إنَّ الرضا بوظيفة ما بغرض تأمين لقمة العيش أو الحفاظ على نمط حياة معين هو الركود بحد ذاته، حيث يمكنك إعادة توجيه رحلة حياتك المهنية بثقة من خلال التحكم بقراراتك المستقبلية؛ فأنت تستحق أن تعيش حياة سعيدة توفر التوازن بين عملك وحياتك الشخصية.
لنلقي نظرة في هذا المقال على الأسباب التي تجعلك بحاجة إلى تغيير مهنتك وطريقة اختيار مهنة لحياة أكثر سعادة وإرضاء:
كيف تعرف إذا كنت بحاجة إلى تغيير مهنتك؟
يمكن أن يكون لتحديات الاستياء من مهنة ما تأثير سلبي في صحتنا العقلية؛ ونتيجة لذلك، يمكن أن يؤدي تدهور صحتنا العقلية إلى حالة من التوتر والشيخوخة وزيادة في الوزن ومشكلات في الصحة الداخلية؛ لذا أنت تستحق وظيفة تلبي رغبتك الداخلية في تحقيق السعادة الحقيقية، ونقدم لك فيما يأتي بعض العلامات الشائعة التي تؤكد أنَّ الوقت قد حان لتغيير مهنتك:
العلامات الجسدية:
هل تشعر أنَّك تتقدم في العمر منذ أن بدأت عملك هذا؟ هل تشعر بالقلق؟ ماذا عن إصابات العمل؟ إنَّه لأمر رائع أن تحصل على راتب، ولكنَّك تستحق العمل في بيئة تُظهِر أفضل ما لديك؛ فإذا كانت بيئة العمل خطرة، فتحدث إلى رئيسك في العمل حول الخيارات البديلة، وفي حال استغلَّ زملائك أو رئيسك لطفك وحُسنَ تعاملك، فقد لا يكون الشعور بالقلق من فقدان وظيفتك بسبب بيئة شديدة التوتر مناسباً لك.
العلامات العقلية:
وفقاً لمؤسسة الصحة العقلية الأمريكية (Mental Health America)، يعاني واحد من كل خمسة أمريكيين من مشكلات في الصحة العقلية، وترتبط هذه المشكلات في معظم الحالات بالتوتر؛ ونقدم لك فيما يأتي قائمة بالعلامات العقلية الدالة على التعاسة في مكان العمل:
- التشنج في الرقبة.
- صعوبات في النوم.
- عدم القدرة على التركيز.
- القلق الشديد.
- الكآبة.
إذا بدأت تشعر أنَّ تقديرك لذاتك يتناقص، فقد حان الوقت للتفكير فيما إذا كان العمل في بيئة ذات ضغط عالٍ مناسب لك، والحقيقة هي أنَّ هذه الطاقة السلبية ستنتقل إلى أشخاص آخرين في حياتك كالأصدقاء والعائلة.
شاهد بالفيديو: 5 علامات تشير إلى أن الأجواء في مكان العمل سامّة
[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/RH6eye2sWII?rel=0&hd=0″]
هل أنت متأكد من أنَّك لا تغير مهنتك لسبب واهٍ؟
يشعر معظم الأشخاص الذين يحتاجون إلى مهنة ما بالإحباط بسبب وضعهم في العمل؛ فهل تفهم بالفعل وضعك الحالي في العمل؟
من الهام التفكير في وضع العمل؛ ذلك لأنَّ بعض الأشخاص يقررون تغيير المهنة لعوامل غير هامة، والتي يمكن أن تتغير إذا كان الشخص يعمل في قسم مختلف أو مؤسسة جديدة؛ ونقدم لك فيما يأتي قائمة بالعوامل غير الهامة التي يجب أن تُؤخَذ في الحسبان قبلَ أن تقرر إجراء التغيير:
1. الرغبة في زيادة الراتب:
يمكن للرغبة في الحصول على دخل أعلى أن يقنع بعض الناس بالاعتقاد بأنَّهم يعملون في مهنة خاطئة، والمشكلة في ذلك هو أنَّ الحصول على مزيد من المال يتطلب مزيداً من وقت العمل في المكتب أو تولي عدة وظائف في وقت واحد.
يمكن في بعض الأوقات أن يكون السعي إلى الحصول على دور ذي دخل مرتفع هو عكس ما يتوقعه المرء تماماً؛ وهذا ما يحدث عندما يترك موظف شركته وينتقل إلى العمل في شركة جديدة ويعود بعد عدة سنوات.
