الرِّعاية الذَّاتية في سن انقطاع الحيض: خمس نساء يشاركن تجاربهن

Share your love

تختلف تجارب النساء مع سنِّ انقطاع الحيض، لكن الجميع يتَّفقن على أنَّ التَّغيُّرات الجسدية التي ترافق هذه المرحلة من الحياة، يمكن أن تكون سبباً للإحباط والعزلة، ولهذا السَّبب تُعدُّ الرِّعاية الذَّاتية خلال هذا الوقت مهمة للغاية، لأنها تمكِّن المرأة من التعامل بنجاحٍ مع تلك التغيُّرات.

لكي نفهم بشكلٍ أفضل كيف تساعد الرِّعاية الذَّاتية المرأة على التَّعامل مع هذه الفترة الانتقالية، طلبنا من خمس نساءٍ اختبرن سن انقطاع الحيض أن يشاركونا نصائحهن، وإليكم ما قالته لنا هؤلاء النساء.

ماذا تعني لكِ الرِّعاية الذَّاتية، وأين تكمن أهميتها أثناء سن انقطاع الحيض؟

جينيفر كونولي”Jennifer Connolly“:

تعني الرِّعاية الذَّاتية بالنسبة لي، أن أحرص على تخصيص وقتٍ لتلبية احتياجاتي الجسدية والعاطفية والرُّوحية. غالباً ما تتحمَّل النساء مسؤولية تقديم الرِّعاية لأطفالهن أو أزواجهن، وعند بلوغهن لسن انقطاع الحيض، يجدن أنفسهن مسؤولات عن الاعتناء بأولياء أمورهن الكبار بالسن.

خلال سن انقطاع الحيض تتغيَّر أجسامنا، ومن المهم جداً أن نوجِّه إلى أنفسنا جزءاً من تلك الرِّعاية التي نقدمها للآخرين، وقد يعني ذلك أن نستغل ولو عشر دقائق في اليوم لممارسة التَّأمل، أو لتدوين اليوميات، أو لأخذ حمامٍ دافئٍ، أو لقضاء وقتٍ مع إحدى صديقاتنا.

كارين روبنسون “Karen Robinson“:

بالنسبة لي، تعني الرِّعاية الذَّاتية أن أكون صادقةً مع نفسي، وأن أتعامل مع حالات التوتر النفسي في حياتي، وأن أعتاد على عاداتٍ جديدةٍ تُعيدني إلى ماكنت عليه قبل انقطاع الحيض، وأن أُعطي الأولوية لتخصيص بعض الوقت لنفسي، لأتمكن من ممارسة الهوايات والقيام بالنشاطات المُهدئة مثل التَّأمل.

تتمثل الرِّعاية الذَّاتية بالتمتع بعقليةٍ إيجابيةٍ، وبأخذ قسطٍ كافٍ من النَّوم، وبممارسة الرياضة، وبالاهتمام بالصحة البدنية والعقلية، وبتناول الطَّعام الصحي لإعطاء الجسد فرصةً للتعامل مع التغيُّرات التي تطرأ في منتصف العمر.

ماريون ستيوارتMaryon Stewart“:

تشتهر النساء بأنهن ينجذبن إلى تقديم المساعدة للأشخاص الآخرين في حياتهن، بينما يتجاهلن في أغلب الأحيان احتياجاتهن الخاصة. سن انقطاع الحيض هو الوقت الذي يحتجن فيه للتَّركيز على تلبية احتياجاتهم الخاصة، إن كنَّ يطمحن لتخطِّي العقبات التي تواجههن في تلك المرحلة.

إنَّ المعرفة الكافية بأدوات المساعدة الذَّاتية التي تدعمها الأبحاث العلمية، لا تقلُّ أهميةً عن التَّطبيق، فتعلُّمنا لكيفية تلبية احتياجاتنا ورعاية أنفسنا في منتصف العمر، هو المفتاح لاستعادة عافيتنا وتحصين صحتنا في المستقبل.

