لن نستطيع أن نتحدث عن العود والموسيقى الشرقية أو الطرب، من دون أن نأتي على ذكر الفنان الكبير فريد الأطرش، الذي استطاع أن يحفر اسمه في أكثر من مجال فني، كما بلوّر هوية خاصة سواءً في الغناء أو العزف على آلة العود. والحديث عنه لابد أن يتشعب، فقد كان فنانا معنيا بكل ما يدور حول الأغنية من تلحين وغناء وعزف، كما أنه حقق نجاحاً كبيراً في السينما الغنائية.
القاهرة ـ «القدس العربي»: ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ20 عام 1996 وبمناسبة مئوية السينما المصرية، قامت إدارة المهرجان بإجراء استفتاء بين مجموعة من النقاد والفنانين السينمائيين عن أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية حتى ذلك التاريخ، ورد اسم نجيب محفوظ ككاتب للسيناريو ويحتل 9 أفلام، بينما ورد اسمه ككاتب للقصة السينمائية بعدد 6 أفلام، إضافة إلى 10 أفلام مأخوذة عن أعماله الروائية والقصصية، ليصبح الرجل مُشاركاً بشكل أو بآخر في أهم 25 فيلما من مُجمل المئة فيلم. وهي نسبة جديرة بالانتباه والدراسة. هذه الدراسة التي جاءت في شكل مفصل بعد ذلك في كتاب بعنوان «سينما نجيب محفوظ.. الفن الجماعي والإبداع المتفرد»، لمؤلفه الناقد وكاتب السيناريو وليد سيف، الصادر مؤخراً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب؛ الذي أقيمت ندوة لمناقشته في (قصر السينما)، شارك فيها المخرج علي بدرخان، الفنان عزت العلايلي والناقد ووزير الثقافة الأسبق شاكر عبد الحميد.
القاهرة ـ «القدس العربي»: ستظل المرأة دوماً أحد أهم مصادر الفن بوجه عام، والفن التشكيلي خاصة، فالفن كما الحياة وأصدق يدين للمرأة كوحي، وتدين له بالخلود. ومن خلال التجارب التشكيلية العديدة التي تتواتر على معارض القاهرة المختلفة في الآونة الأخيرة، والتي تجعل من المرأة موضوعها الأوحد، نتوقف أمام تجربتين، أولهما للفنانة «جيهان خورشيد»، والتي جاء معرضها تحت عنوان «تداعي حُر»، والتجربة الثانية جاءت بعنوان «المرأة في عيون الفن»، وهو معرض جماعي ضم ما يُقارب الثمانين فنانا، سواء الهواة منهم أو المحترفين.
كما قدمت الحضارات المتتالية معارف مختلفة للعالم تخص كل شيء في الحياة، قدمت أيضا للموسيقى نقلات مختلفة إن كان عبر اختراع أو عمل آلات موسيقية مختلفة او عبر استحداث مقامات جديدة وأساليب موسيقية مختلفة.
القاهرة ـ «القدس العربي»: بمناسبة صدور روايته «فندق مهرجان» استضاف المركز الثقافي الفرنسي في القاهرة الكاتب الصحافي والروائي الفرنسي «روبير سوليه» المولود في القاهرة عام 1946، والذي دارت أعماله رغم تنوعها عن مصر وحياة المصريين، نذكر منها: الطربوش، مزاج، مصر ولع فرنسي، سهرة في القاهرة، المملوكة، سقوط الفرعون، السادات، وروايته الأخيرة، التي صدرت في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي عن دار (سوي). وذلك من خلال ندوة حوارية أدارتها وأجرتها أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.
القاهرة ـ «القدس العربي»: «لقد استقر في يقيننا أن الثورة هُزمَت، لأن قادتها كان لديهم حماس وعاطفة أكثر مما يملكون من البصيرة والفن العسكري والعلم بقوانين الثورات. أجادوا نظم الشعر وفن الخطابة، ووضعوا ثقتهم في الدول الأوروبية لعدم اطلاعهم على التاريخ وحكايات الخيانة المليئة بالعظات والعِبَر»، من رواية «عتبات الجنة».
القاهرة ـ «القدس العربي»: إن كانت ظاهرة العولمة وانتهاجها كعقيدة قد انتهت بالأزمات العالمية، إلا أن تبعاتها لم تزل تعاني منها الدول التي أصبحت مسرحاً لفرض النظام الموسوم بالعالمي. ويبدو أن العديد من المؤلفات لم تزل ترصد بالتحليل هذه التداعيات، كضرب هذه الدول بآفة التديّن، وتجلي مظاهره في ما يُسمى بالإرهاب. آخر هذه الإصدارات جاء بعنوان «ثلاثية تفكيك المجتمعات المعاصرة ... العولمة، التدين، الإرهاب» لمؤلفه أحمد دراج، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، في 135 صفحة من القطع المتوسط. والذي يحاول فيه استعراض هذه التداعيات والأزمات التي تعمل على تفكيك شكل الدولة المتعارف عليه، سواء بإحياء النزاعات القبلية أو مذاهب الجماعات الدينية، والتي تأخذ في بعض الأحيان شكل رد الفعل، وفي أكثرها حالة من التواطؤ الذي أصبح مكشوفاً إلى حدٍ كبير.
القاهرة ـ «القدس العربي»: المخرج توفيق صالح (1926 ــ 2013) من أكبر المؤثرين في الفن السينمائي المصري والعربي، رغم عدد الأفلام القليلة التي قدمها للسينما، وعددها أربعة عشر فيلماً، مُقسمة بالتساوي بين الروائي والوثائقي.
إن اعتبرنا ما قاله ديفيد هربرت أن «وظيفة الفن هي كشف العلاقة بين الإنسان وبيئته» حقيقةً، فإن أعمال الفنان العراقي علي آل تاجر (مواليد 1962، خريج معهد الفنون الجميلة ـ بغداد) قد حققت هذه الوظيفة لا بحدها الأدنى بل بأقصى ما يمكن للوحة أن توصل من منمنمات يعيشها الإنسان مع بيئته ومحيطه، وذلك لم يكن فقط بتصوير البيئة العراقية شديدة المحليّة وتصوير البيت العراقي وترتيبه وقطع أثاثه، تحفه ومراياه، شموعه ونوافذه، أقمشته وسجاده وزخارف البسط المدروسة بشكل متقن، فأعمال آل تاجر تغوص في النفس لتكشف لنا كل ما يعتليها من خلال العينين، نوافذ الروح. كتب فان كوخ لأخيه ثيو مرة: «أنا ﻻ أرسم صوراً فوتوغرافية، بل ارسم تعابير وجدانية أراها في عيون من أرسمهم»، آل تاجر يفعل ذات الشيء أيضاً.
القاهرة ـ «القدس العربي»: تعد أعمال «داوود عبد السيد» من التجارب السينمائية القليلة في مصر والسينما العربية بوجه عام، التي يمكن أن نقول إنها تنتمي إلى السينما الفكرية، بمعنى أن الحكاية السينمائية ما هي إلا الإطار الشكلي لاحتواء هذه الأفكار والتعبير عنها.