التصنيف الفنون

من هو شيخ الخطاطين في المغرب؟

تتفاجأ الأوساط الثقافية في المغرب في كل آن وحين بترديد مصطلح شيخ الخطاطين، حتى أصبح كل واحد من عامة الخطاطين يحمل كلمة شيخ الخطاطين، وفِسقُ خطّه ظاهر بائن، فأصبح تحت إمرة اللقب من يستحق ومن لا يستحق، علما بأن كلمة شيخ الخطاطين هي مرتبة علمية والتزام أخلاقي لا يستحقه إلا من بلغ مرتبة عالية من الجودة، مع مرتبة علمية في الخط.

ذاكرة الشعوب التي تلاعبت بها التحولات السياسية

القاهرة ـ «القدس العربي»: تبدو أهمية المنحوتات والجداريات الميدانية في عدة أمور، أولها أنها تخرج عن أفق المعارض الفنية المحدود وفق تكوينها وموضوعها، فتصبح في تفاعل يومي مع الجماهير، كذلك تصبح ضمن التشكيل البصري لقطاع كبير من الشعب، الأمر الآخر يتمثل في علاقة السلطة الحاكمة وطبيعة هذه الأعمال، ماذا تريد هذه السلطة أو تلك أن يستقر في الوعي الجمعي للناس، ما الرسالة التي تصر عليها أن تصل إليهم، وتتمثل أعينهم ليل نهار، بحيث تصبح هذه الأعمال ضمن التكوين الثقافي والاجتماعي والسياسي في المقام الأول لهم، سواء وعى هؤلاء بذلك أم لا. وكعادة تزييف التاريخ ووقائعه، وتواتر هذا التزييف ليتخذ في ما بعد سُنّة الحقيقة الواجب التقوّل بها والتباهي بذكرها، تكشف هذه المنحوتات عن استكمال المشهد العبثي لتاريخنا الضال. ويحاول كتاب «النحت الميداني وذاكرة التصوير الجداري» الصادر مؤخراً عن سلسلة آفاق الفن التشكيلي في القاهرة، الربط ما بين العمل الفني والنظام السياسي، وكيف أن تحوّل هذا النظام أدى بدوره إلى طمس الحقائق ومسخها. أعد أبحاث الكتاب يتكوّن كل من، ياسر منجي، وزينب نور، وسعيد بدر. وسنحاول استعراض بعض النقاط الهامة واللافتة التي كشف عنها، كإضافة للفن والتاريخ الاجتماعي والسياسي المصري.

فارقية المساحة والفراغ في أعمال الكويتي سالم الخرجي

يتميز الفنان التشكيلي سالم الخرجي بتعبيراته الممتدة في عمق الثقافة الكويتية، حيث إن التعبير هو حتمية مصيرية للثقافة الفنية الكويتية، فالعمل الإبداعي لديه ينفذ إلى الأعماق التي يشتملها الموضوع، وهو يوفر له كل ما يجعل الرؤية تتكامل من حيث المفاهيم ومن حيث التصورات المسبقة، فتضحى أعماله الإبداعية ذات طبائع تعبيرية تمتح مضامينها ومقوماتها الفنية من الثقافة الكويتية. فالفنان سالم يبني الفضاء على أنقاض الأبعاد الأربعة للفراغ، وعلى ترانيم المساحة الشاسعة وعلى التوظيف المحاكي للواقع بطرق فنية بديعة، وأسلوب تشكيلي متفرد. وللموسيقى بعد حقيقي في تراسيمه، وهي تمتح وجودها من الهدوء والصمت الذي يعتبر أحد الأسس الفنية التي تغذي أعماله، مما يسمح بخروج المادة التشكيلية إلى حيز الوجود الحسي البصري، في صيغ هادئة بكثير من المهارة العالية والتقنيات المتميزة، وهو ما يتوفر عليه الفنان سالم، وما تسمح به تجربته المائزة في الحركة التشكيلية، التي تلامس الفن المعاصر في بعده التقني. لكن عملا بالقاعدة النقدية؛ فأعماله تتبدى في مفارقة غائرة بين الواقع العادي المتحرك والمادة التشكيلية الهادئة إلى حد الصمت والسكون.