2. القرار المتسرع:
لنواجه الأمر، نحن نتخذ القرارات بين عشية وضحاها عندما نكون مرهقين أو محبطين من المواقف التي تواجهنا في العمل؛ ومشكلة اتخاذ القرار السريع هي أنَّ النقاط السلبية والإيجابية يُغفَل ذكرها.
3. رفض طلب الحصول على الترقية:
توجد الكثير من القصص عن مديرين تقدموا بطلب لعشرات المرات ليشغلوا منصباً ما خلال فترة 5 سنوات، ويبدو أنَّها عملية طويلة؛ ولكن في بعض الأحيان، تتطلب الترقية وقتاً؛ لذلك تجنب تغيير مهنتك إذا كنت لا ترى نتائج الترقية واضحة وقريبة.
4. الضجر في أوقات العمل:
فكر في هذه النقطة جيداً، فإذا كنت تعمل في وظيفة رتيبة وروتينية، فمن الطبيعي أن تشعر بالملل؛ لكن يمكنك إضفاء الإثارة والبهجة على عملك من خلال تغيير مظهر مكتبك، أو التواصل الاجتماعي مع موظفين جدد في أقسام مختلفة، أو الانضمام إلى اللجنة القيادية في العمل، أو القدوم إلى العمل بحماسة؛ ففي بعض الأحيان، كل ما يتطلبه الأمر هو تغيير الأعمال التي تقوم بها لتصبح أكثر متعة.
يمكن أن يستغرق تغيير المهنة وقتاً وتواصلاً وتعليماً، ويمكن أن تكون عملية البحث عن وظيفة جديدة رحلة طويلة؛ وفيما يأتي قائمة بالأشياء التي يجب مراعاتها قبل اتخاذ القرار النهائي:
- منذ متى وأنت تعمل في مهنتك؟
- ما هي مشكلة العمل؟ هل تعمل جيداً مع الفريق؟
- هل تحصل على التقدير اللازم؟
- هل بإمكانك التفكير في العمل في قسم جديد؟
إذا لم تساعدك أي من التوصيات المذكورة أعلاه بعد مراجعة وضع عملك، فقد حان الوقت لتغيير مهنتك.
كيف سيغير التغيير الوظيفي حياتك؟
دعنا نذكر لك مثالاً عن فتاة كانت تعمل ممرضة وتتعامل مباشرة مع المرضى في أحد أفضل المستشفيات في منطقتها، فقد بدأت بعد خمس سنوات المشكلات التي تعانيها مع المرضى تصبح جزءاً من شخصيتها لدرجة أنَّها كانت تشعر بالاكتئاب بعد ساعات العمل، وقد أثر ذلك في علاقتها بأسرتها، وكادت تفقد نفسها؛ ولكن في أحد الأيام، قررت أن تستيقظ وتتحكم بمصيرها، وبدأت التقدم إلى وظائف طبية جديدة في المكاتب، وكان عملها يتضمن التوثيق الطبي للمرضى، وهو ليس مهنة مثالية للمتخصص الطبي، لكنَّها بدأت تشعر بسعادة أكبر؛ إنَّه مثال تقليدي بسيط عن شخص تأثر سلباً بقضايا ومشكلات العمل، وبقي في الصناعة نفسها، لكنَّه غيَّر مهنته ومساره الوظيفي.
يمكن أن يحقق التغيير الوظيفي حلم الحياة، أو يزيد من تقدير المرء لذاته، أو يعيد الحماسة إلى العمل؛ ويمكن أن يكون التغيير الوظيفي القرار الصحيح الذي يجب اتخاذه إذا واجهت واحداً أو كلَّاً مما يأتي:
- العمل في مكان تسوده المشاعر السلبية: لا تفقد ثقتك بنفسك وتثبط عزيمتك، إذ يمكن تغيير مكان العمل السلبي من خلال العمل في مؤسسة جديدة.
- العمل مع رئيس صعب: قد تكون تحديات العمل مع رئيس صعب مرهقة للغاية، وكل ما يتطلبه الأمر هو التواصل الجيد؛ ويمكنك معالجة المشكلة مباشرة مع المدير باحترافية واحترام.
- الشعور بالضياع بشأن ما تفعله: يبقى معظم الناس في وظائفهم ويستقرون على المستوى المتوسط بسبب الخوف من الفشل أو المجهول، فغالباً ما نصل إلى النجاح من خلال العمل في دور ممل أو الخروج من منطقة راحتنا؛ وإذا كنت تخشى فكرة المشاركة في أنشطة جديدة، فتذكر أنَّ الحياة قصيرة، حيث سيستمر بقاؤك في المستوى المتوسط في جعلك تشعر كما لو أنَّ الحياة تضيع منك.
