التصنيف الفنون

الأسلوبية وتشكيل الهوية الموسيقية

عندما يبدأ الموسيقي في تشكيل هويته الموسيقية، فإنه يخطو نحو رسم أسلوبه الفني، ولكل فنان حقيقي أسلوبه، وعدا هذا فهو مجرد تقليد، والأسلوب ليس مجرد هوية فنية، بل هو طريقة تعبير وأداء كما أنه محكوم بأسس كثيرة ليس أقلها محيطه وتقاليد مكانه الذي عاش وترعرع فيه.

«قهوة لكل الأمم» للفلسطينية وفاء جميل: مقاومة هادئة بعيداً عن الصخب السياسي وزيف الساسة

القاهرة ـ «القدس العربي»: بعيداً عن صخب السياسة ومهازل الساسة، والمقولات والعبارات المُعلّبة عن النضال وطُرقه الضالة في أكثرها، يأتي الفيلم الوثائقي «قهوة لكل الأمم» لمخرجته الفلسطينية وفاء جميل، عملا فنيا في المقام الأول، انفلت من كونه مجرد تصريح سياسي، كالعديد من الأعمال التي تمس القضية الفلسطينية، أو تتحدث من خلالها.

شهدتها القاهرة مؤخراً وتنوعت بين الفوتوغراف والتشكيل: معارض فنية تتلمس حياة المصري في يومه العادي

القاهرة ــ «القدس العربي»: عدة معارض تشكيلية شهدتها القاهرة مؤخراً، تنوعت بين الفوتوغراف والرسم بالألوان الزيتية والمائية. إلا أنها اجتمعت على تلمّس حالات الإنسان المصري في يومه العادي. لا بطولات زائفة لشخصية ما، ولا احتفاء بحالات استثنائية، الاستثناء الوحيد هو معجزة كونهم يواصلون محاولاتهم لخلق صيغة للحياة يواصلون من خلالها رحلتهم. نساء ورجال وأطفال من فئات اجتماعية تمثل أغلبية المصريين، والاحتفاء بهم من خلال الفن، دون مبالغات أو تسويق سياحي لما هو معهود في السائد من الأعمال التي تتناول المصري كموضوع فني. الملمح الآخر لهذه الأعمال المتباينة هو الحِس الإيماني لدى الشخصيات، والواضح في أغلب اللوحات، هناك صِلة ما بين ما يحدث على الأرض، وبين الأمل المُعلق في السماء، يقين يُثير الدهشة، لكنهم يعيشونه ويحيون من خلاله. هذا الانطباع يأتي بداية من اقتراب وإحساس الفنان بموضوع، ومعرفته التامة بالعالم الذي يُعيد تجسيده عبر لوحاته، فلا وجود لحالة التعالي التي يمارسها الفنان على شخصياته وعالمهم ــ وهي سِمة الكثير من الأعمال الفنية ــ هذا التواصل خلق حالة من التآلف بين الفنان وعمله وفي الأخير المُتلقي. سنتخيّر ثلاثة معارض تجمعها هذه الملامح، الأول معرض الفنانين عزيز ومحسن رفعت، بعنوان «ألوان مائية»، والذي أقيم في قاعة زياد بكير، في دار الأوبرا المصرية. والثاني معرض فوتوغرافي للفنان مصطفى الشرشابي بعنوان «على اسم مصر» أقيم في ساقية الصاوي، والأخير معرض الفنانة أماني زهران، الذي أقيم في قاعة صلاح طاهر، بدار الأوبرا المصرية، بعنوان «حالة».

المسابقات الغنائية والمجتمع

هل لبرامج المسابقات الغنائية أو الفنية بوجه عام فوائد على الصعيد المجتمعي؟ أم أنها مجرد أوقات للترفيه؟ هذا السؤال كنت أجيب عليه وأنا أتابع « the kids voice» خلال الفترة الماضية.

مجموعة أعمال نحتية رفيعة في غاليري مصر: معالجات حداثية ما بين صخب الأساطير ووحدة المخلوقات

القاهرة ـ «القدس العربي»: تحت عنوان «منحوتات» أقيم معرض جماعي في غاليري مصر، ليضم أعمالاً لـ 8 فنانين. وإن كان تباينهم جاء في الأسلوب أو الخامات، إلا أنهم توحدوا في الابتكار والحالة الحداثية التي حاولوا تأكيدها من خلال أعمالهم. ما بين الجرانيت، البرونز، البوليستر، والخشب يتشكل عالم مختلف من المنحوتات، لتبدو الحرفة والتقنية الرفيعة، التي تختلف في الكثير منها عن الأعمال النحتية المصرية المعهودة، التي تتوسل التحديث. وسنحاول في إيجاز تناول أعمال الفنانين المشاركين.. نجيب معين، محمد رضوان، محمد عبد الله، مريم مكرم الله، إسلام عبادة، أحمد موسى، هاني فيصل وأحمد عبد الفتاح.

