السمنة عند الاطفال مرض العصر!

السمنة عند الاطفال مرض شائع في عصرنا، وذلك يعود لنتيجة التفاعل بين عدة عوامل، وهذه العوامل تعود للبيئة، التربية، للمحيط، لنوع الطعام الذي يتناوله الطفل، لوضعه النفسي، وربما للترف والبذخ في بعض الطبقات أو للوراثة… الخ. فماهي السمنة؟ هل هي مرض ام عادة مكتسبة؟ ام هي نتيجة عامل وراثي؟

كيف يمكن ان نعرف وضع السمنة عند الأطفال؟
هناك المرحلة الأولى من الطفولة – اي من 3-6سنوات – المرحلة الثانية – من 7الى 12سنة. وكلتا المرحلتين تتأثران بعدة عوامل لتنتج من خلالها السمنة, وهي:
1.       الوراثة: وهي عامل أساسي، وتكون جنيناً اما من الام او الاب او الجد او الجدة.
2.       البيئة وطبيعة المكان الذي يعيش فيه الطفل، وذلك مرتبط بالعادات الغذائية السيئة المتبعة ضمن الاسرة الواحدة، او ربما بالمجتمع والمحيط او حتى بين الاطفال ورفاقهم معاً.
3.       تناول الوجبات السريعة في المطاعم او خارجها، وهذه أيضاً عادة مكتسبة بين الاهل، فهناك ام لاتحب تجهيز الطعام او لا تجيد ذلك، او اب اعاد على ارتياد المطاعم لتناول وجباته.
4.       زيادة في افراز هرمون الانسولين والذي يسبب نقص السكر، فعندها يشعر الطفل انه بحاجة الى تناول السكريات أو الطعام.
5.       الامراض الناتجة عن زيادة أو نقص الهرمون عند الاطفال.
6.       مشاكل الغدد الصم، ومنها امراض الغدد النخامية والكورتيزون.
ماذا تعني بالعادات والمحيط والوضع الاقتصادي؟
ان العادات المتعلقة بالوضع الاقتصادي والاجتاعي والعائلي والمكتسبة .. الخ تؤثر تأثيرا كبيراً في دفع الطفل ليصبح بديناً واكثر سمنة، وذلك يعود الى التكوين العائلي في عدم الانتظام في الاكل او تناول الطعام باستمرار، وفي ساعات متأخرة من الليل، او حتى الاندفاع الى تناول الطعام الذي يحتوي على كميات عالية من الدهنيات والسكريات.
اما في ظل ظروف اجتماعية معينة نجد ان اصغر الاولاد في العائلة يتعرض اكثر للسمنة، والسبب يعود الى زيادة حنان الاهل، الالحاح في الطعام، الغنج والدلال المفرط، وترك الطفل يشتري الحلوى والسكريات والمشروبات الغازية على هواه. وكذلك يكون الوضع مماثلاً في عائلة انفصل فيها الوالدان عن بعضهما.
ماذا عن المرحة الثانية من الطفولة والتي تمتد ما بين 7-12سنة؟
نعود هنا أيضاً الى التكوين الاجتماعي لدى الطفل، والنظام داخل المنزل، فإن الساعات التي يمضيها الولد امام شاشة التلفزيون والافلام الطويلة تؤدي الى البدانة، كذلك قلة الحركة والرسوب في المدرسة، والخوف من الامتحانات، والمشاكل مع الرفاق، وقلة النوم والسهر ليلاً، جميعها اسباب وتفاعلات تؤدي الى السمنة، لذلك نشدد على حياة اجتماعية وصحية سليمة للطفل، وننصح بأن ينام الطفل باكراً.
الى ماذا تؤدي السمنة؟
كل هذه الاسباب والغريزة الغذائية التي تتنامى منذ الولادة لدى الاطفال تؤدي الى حالات وخيمة من الانهيار العصبي عند الطفل، اذا لم يخضع لنظام غذائي سليم وتحت اشراف طبيب واختصاصيين في الغذاء السليم، كي لايكون منعه عن الطعام فجائياً، فهذا يدخل الطفل والاهل في متاهات ومشاكل كثيرة هم في غنى عنها.
 
