أسباب التهاب المهبل الأكثر شيوعًا

يعد التهاب المهبل من أكثر الأمراض شيوعاً في العيادات الخاصة بأمراض النساء، فما طبيعة هذا المرض؟ وما أسبابه؟

التهاب المهبل هو عبارة عن مجموعة من الأعراض التي تحدث نتيجة خلل أو اضطراب في البيئة الطبيعية المميزة له. فالمهبل عبارة عن وسط حمضي حيث تبلغ درجة الحموضة 3.8 – 4.2 ، يعيش في هذا الوسط كائنات دقيقة بنسب معينة لتخلق توازناً معقداً، مثل الملبنات(lactobacilli )والوتديات corynebacteria) ) وبكتيريا هوائية ولاهوائية.

أسباب التهاب المهبل الأكثر شيوعًا

ما إن تختل درجة حموضة هذا الوسط أو تزيد نسبة هذه البكتيريا أو حتى تنقص، حتى يصبح المهبل وسطاً مناسباً لنمو البكتيريا الضارة المسببة للالتهاب .

من إحدى طرق الجسم للحفاظ على تلك البيئة الصحية داخل المهبل هو نزول الإفرازات بصورة يومية، تكون تلك الإفرازات شفافة غالباً أو تشبه لون اللبن أحياناً، وهي ليست ذات رائحة كريهة؛ فإذا حدث تغيير في كمية تلك الإفرازات أو لونها أو رائحتها، أو وجود حكة أو إحساس بالحرقة في تلك المنطقة، فقد يشير هذا إلى اضطراب في ذلك الوسط الدقيق الصحي وبالتالي حدوث التهاب فيه .

حسناً، دعونا نتفق على بعض العادات التي تساهم في الحفاظ على البيئة الطبيعية للمهبل :

أولاً: تجنب استخدام مهيجات تلك المنطقة مثل العطور والصابون .

ثانياً: المحافظة على تلك المنطقة جافة وحمايتها من الرطوبة؛ هذا يشمل تغيير الملابس الداخلية بعد السباحة أو بعد أدائك للتمرينات الرياضية أو بعد التعرق الغزير بصفة عامة.

ثالثاً: دائما تنظف تلك المنطقة من الأمام إلى الخلف.

اذاً نستطيع أن نلخص الأسباب المؤدية لالتهاب المهبل في عدة نقاط :

  1. عوامل تؤدي إلى تغيير في درجة حموضة المهبل مثل منتجات العناية النسائية، موانع الحمل، أدوية مهبلية، مضادات حيوية، الجماع، والضغط النفسي .
  2. زيادة في نمو الكائنات الطبيعية التي تعيش في المهبل عن المعتاد .
  3. الإصابة ببكتيريا ضارة أو فيروس أو طفيليات أو فطريات .
  4. قد تكون بسبب وجود حساسية أو نقص مستوى هرمون الاستروجين كما في سن اليأس.

وُجد أن حوالي 90% من حالات التهاب المهبل ترجع إلى ثلاثة أسباب:

بكتيريا (40-45%) – داء المُبيضَات ( 20-25%) – داء المُشعرَات (15-20%)، وسأعرض لكم لمحات مختصرة عن كلٍ منهم.

  1. التهاب المهبل البكتيري :

  • غالبا ما يكون هذا النوع بدون أعراض ظاهرة (50% من الحالات).
  • تكون الإفرازات ذات قوام خفيف متجانس، مع رائحة تشبه رائحة السمك، ولونها أبيض رمادي أو أبيض مائل للصفرة .
  • قد لا يصاحبها أية آلام، لكن قد توجد حَكة .
  • شائع في الحوامل وقد يسبب الولادة المبكرة في بعض الحالات التي لم تتلقى العلاج اللازم .

 

  1. داء المبيضات (candidiasis ) :

  • من أسباب التهاب المهبل وهو عبارة عن عدوى فطرية تصيب كثيراً من السيدات، حيث وُجد أن حوالي 75% منهن قد أصبن بها مرة واحدة على الأقل خلال فترة حياتهن .
  • تكون الإفرازات ذي قوام سميك ولونها أبيض، تصفها بعض المريضات بالجبن القريش، وليست لها رائحة مميزة .
  • من أهم ما يميزها هو وجود الحكة، وغالباً ما يصاحبها إحساس بالحرقة خاصة عند لمس البول منطقة الفرج.
  • قد تكون الإصابة لاحقة لاستخدام مضاد حيوي .
  • غالبا ما تبدأ الأعراض بالظهور قبل العادة الشهرية .
  • قد يشير كثرة تكرار حدوث تلك العدوى إلى ضعف المناعة أو الإصابة بداء البول السكري .

 

  1. داء المشعرات( trichomoniasis ):

  • من أهم أسباب التهاب المهبل وأكثر الأمراض شيوعاً في فئة الأمراض غير الفيروسية،المنقولة جنسياً .
  • تكون الإفرازات – إن وُجدت – رغوية وكثيرة جدا، وقد تكون صفراء أو بيضاء أو رمادية أو خضراء ( اللون الأصفر والأخضر يكونان نتيجة وجود كرات الدم البيضاء ).
  • قد يصاحبها ألم موضعي، صعوبة في التبول (20%)، حكة(25%)، نزيف بعد الجماع نتيجة لالتهاب عنق الرحم .
  • تبلغ تلك الأعراض أَوجها غالباً بعد العادة الشهرية .

 

هذه الثلاثة أسباب هن الأكثر شيوعاً، لكن التهاب المهبل ليس مقتصراً على تلك الأسباب فقط كما حدثتكم سابقاً؛ والأهم من هذا أن أعراض التهاب المهبل قد تتشابه مع عدة أمراض أخرى، وهنا تبرز أهمية زيارة الطبيب المختص لتشخيص تلك الأعراض بدقة، وإعطاء العلاج المناسب لكل حالة .

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *