زمن قصير وبنسبة 100% أي أنه لا مجال للإفلات من مفعول ذلك السم إلا بتجنب لدغة المامبا. في العادة تتغذى المامبا على الثدييات الصغيرة والطيور ولكن في بعض الأحيان عند تشريح جثثها يجد الأطباء بقايا من أجساد طيور الببغاء أو أفعى الكوبرا. أما غريزة العنف لدى المامبا فهي مرتبطة بشكل وثيق بغريزة الخوف حيث تندفع المامبا تجاه أي كائن كان لمهاجمته طالما شعرت بالتهديد منه، تفضل المامبا الحياة في الأشجار من الداخل ويصل طولها إلى 14 قدماً وعلى عكس ما قد يبدر إلى ذهنك أن المامبا لقبت بالسوداء بسبب لونها الخارجي إنما لقبت بذلك بسبب لون فمها الأسود من الداخل أما من الخارج فلونها بني داكن.
الشبنم
لا يعتبر حيوان الشبنم في الأساس من الحيوانات الشرسة بل على العكس لا تمتلك أي قدرة قتالية على الإطلاق إنما فقط تقوم تلك الحيوانات بالدفاع عن نفسها عبر نفخ ريشها لتبدو أكبر في الحجم وإطلاق صوت عالي التردد يخيف كل من يسمعه. توجد ثلاثة أنواع من حيوان الشبنم وللأسف الشديد جميع تلك الأنواع تقع تحت خطر الانقراض حيث أصبحت في الآونة الأخيرة هدفاً ومطمعاً لصائدي الحيوانات مما أدى إلى انخفاض عددها بشكل ملحوظ.
النحل الأفريقي
لا يعتبر النحل الأفريقي عدوانياً في الأصل إلا إذا تعرضت خليته لهجوم أو لإزعاج من قبل البشر فحينها يتحولون إلى حيوانات هجومية بشكل عنيف وعلى استعداد للطيران لأميال متواصلة للإمساك بعدوهم، وبالطبع كما هو معروف يعمل النحل في مجموعات دائماً وهذا يعني أنك إن آذيت خلية النحل بأي شكل من الأشكال فلن تتعرض للسعة نحل واحدة أو لسعتين بل لمئات اللسعات في وقت واحد.
للأسف الشديد يعتبر الإنسان المسئول الأوحد عن إنتاج ذلك النوع من النحل السام حيث حاول العلماء قديماً تهجين النحل من السلالة الأفريقية مع السلالة الأوروبية وذلك بغرض إنتاج نوع مهجن جديد من النحل له القدرة على إنتاج عسل بكميات أكبر، لكن على العكس كان النوع الناتج أكثر شراسة وعنفاً وأقل إنتاجاً للعسل وما زاد الطين بلة هو تمكن تلك الأنواع المهجنة من الهروب من المعامل التي أنشئت فيها وتجمعت في مواطن معينة بإفريقيا- بسبب مناخها الحار القاري المناسب لها- ولذلك أطلق عليها لقب النحل الأفريقي، وبالطبع مع تكاثر تلك السلالة وانتشارها لم يعد من الممكن السيطرة عليها أبداً.
الدب الظربان
على الرغم من مظهره اللطيف إلا أنه يعتبر من أعنف الحيوانات حول العالم وتكمن شراسته في كونه لا يشعر بالخوف أبداً وأيضاً- بالرغم من صغر حجمها- إلا أنها معروفة بقدرتها على هزيمة الثعالب وسلالات أخرى من الدببة والقضاء عليهم بشكل كامل، تتميز أطرافها بنهايات مدببة تسمح لها بالسير على الثلوج مما يسمح لها بالتكيف مع الظروف البيئية الصعبة لدرجة أنه لا يقوم بالبيات الشتوي كحيوانات أخرى.
الخنزير البري
من أعنف الحيوانات وأكثرها تقلباً وحدة في المزاج مما يدفعها لقتال تقريباً كل حيوان يقابلها، فكلما تنقلت قطعانها إلى مكان ما تقوم على الفور بقتال الحيوانات الموجودة فيه بغية طردهم من المكان والاستيلاء عليه. وربما ذلك هو السبب الرئيسي في تسهيل كثير من الدول التي تتواجد فيها الخنازير البرية بكثرة لترخيص صيدها لمن يرغب حتى تتمكن من تقليل عددها قدر الإمكان إذ أن الخنازير البرية منتشرة في كثير من غابات آسيا وأفريقيا وحتى أوروبا.
