الوسم إبراهيم نصر الله

صديق اللغة العربية وحامل صخرتها

تبدو رحلة دنيس جونسون ديفز (1922-2017) مع ترجمة الأدب العربي أشبه بحكاية سيزيف مع صخرته، ولعل ما يسجل لهذا الصديق الكبير للغة العربية، أنه حمل العبء بحماسة قلّ نظيرها، دون أن يتبادر له أن يطرح سؤال الربح والخسارة. إن تأمل حياة ديفز هو تأمل لحياة الأدب العربي الحديث برمّته، فهذا الصديق الذي «لم ير في […]

فلسطين هي التي تعترف بكم أو لا تعترف

مراحل متتالية للمحو تعرّضت لها فلسطين، وكل مرحلة تفرّعت عنها أشكال مختلفة من المحو، تُعزّز المسار الكبير لها. الآن وصلنا إلى المرحلة الثالثة التي ستشهد مسارات كثيرة ستعاني منها فلسطين طويلا، ويعاني شعبها. مفارقة كبيرة تلك؛ أن يكون المحو الجديد المتمثل في احتضان الصهيونية من قبل النظام العربي على الهواء مباشرة، متزامنا مع وباء جديد، […]

وماذا لو قال كاتب عربي: الإمارات للصهاينة؟!

عندما كتبت في العام 1988 روايتي «عَوْ»، في نهايات أيام الأحكام العُرْفية في الأردن، كنت أكتب عن مثقف يبيع نفسه للسلطة؛ تأخذ السلطة روحه، على طريقة فاوست، وتمنحه بعض الامتيازات: وظيفة، في وقت لا يستطيع أفضل الخريجين الوصول فـــيه إلى وظيفة، راتب جيد، وعلاوات معتبرة، سيارة، ربما، حينما كان امتلاك سيارة أمرًا ليس سهلًا كهذه […]

الانتداب الصهيوني وليل الإمارات الطويل…

حينما يختفي علم دولة الإمارات عن واجهة مبنى بلدية تل أبيب، يظهر تحته علم الكيان الصهيوني، وحينما يختفي العلم الصهيوني، يظهر فوقه علم الإمارات؛ علمان يتبادلان الأدوار إلى درجة تثير الفزع مرّة، والأسى مرّات. انتظر الفلسطينيون، ومعهم شرفاء العرب والعالم في كل مكان، ظهور علم تحرير عربي يرفرف، مادياً كان أم افتراضيّاً، فوق مبنى كهذا […]

ملائكة السِّير الذاتية وأشباحها!

لعل الكتابة الأكثر تعقيدًا من بين أنواع الكتابة الأخرى، باعتبارها الأكثر خطورة، هي السيرة الذاتية؛ لأنها مجال واسع، لا لتأمل صاحبها ما مرَّ به في حياته فحسب، بل لأنها تتحوّل فيما بعد إلى مناسبة لتأمل صورته (الحقيقية) من قبل الآخرين. حين تكتب السيرة فإنك تتقدّم بنفسك، لتضع نفسك، في المكان الذي ترى أنها تستحقه: الصَّدارة، […]

فقر الدم… وفقر الحياة!

تتنوع أشكال التمرد في الفنون والآداب، وهو تمرد لو لم يتحقق ويواصل تحققه، سيفقد الأدب أو أي فن آخر قوة تأثيره. ففي زمن يتطوّر فيه كل ما حول الإنسان، لا تستطيع الفنون الوقوف مكانها، لا تستطيع الكتابة أن تقف متفرِّجة؛ عليها أن تكون فاعلة، ولا يمكن لها أن تكون كذلك إلا إذا كانت مُتفاعلة، ولذا […]

أمل دُنقل… الجنوبي الذي ملأ الجهات كلها

هل أنا كنتُ طفلاً أم أن الذي كان طفلاً سواي؟ هذه الصور العائلية كان أبي جالساً، وأنا واقف.. تتدلى يداي ‍‍‍ رفسة من فرسْ تركت في جبيني شجاً، وعلّمتِ القلبَ أن يحترس. ذلك مقطع من «الورقة الأخيرة ـ الجنوبي» قصيدة الشاعر المصري الراحل أمل دنقل، من ديوانه الأعذب والأكثر حزناً وشفافية «أوراق الغرفة 8»، أمل […]

72 عاماً، والنكبة بلا فيلم! طلاق السينما والأدب فلسطينياً

الإيطالية الباحثة عن فيلم في مطلع هذا العام الصعب، كتبتْ لي العزيزة «نادا»، تخبرني أن لجان مناصرة فلسطين في الشمال الإيطالي تخطط لإقامة عدد من النشاطات في الذكرى 72 للنكبة، وطلبت مني أن أرشّح لها فيلماً عن النكبة ليتمّ عرضه. حين تسأل هذه الصديقة سؤالاً كهذا، فإن الأمر يدعو للتأمل، لا لشيء، إلا لأنها متابعة […]

في ذكرى النكبة… لا نريد فلسطين مُحتلَّةً ثانية أو ثالثة!

اشتدّي أزمةُ تنفرجي قد آذَنَ لَيلُكِ بالبَلَجِ مطلع قصيدة للشاعر الأندلسي أبي الفضل يوسف بن محمد المعروف بابن النحوي، ومنذ أن قالها لا يبدو أن الأمور ماضية إلى انفراج! فلا الأزمة أمّ نفسِها، ولا الليل والد عتمَته. ولذا تتسع الأزمة، ويطول الليل، وتستمرّ النكبة التي تعاني من عدم دقةٍ في وصفها «ذكرى»، فكل ذكرى وراء […]

لويس سبولفيدا الذي اختطفه الوباء… محاورا للسينما وحلم ماركيز

– ماذا تعمل؟ سألتني.. – أقتل الناس. إنني قاتل، قاتل. – مثل ليون؟ أشاهدتَ الفيلم؟ – أجل مثل ليون. لكنني لست غبياً. طالما تحدث النقاد عن ذلك الفارق الكبير بين نص روائي وفيلم مأخوذ عنه، وبالطبع كان الأمر، غالباً، لصالح الرواية. هل الأمر راجع لسحر الكلمة الذي استقر في داخل الإنسان منذ أول حرف خطَّه، […]