طرق البحث العلمي
١٧:٥٩ ، ١ أبريل ٢٠٢٠
}
البحث العلمي
يشير مصطلح البحث العلمي إلى ما يقوم به الباحث من أنشطة وعمليات للوصول إلى حقائق واستكشافاتٍ جديدة في العلم للأخذ بيده نحو التقدم والتطور، فضلًا عن تدوير العجلة نحو التقدم ودفعها بقوة، كما أن البحوث العلمية تسعى إلى تحقيق درجة عملية جديدة ترفع من مكانة الباحث وتعززها في المجتمع على الصعيد العملي والعلمي والاجتماعي، ومن الجديرِ بالذكرِ أن البحث العلمي يتطلب اتباع ما يعرف باسم المنهج العلمي الذي يعتمد على رصد مجموعة من الظواهر العلمية التي يصار إلى اكتشافها ما بين وقتٍ وآخر، والوقوف عليها لتفسيرها وتحليلها والتحقق من صحتها بالاعتمادِ على مجموعة من الطرق الرصدية والتجريبية.
فضلًا عمّا تقدّم؛ فإن البحث العلمي هو مجموعة من المناهج التي يستوجب على الباحث اتباعها والاعتمادِ عليها في بحثه بغية الوصول إلى أدق النتائج، ويتمكن الباحث من خلال هذه المناهج العلمية من الوصول إلى ما يحتاج إليه من نتائج، ويستلزم الأمر وجوبًا التمتع بالدراية والمعرفة بجميع طرق البحث العلمي ومناهجه ليتمكّن من تكليل مهمته بنجاح من خلال انتقاء المنهج الأكثر ملاءمة لبحثه العلمي، فضلًا عن ضرورة القدرة على التعرف على المميزات التي تلتصق بكل منهج من المناهج والتعرف عليها لتحديد المنهج الأفضل[١].
‘);
}
خطوات البحث العلمي
- اختيار اسم ومشكلة البحث: إن تحديد اسم البحث ومشكلته لهو من أصعب الخطوات وأهمها في البحث العلمي، إذ يجب أن يحوز موضوع البحث على اهتمام الباحث حتى الوصول إلى حلٍ لمشكلة البحث، وينبع اهتمام الباحث في مشكلة البحث من وجود دافع وحافز ذاتي له، ويتولد هذا الدافع من اختيار الباحث للموضوع الذي يثير اهتمامه، ويقع ضمن خبرته وثقافته العامة، فلا يجب أن يفرض على الباحث موضوع البحث، ومن الخطأ أيضًا أن يكون اسم البحث عامًّا وشاملًا، بل يجب أن يحصر ويحدّد ضمن مشكلة البحث، وأن يتسم اسم البحث العلمي بالدقة والوضوح.
- كتابة مقدمة البحث: بعد تحديد موضوع البحث، يبدأ الباحث في وضع مقدمة عن هذا البحث، وفيها يستعرض الأهداف التي يريد الوصول إليها من هذا البحث، ويمكن للباحث أن يضع في مقدمة البحث العلمي شكرًا وإهداءً لكل من ساعده ودعمه في إتمام بحثه ونجاحه.
- طرح أسئلة البحث: تُعرض مشكلة البحث العلمي على شكل أسئلة، إذ تعتمد هذه الأسئلة على مشكلة البحث، ويجب أن تكون أسئلة البحث واضحةً ودقيقةً للقارئ.
- وضع أهداف وأهمية البحث: بعد أن توضع الأسئلة المتعلقة بمشكلة البحث؛ توضع الأهداف من عمل هذا البحث، إذ يستدل عليها ويستخرج من خلال أسئلة البحث العلمي، وهي أهدافٌ تدل على الغاية والسبب من عمل هذا البحث، ومن هنا يوضح الباحث للقارئ أهمية البحث العلمي الذي يجريه.
- وضع فرضيات البحث: الخطوة التالية في البحث العلمي تكمن في وضع فرضيات للمشكلة التي وضعت في بداية البحث؛ وهنا يقوم الباحث بطرح الحلول التي يرى بأنها مناسبة لحل المشكلة القائم عليها البحث.
- اختيار العينة: يعتبر اختيار عينة لإجراء البحث عليها من أهم الخطوات في عملية البحث العلمي، عادةً ما تتكون هذه العينة من مجموعةٍ من الأشخاص، أو الأماكن، إذ تُختار هذه العينة حسب الأهداف الموضوعة في البحث.
