كيف تحبب القراءة إلى طفلك (من الشهر الأول حتى الخامسة)

كيف تحبب القراءة إلى طفلك (من الشهر الأول حتى الخامسة)

Share your love

كيف تحبب القراءة إلى طفلك (من الشهر الأول حتى الخامسة)

هل تعلم أن فترة الطفولة عند الإنسان أطول الفترات من أي كائن آخر؟ فالسبب هو إتاحة الفرصة الكافية لإعداده إعداداً شاملاً ليقوم بدوره في تعمير الأرض. وقد ثُبت علمياً أن الست سنوات الأولى من حياة الإنسان هى الأهم، حيث تتشكل فيها شخصيته وقيمه التي ستؤثر في حياته فيما بعد. والقراءة من أهم الوسائل التي تسهم في تشكيل شخصية الطفل.

سوف نلقي الضوء على الطفل من الشهر الأول إلى سن الخامسة، نتعرف من خلالها على كيف نغرس في الطفل حب القراءة بطريقة تناسب حب الطفل للعب والمرح؟ سنقدم ذلك من خلال استعراض موجز لخصائص الطفل العقلية وسلوكياته تجاه الكتب، والطرق التي يمكن اتباعها مع الطفل في كل مرحلة ليحب القراءة ويعتاد عليها.

الكتاب أول صديق لطفلك

كما يستعد الطفل للجري بتعلم المشي فإنه أيضاً يستعد لتعلم القراءة في هذه المرحلة، والتي يُطلَق عليها مرحلة ما قبل القراءة أو مرحلة الطفولة المبكرة، هذه المرحلة تمتد من ميلاد الطفل حتى سن الخامسة.

تنقسم هذه المرحلة إلى ست مراحل، ويتوقف العمر الذي يظهر فيه خصائص كل مرحلة على اهتمامات الطفل وقدراته، والكتب التي توجد في محيطه، وصبر البالغين على القراءة له في الكتب. ومن المهم جداً مراعاة خصائص كل مرحلة لأن محاولة تعليمه القراءة قبل السن المناسب ستجعله يكرهها وينفر من التعلم ومن الكتب.

ملحوظة: بعض الوسائل المستخدمة في مرحلة ما يمكن الاستمرار في استخدامها في المراحل التالية حسب قدرات وتفضيلات طفلك، غير أنه لم يتم إعادة كتابة هذه الوسائل التي يمكن الاستمرار في استخدامها في كل مرحلة منعاً للتكرار.

أولاً: مرحلة التناول باليد

السن: من الشهر الأول إلى الشهر الخامس عشر

خصائص الطفل وكيف توظفها في تحبيب القراءة إليه

  • يظهر الطفل اهتماماً عابراً بالكتب، معتبراً إياها كأي شيء يراه حوله فيضع الكتاب في فمه، ويسقطه على الأرض، ويمزق أوراقه، ويصغى لصوت الورق عندما يضغط عليه بيديه، وبهذا يكتسب خبرة أولية في عالم الكتب لأن الحواس هى بوابة الطفل للتعرف على البيئة في السنوات الأولى من حياته.
  • لا يسهل عليه التعرف حتى على الصور المألوفة، فالذي يجذبه هو ألوان الصور، وأيضاً لا تثير الحروف أي اهتمام لديه.

ثانياً: مرحلة الإشارة إلى الصور

السن: من الشهر الخامس عشر إلى الشهر الثامن عشر

خصائص الطفل وكيف توظفها في تحبيب القراءة إليه

  • يهتم بشدة بالصور ويتذكرها، فيجب أن تكون الصور كبيرة وزاهية الألوان، وتكون الأشياء مألوفة في محيطه، وبسيطة لا تحتوي على تفاصيل كثيرة ومعقدة. وأيضاً لا تثير الحروف انتباهه.
  • ممكن أن يهتم الطفل بتقليب صفحات الكتاب بنفسه أثناء مشاهدته، ولكن سرعان ما يعود إلى تمزيق الكتاب، فكن حذراً واختر له الكتب المصنوعة من القماش أو أي مادة تقاوم عبث الطفل بالكتب في هذا السن من عض وإلقاء على الأرض. من الأفضل أن تكون ألعابه مجسمة فمثلاً تحتوي على عجلات، أو عروسة مجسمة، أو أجزاء تتحرك.
  • يقلد الطفل بحماس الأصوات التي تصدرها أو الكلمات التي تنطقها تعليقاً على الصور، فتحدث معه بكلمات بسيطة، وجمل قصيرة ونطق سليم حتى تساعده على سرعة إتقان التعبير عن نفسه بالصورة الصحيحة، وشجعه على تكرار أي كلمة لكي ينطقها بشكل سليم.

ثالثاً: مرحلة تسمية الأشياء

السن: من الشهر الثامن عشر إلى عامين.

