كتب – أحمد كُريّم:
معاناة ما زال يعيشها مرضى ضمور العضلات في مصر، دون محاولات من وزارة الصحة والسكان للاتفاق مع الشركات الأجنبية المصنعة للدواء المعالج له، لخفض سعره الذي يصل إلى مليوني دولار، لتوفيره في السوق المصري.
يعد ضمور العضلات مرض وراثي يهدد ما بين 700 ألف إلى مليون شخصًا في مصر، حيث يصيب الأعصاب الموجودة بالحبل الشوكي، فيؤدي إلى حدوث ارتخاء شديد في العضلات، قد يتفاقم إلى حد فقدان الحركة في حالة عدم علاجه.
يقول الدكتور أحمد حسين، عضو نقابة الأطباء المصرية، إن الدواء المعالج لضمور العضلات غير متوفر بالسوق المصري، ما يزيد من معدلات وفاة المصابين به، مؤكدًا أن العلاجات التي يعتمد عليها المرضى حاليًا تساهم فقط في زيادة عمر المريض وليس علاجه.
وأعرب حسين عن استيائه من تقاعس وزارة الصحة في الاتفاق مع الشركة المنتجة للدواء، مشيرًا إلى أن دولتي الإمارات والسعودية استطاعت توفير الدواء منذ 6 أشهر، بتكلفة 600 ألف ريال.
وتوضح الدكتورة ناجية فهمي، رئيس قسم الأعصاب بكلية طب عين شمس، أن مرض ضمور العضلات من أخطر الأمراض التي تسبب خللًا كاملًا بجميع عضلات الجسم، مضيفةً أن له 65 نوعًا، أشهرها “دوشين”، وهو الأكثر انتشارًا في مصر، على حد قولها.
أقرأ أيضًا: مفاجأة.. علاج جديد لضمور العضلات يقضى على المرض نهائيًا
وتضيف فهمي أن أعداد مرضى الضمور في مصر في تزايد مستمر، نتيجة لزواج الأقارب في صعيد مصر بدرجة كبيرة، فضلًا عن زيادة نسبة التلوث الهواء بالمدن الكبرى، والطعام نتيجة للمبيدات الحشرية والكيماويات والهورمونات المستخدمة في الزراعة.
وتؤكد رئيس قسم الأعصاب أنه لا يوجد مركزًا في مصر يتوافر به الأجهزة الحديثة لتشخيص المرض، متابعةً: “فيظل المريض لسنوات ينتقل من طبيب لأخر، وينفق آلاف الجنيهات على التحاليل والفحوصات دون فائدة، حتى تتفاقم حالته وتنتهي رحلة معاناته بالوفاة، نتيجة لفشل عضلة القلب وعضلات التنفس”.
وأتمت فهمي تصريحاتها بأن الضمور الشوكي كان لا يجعل الأطفال المصابين به يكلمون عامهم الأول ويودي بحياتهم، إلا أن حقن النخاع سبينرازا، استطاعت أن تحسن من حالتهم، وساعدتهم على التنفس دون الحاجة لأجهزة التنفس الصناعي، إلى جانب تحسين وظائفهم الحركية بدرجة كبيرة.
يُذكر أن إحدى شركات الأدوية العالمية، قد استطاعت ابتكار دواءً لعلاج ضمور العضلات، بتكلفة تجاوزت مليوني دولار، لعدة جرعات يتناولها المريض على مدار عامين، تشفيه من مرضه.