- خطة البحث وجمع المعلومات: بعد اختيار عينة البحث، يجمع الباحث جميع البحوث والدراسات التي أجراها سابقًا، وكل ما يتعلق بموضوع بحثه، وذلك بمساعدة وحدة التحليل الإحصائي، وذلك للوصول للنتائج المتعلقة بالبحث.
- المقترحات والتوصيات: بعد إظهار النتائج المتعلقة بالبحث، يضع الباحث مجموعة من التوصيات والمقترحات التي توصل إليها، ومقارنتها مع الأبحاث الأخرى التي تتعلق بموضوع البحث نفسه.
- المصادر والمراجع: الخطوة الأخيرة في كتابة البحث العلمي تكمن في توثيق المصادر والمراجع، إذ يجب أن تتضمن قائمة المصار والمراجع على تفاصيل المراجع والكتب التي استعان بها الباحث ولجأ إليها أثناء بحثه، وهي تتضمن اسم الكاتب، واسم المؤلف، وطبعة الكتاب، وأي تفصيلٍ ضروريٍ يتعلق بكل مرجع.
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
مناهج البحث العلمي
يشير مصطلح مناهج البحث العلمي إلى ذلك الأسلوب الممنهج والمرتب المتّبع لترتيب الأفكار وتنظيمها، والكيفية التي تطبّق من خلالها لغاياتِ التحقق من مدى أهميتها في اكتشاف حقيقة جديدة مفيدة للمجتمع ومناسبة لها، كما أن الأهمية في مناهج البحث العلمي تكمن في المساعدة بالوصول إلى أهم براهين الحقائق والتحقق من مدى صحتها، وتتفاوت طرق ومناهج البحث العلمي وفقًا لنوع العمليات العقلية والهدف منها، فضلًا عن العديد من التصنيفات المستخدمة في ذلك، ويشار إلى أن بعض المنهجيين يؤكدون على أن المنهج العلمي شائع الانتشار هو ذلك الذي يتمكن من رفع الستارِ عن خصائص الظواهر وصفاتها، ويصب الباحث جل اهتمامه على استقطاب المعلومات والحقائق وإخضاعها للتحليل، فضلًا عن تقديم التفسيرات الضرورية للمعرفة على صعيد الأبعاد والدلالات والحقائق[٢].
أنواع مناهج البحث العلمي
تنقسم أنواع مناهج البحث العلمي وتصنيفاته إلى ما يلي[٣]:
- المنهج الوصفي: منهج من مناهج البحث العلمي الذي يعتمد اعتمادًا أساسيًّا على أحد أساليب استقطاب المعلومات، كما يرتكز أيضًا على مدى وفرة المعلومات من حيث الكم والدقة حول ظاهرة محددة خلال مدة زمنية محددة بغية الوصول إلى أفضل النتائج، ثم يصار إلى تفسيرها بأسلوبٍ موضوعي يتماشى مع ما يتجلى من معلومات، ومن أبرز ما يتسم به هذا المنهج بأنه ملائم للاستخدام في جمع المعلومات حول الظواهر الاجتماعية والإنسانية.
- المنهج التاريخي: منهج يسلط الضوء على وضع الماضي تحت مجهر الدراسة للبحث عن المعلومات ودراستها بغية التعرف على الحاضر ثم التنبؤ بالمستقبل، ويعتمد هذا النوع من أنواع مناهج البحث العلمي على مبدأ الملاحظة ثم تشكيل حلقة ربط بين المعلومات المتوفرة بغية تشكيل فكرة عامة وتحقيق النتيجة المرجوة، ويخدم هذا المنهج المشكلات ذات العلاقة بأصول النظريات والتعرف على مشكلة ما قد وقعت بحق شخصٍ ما، وتعتمد اعتمادًا أساسيًّا على استقطاب المعلومات من الكتب والآثار والمقابلات والوثائق.
- المنهج التجريبي: منهج علمي يرتكز ارتكازًا رئيسيًّا على التحقق من صحة كافة المتغيرات المتوفرة باستثناءِ متغير ما يخضع للدراسة، وتعد من أكثر الطرق استخدامًا في التحقق من التجارب الفعلية بغية الوصول إلى دقة النتائج منطقية، ويمكن الارتكازِ على أسلوب الرصد المباشر والملاحظة العلمية الفورية.