طريقة إجراء تغيير مهني بنجاح:
المفتاح النهائي للنجاح هو المرور بمرحلة انتقال وظيفي خطوة بخطوة لتجنب اتخاذ القرار الخاطئ؛ ولتحقيق ذلك، يجب عليك اتباع الخطوات التالية:
1. كتابة خطة مهنية:
تحتوي الخطة المهنية على موعد نهائي لخطوات العمل التي تتضمن أخذ دورات جديدة أو تعلم لغة جديدة أو التواصل الجيد أو تحسين وحل المشكلات في العمل، ويجب الاحتفاظ بخطة مهنية في محفظتك لأنَّها ستحفزك على الاستمرار في العمل.
2. التفكير ملياً في خياراتك:
إذا كان لديك شهادة في المحاسبة، فدوَّن خمس وظائف مرتبطة بهذا المجال؛ والخبر السار هو أنَّ الدرجات العلمية والشهادات يمكن استخدامها في مجموعة متنوعة من الأدوار، ولست مضطراً إلى الالتزام بما يفرضه المجتمع من مناصب عُليا؛ ففي النهاية، لا يُقدَّر اختيار الدور الصحيح الذي يجعلك سعيداً في عملك بثمن.
3. التحلي بالواقعية بشأن الإيجابيات والسلبيات:
حان الوقت لنكون صادقين بشأن نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات في سوق العمل، والتي تؤثر في الوضع الحالي.
يمكن أن يشمل التحليل الرباعي (SWOT Analysis) للمهنة ما يأتي:
- العوامل الاقتصادية.
- المنافسة المباشرة: هل تلعب دوراً في ارتفاع الطلب؟
- الموقع: هل تريد الانتقال إلى مكان آخر؟ إذا كان الهدف هو العمل في مجال التكنولوجيا ولم يكن العيش في منطقة معينة واقعياً، ففكر في الانتقال إلى منطقة أخرى.
- الإنجازات: التميز في الإنجازات المنافسة مثل الجوائز أو المشاركة في لجان أو العمل المستقل والخاص أو التطوع هو وسيلة للنجاح.
- التعليم: هل تحتاج إلى العودة إلى الدراسة؟ يمكن أن يكون التعليم مكلفاً، ومع ذلك تعدُّ الدورات التدريبية أو الندوات عبر الإنترنت أو الدراسة الذاتية خياراً جيداً.
وكما هو موضح في الصورة أدناه:
نقاط القوة:
- المؤهلات/ الشهادات المهنية التي تمتلكها، وتجعلك متميزاً عن الآخرين.
- خبرتك في بعض المجالات، والتي تُحدِث فرقاً في المنظمة.
- ما هي المشاريع/ الحملات التي أكملتها بنجاح؟
نقاط الضعف:
- هل تمتلك المهارات/ المؤهلات اللازمة لتكون ناجحاً في أدوارك الحالية أو المستقبلية؟
- هل تمتلك عادات سيئة؟ على سبيل المثال: مهاراتك في التواصل متأخرة/ ضعيفة، وغير ملتزم بالمواعيد والأوقات، إلخ.
الفرص:
- هل توجد أي تغييرات/ تطورات هامة في مجال عملك يمكنك الاستفادة منها؟
- هل يوجد اتجاه تكنولوجي أو صناعي جديد يمكنك الاستفادة منه في المستقبل؟
- هل الوظيفة الجديدة المُعلن عنها في شركتك تتناسب مع مهاراتك؟ أم تقدمت إليها فقط لأنَّ الوظيفة أصبحت شاغرة؟
التهديدات:
- هل ينجز أحد زملاؤك عملاً أفضل منك في دور وظيفي مشابه؟ هل يسعى كلاكما إلى الترقية نفسها؟
- هل صفاتك الشخصية تؤثر في تقدمك الوظيفي؟
إنَّ المخطط الوظيفي (المهني) هو الخطوة الأولى لخلق أهداف واقعية، حيث سيصاب الشخص الذي لا يملك أهدافاً بخيبة أمل دون توجيه واضح لما يجب فعله بعد ذلك.
4. البحث عن منتور (Mentor) أو مدرب مهني:
يمكن للمنتور أو المدرب المهني الذي يعمل في الوظيفة التي تريد العمل فيها مشاركة إيجابيات وسلبيات العمل في هذا الدور الوظيفي، ونقدم لك فيما يلي قائمة بالأسئلة لطرحها على المنتور:
- ما المطلوب للنجاح في هذا الدور؟
- ما الشهادة أو التطوير التعليمي المطلوب؟
- ما هي تحديات هذا الدور؟
- هل هناك إمكانية للتقدم الوظيفي؟
يمكن أن تساعدك الدردشة مع المنتور في تغير رأيك بشأن رغبتك في تغيير مهنتك.
