قصة نجاح إيلون ماسك مؤسس تيسلا وسبيس إكس

"عليك اتخاذ العديد من الإجراءات والأفعال التي من شأنها أن تطيل الحضارة، وتقلل احتمالية حدوث عصر مظلم آخر أو تقلِّص مدته إذا وُجِد" - إيلون ماسك. يعدُّ هذا المبدأ أحد أهم المبادئ التي يعتمد عليها إيلون ماسك؛ لكن، من هو إيلون ماسك؟ وكيف كانت طفولته؟ وما هي مسيرة حياته العملية وأهم إنجازاته؟ وكيف كانت قصة نجاحه؟ وما هي مقدار الثروة التي يمتلكها؟

Share your love

ولادة إيلون ماسك ونشأته وتحصيله العلمي:

إيلون ماسك

وُلِد إيلون ماسك (Elon Musk) في بريتوريا في ترانسفال الواقعة في جنوب إفريقيا، وذلك بتاريخ 28 يونيو من عام 1971م، وهو الابن الأكبر لوالديه.

والده “إيرول ماسك”، مهندس كهروميكانيك جنوب إفريقي وطيار وبحار، ووالدته هي “ماي ماسك” -هالدي مان قبل الزواج- عارضة أزياء وأخصائية تغذية من ريجينا في ساسكاتشوان – كندا؛ ولديه شقيق أصغر منه يُدعَى “كيمبال” من مواليد عام 1972م، وشقيقة صغرى تُدعَى “توسكا” من مواليد عام 1974 ميلادي.

انتقل إيلون بعد طلاق والديه في عام 1980م للعيش في بريتوريا مع والده، ولديه منه أخ غير شقيق.

كان إيلون مولعاً بالحواسيب منذ صغره؛ فعندما كان في العاشرة من العمر، استخدم الحاسب الآلي المنزلي 8-بت، واستطاع في سن الثانية عشر أن يتعلم البرمجة بمجهوده دون أي مساعدة من أحد، كما استطاع إنشاء كود بلغة البيسك (Basic) خاص بلعبة فيديو صنعها تُدعَى “بلاستار”، وباعها بقيمة 500 دولار أمريكي تقريباً لمجلة تُدعَى “بي سي” ومكتب التكنولوجيا؛ كما كان إيلون مُحباً للقراءة، حيث كان يقرأ دائماً سلسلة أعداد الأمريكي الروسي “إسحق أزيموف”.

لم تكن طفولة إيلون سهلة مطلقاً، فقد عانى من التنمر في مراتٍ عديدة، ونُقِل في إحدى حوادث التنمر التي تعرض إليها إلى المشفى عندما رماه بعض الأولاد من على السلالم وضربوه على الأرض حتى فقد وعيه.

درس إيلون المرحلة الإعدادية في مدرسة واتركلوف الإعدادية الخاصة، وهي مدرسة تعلم المحادثة باللغة الإنكليزية؛ ومن ثم درس المرحلة الثانوية في مدرسة بريتوريا الثانوية للبنين وتخرج منها، ثم انتقل عام 1989 ميلادي إلى كندا بعد أن ساعدته والدته الكندية على الحصول على الجنسية.

التحق إيلون في السابعة عشر من العمر بجامعة كوينز في كينغستون في أونتاريو بعد أن قُبِل فيها، ثم انتقل في عام 1992م لإكمال دراسته في جامعة بنسلفانيا، وتخرج حاصلاً على شهادة البكالوريوس في علوم الفيزياء من كلية الفن والعلوم؛ ولم يكتفِ بذلك، وإنَّما قضى عاماً دراسياً إضافياً للحصول على شهادة البكالوريوس في علوم الاقتصاد من مدرسة وارتون للأعمال التابعة للجامعة ذاتها.

