يبدو أنَّ لا غرابة في العنوان بالنسبة لما كتبته باعتباره مقالا أو قراءة، كذلك ليس هناك ما يدعو للدهشة في العنوان التالي: «حياةٌ مجردةٌ من ابتسامة» إذ سلمنا أن لسان حال الكثيرين يلهج بشظف العيش والحياة المتناهبة بالحروب والمجاعات والمكائد والخسارات الكثيرة، ومجيء العنوان بهذه الرتابة المتعارف عليها سيوحي بأن ما يُطوى في ثنايا كتاب يحمل هذا الاسم، ليس إلا رسالة أو مناجاة أو بوح ترسله امرأة لرجل أو رجل لامرأة، جملة محمّلة بالحزن، ذاك الحزن الذي نقوله بالكلمات، وقد لا يظهر على قسمات وجوهنا، إمَّا لوقوفه على تخوم النفس من خارجها أو أنَّ الألم لم يكن بالقدر الكافي ليحمّل العنوان شحنة أكثر ودهشة أكثر.
حِيلة..
لندن ـ «القدس العربي»: «الشجاعة من أجل الوجود» كتاب للألماني بول تيلش ترجمه للعربية كامل يوسف حسين، حضر إلى ذهني بقوة، رغم أنني قرأته في منتصف ثمانينيات القرن المنصرم، استحضرته وأنا أجلس إلى الشاعرة الأردنية فتحية السعودي في مسكنها، في غرب لندن وهي تستشفى، وصوتها القوي والمميز يعبر بالأفكار والرؤى من خلال المحاور التي طرحتها عليها في هذه المقابلة الخاصة، وتأتي خصوصية المقابلة من تجربتها الإبداعية نفسها، فهي لم تبدأ الكتابة إلا في مرحلة متأخرة من حياتها العلمية والمهنية، وهي لم تبدأ الكتابة بلغتها الأم، كما سنعرف لاحقا، بدأت مشروعها الشعري بالكتابة باللغة الإنكليزية.
غالباً أقف إلى الشباك المطلّ على باحة البيت، أو أتموضع في زاوية الغرفة المجاورة لأستمع إلى أحاديثهم.. عندي شغف بعالم جدّي (خال أبي).. بصوته أحاديثه عطره عدّة حلاقته، أناقته الخلّابة ثقافته قصصه الشيّقة نظريّاته وعمقه الإنساني الهائل في كلّ شيء .. وطبعاً أصدقائه ..
أُجوِّدُ تعَبي
لندن ـ «القدس العربي»: يبدو أن الإقامة في المنفى والموت في المنفى قدر وجودي يلائم بعض شعراء العربية منذ عقود، حيث باتت مفردة «المنفى» أكثر حضورا في شعر الشاعر من مفردة «الوطن»، وهي تتخلل ثنايا قصائده وتسكن صورها ومشاهدها الكثيفة، تتخذ لها جرسا صائتا في صميم معمارها الموسيقي، مفردة «الموت» تتبادل معها لعب الأدوار في براعة وإتقان، والمنفى كابده شعراء العالم كافة، حتى أولئك الذين لم يغادروا أوطانهم أبدا للعيش في سواها.
34
19
لندن ـ «القدس العربي»: تحضر شهرزاد في ثوب جديد، تنسج الحكايا على نوله بمنطق مختلف ومنطلقات مختلفة بالضرورة، الانتصار على الموت هو غاية الحكاية هنا وهناك، استنطاق الأسطوري والسحري وخلق العالم من نقطة بدء تنتصر لوعي المخلوق بمصيره وأقداره، بأحلامه وإيمانه بمقدرته على الخلق والانعتاق من ربقة القدر المحتوم والمقرر سلفاً؛ شهرزاد هنا لا تجلس تحت أقدام الملك كل ليلة من لياليها الألف وليلة، لتسلّيه وتنجو بسحر سلطة اللغة، شهرزاد في ثوبها الجديد تتسلطن في تركيب الصور بلغة عصر جديد، ووعي جديد بأقدارها ومصائرها، كما تبدّى لنا في شريط الفلسطينية مي المصري السينمائي الأخير «3000 ليلة» (عرض أخيراً ضمن فعاليات «مهرجان لندن السينمائي» إثر مشاركتها في «مهرجان تورنتو السينمائي الدولي» في سبتمبر/أيلول الماضي، ثم في «المهرجان السينمائي الدولي في كوريا الجنوبية). شهرزاد هنا تكتب بلغة الكاميرا حكايا جديدة بالغة الخصوصية والعمق.
1