الفيلم المصري «الكنز»: الانتحال على طريقة شريف عرفة واضطراب الهوية الفكرية

القاهرة ـ «القدس العربي»: لا يكفي أن تحشد ممثلي الصف الأول في السينما المصرية، ولا يكفي القيام بحجم الدعاية غير المعهود، ويصل الظن أن يكون هذا أو ذاك سبباً في تقديم عمل سينمائي كبير، لا تكفي البهرجة البصرية وألعاب الأكشن، والطامة الكبرى المتمثلة في تصميم مشاهد الغرافيك ــ الأمر أشبه بطفل يمسك بلعبة ــ فالكل يتوقف في النهاية على الحكاية التي سيسردها الفيلم، وكيفية سردها، ففي الأخير ماذا وكيف ستحكي حكايتك؟ وفي ما يخص أغلب الأفلام المصرية التي يتم عرضها، يجب التأكد أولاً ــ للأسف ــ من مصدرها، فهي في الغالب مسروقة من فيلم أمريكي أو غربي، أو تركيبة من عدة أفلام تدور في السياق نفسه، وفي الحالات القليلة المهذبة تكون مقتبسة أو مستوحاة من فيلم آخر. وبما أننا أمام عمل سينمائي ضخم، كما روّج له أصحابه، فكل هذه التساؤلات يُسمح بها بعد مشاهدة الفيلم. فيلم «الكنز» أداء كل من محمد سعد، ومحمد رمضان، وهند صبري، وأحمد رزق، وروبي، وأمينة خليل، وهيثم زكي، وسوسن بدر، وعبد العزيز مخيون، ومحي إسماعيل، والشحات مبروك، وأحمد حاتم، وعباس أبو الحسن، وأحمد أمين، وهاني عادل، وأحمد صيام. تصوير أيمن أبو المكارم، مونتاج داليا الناصر، موسيقى هشام نزيه، ديكور أنسي أبو سيف، ملابس ملك ذو الفقار، غرافيك ياسر النجار. سيناريو عبد الرحيم كمال، قصة سينمائية وإخراج شريف عرفة.

الفيلم الوثائقي: اشكالات التعريف وأزمة النوع الفيلمي

القاهرة ـ «القدس العربي»: التجربة الفنية دوماً ستظل أسبق من التنظير أو النقد، حتى وإن كان البعض منها يسترشد ويتوسل ببيان تنظيري يحمل فكراً معيناً. إلا أن هذه التجارب سرعان ما تثور على القالب الفكري/النظري، الذي دارت في فلكه بعض الوقت. فالعمل الفني والسينمائي ــ على الأخص ــ أولاً وأخيراً، يحاول إعادة إنتاج الواقع، بإضفاء معنى جمالي، يخضع لقدرة صانع الفيلم على الخيال، أي أن الهدف النهائي هو أن يخلق من هذا الواقع فناً. وفي ما يخص «الفيلم الوثائقي» كما تم الاصطلاح على تسميته، نجد أن المسارات النقدية السينمائية انهمكت في تشعبات مُربكة، كانت انعكاسا لظروف سياسية واجتماعية، وإيديولوجية في المقام الأول، حتى أن الفنانين الذين ساروا في دروبهم، قد ساعدوا بشكل أو بآخر على تفاقم المشكلة ــ بداية من التعريف، ووصولاً للتصنيفات ــ وزادوا الأمر تعقيداً.