- المنهج الاستردادي: منهج يرتكز ارتكازًا أساسيًّا على أسلوبِ استرداد المعلومات والحقائق المتوفرة من قبل، وما اتُّفِق عليه منذ زمن، ويكون ذلك بغية البحث عن الدقة المتكاملة والمصداقية والموضوعية بما يتماشى مع مجريات الأحداث.
- المنهج الاستقرائي: منهج يختلف تمامًا عن المنهج الاستدلالي من حيث الأسلوب المستخدم في الحصول على المعلومات، ويعتمد على البدءِ من حيث الجزئيات والتفصيلات، ثم المضي قدمًا بالتدريج باتجاه القوانين والقواعد العامة، فضلًا عن اعتماده على تضمين الملاحظات وإجراء التجارب.
- المنهج الاستنباطي: يرتكز ارتكازًا رئيسيًّا على العقل بطريقة متكاملة، إذ يسعى إلى تحقيق الربطِ ما بين المقدمات الأولى بغية الوصول إلى النتائج المرتبطة بالمقدمات، ويسعى للكشف عن الأسباب والعلل التي تقف خلف وقوع الظواهر تبعًا للقواعد والمنطق والتأمل الذهني.
- المنهج المسحي: منهج يتسم بالبساطة والتنسيق والتنظيم الشديد، ويحتاج إلى تسليط الضوء على الوضع الراهن للمنشأة المقصودة من الدراسة ليصار إلى تفسير المعطيات وتصويرها وتحليلها بدقة، ويتضمن هذا النوع كلًّا من المنهج الوصفي التحليلي والمنهج المسحي الاستطلاعي.
- المنهج الفلسفي: يرتكز على الخروج بأدق النتائج واستخلاصها من البحث، وبالتالي فإنه يصار إلى استخدامه واعتماده في المرحلة الأخيرة، إذ يتطلب الأمر استكشاف المقاصد ودراستها والوقوف خلف الأبحاث، ويرتكز على الإتيانِ بتصويرٍ دقيق للأبحاث والمفاهيم الرئيسية، كما هو الحال في توضيح المغزى من الآيات القرآنية ذات العلاقة بالمظاهر الإبداعية من الخالق عز وجل.
طرق مناهج البحث العلمي
أما طرق مناهج البحث العلمي فتتمثل بما يلي[٤]:
- تحديد المشكلة وطبيعتها.
- الكشف عن القراءات الدقيقة للمعلومات والبيانات الأولية.
- البدء بصياغة الفرضيات لتكون متماشية مع إحداثيات المشكلة.
- رسم أبعاد خطة البحث والبدء بالبحث عن الحقائق.
- استقطاب المعلومات والبيانات من مصادرها.
معايير البحث العلمي
يوجد العديد من المعايير التي تُحدد جودة ودقة البحث العلمي بناءً عليها، مثل:
- التميُّز وعدم تكرار ما سبق: من المهم أن يكون البحث العلمي متميزًا وبعيدًا عن ما تم إعداده سابقًا في موضوعه الأساسي، وهذا لا يتنافى مع كون المتغيّرات في العنوان الرئيسي للبحث قد تتشابه مع متغيّرات عناوين أبحاث أخرى، لكن الجوهر والمضمون مختلف ويضيف على المعرفة العلمية أمورًا لم تُبحَث من قبل.
- استخدام لغة سليمة وقوية: واحدة من أهم المعايير في البحث العلمي هي جودة اللغة المستخدمة في البحث، حيث من الضّروري اختيار المفردات الملائمة للمواضيع العلمية والبعيدة عن التَكلُّف اللغوي، والحرص على أن تعكس اللغة شخصية الباحث وتميزه اللغوي وعدم وجود أي أخطاء لغوية في البحث.
- اتباع منهج البحث العلمي: في مناهج البحث العلمي المختلفة يوجد خطوات يجب اتباعها من قِبل الباحث للخروج بالنتائج وفق أسس علمية دقيقة وصحيحة، على الباحث الالتزام بهذه الخطوات واتّباعها بحذافيرها لعدم الوقوع في الأخطاء.
