لحظة المرض لم تعد الكأس واحدتنا النافرة ولا السرير إمارتنا الغافلة فوق خراب العالم لحظته… نمسح على أوراق الركن الحزينة نودع الكلمات وفيضها في الغمض ونستدير هنا بعيدا كأي قبر غافل! قد نصادف مثلما جثت عنيدة حفار القبور في أول الطريق التي غدت مقبرة سعادة! نبادله ما تبقى… وندعوه أن يعمق الحفرة وفاء لوصية السياب […]
رصيف (1) على باب المنزل وقفت وكأنها تنظر لكل زاوية من زواياه للمرّة الأخيرة أمسكت مقبض الباب أغلقته بِخفّة حملت حقائبها ورحلت .على الرصيف وبجانب حقائبها جلست منتطرة بحذر ما يُعلن عن وصول الحافلة. هُناك في الجهة المقابلة لها وتحديداً على المقعد الذهبي اللون جلس ذاك الرجل المسّن وحوله مجموعة من الأشخاص – لربما هُم […]
■ المدرس الغارق بالديون، طلب من تلاميذه في حصة اللغة العربية أن يعرّفوا الوطن بجملة واحدة، وأعطاهم عشر دقائق من أجل إنهاء الجواب. المدرس الغارق في دموعه، قرأ كل التعريفات الإنشائية للوطن وتلفت نحو أحذية تلاميذه المهترئة ورؤوسهم المحشوة بالتلقين وعرّف لهم الوطن بقوله: هو أن لا تجوعوا. العاهرة والوطن أيهما أنظف: العاهرة التي تبيع […]
الخرطوم ـ «القدس العربي» ـ: ترى الشاعرة المغربية صباح الدبي أن الشِّعر في جوهره تكثيف للقول، وترميز عال مفتوح على المُمكن والمُحتمَل، وما الشَّكل الشِّعري سوى تبدٍّ من تبدِّياته! والدبي شاعرة لها بصمتها في الساحة الأدبية المغربية والعربية، صدرت لها ثلاث مجموعات شعرية «رحيل قرمزي»، «حين يهب الماء»، و«سِدرة الضوء»، ونالت عدة جوائز خلال مسيرتها […]
تجرحني هذه الشموس التي تطل على النوافذ المغلقة تحرج الأبواب الغارقة في العتمات الهاجعة في خيبة النهار يجرحني رمل الغيوم الذي يلقي عمى العطش على أرضٍ تفيض بالحياة صمت الظهيرة الذي يبيع الظلال للصحراء وينام مترعاً بفيض الجلبة عتمة الطريق صوب المجهول تجرحني هذي العيون السابحات في الأرق الأيادي المقيمة في الشوارع بلا أملٍ في […]
عند مَقَدم الصيف وبدون مقدمات طلبت منه صاحبة البيت إنهاءَ عُقدةِ الكراء والإفراغَ، فألغى عطلتَه واغتم وحزن. الناسُ في اصطياف وهو قيدَ العمل نهارا والبحثِ عن كِراء مساء، ثم يأوي لبيتٍ انفصل عنه حبله السُّري، فلم يعد يحس به موطنا ولا رَحِما. آه يا أدغال الإسمنت والإسفلت، يا أيتها المدينة العاقَّة المُظلمة رغم الأضواء، اقتسمَك […]
هَذى يَدي وبها شُقوقُ مواجعِي وقصائدي ظَمَأٌ يبلُّ شفاهِي عِطْرُ التَّذكّرِ فى دروبِ تَغرّبي جُرْحٌ يُسافرُ في الوريدِ كَـ»آهِ» مَا زِلْتُ تَرْفضُني البلادُ ولمْ يَزلْ حُلْمي يُصارعُ يَأْسِىَ الْمُتناهي ضِدَّانِ نحْنُ.. أنا ووجْهُ سعَادتي وضياءُ أفْراحي خبيثٌ.. سَاهي يا عنْكبوتَ اليأْسِ غادرْ شُرْفتي ودَع السَّتائرَ للنسيمِ اللاهي سَافرْتُ أبْحثُ عَن عيونِ حبيبتي أنْفقتُ عِزِّي في […]
إنَّاسْ إنَّـاسْ أنَّ الرَّوضَ زرعْنا أمسِ شتائلَـهُ في الأرض الطيِّبة المِعطـاءِ سقاهُ صهيلُ خيول الفَتـحِ وَرتْ للسارينَ إلى اللهِ على الفِطرةِ قَدحًـا فاضَ تلاوينَ شـذًا ومهارجَ جُـوريٍّ ومغانـيَ آسْ فتآلفتِ الأشـذاءُ كقِطعةِ ترتيـلٍ يعلُو بمواجدها عبدُ الباسـطِ نحوَ نعيمِ المُطْلـقِ تتْبعُه الأسمـاعُ مُغمَّضمة الأعيُـنِ مُبهَرة الإحسـاسِ يُناجي الحَضـرةَ: «ربِّ أدِمْ لوُرود الـرَّوضِ فُيوضَ العِطـرِ إلى […]
روحٌ تطفو فوق عمرٍ من الشُّربِ لا حيّةُ لا ميّتةٌ يهتزُّ بجسمٍ نحيفٍ مع العود، أحسبه واحدا من أوتارهِ. كان يسرف في الشُّربِ؛ لا بدَّ أن فراغا كبيرا بداخله ويحاولُ مجتهدا أن يملأهُ، أو بداخلهِ امرأةٌ ما تحتله كلَّهُ ويحاول إغراقها بالخمر إلى أن تموتَ، له ربما كبدٌ هشّ.. ويحاول إتلافَه. ربما… يترنحُ.. شطرا ذات […]
مدريد: يُعدّ أغناثيو غوتييرّيث دي تيران أحد أبرز المترجمين الإسبان من وإلى العربية، يعمل حاليا أستاذا في شعبة الدراسات العربية والإسلامية والدراسات المشرقية في جامعة مدريد المستقلة، كما عمل في وكالة الأنباء الإسبانية في غرناطة، وهو باحث مختص في شؤون التاريخ المعاصر للعالم العربي والإسلامي. نشر غوتييريث العديد من المقالات والبحوث باللغتين العربية والإسبانية، كما […]