القاهرة ــ «القدس العربي»: «اقترب الأفق وتباعد، وتوهجت قمم الجبال والصخور والرمال. تعالت صلوات بلغة غاب فهمها عنه، وترامت موسيقى من أمكنة علوية. اختلط ضوء الشمس بضوء القمر حتى غلب النهار. هطلت الأمطار في غير موعدها، فأنقذت الإسكندر ــ والجماعة التي صحبته ــ من العطش.
تم تقسيم الأصوات البشرية إلى عدة أصناف لكل صنف مساحته الصوتية التي يغني داخلها، وتُكتب الألحان لهذه الأصوات تبعا لتلك المساحة المصنفة بها. والأصوات هي: سبرانو، ميتسو سبرانو، تنور باص ألتو، هذا على صعيد مغنيي الأوبرا، لكن أيضاً تنطبق هذه المواصفات الصوتية على المغنين العرب وإن لم يصنفوا علمياً.
القاهرة ـ «القدس العربي»: محمد عبد الرحيم تعتبر المعارض التشكيلية من أكثر الأنشطة الفنية في مصر، مقارنة بأنشطة أخرى كعروض المسرح أو السينما، كذلك الندوات وحلقات الشعر وما شابه. لكن المفارقة هي أنه على كثرة هذه المعارض فإن جمهورها محدود، اللهم في حالات قليلة، حيث يتواصل الجمهور مع عمل لفنان ما. السمة الأخرى والغالبة هي موضوعات هذه المعارض، فما بين تهويمات التشكيل، وتجسيد فلسفات ورؤى متفاوتة، وصولاً إلى معارض تشكيلية دعائية عن البيئة والمجتمع المصري، وهي بالطبع باهتة ومتواضعة الموهبة، ولا ترقى حتى إلى كروت البوستال السياحية. لذلك تبدو الأعمال الفنية الجادة حالة من الاحتفاء بشكل أو بآخر. ومن هذه الوجهة يأتي معرض صلاح عناني، المعنون بـ «عودة الروح» ومعرض أيمن سعداوي الذي اختار له عنوان «بر مصر». الحالة مختلفة بالطبع، وما بين الوعي الجمعي والتجسيد الفردي، إلا أنهما يجسدان لحظات حيّة في حياة المصريين. حياة تبدو بعيدة الآن، أو تتباعد، وما التجسيد إلا تذكِرة. ما يجمعها هو البحث عن الروح المفقود الذي نعيشه الآن، ووعي غائب ربما يعود في لحظة أخرى غير متوقعَة.
مع أن رمضان ليس شهرا للأطفال، مع ذلك لو راجع كل منا ذكرياته مع هذا الشهر الفضيل فسيجد أنه سيعود إلى طفولته وهو يتذكر طقوس الشهر.
منذ فترة انتهيت من تسجيل اسطوانة جديدة، تضم أعمالا مختلفة، أستطيع القول إنها مختلفة في الشكل والمضمون عن الأعمال التي ضمتها اسطواناتي السابقة، لكن بالطبع لا تشكل قطيعة مع الروح التي نسجت كل ما كتبته من تأليف موسيقي منذ بداياتي وحتى الآن، فالروح التي تقوم بعمل الأشياء لا تتغير، قد تنحرف في مسارها، أو تجرب طريقا جديدا، لكنها في النهاية تبقى على حالتها ولا تتغير، كما أنها لا تتقادم بفعل الزمن.
القاهرة «القدس العربي»: الأفيش السينمائي في مصر ظل لفترة طويلة مجرّد جزء من خطة الدعاية للفيلم، بمعنى أنه يهتم بالأساس بظهور أبطال الفيلم أو بطله الأوحد، كيفما اتفق، من دون أن يتعدى أن يكون عملاً فنياً بذاته، زخما لونيا ومحاولة ليكون معبّراً عن موضوع الفيلم وحكايته في اختصار، أو تجميع لأشهر لقطات الفيلم من وجهة نظر صُنّاعه.
أول ما يُذكر الفن الإسلامي تتنوّع ردة الفعل لدى المتلقي، وأولهم يملؤه الذهول، فأي فن هذا وسط كل هذه التعقيدات والشروط والتحريم؟ الفن ملازم الحريّة وصديق دربها، وينكر بذلك الفن الإسلامي من عين أصله. أولئك انشغلوا مع مَن انشغل بالقشور كما ذكر الفيلسوف يعقوب بن اسحاق الكِندي، الذي اعتبر أن النصّ الديني يخاطب العقلانيين بمعان باطنيّة عميقة، ويخاطب النقلانيين بمعان ظاهرية تتماشى مع فكرهم السطحي؛ ناهيك عن أن التحريم لم يكن بنصٍ قرآني صريح إنما بحديث نبوي يقول بهلاك المصورين ـ وقد قرأت مرة أن هذا اللفظ «المصوّر» كان يطلق أيام الإسلام الأولى على من يصنع تماثيل بقصد العبادة.
تبدو الأعمال التشكيلية الحديثة في حال من الغرابة أو التغريب، الذي خرج عن اهتمام المُتلقي لأنه يرى ما لم تتعوده عيناه وإدراكاته، وبالتالي رفضه، إلا أن لهذه الأعمال جذورها التاريخية والجمالية في الغرب، وسياقاتها الاجتماعية والثقافية التي أنتجتها ولو بمفهوم المواجهة والثورة ضد هذه السياقات. وكان لهذه الأعمال الأثر الكبير على حركة التشكيل المصري، التي تباينت من حيث اجتزاء المفاهيم دون إدراك سياقاتها، أو حاولت أن تتآلف وهذه الجماليات من خلال الإرث البصري المصري. ويحاول الفنان «عادل ثروت» من خلال مؤلفه «العمل الفني المُركّب وفن التجهيز في الفراغ» أن يستعرض المفاهيم الجمالية لهذا الشكل الفني، وأثر ذلك على حركة التشكيل المصري الحديث. جاء الكتاب في 232 صفحة من القطع الكبير، من إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة، سلسلة آفاق الفن التشكيلي 2014.
■ كيف تهيمن الموسيقى والصوت على الروح، وتحلق بها وتخرجها من مدار لمدار، وتعود بها وقد صارت أكثر جمالاً؟
القاهرة ـ «القدس العربي»:يُقام حالياً في قصر الفنون في دار الأوبرا في القاهرة «المعرض العام» في نسخته الثامنة والثلاثين، ومن المفترض أن تكون هذه المناسبة فرصة لعرض جديد الحركة التشكيلية المصرية المعاصرة، وأن يكون صورة يمكن من خلالها تلمّس مدى تطور هذه الحركة، سواء على مستوى التقنية أو الأفكار. لكن الأمر في ما يبدو أصبح ينتمي لأي مناسبة تعقدها وزارة الثقافة على اختلاف مجالاتها كالمؤتمرات الفكرية أو الشعرية أو ما يخص الرواية، فالمهم أن تُعقد المناسبة وكيفما اتفق تأتي الأعمال المُشاركة كـ (سد خانة) لا أكثر ولا أقل. لا تتوافر لدي معلومات عن الصراعات والمواجهات داخل قطاع الفنون التشكيلية، لكن تكرار أسماء بعينها من الفنانين، وعرض أعمالهم في عدة معارض جماعية يُشرف عليها قطاع الفنون، مقارنة بين المعارض الخاصة والتي تأتي في معظمها متميزة إلى حدٍ كبير، والتي بالطبع لا يُشارك فنانوها في معارض تخص الدولة إلا في ما ندر، أو المرضي عنهم، أو المتخذ منهم موقف من المشاركة. ليأتي معرض هذا العام لا يحمل جديداً، فقط تكرار لأعمال فنانين وكأنهم اكتفوا بما قدموه أو تم عرضه مسبقاً، فتصبح مشاركتهم من قبيل تحصيل الحاصل. بالطبع لا يمكن التعميم، لكن من بين العدد الكبير من الفنانين المُشاركين، وكم الأعمال الفنية، لا نجد إلا القليل منها الذي حاول أن يقدم رؤية جديدة أو محاولة للخروج من أسر التقليدية التي تضرب المعرض ككل.