تجرحني هذه الشموس
[wpcc-script type=”a86cf19a19af67aefba821a8-text/javascript”]
تجرحني هذه الشموس التي
تطل على النوافذ المغلقة
تحرج الأبواب الغارقة في العتمات
الهاجعة في خيبة النهار
يجرحني رمل الغيوم الذي يلقي عمى العطش
على أرضٍ تفيض بالحياة
صمت الظهيرة الذي يبيع الظلال للصحراء
وينام مترعاً بفيض الجلبة
عتمة الطريق صوب المجهول
تجرحني هذي العيون السابحات في الأرق
الأيادي المقيمة في الشوارع بلا أملٍ في الحياة
يجرحني يتم البلاد الذي يزرع الليل
ويبتسم في وجه الخراب
سأم المصابيح الذي يشهد على مكيدة الوقت
وجع الكآبة الذي يكشر عن أنياب الخيبة
تجرحني سيرة الملوك الطافحة بهزيمة الأمل
واغتيال البرق في سماء
****
تجرحني هذه العيون التي
توزع حيرتها على العابرين
تمزق الأفق بنظرة اليأس
وتنحني أسفاً لوطنٍ يبايع
السراب
تجرحني مناديل الأمهات المضمخة
بلوعة الغياب
وهي تشيع الراكبين الموت صوب المجهول
تجرحني حناجر الجثامين وهي تلعن ليل الانتظار
وتغني نشيد العدم
****
تجرحني الأصص التي تتبرأ من الورد
وتلتحف عطش العطر
تجرحني الشوارع التي تنفض يدها
من السالكين إلى العتمات
وتنبث في مصابيحها أشباح الظلال
يجرحني الفراغ الذي يتأله
في عزلة المدى
****
تجرحني الموجة التي تهربها
النوارس
التي ترحل ديمةً إلى عزلة الجبال
وتبكيها السماء وردةً
وترعاها الأرض سنابل
شجراً يوزع الظلال
قصباً يحنو على حنين الرعاة
***
تجرحني الأبواب المشرعة على الغياب
الحارسة النوافذ الكاتمة زفرة الأنفاس
الحالمة بأيادٍ تزرع جلبة الحياة
يجرحني الدوري الرابض هناك
يكتب تاريخ العابرين إلى العزلات
تيهاً ينصت لكبوة الخطوات
***
تجرحني هذه الأرض التي
تتزين بالخراب
وتردي وردة تنسل من الأنقاض
يجرحني هذا الطريق الذي
يحفظ لهاث النازحين إلى المتاه
مثقلين بحقائب الحنين
بذكرياتٍ تلوك العمر
وتبكي شجن الآتي
في وادٍ طافحٍ بالرمل
****
يجرحني الآتي
بليلٍ ينشد الجنازات
ويقيم على ناصية الفجر
بكورال الجثامين الصادح بنزيف الأبد
بشموسٍ تكيد للشروق
وتنتصر للعتمة
بطرقٍ تنعي الخطو للتيه
وتشرع باباً لخلوة الروح
لعرس العزلات
***
تجرحني يد الغياب
إذ تدجج يدي
الأبواب
النوافذ
الغرف
بالفراغ
يجرحني الحنين
إذ يشعل الحياة بالذكريات
ويتركني في عزلة السراب
٭ شاعر من المغرب