كثير من الناس يعتقد إن الاكتئاب هو مرض في العقل، إلا انه ليس كذلك.
انه مرض خطير فأعراضه ليست في المزاج فقط بل في الصحة الجسدية والسلوك، وأن الاكتشافات الطبية الحديثة من خلال أحدث الأجهزة التي تقيس وظائف الجسم أثبتت أن هناك صبغة عضوية للاكتئاب من خلال الاختلال في المواد الكيماوية للدماغ والتي أحد أسبابها الضغوطات النفسية. انه من اكثر الأمراض النفسية انتشارا في العالم ، أن ما نسبته 20% من أفراد المجتمع يعانون من الاكتئاب وان نسبته عند المرأة هي ضعفها عند الرجل ، أنه مثل أمراض القلب آو السكري عدم تشخيصه المبكر وعلاجه قد يؤدي إلى مضاعفات ومعاناة كبيرة بل يعتبر من أكثر الأمراض معاناة عند المرأة.
أن شعورك بالحزن لفترة من الوقت نتيجة لفقدان عمل آو موت أحد الأقارب أو نتيجة لمشاكل أسرية أو اجتماعية لا يعني انك مصابة بالاكتئاب.
إن الاكتئاب المرضى هو إن تعاني من خمسة من الأعراض التالية ولمدة تزيد عن أسبوعين:
أن تعاني من الحزن أو هبوط في المزاج معظم الأيام ولأكثر من أسبوعين
فقدان المتعة أو الاهتمام في نشاطات كنت تقومين بها في السابق.
يجب أن يتوفر أحد الأعراض المذكورة بالإضافة إلى أربعة من الأعراض التالية
قلة أو صعوبة في النوم أو النوم بكثرة.
فقدان الشهية أو الوزن أو زيادتهما
شعور بالإجهاد أو الهزل.
النسيان، عدم القدرة على التركيز أو اتخاذ الفرارات.
التوتر الانفعال والعصبية.
كثرة التفكير بالموت وأحيانا الانتحار
الشعور بالذنب أو تأنيب الضمير.
وجود أعراض جسمية لا تتجاوب مع العلاج الطبي مثل الصداع ،الآلام المزمنة ، ضيق التنفس تسارع ضربات القلب مشاكل الجهاز الهضمي وأعراض أخري.
إصابتك بالاكتئاب لا يعني أن تشعري بجميع الأعراض فهي تختلف من شخص إلى آخر فقد تعاني من حدة وكثرة في الأعراض ويسمى الاكتئاب الكبير أو تكون الأعراض أقل حدة ويسمى الاكتئاب الصغير .
إن الاكتئاب قد يصيبك في أي عمر ومن أي عرق وفي أي طبقة اجتماعية تكونين فهو يصيب كل الأعمار والأجناس والطبقات الاجتماعية ، إن واحدة من كل أربعة من النساء تصاب في فترة ما من حياتها ، إن نسبة الاكتئاب عند النساء هي ضعف النسبة عند الرجال . وليس فقط أن انتشاره أكثر بين النساء بل إنه يصاحب بأعراض أخرى أكثر حدة منها عند الرجال كالقلق وحالات الفزع و اضطرابات في الأكل والنوم .
معظم الدراسات تحاول توضيح أسباب ازدياد نسبة الإكتئاب عند المرأة كالتالي :-
الوراثة : إن التعرض للاكتئاب تكون أكثر عند النساء التي يوجد بها تاريخ عائلي لهذا المرض .
العوامل الهرمونية والإنجاب: إن التغيرات الهرمونية التي تحصل عند المرأة لها دور كبير في التأثير على مزاج المرأة فقد دلت الأبحاث عل أن التغيرات الهرمونية لها تأثير على اختلال المواد الكيماوية في الدماغ التي تتحكم في المزاج فكثير من النساء تعاني من اضطرابات في المزاج والسلوك وأعراض جسمية خلال
الدورة الشهرية : بعض النساء تعاني من أعراض قوية تحصل بانتظام عند كل دورة مثل هبوط في المزاج والتوتر وآلام شديدة تكون من الشدة أحيانا بأن تتعارض مع الأعمال اليومية للمرأة حيث أن مضادات الاكتئاب أصبحت من العلاجات الرئيسية لهذه الحالة.