قضية الروائي أحمد ناجي: مصر تعيش العصور الوسطى بالعودة إلى محاكم التفتيش

القاهرة ـ «القدس العربي»: الحكم على أربعة أطفال من الأقباط، فضلا عن مُدرسهم بالحبس خمس سنوات بتهمة ازدراء الأديان، لتقديمهم عملا دراميا يسخر من تنظيم «داعش». الشاعرة فاطمة ناعوت محكومة بالسجن لمدة ثلاث سنوات، بتهمة ازدراء الإسلام لانتقادها ممناسك دينية. إسلام البحيري يقضي عقوبة السجن لمدة عام لتجرؤه على نقد التراث. وأخيراً وحتى اللحظة الراهنة الحكم على الروائي أحمد ناجي بالحبس سنتين بتهمة خدش الحياء العام، إضافة إلى إغلاق العديد من المراكز الثقافية، والمنع من السفر، وحالات الاختفاء والخطف من الشوارع لكل صاحب رأي أو وجهة نظر تختلف مع النظام الحاكم. هذه لمحة سريعة مما تعيشه مصر الآن، في ظِل سلطة لا ترى إلا نفسها، ولا تعرف غير رأيها الأوحد، لم يحدث في تاريخ مصر أن تم حبس أحد بسبب رواية، وقد حدث، رغم أن دستورها الأخير يمنع ذلك، لكنه أيضاً حدث. المسألة لا تتعلق بأحمد ناجي وعمله الأدبي، بل توضح إلى أي مدى أصبح الجنون هو سمة هذه الأيام، التي أقل ما توصف به هو أنها أيام العصور الوسطى ومحاكم التفتيش. انتفض الكثيرون في الصحف ووسائل الإعلام المصرية والعالمية لهذه السابقة الخطيرة ــ لا صوت لوزارة الثقافة أو اتحاد الكُتاب المصري ــ فالأمر تعدّى الشخص محل القضية، وأصبح أسلوب نظام الحُكم، الذي يستغل ويعمل على تجهيل المجتمع، ظناً منه أنه سيصبح في مأمن بادعاء وجه الفضيلة الزائف. هذه آراء بعض المثقفين والناشطين السياسيين، الذين يرون كارثة ما يحدث، وأن هذه المعارك الشائكة ستستمر، ولن تنتهي كما يحب أو يتوهم رُعاة الجهل العام.

الأشخاص في أعمال الفنان السوداني عبد الوهاب نور: فزاعاتٌ تتجه نحو الشمس

لطالما ارتبطت افريقيا القارة السّمراء بالألوان، أقلها أن ذلك حدث لي، فاسمها مرتبطٌ في ذاكرتي برسومات ملوّنة تتوّزع في زوايا كثيرة من الحياة هناك ولربما أن تلك الألوان هي من تهب الحياة لما تزيّنه وتسكنه. وما أكدّ هذا الارتباط منذ أسابيع قليلة هو معرفتي لهويّة الفنان عبد الوهاب نور بمجرد تأملي لوحاته، فقد كانت تشي بانتماء عميق للثقافة الافريقية بشكل أساسي والتي حاول اختزالها ضمن تفاصيل اللوحة. ونور تشكيلي سوداني من مدينة الرهد، مقيم في دولة الإمارات، درس في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في جامعة الخرطوم وتخصص في قسم التصوير الإيضاحي عام 1987، أقام العديد من المعارض الفردية والجماعية في الوطن العربي وفي اوروبا وقد حصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير.

فيلم «ديبان» للفرنسي جاك أوديار: من جحيم الحرب الأهلية إلى جحيم حياة المهاجرين في باريس

القاهرة - «القدس العربي»: أن تقاتل لكي تحيا، وأن يصبح القتال هو الطريق الوحيد رغماً عنك، لا يهم إذا كان الهدف من أجل فكرة تؤمن بها ــ قد تتغير بمرور الوقت ــ أو من أجل الحب، وهو ما يجعلك أكثر يقيناً في ما تفعل. في الحروب الأهلية يصبح القتال من أجل آخرين، زعماء وهميين يلقون بك لتحقق لهم انتصارا، وعندما تحب يصبح القتال من أجل وجودك أنت، ومحاولة القبض على الحياة، الحياة التي قد تتغير مفرداتها، لكن لعنة أنك محارب قديم ستظل تلاحقك، وبالكاد تستطيع التقاط أنفاسك في غفلة، هكذا Dheepan الذي فرّ من جحيم الحرب الأهلية في بلاده، ليعيش جحيماً آخر في بلد النور.

بعد الصمت تأتي الموسيقى

الصمت لغة خاصة جدا، لغة يفهمها أغلب الناس، فالصمت في حيّز المجتمع يعتبر أحيانا احتجاجا، وأحيانا أخرى قد يعبر عن خجل وحياء، وفي أحيان مختلفة قد يعبر عن الحرج من الرد، ويختلف دائما مفهومه تبعا لاختلاف اللحظة والموقف. عندما يقرأ الشاعر قصيدته فإن فترات الصمت التي تتخلل قراءته تفسح المجال للمستمع كي يستغرق في رؤية الصور.