لا شك إن كل أم تتمنى لطفلها أن يصبح متفوق في الدراسة وفي العمل وفي كل حياته، لكن بعض الأسر عندما يولد لديها طفل يعاني من الإعاقة العقلية تظلم الدنيا في أعينهم ويفقدوا الأمل في الحصول على مستقبل باهر لهولاء الأطفال، ولكن إن عرفت كل أسرة لديها طفل مصاب بأي إعاقة عقلية طرق التعامل معه سيكون هذا أفضل لهم وللطفل أيضا.
الإعاقة العقلية:
تعتبر ظاهرة الإعاقة العقلية من الظواهر المألوفة على مر العصور ولا يكاد يخلو مجتمع منها كما تعتبر موضوعا يجمع بين العديد من ميادين العلم والمعرفة كعلم النفس والتربية والطب والإجتماع والقانون، ويعود ذلك إلى تعدد الجهات التي ساهمت في تفسير هذه الظاهرة وأثرها على المجتمع، ووفقا للموسوعة الحرة فإن مفهوم الإعاقة العقلية من الصعب تحديده، حيث ظهرت العديد من المصطلحات التي تعبر عن هذا المفهوم منها مصطلح الإعاقة العقلية والتلف العقلي ومنها الضعف العقلي، وبناء على كثرة الميادين التي تناولت الإعاقة العقلية فتعددت التعاريف التي تناولته:
- التعريف الطبي: يعتبر من أقدم التعاريف التي تناولت الإعاقة العقلية حيث ركز علماء الطب على أسباب الإعاقة العقلية أو الأسباب المؤدية إليها.
- التعريف السيكومتري: ظهر هذا التعريف بسبب الإنتقادات التي وجهت إلى التعريف الطبي بحيث ركز على القدرة العقلية وعلى نسبة الذكاء وموقع الأفراد المعاقين عقليا على منحنى التوزيع الطبيعي للقدرة العقلية.
- التعريف الإجتماعي: ظهر نتيجة للإنتقادات التي وجهت لمقياس القدرة العقلية حيث أن هذا المقياس يهمل البيئة والسلوك، وركز هذا التعريف على السلوك التكيفي والقدرة على التفاعل مع الآخرين.
- تعريف الجمعية الأميركية للتخلف العقلي: هو مستوى الأداء الوظيفي العقلي الذي يقل عن متوسط الذكاء بإنحرافين معياريين ويصاحب ذلك خلل واضح في السلوك التكيفي ويظهر في مراحل العمر النمائية منذ الميلاد وحتى سن 18.
أما نسبتها فتختلف من مجتمع لآخر تبعا لعدد من المتغيرات، تبعا لدرجة الإعاقة أو الجنس والعمر والمعيار المستخدم في تعريفها.
العوامل المؤثرة في نسبة حدوث الإعاقة:
- المعيار المستخدم في تعريف الإعاقة.
- معيار العمر المستخدم في تعريفها أيضا.
- معيار السلوك التكيفي المستخدم في تعريفها.
- العوامل الثقافية والصحية والإجتماعية
تصنيفها:
تصنف تلك الإعاقة إلى فئات حسب معايير مختلفة فقد تصنف بحسب متغير الشكل الخارجي أو بحسب متغير نسبة الذكاء أو حسب متغير البعد التربوي أو حسب متغيري نسبة الذكاء والتكيف الإجتماعي.
1- حسب الشكل الخارجي:
يتم تصنيف حالاتها حسب متغير الشكل الخارجي؛ ويقصد بذلك تصنيف حالاتها حسب مظهرها الخارجي مثل:
(حالات متلازمة داون – حالات إضطرابات التمثيل الغذائي – حالات القماءة – حالات كبر حجم الدماغ – حالات صغر حجم الدماغ – حالات إستسقاء الدماغ).
2- حسب نسبة الذكاء:
يقصد بذلك تصنيف الحالات حسب قدرتها العقلية وموقعها على منحنى التوزيع الطبيعي للقدرة العقلية:
- الإعاقة العقلية البسيطة (55- 70)
- الإعاقة العقلية المتوسطة (40- 55)
- الإعاقة العقلية الشديدة (40 فما دون)
3- حسب البعد التربوي:
يقصد بذلك تصنيف الحالات حسب قدرتها على التعلم وخاصة المهارات الأكاديمية المدرسية التربوية مثل:
(حالات القابلين للتعلم – حالات القابلين للتدريب – حالات الإعتماديون).
4- حسب متغيري نسبة الذكاء والتكيف الإجتماعي:
يقصد بذلك تصنيف الحالات وفق متغيرين معاً هي نسبة الذكاء والقدرة على التكيف الإجتماعي، وهو تصنيف الجمعية الأمريكية للإعاقة العقلية:
(الإعاقة العقلية البسيطة – الإعاقة العقلية المتوسطة – الشديدة – الشديدة جدا ً)
وفي النهاية ننصح كل أسرة لديها أي طفل مصاب بمثل هذه الإعاقات أن تتعلم جيدا كيف تتعامل معه وأن تعرف جيدا حالته ومن أي تصنيف هو، فهذا من شأنه أن يسهل عليهم التعامل معه وأيضا يزيد من فرص هذا الطفل في العيش بطريقة مناسبة له ولحالته، ونتمنى لكل أفراد الأسرة تمام الصحة والعافية، كما نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه المعلومات والنصائح وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأيضا قسم الصحة، وأنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان:”إليكم الحل مع إعاقة اللغة والكلام“، ولا تنسوا أن تشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وكذلك تجاربكم.