كتئاب ما بعد الولادة : حيث يتراوح ما بين شعور بالحزن إلى أعراض شديدة تحتاج إلى علاج ولكن في معظم الحالات يكون بسيطا ولا يترك مضاعفات .
الحمل والعقم :
· إن مشاكل العقم تؤدي إلى قلق وضغوطا اجتماعية قد تعرض المرأة للاكتئاب.سن اليأس وما يصاحبه من تغيرات هرمونية قد تزيد من نسبة الاكتئاب لكن بعض الدراسات أوعزت الأسباب إلى الشعور بالوحدة بعد زواج الأبناء أو سفرهم.
· الزواج والأطفال : إن الزواج هو عامل حماية للرجل وليس للمرأة إن أكثر نسب الاكتئاب عند المرأة موجودة عند النساء المتزوجات فالرجل يعمل خارج البيت ولكن نسبة كبيرة من النساء لا تقوم بذلك فهي ربة بيت وما يحمله ذلك من بعض المحبطات كالروتين المتكرر، العزلة، قلة الإمكانيات، والتقليل من قيمة الدور الذي تؤديه ربة البيت في الحياة الحديثة، وليس بأفضل المرأة التي تدخل سوق العمل حيث أن كثيرا من العمل المتوفر لهم قليل الدفع مقابل الجهد الكبير الذي يبذلوه فالضغوطات المشتركة من مشاكل البيت ومسؤوليات العمل تؤدي إلى صعوبة في التعامل معها ولكن للأسف كثير من الأزواج لا يدركون ذلك بالإضافة إلى أن العنف ضد المرأة من قبل الأزواج أصبح في تزايد مستمر .
· نوعية الشخصية : المرأة ذو التفكير المتشائم المعتمدة والتي تعاني من قلق متزايد هي عرضة للإصابة بالاكتئاب .
· الفقر : إن سبعون في المائة من المجتمع يتشكل من النساء والأطفال وحيث أن الفقر يشكل أحد العوامل التي تؤدي إلى الاكتئاب حيث الحزن وقلة المعنويات هي أحد مميزات ذوي الدخل القليل ولكن هناك دراسة كبيرة أكدت أن نسبة الاكتئاب متساوية بين الأغنياء والفقراء .
· الأمراض العضوية والأدوية: هناك أمراض عضوية مزمنة كثيرة قد تؤدي إلى الاكتئاب مثل أمراض السكري، القلب، ارتفاع أو هبوط في هرمونات الغدة الدرقية وهناك أيضا بعض الأدوية التي قد تخل في المواد الكيماوية للدماغ وتؤدي إلى ظهور الاكتئاب.
العلاج
إنه أكثر الأمراض شفاء من الناحية الطبية حيث أن ثمانون إلى تسعون بالمائة ممن يتلقون العلاج يشفون شفاء تاما من حالة الاكتئاب، إن خمس النساء المكتئبات فقط هم الذين يتلقون العلاج وإن العزوف عن العلاج قد يكون بسبب عدم الدراية بالأعراض من قبل المريض أو الطبيب أو رفض المرأة الظهور بأنها تعاني من الاكتئاب .إن علاج الاكتئاب بعد تشخيصه بعناية واستبعاد أي أمراض عضوية قد تتشابه بالأعراض والتأكد من الأمراض التي تعانين منها والأدوية التي تتناولينها يكون بالعلاج السلوكي أو العلاج بالأدوية من مضادات الاكتئاب أو الاثنين معا وهناك العلاج بالصدمات الكهربائية لحالات معينة فقط. إن معرفة أسباب الاكتئاب وخصوصا الاختلال في المواد الكيماوية في الدماغ ساعد كثيرا على اكتشاف العلاجات الحديثة لهذا المرض .
إن الاكتئاب يؤدي إلى معاناة كبيرة ليس فقط لك بل لأفراد أسرتك وللأصدقاء وللعاملين معك فقد ينتج عنه مشاكل في الأسرة أو العمل حيث أنه ضريبة كبيرة من المعاناة الإنسانية وفي أسوأ الحالات قد يؤدي إلى الانتحار وفي الحالات الصعبة قد يعني الفرق بين الحياة والموت لذلك فأهم خطوة في علاج الاكتئاب وأحيانا تكون أصعب خطوة هو أن تطلبي المساعدة الطبية .
المصدر: موقع نساء سوريا
Source: Annajah.net