انتقل إيلون إلى كاليفورنيا في عام 1995 ميلادي ليكمل مشواره الدراسي ويبدأ التحضير لرسالة الدكتوراه في الفيزياء وخواص المواد في جامعة ستانفورد؛ ولكن بعد يومين فقط ترك الدراسة، وقرر أن يتفرغ ليُحقق طموحاته وينفذ أفكاره في توفير الطاقة المُتجددة للسفن الفضائية وتطوير الإنترنت، واستطاع الحصول على الجنسية الأمريكية في عام 2002م.

حياة إيلون ماسك العملية:

الحياة العملية لإيلون ماسك

بدأ إيلون حياته العملية عام 1995م، وذلك عندما أسس وأخوه “كيمبال” شركة “زيب 2” (Zip2) بواسطة مالٍ مُستثمر من قبل مجموعةٍ صغيرة من المُستثمرين المُلَّاك، وكانت هذه الشركة خاصة بالإنترنت وبرمجة المواقع، وتهدف إلى تسويق وإدارة دليل للصحف المحلية؛ وقد استطاع إيلون توقيع عقود مع كلٍّ من صحيفة نيويورك تايمز وصحيفة شيكاغو تريبيون، وإقناع مجلس الإدارة بالتراجع عن قرارهم بالاندماج مع سيتي سيرش.

كان ماسك يطمح إلى أن يكون المدير التنفيذي للشركة، ولكن لم يوافق أي عضو من أعضاء مجلس إدارة الشركة على ذلك؛ وبعد 4 سنوات من تأسيس الشركة -تحديداً في عام 1999م- اشترت شركة “كومباك” شركة “زيب 2” مقابل 307 مليون دولار نقدي، و34 مليون دولار بصورة أسهم؛ وكان نصيب إيلون من هذه الصفقة نحو 22 مليون دولار لحصته في الشركة البالغة 7%.

شارك إيلون بعد بيع “زيب 2” (Zip) بـ 10 مليون دولار أمريكي بتأسيس شركة “إكس.كوم” (x.com) في عام 1999م، وهي شركة مالية تقدم للمستخدم خدمة الدفع عبر الإنترنت، والتي اندمجت في عام 2000م مع شركة “كونفينتي”، وسُمِّيت فيما بعد “باي بال” (PayPal)، وكان لماسك النصيب الأكبر في الشركة الجديدة، حيث بلغت أسهمه نحو 11.7% من الأسهم.

نجحت الشركة في عام 2001م في كسب عدد كبير من العملاء الجدد، وذلك من خلال التسويق الذي كان مُصاحباً للإعلان عن الشركة؛ ولكن حدثت خلافات عديدة بين ماسك ومجلس إدارة شركة “باي بال”، ولعلَّ أبرز هذه الخلافات رغبة ماسك في نقل نظام الشركة من “يونكس” (Unix) إلى “مايكروسوفت ويندوز” (Microsoft Windows)، الأمر الذي دفع أعضاء مجلس الإدارة إلى إعفاء ماسك من منصبه كمدير تنفيذي للشركة، وكان ذلك في أكتوبر من عام 2000م.

بعد عامين بالضبط، وفي شهر أكتوبر، بيعَت الشركة لـ “إيباي” (eBay) بمبلغ وصلت قيمته إلى 1.5 مليار دولار، حيث بلغت حصة ماسك من هذه الصفقة 165 مليون دولار.

تأسيس شركة تيسلا (Tesla):

إيلون ماسك مع سيارة تيسلا

موَّل كلٌّ من “مارتن إيبرهارد” (Martin Eberhard) و”مارك تاربنينغ” (Marc Tarpenning) في يوليو من عام 2003م المرحلة الأولى لشركة “تيسلا”؛ ولكن في فبراير من عام 2004م استلم “إيلون ماسك” زمام القيادة وأصبح هو رئيس الشركة وبدأ مسيرة التطوير، ليصبح بعد الأزمة المالية العالمية في عام 2008 الرئيس التنفيذي للشركة، بالإضافة إلى توليه منصب المهندس المُنتِج.