خصائص الطفل وكيف توظفها في تحبيب القراءة إليه

  • يبدأ الطفل في الإشارة إلى الصور وتسميتها، فمثلاً: يشير إلى صورة القطة ويقول “قطة”، وقد تجده في البداية يسمي أي حيوان “قطة”، فانتظر حتى تنمو حصيلته اللغوية ويتعرف على المسميات الصحيحة للأشياء تدريجياً.
  • يسأل الكبار عن الصور التي لا يعرفها، مما يعني أن الكتاب أصبح مصدراً للمعلومات بالنسبة إليه، فعلِّمه مسميات الأشياء وأجب على أسئلته برحابة صدر.
  • يقلد أصوات الحيوانات التي يرى صورها، فقم بتدريبه على النطق السليم، وشجعه على محاولاته بابتسامة منك، أو بكلمات استحسان أو تصفيق، وأيضاً يمكنك أن تشتري له الكتب التي تصدر أصواتاً.
  • يبدأ في إدراك الوضع الصحيح للصورة، فلا يضعها أمامه مقلوبة، فقم بتشجيعه على الإمساك بالكتاب وتقليب الصفحات بنفسه.

رابعاً: حب القصص البسيطة والبحث عن المعاني

السن: من عامين إلى العام الرابع

خصائص الطفل وكيف توظفها في تحبيب القراءة إليه

  • يحب أن يسمع قصة عن كل صورة.
  • تبدو الصور وكأنها أشياء حقيقية حية، فممكن أن يمد يده ليأخذ شيئاً من الصورة، أو يقبِل طفلاً في الصورة، أو يخلق لنفسه صديقاً خيالياً مستمداً من شخصية في الكتاب.
  • يزداد اهتمام الطفل بالكلام الذي يسمعه أثناء النظر إلى الصور، فاقرأ لطفلك القصص متجنباً قصص الجنِّيات والساحرات، لأن الحقيقة تختلط بالخيال عند الطفل قبل سن الخامسة
  • احكِ له القصص التي يفضل أن تدور حول الشخصيات الموجودة في محيطه والأحداث اليومية، واحك له عن الحيوانات لأن الطفل يحب الحيوانات، وممكن أن يتقبل النصيحة على لسان شخصية الحيوان في القصة أكثر مما يتقبلها من الوالدين أو المعلمة، من المهم أن تكون الشخصيات في القصة قليلة، وحتى الجماد منها متكلم، وتكون جملها قصيرة، ويكون هناك تكرار في العبارات والألفاظ، وحبذا لو تتضمن إيقاعاً في الكلمات والجمل، ومن الممكن استخدام الدمى في حكي القصص.
  • يستطيع الطفل فهم الكلمات أكثر من نطقها، فأعد عليه قراءة نفس الكتاب مرات ومرات، ولا تعطِه كتباً جديدة مرة واحدة حتى لا يفقد اهتمامه بها جميعاً وحتى يتمكن من إتقان الكلمات الواردة بكل كتاب.
  • يستطيع الطفل أن يعرف ويحترم القواعد التي تقضي بأخذ أو بعدم أخذ الكتب من أماكن معينة وإعادتها إلى أماكنها، فخصص له رفاً يضع فيه كتبه، ويكون أمامه دائماً وعلى ارتفاع مناسب ليتمكن من الوصول إليه، وضع الكتب عليه بطريقة تتيح له أن يرى أغلفة الكتب كاملة، وفي سن أكبر أضِف كتب المدرسة إلى هذا الرف ليرتبط لديه التعلم بالمتعة.
  • يهتم الطفل بالكتب التي تمده بالمعلومات عن الأشياء التي يريد أن يتعرف عليها مثل السيارات، والقطارات، والطائرات، فوفر له كتب عن الأشياء المختلفة التي يراها حوله تتضمن معلومات بسيطة، مع مراعاة أن تكون الكلمات سهلة، والجمل قصيرة والصور كبيرة وذات ألوان زاهية.
  • يبدأ الطفل في إدراك الحروف باعتبارها شيئاً آخر يغطي جزءاً من صفحات الكتاب ولكن يمر عليها دون أن تستوقفه، فضع له حروفاً أبجدية ممغنطة على الثلاجة والعب معه بها.

خامساً: مرحلة سرد القصص وملاحظة الحروف

السن: من العام الرابع.

