كثير من المرضى عاشوا هذه الأزمات قبل العلاج والتعافي، ولا بد من التذكير الدائم.. مهما كانت حالة مريض الإدمان بأحاسيس مجهدة فإنه لا يزال لديه الخيار ليتصرف بطريقة بنّاءة، وهذه الأحاسيس مجهدة لعدة أسباب:
– يشعر بعدم الارتياح عند مشاركته للآخرين بالتحدث عن حياته لعدم تعوده على ذلك، باعتبار ان المخدر كان مسيطراً على طريقة تفكيره ومحاكمته العقلية.
– ربما تشتعل الرغبة لديه بمعاودة التعاطي حينما يتحدث عن نشاطه الإدماني.
– ربما يشعر بالندم والذنب والخجل والحسرة والحزن عند التحدث عن النتائج السلبية لماضيه الإدماني.
كل هذه الحالات واردة في حديث المريض الذاتي، لا بد ان هذه الأفكار تؤدي لزيادة الانزعاج في فترة العلاج.. ويفترض ان مشكلة معظم مرضى الإدمان تتجلى في عدم قدرتهم على ضبط الذات والصبر وتحمّل الإزعاج، وهم عاجزون عن تحمّل مشاعر الاكتئاب والقلق ونوبات الغضب التي تعصف بهم.. وما ان تستحكم بشعورهم هذه الاضطرابات تتملكهم الأفكار اللاعقلانية المعززة لتناول المخدر او المسكر، ويدور تفكيرهم اللاعقلاني حول:
– عدم تحمّل هذا الإزعاج.
– إزالة الكدر وتحويله لسعادة بسرعة.
– ضعفه أمام هذه المشاكل وعدم تحملها.
ومما لاشك فيه ان عملية تقويم مرضى الإدمان ومشكلاتهم هي جزء هام من مراحل العلاج الأولي، ويستهدف التعرف على ما يكلم المريض ذاته في أفكار سلبية، اي أن يسبر المعالج نوعية تفكيرالمريض المدمن من مشاعر وسلوك وأفعال، لهذا لابد من تفهم طبيعة هذه الدفاعات وبث الطمأنينة لنفس مريض الإدمان، وتتم دراسة مشكلة المريض بشكل تفصيلي بالتوافق ما بين الدراسة النفسية والاجتماعية معاً، ويكون تبديل سلوك المريض هو نتيجة تعاون قائم بين المريض والمعالج معاً، وجهود مشتركة.. بالطبع لا يوجد في العلاج معادلة سحرية حتمية يتأتى عنها شفاء المريض من مشكلاته، الا ان الجهود التعاونية بين الطرفين وإقبال المريض بصدق ورغبة في التعافي، تساعد على خلق المعتمد بإمكانية تبديل السلوك الإدماني.
المصدر: موقع نساء سوريا
Source: Annajah.net