صُنِعت في العام ذاته أول سيارة كهربائية في الشركة، وأُطلِق عليها اسم “تيسلا رودستار”، وهي سيارة رياضية، وقد بيع منها ما يقارب 2500 سيارة في أكثر من 30 دولة؛ كما وبدأت الشركة في 22 يوليو من عام 2012م ببيع سيارتها النموذجية “تيسلا طراز إس”، وكشفت في 9 فبراير من عام 2012م عن تيسلا موديل إكس -سيارة دفع رباعي/ ميني فان- ولكن لم تُطلَق حتى سبتمبر من عام 2015م، وتمكن ماسك من جعل شركتي “مرسيدس” وتويوتا” مُستثمرين على الأمد الطويل لشركة تيسلا، فقد صنَّع وباع أنظمة توليد الطاقة الكهربائية إلى كلٍّ من دايلمر وتويوتا.

تأسيس شركة سولار سيتي (SolarCity):

إيلون ماسك شركة سولار سيتي (SolarCity)

وضع ماسك حجر الأساس ورأس المال اللازم لتأسيس شركة سولار سيتي (SolarCity)، وأسسها أولاد عمه “ليندون” و”بيتر ريف” في عام 2006م، وأصبحت هذه الشركة ثاني أكبر شركة لأنظمة الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2016م.

إيلون ماسك والشريحة الدماغية (Neuralink):

إيلون ماسك والشريحة الدماغية (Neuralink)

أسس إيلون شركة “نيورا لينك” (Neuralink) في عام 2016م، وهي عبارة عن شركة تقنية لعلوم الأعصاب تُركز على “بناء أنظمة الواجهات العصبية الآلية”، حيث تسمح هذه التقنية لجهاز مثل الكمبيوتر بالتواصل والتفاعل مع الدماغ.

أعلن ماسك من منصة هذه الشركة عن فكرته “الشريحة الدماغية” التي يمكن زرعها داخل دماغ الإنسان، وهي كما وصفها عبارة عن روبوت صغير يدخل خيوط الأقطاب الكهربائية الدقيقة عبر الجمجمة إلى الدماغ، ووضح أنَّ الهدف من هذه الشريحة هو معالجة مجموعة واسعة من أمراض العمود الفقري والأمراض والمشكلات العصبية، بما فيها: نوبات الصرع، وتلف الدماغ، والشلل، والاكتئاب؛ ولكنَّ هذه الفكرة أثارت جدلاً كبيراً بين مؤيدٍ ومعارضٍ لها، حيثُ لاقت هذه الفكرة تأييد بعض من العلماء الذين يؤمنون بأنَّ مثل هذه الشريحة يمكنها معالجة أمراض وقف الطب التقليدي عاجزاً عن علاجها، في حين يرى أولئك الذين يؤمنون أنَّ المؤامرة تحكم العالم أنَّ هذه الشريحة هي عبارة عن أداة للتحكم بعقول البشر وتحويلهم إلى روبوتات تُؤتمَر من قبل مالك الشريحة؛ وكانت هناك ردات فعل أخرى مختلفة للكثير من علماء التكنولوجيا والأعصاب حول هذه الشريحة، والتي نذكر منها:

  1. يقول البروفيسور “أندرو جاكسون”، أستاذ الواجهات العصبية في جامعة نيوكاسل: “رغم أنَّ ماسك أظهر هندسة قوية في تصميم الروابط، إلَّا أنَّه علم أعصاب متوسط المستوى”؛ ولم يكتفِ بذلك فحسب، بل أضاف في تغريدة له على تويتر: “لا أعتقد أنَّ هناك أي شيء ثوري في عرض ماسك”؛ فما كان لماسك إلَّا أن يرد عليه قائلاً: “لسوء الحظ، فإنَّه لمن الشائع بالنسبة إلى كثيرين في الأوساط الأكاديمية أن يثمِّنوا عالياً قيمة الأفكار، ويقللوا من قيمة الجهد لتحويلها إلى واقع يؤتي ثماراً؛ فعلى سبيل المثال: فكرة الذهاب إلى القمر فكرة تافهة، لكنَّ الذهاب إلى القمر أمرٌ صعب”.
  2. يقول البروفيسور “توماس نووتني”، أستاذ المعلوماتية في جامعة ساسكس: “إنَّ التسجيل من الخلايا العصبية في الحيوانات الحية هو إجراء قياس في علم الأعصاب، ويبلغ عمره عقوداً طويلة”.