- الدراسات السابقة والمراجع: لا يُمكن لأي باحث كتابة بحث علمي صحيح دون الرجوع إلى الدراسات السابقة والمواضيع المتعلقة ببحثه، حيث تُستنبط المعرفة منها ويُوقف على ما دُرِس ويُستفاد من جهود السابقين في ذات موضوع البحث.
معايير اختيار مشكلة البحث العلمي
أولى الخطوات لإجراء الأبحاث العلميّة هي اختيار مشكلة البحث، ولا يكون اختيار المشكلة عشوائيًّا؛ إنما يكون وفق أسس ومعايير علميّة، منها:
- تجنب المشاكل العامّة لصعوبة دراستها بسبب الوقت الكبير الذي تحتاجه: لذا يجب اختيار المشكلة بتخصص بعيدًا عن المواضيع العامّة.
- الحيادية: حتى يكون الباحث حياديًّا عليه الابتعاد عن المشاكل المتعلّقة بخبراته أو مشاكله الخاصة على أن لا يتحيّز لرأيٍ ما في موضوع البحث أثناء إعداده.
- التميز: من الجيد الابتعاد عن المشاكل التي تُدرس باستمرار ومحاولة إعداد بحث لمشكلة لم تُدرس من قبل، حتى يتميّز الباحث بين أقرانه.
- تناسق الوقت المقرر للبحث مع الموضوع: من الضروري أن يتوافق الوقت المُخصّص لإعداد البحث مع إمكانية إجرائه فعليًّا، وهذا من المعايير المهمّة عند اختيار مشكلة البحث.
- وضع صيغة لغويّة سليمة للمشكلة توضح ماهية البحث دون أي لُبس أو ضعف في الصياغة.
- استشارة المشرف والزملاء: حتى يصل الباحث إلى أفضل مشكلة بحث لإعداد بحثه عليه الاستعانه بالمشرفين والزملاء، والاستفادة من خبراتهم ومعرفتهم وآرائهم المختلفة للوصول إلى أفضل مشكلة يمكنه إعداد بحثه بها.
مميزات البحث العلمي
يحتوي البحث العلمي على عدة مميزات مهمة منها ما يلي:
- الموضوعية: أي أن الباحث لا يعتمد على آرائه أو رغباته أو ميوله في أظهار نتائج البحث.
- القياس والتعميم: إذ يمكن تعميم النتائج المتوصل إليها على فئاتٍ وعيناتٍ أخرى.
- التنبؤ: وتعني أن يتضمن البحث التنبؤ بالنتائج على المتغيرات التي وضعت في البحث.
- المرونة.
أهمية البحث العلمي للمرأة
إنّ أسلوب البحث العلمي من الأساليب الذي يتَّبعها المدرسين في مراحل التدريس الأولى، والبحث العلمي ليس حكرًا فقط على العلماء، بل على العكس ستتعودين في المراحل الدراسية الأولى على البحث، والتجريب، وإجراء التجارب من أجل تقديم الأبحاث، وكسب المعرفة بدلًا من الحصول على الأبحاث جاهزة من الإنترنت، ومن فوائد البحث العلمي ما يلي:
- ستتعرفين على كثير من الأمور في الكون، وستدرسينها دراسةً دقيقةً لتضمني الحصول على النتائج الصحيحة.
- ستتشجعين على التمحيص والبحث الجاد عن المعلومة فرديًا دون الاستعانة بأحد.
- ستقرئين كثيرًا من المناهج العلمية لتختاري منها ما يناسبك ويناسب الموضوع الذي تبحثين فيه.
- ستطبقين عمليًا التجارب لمشاهدة النتائج، ولتتحققي منها على أرض الواقع بعيدًا عن النظريات.
المراجع
- ↑“ما هي مناهج البحث العلمي وما هي مميزاتها وعيوبها؟”، اكاديمية BTS ، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2019. بتصرّف.
- ↑“مناهج البحث العلمي وطريقة استخدامها في رسائل الدراسات العليا”، أكاديمية الوفاق للبحث العلمي والتطوير، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2019. بتصرّف.
- ↑“مناهج البحث العلمي؛ تعريفها وفئاتها وأنواعها”، الشمس ، 2-8-2017، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2019. بتصرّف.
- ↑“مناهج البحث العلمي وأنواعها وكيفية استخدامها”، المنارة للاستشارات، 4-5-2017، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2019. بتصرّف.