التصنيف الأدب

اُكتب…

اُكتب وكأنك ترسم إن كنتَ مهووساً بالكمال، وتتضايق من انفلات المعنى وانعتاقه الماكر من شبكة وقواعد المنظور. واعلم يا صديقي، أنك بتبنّيك لهذا الأسلوب في حاجة إلى كثير من الصبر مع العديد من محاولات التصويب والتقويم؛ قبل أن تستكين وتهدأ الخبرة الحياتية المرسومة كلمات في مستودع قلب فنون القول والكتابة والجمال. اُكتب وكأنك ترسم، واشترك […]

قِيَامَةُ الشُّعَرَاء

تَسْكُبُ لِي مِنْ مَعْسُولِ الأَنْهَارِ الأُخرى دَفْقاً لِلسُّلْوَانِ بِدَغْدَغَةِ قَوْسِ قُزَحٍ بِطَعْمِ الْفَنَاءِ. هِيَ امْرَأَةٌ فِي جَمِيعِ حَالاَتِهَا مُشْتَهَاةٌ تَرْعَى لَيْلاً ذَبِيحَ الأَعْيَادِ عَيِياً بِحَمَاقَاتِنَا؛ تَنْسُجُ المنَاحَةَ خَارِجَ الصُّورةِ تَوغُّلاً بِقُبَلٍ غَيْرِ رَحِيمَةٍ فِي أَوْرَاقِ جِيلِ الْحِكَايَةِ الأَخِيرَةِ تَسْحَبُ صَلِيبَهَا إِلَى جِهَاتٍ تَتْلُو صَلاَتَهَا خِلْسَةً وَتَلَصُّصًا عَلَى عَالَمٍ مَوْبُوءٍ وَلَغَتْ فِي بَكَارَتِهِ الْحُرُوبُ بِالتَّمَامِ. هِيَ […]

ابتسامة خريفية

أعصابي المشدودة كحبل غسيل من أقاصي الهم إلى أقاصي الألم نشر عليها الزمن أحلاما هوجاء تؤرجحها ابتسامة خريفية صفراء جففتها العاصفة وغسلتها دموع سحابة سجدت لها الأرض كلما باحت بأسرار السماء. ٭ شاعرة سورية

حديث ذو شجون

كنا بضع صديقات، على سطح مقهى صغير مؤطر بالزجاج، نرتشف قهوة الصباح، ونرقب بوجوم، مشهد الغزل الخفي بين خيوط الشمس وتموجات مياه البحيرة الممتدة أمامنا. ومن بعيد بدت لنا مدينة أيفيان الفرنسية على الطرف الآخر من البحيرة غارقة في الضباب. اجتمعنا احتفاء بيوم عيد، لحفيف قدومه هزيمة الريح في قلوبنا. ليس بالهين على أي كان […]

استدارة العاشق

أمشي وجهي إلى الحائط وظهري لك: في الحالتين لا أرى سوى بهرتيْ ضوء، ولا طريق مؤدية إليهما، وهج الحب يجرحني كمشرط على زندي، تفاحتي التي تغويني بين يديك، استدارة العاشق أمام المعشوق رقصةٌ بلا موسيقى! لا تنتعلْ حذاءك وأنت تمرّ من قصيدة إلى أخرى، قد تدهس المعلّقةَ بعروة قلبك، حاذرْ وأنت تسكب خيالك على صورها […]

الموريسكي

1 الريح تلكز الماء السماء تلون صفحة النهر الأسماك وهي تضع البيض تلوح بزعانفها.. للصيادين. 2 تجري الأحلام على صفحة النهر إياها والنهر لا يجري تحار الأسماك هل تسبح في الأحلام؟ 3 النهر يقلب صفحات الحياة قطرة قطرة ويجري عذبا إلى البرزخ. 4 قوارب العبور بين الضفتين تتهادى على الصفحة والمجاذيف تطوي الماء طي الثياب […]

فريدريك فورمس: أسفار القرن العشرين الفلسفية

يرى المختص في الفلسفة المعاصرة فريدريك فورمس في حوار معه في مجلة «الفلسفة المعاصرة» أن الفكر الفرنسي عرف خلال القرن العشرين، أربع لحظات، تتميز كل لحظة بعدة أسفار، من برغسون إلى الفلاسفة الجدد. ■ ماذا تعني بكلمة لحظة؟ □ حينما نبدي الاهتمام بتاريخ الفلسفة، نلاحظ أن هذا الأخير ليس مستمرا، وأن هناك وحدات زمنية متتابعة. […]

التَّجرِبة والظَّمَأ

لا المُحالُ بحاجةٍ إلى تَرويضٍ، ولا التَّردُّدُ من سُلالةِ المَطَر.. … بالغُيومِ المُتأفِّفةِ التي تُغادِرُ سَريرَكِ كُلَّ فَجْرٍ سأُساعِدُ عَجوزَ الغَرابةِ على صُعودِ دَرَجِ العالَم بعدَ طُولِ غِيابٍ. … سأبحَثُ طويلاً عن نَوارِسَ لم تنتمِ يوماً إلى بَلاغةِ المَوْجِ والشّاطئ وأنبِسُ في سِرِّي: آهٍ كم كانَ المَوعِدُ الأخيرُ خالِداً كمِرساةٍ استقالَتْ من عمَلِها بعدَ أوَّلِ […]

قال إن استدعاء السيرة في الشعر يقوم على فاعلية التخيل: مبارك وساط: أكتب لأنني مخترع بارومتر الآلام!

يُمثل الشاعر مبارك وساط، داخل الشعر المغربي وحداثته اليوم، وضعا اعتباريا خاصا بالنظر إلى منجزه الإبداعي المختلف، شعرا وترجمة؛ فمنذ باكورته «على درج المياه العميقة» 1990، مرورا بـ«فراشة من هيدروجين» 2007، و«رجل يبتسم للعصافير» 2011، وليس انتهاء بديوانه «عيونٌ طالما سافرَت» 2017، ما طفق هذا الشاعر يُطور كتابته ويدمغها بـ«مرح ديونيزيسي» على نحو ما يظهرها […]

العائلة

في مسكليّاني بلادِ الماء حيث ولدتُ، لا صارٍ أفكُّ حبالهُ، لا فُلك أصنعُها وأركبها، ولا بحرٌ ولا مَرسى. وليس هناك مجذافٌ من المطّاط في القدمينِ أمشي كالمسيح على المياه به وأجري، أو أحلّقُ في سباقِ زوارقٍ، أو برزخٍ من ضفّتينِ. وليس لي لُعبٌ سوى خذروفيَ الخرّارِ (بعضِ مخلّفات الحرب والألمانِ) موسيقى تدورُ بنا. أبي المختارُ؟ […]