دب الشمس (دب العسل)
سمي بهذا الاسم بسبب وجود بقع بيضاء على جلده من الخارج مما يعطيه مظهراً أشبه بالشمس عند شروقها في الصباح، ومثلها مثل أنواع الدببة الأخرى تتعرض لكافة أخطار الصيد التي تنذر بالانقراض حيث يستغلها البشر إما لغرض تدريبها وترويضها أو للحصول على الفرو المغطي لها أو حتى لاستغلال لحومها أو لأشد الأغراض عنفاً وهو استخلاص عصارة المرارة الخاصة بهم على حساب حياة الدببة، ورغم أن المصانع بدأت في تصنيع شبيهة تلك العصارة منذ الخمسينات إلا أن تلك الوسيلة البدائية ما زالت تستعمل حتى الآن. تعتبر دببة الشمس من أعنف الحيوانات والتي تتبع خطة ممنهجة للانقضاض على فريستها بحيث لا تترك لها مجالاً للهرب.
قرد البابون
البابون من أعنف الثدييات على وجه الأرض والتي تقوم بهجوم مباغت بمجرد شعورها بالخطر والذي قد يشمل مهاجمتها للكائنات الأخرى وكذلك مهاجمتها لبعضها البعض؛ فمن المعروف أن قردة البابون تهاجم بعضها برغبة فرض السيطرة على القطيع كما كثيراً ما تتشاجر القردة الذكور مع الإناث بعنف شديد رغبة في حمايتهم فبمجرد ما تبتعد أنثى البابون قليلاً عن القطيع تهرول القردة الذكور إليها وتقوم بجرها بعنف شديد وأحياناً تقوم بعضها وضربها أيضاً حتى يعيدونها إلى القطيع مرة أخرى، ومما يزيد من فرص عنف الذكور أن حجمهم يبلغ ضعف حجم الإناث.
الذئب الرمادي
من أعنف الحيوانات المعروفة على الإطلاق والتي تخلو من أي نوع من الرحمة تجاه فرائسها فقد تصل وحشيتها لدرجة أنها تلتهم أجزاء كثيرة من فرائسها أثناء مطاردتها لها وذلك حتى قبل أن تموت الفريسة بالكامل، كما أن 65% من وفيات الذئاب الرمادية ليست بسبب الصيد الجائر وإنما بسبب صراعات الذئبة مع بعضها بوحشية وعنف. لكن تتصف الذئاب في الوقت نفسه بالقبيلية بشكل كبير فهي تتقسم إلى قطعان تسير معاً بحثاً عن فرائس مناسبة للصيد أو مأوى آمن وإذا اضطرتهم الظروف تدخل القطعان في صراع مع بعضها على إحدى هذين الأمرين حيث تقوم الذئاب بالدفاع عن أفراد قطيعها حتى الموت.
شيطان تسمانيا
يتواجد هذا الحيوان بصورة حصرية في جزيرة تسمانيا التابعة لأستراليا وتتميز تلك الحيوانات بمزاج حاد للغاية فبمجرد شعورها بالخطر تكشر عن أنيابها وتدخل في قتال عنيف للغاية كما تصدر صوتا مرعباً جداً ومن هنا أتت تسميتها بالشياطين.
النمر البنغالي
يعتبر النمر البنغالي رأس فصيلة القطط/النمور وغالباً ما لا يقوم بمهاجمة أي كائن إلا في نطاق منطقة الصيد التي يعتاد عليها؛ ولذلك فلا تسجل النمور البنغالية حالات تذكر لأشخاص قتلوا على يدها إلا عندما تكون تلك النمور متعبة وغير قادرة على صيد الفرائس الحيوانية، أما أكل لحوم الإنسان فليست عادتها المفضلة على الإطلاق. وعلى الرغم من أنها تعتبر من أعنف الحيوانات إلا أن البشر تسببوا بأضرار لحقت بتلك النمور أكثر مما ألحقت النمور بهم فقد كان هناك 8 أنواع من تلك النمور انقرض منها 3 بشكل كامل في القرن الماضي ولم يتبقى حالياً سوى 5 أنواع فقط.