خصائص الطفل وكيف توظفها في تحبيب القراءة إليه

  • يكتسب القدرة على تفسير الصور والتعليق عليها، ويمكنه أن يتوقع حوادث معينة ويعللها.
  • يمكن أن يعيد سرد القصص البسيطة، والذي يساعده على ذلك الصور الموجودة في القصة حيث تعد الصور وسيلة أساسية في إثارة أحاديث متبادلة بين الأطفال والكبار، وأيضاً يمكنه الإصغاء إلى عبارات مكتوبة لا تصاحبها صور، يمكنك أن تشتري له كتباً تحتوي على صور متعاقبة تمثل قصة بدون كلمات، وتشجعه أن يحكي قصة بنفسه من خلال الصور لكي يتمرن على النطق السليم وتكوين الجمل، ويكتسب الثقة بالنفس والقدرة على التعبير عن الذات. أعطِ لطفلك مساحة كافية ليشاهد الصور ويفكر فيما مر من أحداث.
  • كتب هذه المرحلة تحث الطفل على المقارنة بين الأشياء وتمييز الاختلافات بينها (حيوانات الحقل وحيوانات المنزل مثلاً) وهذا سيكون عوناً له عندما يبدأ في تعلم القراءة فيميز بين أشكال الحروف.
  • يزداد اهتمام الطفل بالحروف حتى يصبح مقارباً لاهتمامه بالصور، فيجب أن تمرنه على ذلك بأن تشير له إلى الكلمات الموجودة تحت الصور، ثم انطقها بوضوح ليدرك أهمية الكلمات وأنها تحمل معنى.
  • يحتاج الطفل إلى تراكم الخبرات حيث يبني ما يتعلمه على ما تعلمه سابقاً وما مر به من خبرات، فساعده على الربط بين ما يتعلمه وبين خبراته السابقة وخبرات الآخرين، فمثلاً كربط موقف في القصة بموقف مشابه يمر به في الحضانة أو مع إخوته، أو بما يراه في بيئته المحيطة. فكر معه وساعده أن يتعلم من القصة، فلا تلقنه ولكن ساعده على التفكير من خلال الحوار والأسئلة.

سادساً: مرحلة ما بين الرابعة والخامسة من العمر

خصائص الطفل وكيف توظفها في تحبيب القراءة إليه

  • يجد الطفل متعة في مصاحبة غيره وتفوق مهاراته الاجتماعية باهتمامه بالكتب، فحاول أن تنظم له حلقات قراءة جماعية تجمع فيها عدداً من الأطفال من الإخوة أو الأصدقاء أو الجيران، هذه الحلقة يكون فيها الكثير من القراءة، وحكاوي القصص، وممارسة بعض الألعاب والأنشطة المرتبطة بالقصة أو الكتاب.
  • يصعب على الطفل تركيز نظره فترة طويلة على أشياء دقيقة، فلذلك احرص على أن تشتري له كتباً ذات حجم وخط كبير في الكتابة، ولو كان هناك تشكيل فيفضل أن يكون لونه مميزاً عن الحروف.
  • يدرك الطفل أن هناك علاقة بين النص المطبوع والقصة، ويبدأ في الاهتمام بالقيمة اللغوية للكتاب، فلذلك اشترِ له المكعبات التي عليها حروف الكتابة لأنه يحبها في هذا السن.
  • الطفل لديه القدرة على حفظ القصص كلمة كلمة، فقم بتشجيعه على إعادة حكي القصة وتمثيلها.
  • يجد الطفل متعة في كل ما يثير الضحك كالصور الهزلية، وفي الكلام الساذج حتى إذا لم يكن له معنى. امزح مع طفلك وسوف تلاحظ أنك بحركة بسيطة جداً أو بتغيير طريقة كلامك أو نبرة صوتك يمكنك أن تثير ضحكه جداً.
  • الفت نظر الطفل إلى اتجاه الكتابة من اليمين إلى اليسار (أو من اليسار الى اليمين حسب اللغة) مع تتبع الكلمات أثناء القراءة، وحثه على تقليب الصفحات بنفسه ليتعلم اتجاه الكتابة بالعربية وبالإنجليزية.

اربط الكتاب بحياة طفلك

إن الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة يتعلم من خلال التفاعل مع البيئة واستخدام حواسه، لذلك احرص على استخدام كلمات ذات معنى مادي ملموس يتعلق بالحواس، وعلى ممارسة أنشطة مرتبطة بموضوع الكتاب تتيح له حرية الاستكشاف واللمس والتجربة، واستخدام خامات وأشياء متنوعة وذات ملامس مختلفة.

اربط الكتب بالرحلات، فمثلاً تقرأ مع طفلك كتاباً أو قصة عن الأزهار ثم تخرج الأسرة في نزهة إلى الحديقة لمشاهدة الأزهار المختلفة الأشكال والأحجام والألوان، ويمكن أن تصطحب معك الكتاب وتطلب من طفلك مثلاً أن يبحث في الحديقة عن زهرة لها نفس لون الزهرة الموجودة في الكتاب، أو يمكنك مثلاً أن تصطحب طفلك إلى حديقة الحيوان، وتحكي له قصة مرتبطة بالمكان أثناء جلوسكم للاستراحة قبل مواصلة التجول في الحديقة.

إذا نجحت في غرس حب القراءة في طفلك فسوف تكون غرست فيه حب العلم، لأن القراءة هى السبيل الرئيسي للتعلم، وهى أكبر هدية تقدمها لطفلك. وكما تعلمنا جميعاً: التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، وعلى الرغم من ذلك إذا كان طفلك قد تجاوز المرحلة السابقة إلى المرحلة الابتدائية أو الإعدادية أو حتى الثانوية فمازال هناك ما تفعله.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!