نَيْرون

(1) مُذْ أَضْرَمَتْ حُمّى التَّسَلُّطِ في إهابِكَ نارَها، ما زِلْتَ، يا نَيْرونُ، تَفْتَعِلُ الحَرائِقَ، في بَهيمِ اللَّيْلِ أوْ وَضَحِ النَّهارْ، وَتُهَدِّدُ الدُّنْيا بِأَعْمِدَةِ الدُّخانْ. وَتَروحُ تُطْلِقُ، كُلَّ حِيْنٍ، حِقْدَكَ المَسْعورَ، في كُلِّ اتِّجاهٍ، كي يَظَلَّ العَرْشُ مَرْهونا لِأَعْراضِ السُّعارْ. وَلْتَحْتَرِقْ، منْ بَعْدِهِ، روما كَأَيَّةِ دُمْيَةٍ يَلْهو بِها، في غَفْلَةٍ منْ أَهْلِهِ، وَلَدٌ تَعَوَّدَ أنْ يُراهِنَ، […]

فِلَسْطِيْن

(1) لِفِلَسْطِيْنَ الَّتي تَحْتَلُّنا، مُذْ هاجَمَتْنا، ذاتَ حُبٍّ غابِرٍ، نَعْتَرِفُ الآنَ بِأَنّا: نَعْشَقُ «المُحْتَلَّ»، شِئْنا أَمْ أَبَيْنا، وَنُغَنّي «الِاحْتِلالْ». فَلْيُسامِحْ جَدُّنا التّاريخُ ما نُعْلنُهُ لِلْمَرَّةِ الأُوْلى، على تاريخِنا، منْ خَرْقِ مِيثاقِ النِّضالْ. (2) لِفِلَسْطِيْنَ الَّتي نَحْتَلُّها بِالتِّيْنِ وَالزَّيْتونِ وَاللَّيْمونِ وَالرِّزْقِ الحَلالْ، بِرِجالٍ يَحْفرونَ الحَقَّ يَوْمِيًّا على صَخْرَتِها كي يُزْهِقوا بُطْلَ الأَساطِيْرِ الَّتي شِيْدَتْ على رَمْلِ […]

بَيْروت

(1) اللَّيْلُ أطْوَلُ منْ قَناديلِ الكَلامْ، وَالرِّيحُ، يا بَيْروتُ، أعْتى منْ أناشيدِ المَطَرْ. منْ أيْنَ لي لُغَةٌ تُحَلّقُ عاليًا تَرْقى إلى جَلَلِ المَقامْ؟ وَالصَّمْتُ باتَ جَريمَةً لا تُغْتَفَرْ. وَأنا أُحَدّقُ في الظَّلامِ وَلا أرى، وَالرّيحُ تَذْروني كَأوراقِ الشَّجَرْ. لا الصَّمْتُ، يا بَيْروتُ، يَفْتَرِعُ الظَّلامَ، وَلا الكَلامُ يُطارِحُ الرّيحَ الغَرامْ. لكنَّ صَوْتَكِ ساطِعٌ، وَدَوِيَّ صَمْتِكِ يُوْقِظُ […]

قابيل

مُذْ تَجَرَّأْتَ على قَتْلِ الأخِ المَغْدورِ، يا قابيلُ، في غَفْلَةِ عَيْنٍ منْ زَمانٍ، دَأْبُهُ الإغْضاءُ عنْ غَدْرِ الزَّمانْ، وَارْتَكَبْتَ الخَطَأَ الأشْنَعَ في التّاريخِ، ما زالَتْ بَقايا نَسْلِكَ المَلْعونِ تَغْتالُ مِئاتِ الإخْوَةِ الأعْداءِ يَوْمِيًّا، وَفي غَيْرِ مَكانٍ، تَحْتَ هَذي الشَّمْسِ حَتّى مَلَأَتْ أجْداثُهُمْ رُحْبَ المَكانْ. ٭٭٭ ما جَنى هابيلُ، يا قابيلُ، كي تَبْسُطَ كَفَّيْكَ لِكَي تَغْتالَهُ، […]

عـرش

إلى «المعلّم» الشَّهيد كمال جنبلاط في ذِكرى اسْتِشْهادِهِ الثّالِثَةِ وَالأرْبَعين. (1) عَلى صَهْوَةٍ منْ غَمامٍ تَعُودُ فَيَلْبَسُ لَوْزُ الحُقولِ ثِيابَ الزَّفافِ لِيُلْقي عَلى مُقْلَتَيْكَ السَّلامْ. وَتَجْري إلى بَحْرِكَ المُطْمَئِنِّ السَّواقي لِتَرْتاحَ منْ بابلِ المُفْرَداتِ وَبُرْجِ الكَلامْ. فَكُلُّ الدُّروبِ إلَيْكَ تَقودُ، وَفِيْكَ تَصُبُّ سَواقي الأَنامْ. (2) يَشيخُ الزَّمانُ، وَما زِلْتَ رُغْمَ الغِيابِ، تُطاعِنُ خَيْلَ الزَّمانْ. وَحينَ […]

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!