مهما كان الوضع، فتغيير الوظيفة سواء كانت بالانتقال لإدارة أو قسم جديد، أو الانتقال لشركة أخرى، أو حتى تغيير العمل نفسه، أصبح أمرا واقعا وحقيقة من حقائق العمل في الوقت الراهن. الإحصائيات الحديثة تظهر أن الشباب الذي ينظمون للقوى العاملة هذه الأيام يقومون بتغيير أعمالهم من 7 إلى 10 مرات أثناء حياتهم الوظيفية.
لكن قبل أن تتسرع بتغيير عملك (باختيارك)، أعط نفسك بعضا من الوقت لتصميم استراتيجية تساعدك على التأكد من أنك ستحصل على وظيفة أفضل من وظيفتك الحالية.
تغيير وظيفتك
سيناقش أيضا طرق تغيير الوظيفية من غير خسائر مالية. كيف يمكنك معرفة حقوقك ومستحقاتك المالية.
كن مستعدا
ستكون فرصتك أقوى في التغيير للأفضل عندما تتوافق استعداداتك وتأهيلك لنفسك مع الفرض المتاحة في سوق العمل. أيا كان الوقت الذي ستغير فيه وظيفتك، سواء بعد ستة أشهر أو ست سنوات، عليك أن تُبقي مهاراتك في تحديث وتطوير مستمر، لتكون متواكبة مع تطورات العصر، هذا الأمر سيكون في صالح في المستقبل.
حتى لو لم تخطط لتغير وظيفتك، قد تأتي لك الفرصة في الحصول على عمل أفضل أو الحصول على عمل في المكان الذي كنت تحلم به. فمواكبتك للتطورات تجعلك أفضل من غيرك، ومن المرشحين للحصول على مهنة أفضل.
ربما تجد برنامج كمبيوتر ترى أنه من المفيد أن تتعلمه. أو ربما دورة في الكتابة أو في الحديث أمام الجمهور، من الممكن أن تطور مهاراتك في التواصل والتحدث مع الآخرين. ألا يمكن أن يزيد من قيمتك في عملك تعلم لغة ثانية، أو الحصول على تدريب قيادي.
لا تغفل عن متابعة ما يحدث في شركتك ومجال عملها. متابعة التغيرات في الاقتصاد، والمجتمع، والاتجاهات الوظيفية، والمنافسة، فكل هذه الأمور قد تؤثر عليك وعلى عملك.
بشكل عام، عليك أن تكون قادرا على تحديد فرض العمل المتاحة والعوائق الموجودة. وهذه بعض الأسئلة لمساعدتك على تقييم مدى الأمان في بقائك مع رب العمل الحالي:
- كيف سيكون وضعي في شركتي الحالية بعد سنة من الآن؟
- هل هنالك شركات أخرى تعرض أوضاعا مشابهة لوضعي؟
- ما هي المؤهلات التي يطلبها أصحاب العمل لتوظيف الأشخاص في المناصب المشابهة لمنصبي؟
- هل منصب رئيسي في العمل منصبا آمنا في شركتي الحالية؟
- هل حدثت تغييرات مؤخرا في الإدارة العليا في شركتي؟
- هل شاركت منظمتي في الاندماج مع منظمات أخرى أو حتى التوسع في مجال عملها؟
- ما هو وضع شركتي المالي؟
- ما هو أداء شركتي بالمقارنة مع الشركات المنافسة؟
- هل استلمت أي تحذير شفوي أو كتابي في عملي؟
قدّر حجم عملك
إن كنت مستاء أو منزعجا من عملك، فما سبب ذلك؟ عليك الإجابة على هذا السؤال قبل البحث عن عمل جديد. وإلا قد تنتهي لوضع ذو مشاكل مشابهة لما أنت فيه الآن. للمساعدة في تحديد مدى رضاك عن وضعك الوظيفي الحالي، اسأل نفسك هذه الأسئلة:
- هل أنا سعيد في عملي؟
- هل هنالك فرصة لأطور نفسي؟
- هل أنا سعيد بالمزايا الإضافة التي أحصل عليها من وظيفتي الحالية؟
- ما هو شعوري تجاه مكان عملي (الموقع الجغرافي)، وساعات العمل، وزملائي فيه؟
- هل أتقاضى راتبا مناسبا؟
- هل عملي يسبب لي الكثير من الضغط؟
عندما تجيب على هذه الأسئلة بدقة وصدق، اسأل نفسك ما إذا كنت مستعدا للعمل على تحسين هذا الوضع. وما الذي يمكنك فعله لتحسينه؟ إن كنت غير سعيد في عملك ولا تحس بأي تحد فيه، هل بإمكانك مناقشة ذلك مع مسؤولك المباشر لتعديل بعض مهمات عملك؟ هل ترى من المفيد حضورك حلقة دراسة أو مؤتمر أو دورة في أحد المعاهد أو الكليات يمكن أن تزودك بطرق جديدة لأداء عملك؟
إن كنت مهتما بالإنجاز، هل هنالك دورات يمكنك حضورها في شركتك حول التدريب القيادي أو التنوع في العمل؟ هل بإمكانك التطوع لتولي مهام في مشروع جديد لتظهر قدرتك على تحمل المسؤولية؟
إن كان الراتب، أو المزايا الإضافية، أو كلاهما معا هو ما يشغل تفكيرك. فربما محادثة صادقة لكن بشكل مؤدب مع مسؤولك المباشر تفي بالغرض.
إن كان ضغط العمل يؤثر على حياتك سواء داخل الشركة أو خارجها، فربما حضور دورة في كيفية التغلب على الضغوط وتقليصها في أحد المراكز المتخصصة تساعدك على تحسين الوضع.
بعد هذا كله، إن كنت لا تزال ترى أنه من الأنسب تغيير عملك، فتوكل على الله في ذلك، وباشر ذلك لكن بحذر.
ماذا الآن؟
إن كنت ترى أن قرار تغيير عملك هو الخيار الأنسب، فانظر لهذا الأمر على أنه فرصة أمامك. هذه فرصتك لتطوير مهنتك، والمضي قدما نحو تحقيق أهدافك الوظيفية، وتطوير مهاراتك وخبراتك. اسأل نفسك ماذا تريد أن تكون بعد سنة، أو خمس سنوات، أو عشرة. ولتتأكد بعد ذلك أنك في المسار الصحيح، اقض بعض الوقت في كتابة نقاط قوتك.
- ما هي نقاط قوتي؟
- ما الذي أستمتع بالقيام به؟
- كيف أريد أن أقضي يومي في مكتبي؟
- ما نوعية العمل الذي أشعر بأقصى رضا بالقيام به وفي نفس الوقت أحصل على راتب مرض عليه؟
- هل أنا مستعد للتغيير؟
- هل أحب أن أعمل مع أشخاص، أو كمبيوترات، أو كتب، أو حيوانات، أو نباتات أو غير ذلك؟
- هل أحب رحلات العمل أو لا أحبها؟
- هل أقوم بتحديث سيرتي الذاتية باستمرار؟
- قسم أو إدارة جديدة؟ أم شركة جديدة؟
إن كنت راضيا عن رب العمل الحالي، لكنك غير راض عن عملك، فهل توجد فرص عمل أخرى متوفرة لك في شركتك؟ لمعرفة ذلك راجع قسم الموارد البشرية، فعادة ما تكون هذه المعلومات متوفرة لديهم. عادة ما تشجع الشركات على شغل مناصبها بأحد موظفيها الحاليين قبل الإعلان عن المنصب في الصحف والمجلات. إن كانت راغبا بالقيام بنقل داخلي تأكد من إلمامك بسياسات شركتك حول النقل الداخلي. على سبيل المثال، حاول معرفة المدة التي يجب أن تقضيها في العمل قبل أن تنتقل لعمل آخر. اسأل عن أي متطلبات تعليمية أو تدريبية تأهلك للوظيفية الجديدة، وما إذا كان النقل يتطلب موافقة المدير العام عليه.
إن كنت لا ترى أن بقاءك في نفس الشركة الخيار الأمثل بالنسبة لك، فهل ستبحث عن عمل في نفس المجال أم مجال آخر؟ هل ستبحث عن عمل جديد لوحدك أم ستستعين ببعض الخبرات لمساعدتك؟
المساعدة متوفرة
للمساعدة في زيادة فرصك في الحصول على عمل، يمكنك طلب المساعدة من واحدة أو أكثر من المؤسسات المختصة في ذلك. إن كنت تبحث عن استشارة متخصصة، خذ موعدا مع أحد الوكالات ذات السمعة العالية المتخصصة في مجال عملك. حاول معرفة إجراءات البحث عن وظيفة عن طريقهم، ومن سيدفع تكاليفها، أنت أم صاحب العمل الجديد الذي ستنتقل إليه. هذه المؤسسات تختلف من مكان لآخر، ففي بعض الدول تجد مؤسسات حكومية، وفي دول أخرى تجدها مؤسسات خاصة. ابحث عما هو متوفر في بلدك، وحاول اللجوء إليه.
لا تنسى أن بإمكانك الاستعادة بالإنترنت في ذلك، فهنالك مواقع متخصصة لهذا الأمر، مثل: http://www.bayt.com و http://www.atb.org
دفعات من الإصرار
عليك بتحديد المكان الذي تود العمل فيه، ومن ثم تحاول جاهدا أن تعرّفهم بنفسك. بمجرد ما يتوفر لك مكان في الشركة ستجدهم يتصلون بك، أو قد يوجدوا مكانا خاصا يناسبك. لتحديد الشركة المستقبلية التي تود العمل بها عليك أن تكون مبدعا في طريقة بحثك. وفيما يلي بعض التلميحات لتبدأ بمهمتك هذه:
انظر في الصحف، والدوريات الإدارية، والمنشورات التجارية، وأي أدلة توظيف متاحة.
تحدث مع أشخاص يعملون في المجال الذي تود العمل فيه. أو تحدث مع أشخاص من الشركة التي تود العمل بها. لا تخشى أو تخجل من ذلك. فهذا الأمر سيريهم أنك مهتما وراغبا في العمل معهم.
استخدم الإنترنت. فهنالك العديد من المواقع التي تعرض وظائف للباحثين عنها، ونصائح لكيفية الحصول عليها.
احضر دورة أو ورشة عمل لتعليم طريقة كتابة السيرة الذاتية.
اتصل بالهيئات والمؤسسات المسؤولة عن التوظيف في بلدك.
أرسل طلب التوظيف مع سيرتك الذاتية وبقية الأوراق المهمة للشركات، وعزز ذلك باتصال هاتفي أو زيارة لقسم التوظيف فيها.
دع الآخرين يعلمون بأنك تبحث عن عمل
في الوقت الذي تقوم به بالبحث عن عمل جديد بهدوء، لا تغفل عن إشعار الشركة التي تود أن تعمل بها في المستقبل بأنك تبحث عن عمل. قد يكون ذلك عن طريق الأصدقاء أو العائلة أو أحد الموظفين في الشركة نفسها. معظم الشركات تفضل توظيف أشخاص لديهم تزكية شخصية أو معروفون وموثوق بهم. إن كنت جادا في قيامك بهذا، ستجد اسمك من أول الأسماء التي تخطر على البال عند توفر فرصة عمل في الشركة.
عند رحيلك.. احصل على حقوقك
عندما تحصل على العمل الذي ترغب به، لا تنسى أن تحدد موعدا مع أحد المختصين في قسم شؤون الموظفين في شركتك، لتعلم منه ما هي حقوقك. إن كنت ستنتقل لقسم آخر في نفس الشركة فغالبا لن يكون هنالك ما تطالب به. لكن إن كنت ستنتقل لشركة أخرى، فعليك التأكد من أنك تعرف كل مستحقاتك، وكيف يمكنك الحصول عليها. قد تكون هذه المستحقات مقابل أيام الإجازة السنوية التي لم تأخذها، أو مكافأة نهاية الخدمة، أو حصتك من برنامج التكافل الاجتماعي او غيرها.
حب التغيير
تغيير العمل ليس بالضرورة خبرة مؤلمة، فهو يعد أمرا مألوفا في وقتنا الحالي. في الواقع، قد يكون من المفيد جدا أن تقوم بتطوير مهاراتك باستمرار فتكون بالتالي مرشحا قويا لنيل وظيفة جديدة، سواء في شركتك أو في شركة أخرى. بهذا ستكون في وضع يمكّنك من القيام بتنقلات مثيرة ومفيدة في حياتك العملية في المستقبل برغبتك أنت، لا بشكل مفروض عليك.
بغض النظر عن عدد الوكالات والمؤسسات التي طلبت مساعدتها في الحصول على عمل، لا تجلس في منزلك وتنتظر أن يرن هاتفك لإخبارك بأنهم قد وجدوا لك العمل المناسب. إنها مسؤوليتك أنت، وعليك أن تتابعها بنفسك. عليك أن تسعى لاكتشاف كل الإمكانيات المتاحة وتحوليها لفرص حقيقية.
قد تكون لديك الرغبة في البدء بمشروع أو بتجارة خاصة بك. إن كانت لديك الخبرة والرغبة والمؤهلات والمال الكافي للبدء بذلك، حاول استشارة خبراء مختصين، ومحامين، ومحاسبين، وخبراء علاقات عامة لمساعدتك في اتخاذ أفضل قرار. واتصل بوزارة الاقتصاد والتجارة أو الغرفة التجارية لمساعدتك.
إن لم تكن متأكدا من مقدرتك وميولك، بإمكانك الحصول على الكثير من الكتب التي قد تساعدك على تحديد ذلك. أو قد تفيدك زيارة مستشار مهني لمساعدتك.
في معظم الحالات من الأفضل أن تبدأ بالبحث عن عمل جديد وأنت لا تزال على رأس عملك الحالي متمتعا بالراتب ومزاياه الإضافية. إن قرارك بالانتقال من العمل وتقييمك لوضعك الحالي سيجعل مكان عملك الحالي أفضل بشكل مؤقت إلى أن تحين الفرصة لتركه.
هذا الفصل سيساعدك على تقييم ما إذا كان الوقت مناسبا لاتخاذ قرار النقل. وذلك بالنظر للخيارات المتاحة ورؤية ما إذا كان من اللازم اتخاذ القرار الآن أم الانتظار.