5. الاستعلام عن الراتب:
يقرر بعض الأشخاص تغيير مهنتهم للتخلص من وظيفة يحصلون فيها على راتبٍ منخفض أو الحصول على تعويضات تجعل الراتب المحتمل يجاري الراتب السابق؛ كما يمكن البحث عن المدن في جميع أنحاء البلاد التي تقدم رواتب أعلى لأولئك الذين لديهم مصلحة في الانتقال إلى مكان آخر للعمل.
6. التحلي بالواقعية:
إذا كان هدفك هو الوصول إلى منصب تنفيذي، فقد حان الوقت لتكون صريحاً بشأن موقعك في مسيرتك المهنية؛ فعلى سبيل المثال: إذا كانت اجتماعات مجلس الإدارة أو المناقشات رفيعة المستوى حول الأمور المالية أو حضور أحداث التواصل الأسبوعية مملة، فقد لا يكون الدور التنفيذي مناسباً لك؛ وإذا كنت انطوائياً وكان العمل مع الناس كل يوم أمر مرهق لأعصابك، فأنت بحاجة إلى التفكير في وظيفة في قسم المبيعات؛ فاسأل نفسك عمَّا إذا كان بإمكانك العمل في هذا الدور خلال السنوات الخمس المقبلة من حياتك، وما إذا كانت الفوائد الأخرى التي تأتي مع الدور مغرية؛ إذ توجد أدوار أخرى ستجعلك سعيداً.
7. التطوع:
يجب على الشخص الذي يريد أن يصبح مديراً أن يغتنم فرص التطوع لتجربة واقع العمل؛ إذ يمكن لكونك عضواً في إحدى اللجان للحصول على فرصة لرئاسة أحد الأقسام أن يمنحك تصوراً عن القيادة والحفاظ على الميزانية والتحدث أمام الناس؛ لذلك تطوع في دور ما حتى تتأكد من أنَّها الفرصة المناسبة.
8. استخدام الأدوات المناسبة لمسيرتك المهنية:
اسأل رئيسك أو زميلك أو المنتور عن الأدوات المهنية؛ فإذا كنت تفضل المساعدة المهنية، فيمكنك البحث عن المساعدة في كتابة السيرة الذاتية؛ وفيما يأتي قائمة بالأشياء التي يجب مراعاتها عند إعداد الأدوات المهنية:
- البحث عبر الإنترنت: ابحث عن اسمك عبر الإنترنت لمعرفة ما الذي سيظهر، وعن الصور الموجودة على فيسبوك (Facebook) أو تويتر (Twitter) أو سناب شات (Snapchat) أو مواقع أخرى على حساب شخصي؛ فآخر شيء ترغب في إدراكه هو أنَّ البحث عن وظيفة أمر غير ناجح نظراً إلى وجود محتوى غير احترافي نشرته عبر الإنترنت.
- استخدام لينكد إن (LinkedIn): يُجري مسؤولو التوظيف بحثاً على لينكد إن (LinkedIn) لمعرفة فيما إذا كانت تجربة العمل هي نفسها في السيرة الذاتية، وتذكر أن تُغيِِّر صياغة ملفك الشخصي مما هو عليه في السيرة الذاتية، وإلَّا سيظهر أنَّه لم يُبذَل أي جهد في إنشاء الملف الشخصي.
- استخدام البورتوفوليو (أو ملفات العرض): يُوصَى باستخدام هذه الملفات للأشخاص الذين يعملون في مجال الفنون والكتابة والتصميم الجرافيكي ومجالات أخرى، فهي متاحة عبر الإنترنت وفي متناول اليد عند حضور مقابلات العمل أو اللقاءات عبر شبكات الإنترنت.
- رسالة التعريف (Cover letter): سيثير كاتب الرسالة الجيد إعجاب أرباب العمل المحتملين دائماً.
الخلاصة:
يستغرق الانتقال إلى مهنة جديدة بعض الوقت؛ لذلك انتبه إلى العلامات الجسدية والعقلية للحفاظ على صحتك، فأنت تستحق العمل بسعادة والعودة إلى المنزل دون الشعور بالتوتر؛ وإذا تجنبت الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الناس، فستجد عملاً وتكتشف الدور في المجال الوظيفي الذي يتناسب مع مهاراتك؛ لذا أتقن خطوات العمل السابقة وغيِِّر المسارات الوظيفية وفقاً لشروطك حتى تتمكن من اتخاذ القرار الأفضل لمستقبلك.
المصدر