ثروة إيلون ماسك:

عندما سألته مجلة فوربس عن صافي ثروته، أجابها عبر بريده الإلكتروني قائلاً: “ترتفع هذه الأرقام وتنخفض، ولكن ما يهم حقاً هو صنع منتجات رائعة يحبها الناس”.

أظهرت مجلة “فوربس للمليارديريين الحاليين” في أواخر شهر أغسطس من العام الحالي أنَّ صافي قيمة ثروة ماسك تجاوزت 100 مليار دولار أمريكي، ليكون هو واحداً من أربعة فقط تتكون صافي قيمة ثروة كلٍّ منهم من 12 رقماً؛ فقد كانت ثروة ماسك في شهر سبتمبر من عام 2019م تزيد بنحو 6 إلى 8 مليارات دولار على مدار يومٍ واحدٍ فقط، الأمر الذي جعله يحتل المركز السابع في الترتيب العالمي لأثرياء العالم؛ ليتربع لاحقاً على عرش أثرى أثرياء العالم بصافي ثروة بلغ أكثر من 185 مليار دولار، متجاوزاً جيف بيزوس مؤسس شركة أمازون، ويتنافس الاثنان في عام 2021 على المركزين الأول والثاني في الحصول على عرش أثرياء العالم، بينما يفصلهما 30 مليار دولار أمريكي عن صاحب المركز الثالث “برنار أرنو”.

بعض الجوائز التي نالها إيلون ماسك:

بعض الجوائز التي نالها إيلون ماسك

  1. جائزة أفضل تصميم صديق للبيئة في عام 2006م لتصميمه سيارة تيسلا رودستار.
  2. جائزة أفضل رجل أعمال للعام 2007م، وذلك عن أعماله في تيسلا موتورز وسبيس إكس.
  3. جائزة أسبوع الطيران لعام 2008م لأهم إنجاز على مستوى العالم في مجال صناعة المركبات الفضائية.
  4. جائزة “جورج لو” من المعهد الأمريكي للملاحة الجوية والفضائية لأفضل مساهمة في مجال النقل الفضائي للعام 2007/2008، حيث اعتُرِف بقدرة ماسك بعد تصميمه لصاروخ “فالكون 1″، وهو أول صاروخ ذو وقود سائل من القطاع الخاص يصل إلى مدار.
  5. جائزة فون براون من الجمعية الوطنية للفضاء لعام 2008/2009، لأهم إنجاز لصناعة المركبات الفضائية.
  6. جائزة الإنجاز الوطني للمحافظة على الحياة البرية لعام 2008م لشركتي “تيسلا موتورز” و”سولار سيتي”، بالتقاسم مع الصحفي “توماس فريدمان” ومحافظ فلوريدا “شارلي كريست”، والسيناتور الأمريكي “باتريك ليهي”.
  7. أفضل مدير تنفيذي على الصعيد العالمي لعام 2010م، لدوره في القيادة والابتكار في شركة “تيسلا موتورز”، وبذلك يكون ماسك أصغر من نال هذه الجائزة.

ختاماً، سنورد لكم شهادات الدكتوراه الفخرية التي نالها إيلون ماسك:

شهادات الدكتوراه الفخرية التي نالها إيلون ماسك

  1. دكتوراه فخرية في هندسة الطيران والفضاء الجوي من جامعة سري.
  2. دكتوراه فخرية من جامعة كراكوف.
  3. دكتوراه فخرية في التصميم من مركز الفنون في كلية التصميم.
  4. دكتوراه فخرية في الهندسة والتكنولوجيا من جامعة بيل.

 

المصادر: 1، 2

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!