لذا إن انتابك القلق إزاء خسارة وظيفتك، أو لم ترغب بالبحث عن وظيفة في سوق العمل شديد التنافسية، فهذه الأخبار لن تزيدك إلا توتراً وقلقاً؛ لكن هذا لا ينفي توافر كثير من فرص عمل وفي مختلف المجالات في الفترات القادمة.
من الضروري أن تستمر في البحث عن وظيفة خلال فترة الأعياد؛ إذ يجهل الكثيرون الذين يشعرون بالعجز واليأس في الوقت الراهن من وجود شواغر وظيفية تنتظر من يملؤها، كما يشجع مدربو منصات التدريب الباحثين عن عمل على التنافسية، واستثمار دوافعهم للحصول على وظيفة مُجزية.
تمكنت العديد من الشركات الرائدة ذات الأقسام المتعددة، من التعافي بعد الصدمة الأولية للجائحة، وتتطلع الآن إلى إنفاق رأس مالها على التوظيف والتدريب.
تستمر الشركات في بحثها عن موظفين؛ لذا يجب عليك السعي الحثيث، وأهم نقطة هنا ألا يصيبك الذعر إن خسرت وظيفتك، أو لم تكن مقتنعاً برغبتك في الاستمرار في وظيفتك الحالية، ولتسهيل أمر البحث بالنسبة لك، جرِّب تقسيم قائمة المهام الخاصة بك إلى مهام أصغر.
في ما يلي نصائح تعلمك كيفية إبقاء جذوة حماسك متقدةً أثناء البحث عن عمل للشركات الراغبة بموظفين:
1. ركِّز على مهاراتك القابلة للنقل:
لا تحصر مجال بحثك على المجالات المهنية أو الأدوار الوظيفية التي تعرفها فقط، فقد جعلت هذه الجائحة أرباب العمل يطلبون مرشَّحِين قادرين على التأقلم، وأُجبرت العديد من الشركات على تحويل عملياتها وعروضها بسرعة؛ لذا سلِّط الضوء في سيرتك الذاتية، وأثناء مقابلات التوظيف على المهارات القابلة للنقل، والتي تزيد من رصيدك لدى أرباب عملك في ظل تغيُّر أهداف العمل.
تنقسم المهارات القابلة للتحويل عادةً إلى ثلاث فئات: الموجَّهة للأنظمة والموجَّهة للأشخاص والموجَّهة للذات، وترتبط المهارات الموجَّهة للأنظمة بخبرتك في تخصص معين، مثل لوازم سلاسل الإمداد.
حاول تعميم هذه المهارات وتعديلها لتلائم الوظيفة التي تتقدم لها؛ فمثلاً، تجعلك شهادة المحاسبة -أي “الذكاء المالي”- عنصراً قيماً لا يمكن الاستغناء عنك في قسم الشؤون المالية في أي شركة، وبالمثل، يجب عليك وضع قائمة بالمهارات الموجَّهة للأشخاص والمهارات الموجَّهة للذات الملائمة للظرف الراهن في ظل جائحة كورونا (COVID-19)، مثل: “تفويض المهمات” أو “التحفيز الذاتي”.
2. ابحث عن الفرص بين الفوضى:
كما تحمل كل سحابة سوداء الأمطار الخيرة، تختبئ في داخل معمعة كل أزمة فرص عظيمة؛ فعندما بدأت هذه الجائحة بالانتشار، حققت الشركات الناشئة الجديدة إلى حد ما؛ في مجالات التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية والبرمجيات نجاحاً مبهراً، لأنََّها حلَّت المشكلات المترافقة مع الجائحة.
حوَّلت الشركات العملاقة مثل نايكي (Nike) وفورد (Ford) خطوط إنتاجها للبدء في صنع الكمامات القماشية وأجهزة التنفس الاصطناعي، وأدت العمليات والمعدات الجديدة إلى البحث عن أدوار وظيفية جديدة للقوى العاملة؛ ومن هنا نستنتج أنَّ علينا البحث دوماً عن فرص تفرض الأوضاع الراهنة ظهورها.
الفرص موجودة في كل مكان، لكن عليك أن تحافظ على الإيجابية وتغيِّر من مجرى الأمور؛ فأنت تمتلك مجموعة مهارات وخبرة فريدة؛ لذا وائم بين تقديم خبراتك وتجاربك مع متطلبات كل وظيفة، وأظهر لأرباب العمل أنَّك الشخص المطلوب لمناخ عملهم التجاري الجديد، فقد تحظى بدور وظيفي لم تتخيل يوماً أنَّه سيكون الأنسب لك.
3. ركِّز على نقاط الاتصال الرقمي للتوظيف:
في عالم أمسى فيه التباعد الاجتماعي الصبغة السائدة، حلَّت مقابلات التوظيف الافتراضية محل المقابلات الشخصية إلى حد كبير، وأصبح البريد الإلكتروني وسيلة التواصل الأشهر خلال مرحلة التوظيف الأولية.
شاهد بالفديو: 10 طرق كي تتألق في مقابلات التوظيف
[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/MFnAdW0RXCw?rel=0&hd=0″]
حاول تقييم اتصالاتك بموضوعية، بعد كل لقاء تفاعلي مع مسؤول أو مدير التوظيف؛ كيف بدوت عبر الفيديو؟ كيف يمكن تفسير كلماتك عبر البريد الإلكتروني؟ من خلال تحسين أسلوب التواصل الخاص بك في قنوات معينة، يمكنك تحقيق أقصى استفادة من كل لقاء تفاعلي.
يجب عليك تدوين الملاحظات حول المهارات التي تعلمتها أثناء العمل عن بُعد، وإظهارها إن أُتيحت لك الفرصة؛ ولأخذ العلم، لا تُستخدم تطبيقات مثل تطبيق الاجتماعات زوم (Zoom) وجيميل (Gmail) للتوظيف وحسب، بل من المحتمل أن تنفعك في وظيفتك التي تشغلها بالفعل أيضاً، وطالما أنَّ 86٪ من قادة الأعمال يعتقدون أنَّهم سيعتمدون على الفرق في موقع العمل وعن بعد لاحقاً، سيرغب أرباب العمل في معرفة إن كنت أهلاً لاستخدام الوسائل الرقمية.
يتغير المناخ العام للأعمال بسرعة، وسيستمر في التحول حتى فترة ما بعد الجائحة، فقد كان الأشخاص في الماضي يَرسُون على أية وظيفة يحصلون عليها، لكن اختلف هذا الوضع المريح الآن، وأصبح عليهم دائماً تحديث سيرهم الذاتية، والاستعانة بشبكة علاقاتهم بحثاً عن الفرص، إذ يغيِّر الموظف العادي وظيفته كل أربع سنوات على وجه التقدير، ومن المرجح أن تتسارع وتيرة التحول هذه في السنوات الآتية.
قد تحظى بوظيفة الأحلام، لكن دون وجود ضمانات للمستقبل، فإن وجد رب العمل بديلاً عنك بينما أنت غير متفطن لذلك، فيجب عليك ألا تقنط وترضى بالأمر الواقع، بل أن تشمر عن ساعديك باحثاً عن عمل آخر.
يبحث الجميع عن فرص للعمل، وسيصبح سوق العمل أشد تنافسية في حال أتت موجة أخرى من عمليات التسريح في المستقبل؛ لذا اتَّبع هذه النصائح الأربع لتتعلم كيف تحافظ على حماسك أثناء بحثك عن عمل، عسى أن تحظى بوظيفة في زمن أقصر بكثير مما تعتقد.
المصدر