ما هي بعض الأمور التي قمت بها كجزءٍ من الرِّعاية الذَّاتية أثناء سن انقطاع الحيض؟

ماغنوليا ميلر “Magnolia Miller“:

بالنسبة لي، شملت الرِّعاية الذَّاتية أثناء سن انقطاع الحيض إحداث تغييرات في النظام الغذائي، وفعلت كلَّ ما في وسعي لأضمن حصولي على قسطٍ كافٍ من النَّوم ليلاً. كما أنني فهمت أهمية التمارين الرياضية، في المساعدة على التَّخلص من الضَّغط الناتج عن التغيُّرات التي تحدث في جسدي. فعلت كل تلك الأمور على أفضل وجهٍ ممكنٍ.

لكن لعلَّ أهم الأمور التي ساعدتني في إطار “الرِّعاية الذَّاتية”، هي الدِّفاع عن نفسي وعن احتياجاتي دون تقديم الإعتذارات. فعلى سبيل المثال إن احتجت إلى وقتٍ أقضيه بعيداً عن أطفالي وزوجي، فكنت أحرص على ألا أُشعر نفسي بالذَّنب أثناء ذلك الوقت.

وأصبحت واثقةً في قدرتي على رفض المطالب التي تخلق ضغوطاً لا داعي لها على حساب وقتي وحياتي، وبدأت أُدرك أنَّني غير مُضطرة لتنفيذ كل طلبٍ يُطلب مني، ولم أعد أشعر أنني مُلزمةٌ بإقناع الآخرين بقراراتي.

إلين دولجن”Ellen Dolgen“:

يشتمل روتيني اليومي للرعاية الذَّاتية على ممارسة الرياضة (رياضة المشي والمقاومة)، واتباع النظام الغذائي النَّظيف والصحي، والتَّأمل لمرتين في اليوم، وتعلُّم أن أقول لا، لكيلا أتحمل مسؤولية ما لا طاقة لي به، كما أنني أحاول أن أمضي أطول وقتٍ ممكنٍ مع أحفادي، وأن أتناول وجبات الغداء مع صديقاتي، فهذان الأمران مُهمان للغاية!

أنا معجبةٌ أيضاً بالطب الوقائي، لذا فإنَّ الجانب الآخر من روتيني الخاص بالعناية الذَّاتية، يتضمن زيارةً سنويةً إلى أخصائي سن انقطاع الحيض، لمراقبة أعراضي في هذه المرحلة. كما أحرص على إجراء الفحوصات اللازمة في مواعيدها، كإجراء صورة الثَّدي الشُّعاعيَّة، وتنظير القولون، وفحص كثافة العظام، وحتى الفحوصات الخاصة بالعيون.

ستيوارت:

دخلت في سنِّ انقطاع الحيض عندما كان عمري 47 سنة، الأمر الذي لم أكن أتوقعه مطلقاً. عندما بدأت أشعر بالهبات السَّاخنة، تجاهلت أمرها وظننت أنها ناجمةٌ عن الضَّغط النفسي الذي كنت أمرُّ به بسبب طلاقي، وفي نهاية المطاف تقبلت حقيقة أنَّ الهرمونات كانت آنذاك تلعب دورها.

تحمَّلت مسؤولية الحفاظ على صحتي، من خلال المواظبة يومياً على تدوين الملاحظات عن نظامي الغذائي والمكملات الغذائية التي أتناولها، بالإضافة للأعراض التي أشعر بها. بالرغم من أنني كنت أمارس الرياضة قبل دخولي في هذه المرحلة، لكنني لم أكن أجيد ممارسة تقنيات الاسترخاء، وبسبب بعض الأبحاث التي قرأتها عن أهمية الاسترخاء في الحدِّ من الهبات السَّاخنة، قرَّرت أن أجرب التأمل الموجَّه بمساعدة التطبيقات الموجودة على الانترنت. إذا ساعدني التَّأمل على الشعور بتجدُّدٍ في النَّشاط وبتحسُّنٍ في درجة حرارة جسمي.

سَاعدَت أيضاً المكملات الغذائية التي اخترتها في السيطرة على الهبات الساخنة، وإعادة الهرمونات إلى وضعها الطبيعي، وبذلك كله استطعت أن أسيطر على أعراضي خلال بضعة أشهر.

