
قد استخدمت مصطلحات التفكير في التفكير، وما وراء المعرفة، وما فوق المعرفة، والوعي بالتفكير جميعها كمترادفات لمفهوم «Metacognition»، وهناك العديد من التعريفات لهذا المصطلح، ومنها تعريف Bruer الذي قال فيه إنه قدرة الفرد على التفكير في مجريات التفكير، أما Swanson قال إنه ترجمة وعي الفرد وقدرته على أن يراقب ويكيف وينظم نشاطاته المعرفية، وFlavell يرى أن هناك مكونين أساسيين لما وراء المعرفة، هما معرفة ما وراء المعرفة وخبرات ما وراء المعرفة.

يستيقظ الكثير من الناس صباحاً وهم في قمة النشاط والحيوية، يحتسون كأساً من القهوة أو الشاي ويبدؤون أعمالهم في الثامنة أو التاسعة، لكنَّ عقارب الساعة تجري فجأةً معلنةً أنَّ المساء قد حل قبل أن يكمل هؤلاء المهام الموكلة إليهم فيشعرون بالإرباك والتوتر ويصيبهم الإحباط.

نحن هنا لا نتحدث بشكل مباشر عن عناصر القيادة ومهام ومهارات القائد، بل عن عقليته! العقلية التي يجب أن يملكها قبل التأهيل والتدريب والدراسة والممارسة.

لقد كان تشجيع الأطفال على القراءة تحدياً واجه الأهالي منذ أن وُجِدَتْ الكتب ووُجِدَ الأطفال، إذ لا تقتصر أهمية القراءة على دورها في التحصيل العلمي فقط بل تمتد إلى عالم الأعمال الحديث أيضاً، حيث تجري الكثير من عمليات التواصل من خلال الوسائط الرقمية؛ إمَّا عبر الرسائل الإلكترونية وإمَّا عبر تطبيقات المراسلة الفورية النصيّة على الهواتف الذكية.

هل أنت ممن يعتقدون بأنَّهم على صوابٍ دوماً، وتميل إلى التشكيك في كل فكرة تعارض أفكارك؟ وهل لديك عدد محدود من الهوايات والأصدقاء، وتنظر إلى كل أمرٍ جديد في حياتك على أنَّه تغيير كبير من غير المحبذ إجراؤه؟ إن أجبت بنعم، فأنت حينئذٍ شخص ضيق الأفق ذو عقلية منغلقة. لكن مهلاً، هل يكفي ما تمّ ذكر أعلاه للحكم على أي شخصٍ بهذه الطريقة؟ وما هي سمات العقلية المنفتحة والعقلية المنغلقة، إن صحَّ ذلك الحكم؟

نعم التفكير المنطقي علاج! وهذا ما جاء في نظرية العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي (REBT) للرائع Albert Ellis. وهذه المدرسة ترى أن نظرة الإنسان للأحداث هي المسؤولة عن اعتلال مزاجه! أي إن المشكلات النفسية ترجع بالدرجة الأولى إلى ما يقوم به الفرد من تحريف للواقع والحقائق، بناء على مقدمات مغلوطة وافتراضات خاطئة! وهذا ما يعبر عنه الفيلسوف الإغريقي Epictetus بقوله إن الناس يضطربون ليس بسبب الأشياء ولكن بسبب وجهات نظرهم التي يُكَوّنُونَها عن هذه الأشياء.

في دراسةٍ شملت 1049 فرداً، أجرى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني استطلاعاً أكّد خلاله أكثر من 82% أنّ الرّأي العام يتأثّر بالشائعات في المجتمع السعودي، كما أكد 50% من المشاركين في محور الدراسة الخاص بمدى التحقق من الشائعات أنهم غير حريصين على التأكّد من المعلومات أو الأخبار التي تصل إليهم قبل تداولها والترويج لها!

إن سبق وطُرِدْتَ من عملك، فأنت تعلم مدى الدمار العاطفي الذي يمكن أن تسببه ورقة الإقالة تلك؛ إذ حتى وإن لم تفعل شيئاً خاطئاً، ستشعر وكأنَّه قد تمت إقالتك لأنَّك فاشلٌ وتعوزك الكفاءة. لكن إن تمَّ فصلك لسببٍ وجيه، يكون الشعور بالفشل أكثر حدة. قبل أن تبدأ بلوم نفسك، اعلم أنَّك لست وحدك من عانى من ذلك؛ إذ إنَّ بعض أكثر الناجحين في العالم سبق وأن فقدوا وظائفهم قبل وبعد وصولهم إلى تلك الحالة الاجتماعية من الشهرة والنجاح التي هم عليها اليوم.

ما بين العيب والحرام والمستحيل والمُسَلَم به قتلنا الفضول لدى صغارنا! كيف نريد أن نرفع مستوى الفضول لدى جيل تربى على إسقاط خاطئ لحديث الحبيب صلى الله عليه وسلم «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، ومن تفسير منقوص لقول الله تعالى «يا أيّها الّذين آمَنُوا لا تَسْأَلوا عنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكُم»؟!

أصبح الهاتف الجوال الذي بين أيدينا يشغل كل حياتنا بعدما كان وسيلة لتلقي الاتصالات فقط، بعضنا أصبح يواجه تحدياً الآن في التغلب على كمّ البيانات التي تصل له من مواقع التواصل الاجتماعي ومن البريد الإلكتروني الذي يلاحقنا حتى خارج ساعات العمل في الإجازة السنوية، لعلّ أغلبنا يحتاج لنصائح يمكنه من خلالها التحكم بوقته خلال اتصاله بالإنترنت.