أزمة الخط والخطاطين في المغرب… بين التنظير والممارسة

■ إن مختلف القضايا والإشكالات التي ترسبت في المجال الخطي المغربي، أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على عدد من المنجزات، وأضعفت العديد من المشاريع التي كان من المفروض أن تعرف تنمية خطية وثقافية واجتماعية واقتصادية كانت ستسهم في إعطاء سياق جديد للمنظومة الخطية المغربية ولتنمية الموارد البشرية المتخصصة في هذا المجال. ولكن بُعد البعض عن السياق العام للمجال والجهل بحيثياته، وقصر النظر، والتكالب على المصالح الذاتية والخاصة، فاقم من حدة الأزمة وجعل الخط المغربي من حيث وضعه التطوري في مأزق لا يحسد عليه، وجعل كذلك بعض الخطاطين في مفارقات غريبة بين ما ينتجونه من مواد خطية ذات أهمية وما يعانونه من غربة في المجال، وهم أهل الدار، نتيجة التفرقة المغرضة، والقطيعة القاتلة التي حصلت بفعل ذلك بين مختلف الخطاطين في المغرب، وقد بدأت في ترسيخ جذورها بشكل قوي، وهو ما ستكون له تداعيات سلبية مستقبلا في غياب توحيد الرؤى وتوحيد صفوف الخطاطين والتحدث بلغة خطية مغربية واحدة تراعي جمع الشمل وصنع توليف بين جميع الفاعلين ونبذ الفساد وتجنب حب التملك.

وجوه مكررة وأعمال شابة تتجاوز الشكل التقليدي

القاهرة ـ «القدس العربي»: اختتمت مؤخراً فعاليات «ملتقى القاهرة الثالث للخط العربي» الذي أقيم في قصر الفنون في دار الأوبرا المصرية في القاهرة. وحسب أعداد المشاركين وأذواق لجنة التحكيم، فقد حصدت مصر معظم الجوائز كالعادة عن أعمال غاية في التقليدية، كما بارك وزير الثقافة الملتقى بكلمات الشكر والتشجيع الأكثر تقليدية أيضا.

«يوم أن قتلوا الغناء» أهلاً بجعجعة الستينيات وتهافتها

القاهرة ـ «القدس العربي»: «هي عودة للمسرح الغنائي الملحمي». (من جريدة اليوم السابع). «إن العلاقة التي عمل المشاركون في العرض على تأسيسها مع المتلقي ترجع إلى إمتلاك كل ممثل لأدواته التمثيلية بشكل ملحوظ وسليم وباحترافية تجل عن النظير. أنتج الاشتغال المتعدد على المتن النصي إلى تباين في المعنى على مستوى اللغة أو الفكرة. اختار فريق العرض التعاطي مع منظومة سردية تنسجم مع الفكرة، الأمر الذي لم يقتصر فيه السرد على الملفوظ اللغوي بل تعداه إلى تعبيرات لا لفظية من أجل إيصال الفكرة، ويعود ذلك إلى إشتراطات الكتابة النصية نفسها، فضلا عن ذلك فقد امتلك الممثلون قدرات أدائية امتلكت حضورها، فإن الممثلين كانوا يوظفون أدواتهم التمثيلية بشكل فاعل وجاد، ذلك أن المشاهد التي قاموا بتجسيدها تحتكم على أفكار مثيرة، وهذا جعل الأداء أكثر من رائع». (من دراسة نقدية في جريدة البيان).

التشكيلية المغربية شامة مؤدن تغازل التجريد

تشتغل التشكيلية شامة مؤدن وفق منهج تعبيري مليء بالحجب، وهو مسلك يمتح مقوماته من التجريد، حيث تعمد المبدعة إلى تجسيد رؤاها الفنية وفق اعتبارات جمالية تغذي أعمالها التشكيلية، بصياغات لونية كثيفة وأشكال تعبيرية متنوعة تُخضعها لروابط تجاورية في نطاق الحفاظ على وحدة البناء والشكل والرؤية، وإبراز المادة الحسية في شكل بصري رائق، مع نسج روابط بينها وبين المادة الفنية.