ومن مشاكل ومضاعفات السمنة عند الاطفال يلاحظ ان الطفل السمين يعاني من: مشاكل في التنقس عند اللعب او الركضِ، ارتفاع في نسبة الكولسترول ونسبة الدهنيات في الدم، ارتفاع ضغط الدم الشرياني، القدم المسطحة، مشاكل جلدية متعدد اهمها: احمرار او خيوط صغيرة نلاحظها على اليدين والقدمين والبطن وتشققات في الجلد، وانحناء في العمود الفقري، لكن حل ومعالجة مشكلة العمود الفقري يكون بالتنحيف وبحسب المرحلة التي يمر بها طفل.
كيف يكون هذا العلاج؟
في المرحلة الأولى من الطفولة، اي تحت عمر الـ7سنوات، نكتفي بارشاد الام نحو غذاء صحي سليم للطفل، وخصوصاً في تحضير الوجبات والحلويات في المنزل، وبأن تنصح الطفل وترشده نحو الامر الصحيح في ذلك، اذ ان الحمية في هذا العمر قد تسبب مشاكل نفسية ومشاكل في عملية النمو عند الطفل، لذلك نكتفي بالاشادات الصحية فقط.
اما في مرحلة 7-12سنة فنتبع العلاج الغذائي والصحي التالي:
 
تخفيف الدهون
تخفيف السكريات بين الوجبات
منع الولد عن المشروبات الغازية، او الغنية بالسكريات وخلال الوجبات.
يسمح بتقديم قطعة من الحلوى “البيتي” بين الوجبات مره في اليوم او بحسب ما يجده الطبيب أو الاختصاصي ملائماً.
تشجيع الولد على تناول النشويات.
استهلاك البروتين من مصدر نباتي وحيواني طبيعي.
تشجيع استهلاك الالياف.
وضع برنامج وجدول بأوقات تناول الوجبات.
الغاء “اللقمشة” بين الوجبات واستبدالها بوجبة خفيفة يومية قبل او بعد الظهر تحتوي على كمية بسيطة من الفاكهة او مشتقاتها.
الاكثار من تناول وجبة غنية، مثل المزج الخضار بالنشويات.
ضرورة الالتزام بالفطور صباحاً، ويجب ان يشجع الولد على ذلك.
عدم تناول الطعام خلال مشاهدة التلفزيون.
يمنع ايضاً تناول “البوشار” والبذورات على انواعها والسكريات والمشروبات الغازية اثناء مشاهدة التلفزيون.
اعتياد الطفل على تناول طعامه بشكل صحيح وصحي، مضغ الطعام جيداً بوضعية جلوس جيدة أثناء تناول الطعام.
وأخيراً تشجيع الطفل على ممارسة أي نوع من الرياضة، الركض، السباحة، كرة القدم… الخ.
ماذا لو لم يلتزم الاهل او الطفل بالارشادات والعلاج؟
هناك العديد من المضاعفات التي يمكن ان تؤثر سلباً على صحة ونمو الطفل، اذ يكون البلوغ في سن مبكر، مما يؤدي الى نقص في نمو العظم، وكذلك الى حدوث تغيرات في الدم فتؤدي الى الضغط والدهون في الدم والسكري، والى الاصابة بأمراض مستقبلية مزمنة.
وكذلك يعاني الولد بعد عمر الـ7سنوات من حالة نفسية نتيجة السمنة، اذ يشعر بشكله المزعج امام رفاقه والاصدقاء وخصوصاً عند الفتيات فيصبح اكثر ميولاً للوحدة والانزواء.

المصدر: موقع قصيمي نت

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *