قبل ان نشرح ببساطة عملة ال بيتكوين ، لا شك انكم تعرفون مجالا كبيرا اصبح من اهم مجالات التجارة بالمستقبل وهو التجارة الالكترونية E-commerce واصبحت تشكل عمودا هاما من اعمدة الاقتصاد العالمي في السنوات العشر الاخيرة. وحدث ذلك بعد اعتراف الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بهذا النوع من التجارة وفتح الافق لها لتنمو اكثر طالما ستدعم حركة النمو الاقتصادي في هذه الدول وستؤثر ايجابيا على حركة الاقتصاد العالمي كله. أما ال بيتكوين فهي عبارة عن حجر الاساس في هذه التجارة. فهي العملة الاساسية بعد الدولار واليورو في مجال التجارة الالكترونية ومن المنتظر ان تحتل الصدارة قريبا لتحل محل جميع العملات العالمية المعروفة. اذن ال بيتكوين عبارة عن عملة نقدية ولكن هي عملة نقدية استثنائية مختلفة تماما عن باقي العملات النقدية.
ال بيتكوين : عملة الكترونية افتراضية
ال بيتكوين عملة نقدية غير موجودة عيانا بيانا في البنوك والمصارف. هي نستطيع ان نسميها بنفس مسمي التجارة التي ظهرت فيه اي انها عملة الكترونية افتراضية ولكنها ذات قيمة واهمية بكل تاكيد. وبمعني اخر هي عملة لا يصدرها بنك مركزي في دولة من الدول ولا يجمع منها اي بنك رصيد من الارصدة الاحتياطية ولا يتم التداول بها بشكل عادي بين العملاء والشركات. لكنها عملة الكترونية موحدة اعتمدتها كثير من الدول علي رأسها المانيا يتم التعامل بها بدلا من اي عملة اخرى في التجارة عبر الانترنت. كما يسهل تحويل قيمتها الي عملات تقليدية عادية وهذا عامل مهم في تميزها وسهولة التعامل بها.
ظهور ال بيتكوين
والبعض يتسائل متي بدأ ظهور عملة ال بيتكوين عالميا؟
في الحقيقة بدأ ظهور ال بيتكوين تحديدا في عام 2009. لكن قبل ذلك بعام واحد ظهر المصطلح نفسه في احد الابحاث التي قدمها احد الخبراء في الاقتصاد اسمه ساتوشي ناكاماتو, وأكد هذا الخبير ان ال بيتكوين ستدعم حركة الاقتصاد العالمي جدا وستضاعف من حركة التجارة العالمية في حالة تطبيقها بمرور الوقت. كان يعتقد ان دخول عملة ال بيتكوين باعتبارها عملة الكترونية سيحدث نفس التأثير الذي احدثه ظهور شبكة الانترنت. وهذا لم يحدث حتى هذه اللحظة لكن لذلك اسباب لها وجاهتها ايضا. فمن المعروف ان ال بيتكوين ظهرت في نفس العام الذي بدأت تعصف بالعالم اكبر ازمة مالية في نصف القرن الاخير. حيث كادت اقتصاديات الغرب الكبرى ان تنهار وشركات كبرى وبنوك عالمية اشهرت افلاسها خلال الاربع سنوات الماضية فعلا بسبب هذه الازمة. ربما هذا كان هو السبب وراء غياب الاثر المدهش المتوقع ومازال متوقعا لعملة ال بيتكوين . ويتوقع الخبراء ان يظهر اثرها الحقيقي مع تحرك عجلة الاقتصاد العالمي للامام.
انتشار ال بيتكوين
العجيب في مسألة انتشار ال بيتكوين ان كل من انصار التجارة الحرة القانونية وتجار المخدرات والسلاح ومهربي الاموال يشجعون انتشارها. والسبب في ذلك يعود الي انها عملة الكترونية غير مرقمة ولا يحفظها او يكودها اي بنك فهي غير معلومة المصدر ولا يوجد عليها أي حجر قانوني او صلة مباشرة بأي مؤسسة او جهة. ولا يوجد عليها أي رسوم اضافية او حدود معينة في التحويل من طرف لأخر. وهذا امر يسهل التداول بها الكترونيا للغاية ولكن تيسيرها للامور هذا يسري علي الطرفين الذين ذكرناهم. لذلك تتردد بعض الدول والكيانات الاقتصادية الكبري في اعتمادها كأساس للتداول التجاري.
كيف يتم التداول بال بيتكوين ؟
حتي هذه اللحظة هناك عدد محدود من المواقع الالكترونية هي التي اعتمدت ال بيتكوين كعملة الكترونية اساسية قابلة للتعامل بها في عمليات الشراء والبيع والتحويلات. لكن المواقع التي اعتمدتها تتميز بأنها مواقع كبري ومتنوعة في الخدمات التي تقدمها. فمنها مواقع تقدم خدمات تجارية وتبيع اشياء متعددة, ومنها من يعمل بشكل متخصص في المنتجات الفنية مثل السي ديهات والبرامج وغيرها. كما تسمح عدد من المواقع بتحويل ال بيتكوين الي عملات نقدية عالمية مثل الدولار واليورو وغيرها. وحتي تكون ال بيتكوين عملة لها قيمة معينة داخل السوق العالمي فهي محددة بقيمة سعرية معينة حتي يسهل على المتداولين ان يقوموا بتحويلها لعملات اخري. ومن المميز ان قيمة ال بيتكوين في صعود بشكل مستمر ومستقر وهذا دليل على ما ذكرناه سابقا انها ستكون فرس الرهان خلال شهور قليلة. وتصل قيمة ال بيتكوين حاليا الي 1096 دولار امريكي. وصعدت خلال سنتين فقط مضاعفات كثيرة لعدد من الدولارات كان لا يتعدى الاصابع الخمسة. وهذه القفزات في قيمتها يدل على نجاح ساحق.
ال بيتكوين عملة عالمية معتمدة
قريبا سيكون عنوان هذه الفقرة حقيقة واقعة. حتى هذه اللحظة لم تنل ال بيتكوين اعتراف رسمي من كثير من دول العالم والهيئات المالية الكبرى. ولكن الوضع الاقتصادي العالمي وخاصة في دول الاتحاد الاوروبي كان لا يحتمل اي مغامرات اقتصادية بعد انهيار قبرص واليونان اقتصاديا خلال عام 2011, والتراجع الاقتصادي وانتشار البطالة في 7 دول من دول مجموعة اليورو علي رأسها فرنسا وسلوفينيا. ولم تستطيع حتى المانيا ان تبتعد كثيرا عن اثار هذه الازمة فحققت اقل نمو اقتصادي خلال العشر سنوات الاخيرة في عام 2012. وبالرغم من ذلك كانت المانيا هي اول دولة تعترف بال بيتكوين وهي الدولة الوحيدة حتى الان التي اعترفت رسميا بال بيتكوين. لكن منذ اشهر قليلة بدأت مفاوضات رسمية داخل الحكومة الامريكية لاعتمادها بعد حكم قضائي يحكم بضرورة تقنينها واخضاعها لقوانين الدولة. ولعل عدم اعتمادها من اغلب دول العالم هو نقطة سلبية تؤثر كثيرا في درجة انتشارها ونجاحها لكن لعلها نقطة قد تكون في صالحها حيث قفزت قيمتها السعرية بشكل مذهل برغم كل هذه الظروف وفي ظل سنوات يمر فيها العالم بأزمة مالية خطيرة.
تعرف اكثر على عالم ال بيتكوين عبر : صندوق ادوات ال بيتكوين من موقع تسعة