كونولي:

خلال سن انقطاع الحيض، كنت أمارس التأمل بشكلٍ يوميٍّ، وبدأت في التركيز على تناول الطعام العضوي. وبدأت بوضع المرطب على كامل جسمي بعد الاستحمام لمقاومة الجفاف في بشرتي. واجهت مشاكلاً في النَّوم ليلاً، لذلك أعطيت نفسي الحقَّ بقضاء فترة ما بعد الظهر في المطالعة والاسترخاء، وكنت في أغلب الأحيان آخذ قيلولة قصيرة.

كما أنني لا أخجل إن قلت بأنني تحدَّثت مع طبيبي، وبدأت في أخذ مضادٍ للاكتئاب للتعامل مع الاكتئاب النَّاجم عن التغيُّرات الهرمونية.

ما النَّصيحة التي تقدميها للواتي يختبرن حالياً سن انقطاع الحيض فيما يتعلق بالرِّعاية الذَّاتية؟

كونولي: كوني لطيفةً مع نفسك، واستمعي إلى احتياجات جسمك المُتغيِّر. وإذا كنت تشعرين بالتوتر، فابحثي عن شخصٍ يمكنك التحدث إليه، وإذا كنت قلقةً حيال زيادة وزنك فارفعي مستوى ممارستك للرياضة، وانتبهي إلى السعرات الحرارية الإضافية التي قد تكوني تتناولينها دون وعي. ولكن احرصي على أن تكوني صبورة وألا تقسي على نفسك وجسمك، وأخيراً، لا تنسي ارتداء الملابس القطنية أثناء النوم، فمشكلة التَّعرق الليلي خلال سن انقطاع الحيض قد تكون مزعجةً جداً!

ميلر: سأخبرها أولاً أنَّ سن انقطاع الحيض هو مرحلةٌ انتقالية وليست دائمة. فبالرغم من أن التغيُّرات التي تطرأ في سن انقطاع الحيض قد تكون شديدة وقد تبدو لا نهائية. مما قد يجعلك تشعرين بأن حالتك لن تستقرَّ مرةً أخرى، ولكن لا داعي للقلق، فكلُّ شيءٍ سيعود لطبيعته.

في الواقع، عند الوصول إلى، لن تشعر فقط [بعض النساء] بأنهن “طبيعيات” مرة أخرى، بل إنَّ [لبعض] سيشعرن بتجددٍ رائعٍ في طاقتهن الذَّاتية والحياتية. صحيح أنَّ شبابنا أصبح وراءنا، وأن ذلك بالنسبة لبعض النساء قد يكون سبباً للحزن والشُّعور بالخسارة، إلا أنَّ الجانب المشرق لهذه الحقيقة يكمن في التَّحرر من الدورة الشهرية، وكل ما يرافقها من مشاكل بدنية، وهذا أمرٌ مبهجٌ أيضاً.

بالنسبة للعديد من النساء، تُعتبر سنوات ما بعد سنِّ انقطاع الحيض من أسعد سنوات حياتهن وأكثرها إنتاجية، وأُشجِّع النساء على استغلال هذه السَّنوات بالشَّغف والتَّصميم.

روبنسون: لا تتوقفي عن الاعتناء بنفسك في هذه المرحلة التي تتطلب منك الرِّعاية الذَّاتية أكثر من أي وقتٍ مضى.

دولجن: ضعي قائمةً لنفسك تتضمن ممارسات الرِّعاية الذَّاتية الواقعية والقابلة للتحقيق، ومن ثمَّ ابحثي عن خبيرٍ مختصِّ في سنِّ انقطاع الحيض، ومتابعٍ لأحدث الدراسات والاكتشافات العلمية. سيكون هذا المختص شريكك في مرحلة انقطاع الطمث، لذا تأكدي من اختياره بحكمة.

من الممكن أن تتمتعي بصحةٍ ممتازةٍ في فترة ما قبل انقطاع الحيض، وأثناء سن انقطاع الحيض، وفي مرحلة ما بعد انقطاع الحيض، وذلك إذا حصلت على المساعدة التي تحتاجينها وتستحقينها!

Source: tababah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!