الطفل الذي يلعب بأعضائه التناسلية هو طفل ربما يكون طبيعي وربما يكون غير ذلك، والأهل عندما يواجهوا مشكلة كهذه يصابوا بالذعر والهلع الشديد بسبب حساسية هذه المشكلة، فيكون رد فعلهم إما العقاب الشديد الذي لا يحل المشكلة أو التعامل مع الموقف بشكل خاطئ فتزيد المشكلة أو تتحول لمشكلة ثانية أكبر.
أهم شئ لتحديد مشكلة الطفل الذي يلعب بأعضائه التناسلية:
أهم شئ عندما نلاحظ إن الطفل بدأ يلعب بأعضائه التناسلية أن نعرف عمر الطفل، نعم عمر الطفل هو الذي سيحدد لنا هل هذا أمر طبيعي أم غير طبيعي، فكما نعرف كل مرحلة عمرية لها سمات وخصائص ومواقف طبيعية يمر بها كل الأطفال، مثل التسنين أو الحبو أو المشي، فبداية من عمر سنتين إلي أربع لخمس سنوات تقريبا يكون الأمر طبيعي جدا يكون سببه الإستكشاف العادي الذي يقوم به الطفل أما إن كان طفل أكبر من هذا بعمر مثلا 7 أو 8 سنوات يكون الأمر مختلف قليلا وفي الحالتين إن كان عمر الطفل صغير أو كبير يجب التعامل بحكمة.
لماذا قد يلعب الطفل بأعضائه التناسلية؟
كما ذكرنا علينا أن نحدد عمر الطفل فإن كان عمر الطفل صغير يتدرب حديثأ علي الذهاب للحمام والتخلي عن الحفاض يكون سبب ذلك الإستكشاف لجزء من جسده ظل غائب عنه مدة، ولا يكون السبب أبدا جنسي أو شهواني.
أما الأطفال بعمر كبير بعد 6 أو سبع سنوات يكون هناك مشكلة ما أو سبب أدى بهذا الطفل أن يلعب بأعضائه التناسلية، ومن هذه الأسباب:
1- ربما يكون شاهد كرتون ويقلده، فالأطفال في هذا السن يقلدون كل ما يشاهدون وخصوصا في الكرتون، وأنا لا أذيع سرا عندما أخبركم إن أفلام الكرتون في الآونه الأخيرة أصبحت سيئة جدا جدا ولا تصلح أن يشاهدها الأطفال أصلا.
2- ربما يكون السبب أيضا أحد الأطفال بالمدرسة أو بالنادي أو من الأقارب قال أو فعل معه هذا، وربما يكون الموضوع أكبر من ذلك قد يصل لتعرض هذا الطفل للتحرش أو الإعتداء لذا مراقبة الطفل وأصحابه والمحيطين به ومن يتعامل معهم شئ مهم جدا.
3- وربما تكون مشكلة نفسية من نوع أخر مثل النقص العاطفي، أي أن هذا الطفل مفتقد للحب والحنان والرعاية من الأبوين فيلجأ لشئ أخر يشعره بالسعادة والأمان الزائفين.
4- أو للفراغ بحيث يكون الطفل ليس لديه ما يشغل وقته فليس أمامه إلا نفسه وجسده يعبث بهما.
5- ربما بسبب الغيرة من مولود جديد أو من أخ أخر يفضله الأبوين عليه ويعطوه إهتمام ووقت أكثر.
6- ولسبب أخر المرض العضوي ربما يكون هذا الطفل مصاب مثلا بإلتهابات أو أملاح زائدة أو حساسية أو قرحة في هذا المكان وغيرها من الأسباب التي تنتج لنا هذا الطفل الذي يلعب بأعضائه التناسلية.
الحل مع الطفل الذي يلعب بأعضاؤه التناسلية:
الحل سيكون وفقا للسبب فإن كان السبب الإستكشاف كما في الأطفال بعمر سنتين إلي أربع أو خمس سنوات سيكون الحل التجاهل وشغل وقت الطفل ولفت انتباهه عندما يقدم علي إستكشاف أعضاؤه وهذا يتطلب أيضا المراقبة المستمرة، أما الخطأ الشائع الذي يقع فيه الكثير من الأسر هو تعنيف الطفل وعقابه بشدة إذا أقدم علي مثل هذا الفعل في حين إن هذا امر طبيعي يمر به كل الأطفال في مثل هذا السن، فالطفل بالنسبة له لا يشعر بوجود مشكلة عندما يلمس كتفه أو ظهره مثلا فهو يعتبر أعضاؤه جزء عادي من جسده يريد أن يعرفه ويكتشفه فإن حدث ذلك الإستكشاف تحت رقابة الأهل مع تغيير انتباهه وتركيزه لشئ أخر عندما يقدم علي هذا الفعل سيمر هذا الوقت بسلام ولن يعود الطفل لهذا الفعل مرة أخرى لأنه أنهي إستكشافه من هذا المكان، أما إذا تعرض الطفل للضرب أو العقاب بسبب إستكشافه الطبيعي هذا سيبدأ في التخفي واللعب بأعضاؤه سرا لأن الأهل بتصرفهم الغير حكيم لفتوا انتباهه إلى أن هذا الجزء بالذات له خصوصية خاصة وهناك سبب خفي لابد أن يستكشفه أكثر وأعمق لكن في السر لأنهم يعنفوه.
أما إن كان الطفل أكبر قليلا بعمر 6 أو 7 سنوات يكون المشكلة أكبر وتحتاج جهد أكثر وسيكون الحل مناسب للسبب كما يلي:
1- إن كان السبب مشاهدة الطفل أحد أخر في كرتون أو مسلسل أو حتي في الحقيقة علينا أن نوقف مشاهدة هذا نهائيا ونستبدله بالكرتون أو المسلسلات التي تزرع القيم – وأنصح بكرتون الأخوات سين -، مع استمرار الحديث مع الطفل بهدوء وسماع أسبابه ونصحه بحكمه وصبر، فالعنف والشدة لن تجدي بل سيدفع الطفل لأن يخفي ما يفعله ويلجأ لأخرين خارج المنزل يفعل معهم أو يشاهد معهم ما يمنع عنه في المنزل بالقوة، فالصداقة بين الأهل والطفل مهمة جدا جدا وتساعد في حل أي مشكلة بشكل سريع وسليم.
2- إن كان الطفل تعرض لعملية تحرش من أخرين سواء داخل المنزل أو خارجه يجب التحدث مع الطفل بحكمه وإشعاره بالأمان وننقل له أنه ليس المخطئ بل عليه أن يتحدث ليعاقب المخطئ الحقيقي وإن رفض الكلام لا تضغطوا عليه بل زيدوا من شعور الأمان لديه واتركوا الود بينكم يدفعه للكلام، إلى جانب ذلك عليكم مراقبته جيدا وأيضا مراقبة المحيطين به حتى أقرب الأقربين مثل الأقارب أو المدرب أو السائق أو حتي إخوته الكبار، فالمصائب لا تأتي في معظم الأحيان إلا من هؤلاء.
3- أما إن كانت مشكلة نفسية بسبب نقص الحب والعطف والود فعلى الوالدين أن يغيروا طريقة تعاملهم مع هذا الطفل وأن يشعروه بالحب والعطف والود بقدر إحتياجه، فربما يكون الوالدين يعطوا الطفل كمية من الحب والعطف والحنان لكنها غير كافية بالنسبه له، فما عليهم إلا أن يزيدوا الوقت الذي يقضوه مع الطفل ويزيدوا الحب والود مع هذا الطفل بالذات.
4- أما إن كان الفراغ هو السبب فشغل وقت الطفل بالأنشطة والمهارات المختلفة المفيدة هي الحل، لعب الرياضة أيضا شئ جيد جدا لقضاء الفراغ والإستفادة من الطاقة والحصول على جسد رياضي قوي.
5- وإن كان السبب هو الغيرة من طفل أخر فالحل هو الإهتمام الموجه، أي أن الوالدين يفعلوا أشياء يحبها هذا الطفل بالذات ويقضوا معه بمفرده وقت خاص ولا يقارنوه بغيره أو يقللوا منه.
6- أما المرض يحتاج إلى طبيب وإجراء بعض التحاليل وهذا طبعا يحدث دون أن نشعر الطفل بشئ، بحيث يقوم الأهل بسؤال طبيب ثقة بعيدا عن الطفل تماما، ثم يقوموا بعمل التحليلات اللازمة دون أن يخبروا الطفل بشئ بل تكون الأمور عادية ثم ينصح الطبيب بالدواء الذي يؤخذ عن طريق الفم وليس دهان علي الأعضاء مثلا لأن هذا سيزيد من تركيز الطفل على هذه المنطقة، والحرص أيضا أن تكون الملابس الداخلية قطنية ونظيفة بإستمرار ومريحة لا تضغط على أعضاء الأطفال.
وما أريد أن أؤكد عليه في النهاية هو عدم التصرف بعنف لأن هذا لن يحل المشكلة أبدا، بل الأفضل الإطلاع والبحث أو التوجه لمختص ينصح الوالدين بالطريقة المناسبة للتعامل في مثل هذه المواقف لأن تصرف الأهل تجاه أي مشكلة هو الذي يحلها أو يزيدها تعقيدا، وفي النهاية أولادنا نتاج ما زرعناه، إذا فنحن مسئولين بشكل أو بأخر عما سيصبح عليه أطفالنا.
إلى هنا ننهي هذه المقالة ونتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، كما نتمنى أن تشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وأيضا تجاربكم.